عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-18-2020, 09:51 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,729
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي حصري: معاينة أمر التكليف

معاينة أمر التكليف


الكاتب: بهاء الدين شلبي.
كتبت بتاريخ 22 أبريل 2007

هناك فارق بين تعلم السحر على وجه التفصيل، وبين مطالعته لتمييزه عن غيره والوقوف على حرمته وكشف حقيقته، وبين معاينة السحر والنظر إليه لتميزه عن غيره وإبطاله._ فتعلم السحر وتعليمه كفر صريح لقوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102]

_ أما مطالعة السحر للمتخصصين لمجرد تمييزه عن غيره والوقوف على ما فيه من كفريات لتحذير المسلمين وتنبههم وصرفهم عنه، وإقامة الحجة على المخالف، فهذا من المصالح المرسلة المنوطة بأهل الذكر والتخصص من علماء الأمة المتخصصين، تماما كما يقوم المتخصصون في مقارنة الأديان بمطالعة كتب أهل الكتاب، وكما هو ثابت أن منها ما خالطه السحر مثل كتاب (التلمود)، ومنها ما يستخدم في السحر مثل (مزامير داود)، فمطالعة هذه الكتب للمتخصصين فقط فلا حرمة فيها بدليل أن كل أهل العلم يطالعونها، مثل الشيخ (أحمد ديدات) عليه رحمة الله، وكما نهى الشيخ الألباني وابن تيمية عن كتاب (شمس المعارف الكبرى) وهذا يقتضي أنهم طالعوها حتى يميزوا ما بها من كفر، وبدون مطالعة أهل الذكر يستحيل أن يميز ما بها من كفر.

_ أما معاينة السحر أو (أمر التكليف) ولمسه والنظر إليه لتمييزه وإبطاله علاج المرضى، فهذا أيضا لا حرمة فيه، وهذا ثابت بدليل من الكتاب والسنة.

قال تعالى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى) [طه: 65: 68].

فهنا عاين موسى عليه السلام العصي والحبال المسحورة حتى خيل إليه أنها تسعى، لدرجة أن دب فيه الخوف، ولوكان في معاينة السحر حرمة لما نظرإليه موسى عليه السلام.

عن زيد بن أرقم قال سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما قال فجاءه جبريل فقال إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا في بئر كذا وكذا فأرسل من يجيء بها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه فاستخرجها فجاءه بها فحللها قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه قط حتى مات

ورواه النسائي 7112 عن هناد عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير وقال البخاري في كتاب الطب من صحيحه 5765 حدثنا عبد الله بن محمد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول أول من حدثنا به ابن جريج يقول حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولايأتيهن قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال: (ياعائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيه فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحداهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي الآخر ما بال الرجل قال مطبوب قال وما طبه قال لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقا قال وفيم قال في مشط ومشاقة قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان) قالت: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه فقال: (هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكان نخلها رؤوس الشياطين) قال: فاستخرج قالت: فقلت أفلا تنشرت؟ فقال: (أما الله فقد شفاني وأكره ان أثير على أحد من الناس شرا)

وأسنده من حديث عيسى بن يونس وأبي ضمرة أنس بن عياض وأبي أسامة ويحيى القطان وفيه قالت حتى يخيل إليه انه فعل الشيء ولم يفعله وعنده فأمر بالبئر فدفنت وذكر أنه رواه عن هشام أيضا ابن أبي الزناد والليث بن سعد وقد رواه مسلم 2189 من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير ورواه أحمد عن عفان عن وهب عن هشام به ورواه الإمام أحمد أيضا 663 عن إبراهيم بن خالد عن رباح عن معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: لبث النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولايأتى فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما الأخر ماباله قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم وذكر تمام الحديث

وقال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة من أسنان مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له بن أعصم ثم دسها في بئر لبني زريق يقال له ذروان فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولايأتيهن وجعل يذوب ولا يدري ما عراه فبينا هو نائم إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه مابال الرجل قال طب قال وما طب قاله سحر قال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال وبم طبه قال بمشط ومشاطة قال وأيت هو قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان والجف قشر الطلع والرعونة حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعورا وقال ياعائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البركة كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه وإذا فيه وتر معقود فيه اثنا عشر عقدة مغروزة بالإبرة فأنزل الله تعالى السورتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين الله يشفيك) فقال يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرا) هكذا أورده بلا إسناد فيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة ولبعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد مما تقدم والله أعلم 114

وعلى ما تقدم من روايات مختلفة، يتبين لنا مشروعية معاينة السحر والنظر إليه ولمسه، فقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم نفرا من الصحابة يستخرجوا السحر من البئر، وهذا يقتضي رؤية السحر ولمسه للتعرف عليه وإبطاله.

وعلى ما تقدم فهذا البحث يدخل في باب معاينة صور السحر لتمييزه عن غيره، ولتحذير المسلمين منه ومن شره، وفيه حجة تقام على أن اليهود سحرة، وأنهم يستخدمون السحر في استراتيجياتهم العسكرية، وفي هذا تحذير للأمة، ومصلحة عامة لهم، وعلى هذا فهو لا يحتوي على تعليم لكيفية صناعة السحرمن امور تفضي إلى تعلمه، فهي مجرد صور.

ونحن إذن نكشف بهذا البحث وأمثاله ما يقوم به السحرة من أعمال خبيثة ضد المسلمين، نكون قد قدمنا صورة حقيقية لأهمية دور المعالج الشرعي، وخاصة المعالج الذي على علم واسع، وتمييزه عن غيره من الرقاة ذوي الخبرة المحدودة، وللتفريق بينه وبين المدعي والدجال، ونكون قد قدمنا ثقافة أوسع وأكثر شمولا لدور المعالج وأهمية التمسك بالشريعة الإسلامية لمحاربة السحر والسحرة والتصدي لهم.





رد مع اقتباس