عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-08-2014, 12:34 AM
أبو الياس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ ص:82]

هنا أقسم إبليس بحق وهو عزة الله تعالى على كل من سواه ، وقسم إبليس بهذا الحق ليس من باب الحمد إنما من باب التحدي والكفر الصريح بالله تبارك وتعالى ، فكأنه يقول كما أن عزتك حق ، فغوايتي لبني آدم حق، فهذا القسم ليس محمدة لإبليس عليه لعائن الله وإلا لكان آمن واتقى ، بل هو تحدي ومجاهرة بالكفر بين يدي ربه عز وجل.

( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال:48]

خوف إبليس من الله تعالى ليس خوفاً محموداً ولا لكان نهاه خوفه عن الكفر والمكابرة ، ولكان خشي الله واتقاه ، ولكنه خوف الكافر المصر على كفره و العالم بالله وبما سيحدث له عند موته ، فإبليس خشي أن تقطف الملائكة روحه فيذهب إلى جهنم حيث لا يموت فيها ولا يحيى ، ولو أنه خشي الله حقاً بعد أن رأى الملائكة لكان آمن وتاب.

فلا خوفه ولا قسمه يُحمد عليهما ، بل يُلعن بكفره ومكابرته عن أمر الله تعالى.

ثم إن علم العالم لا يمنعه من ادعاء نقيضه إضلالاً ودجلاً، ففرعون كان يعلم أنه ليس بإله وأن ماجاء به موسى من وحدانية الله هو الحق ، لكنه مع ذلك إدعى الألوهية ، وقد قال له موسى (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) [ الإسراء:102].
ففرعون قد علم أن ماجاء به موسى هو من عند الله ، لكنه كفر وأصر على كفره وادعى بخلاق مايعتقد في قرارة نفسه ليضل قومه اتباعاً لهوى نفسه وشهوته في السلطة .

فاليهود تعلم الحقيقة لكنهم يحرفونها ويدجلون ويخلطون الحق بالباطل وهذا ديدن شياطين الإنس والجن ، وإبليس يعلم أنه ليس بإله ، ولكنه يدجل ويكذب ليضل الناس ويصرفهم عن الصراط المستقيم، خصوصاً أنه يعلم أن نهايته اقتربت جداً على يد الدابة عليها السلام، فيريد أن يصل إلى منتهى متعته وقوته قبل أن يموت ويذهب إلى جهنم وبئس المصير.



رد مع اقتباس