منتـدى آخـر الزمـان

منتـدى آخـر الزمـان (https://www.ezzman.com/vb/)
-   الأبحاث والدراسات (https://www.ezzman.com/vb/f130/)
-   -   مناقشة: علم الملكين هاروت وماروت والدجال (https://www.ezzman.com/vb/t822/)

أبو الياس 03-04-2014 01:29 AM

مناقشة: علم الملكين هاروت وماروت والدجال
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال بخصوص الرجل المؤمن .. ماذا يعني بقوله ( فيقولون له: أو ما تُؤمنُ بربِّنا ؟ فيقولُ ما بربِّنا خفاءٌ )

ماهو هذا الخفاء ؟

سؤال آخر .. الرجل المؤمن هو أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ، بمعنى أنه سيقتل شهيداً ، لكن بعد أن يحييه الدجال لن يسلط عليه ، فمن سيقتله ؟

جزاكم الله خيراً على جهودكم

بهاء الدين شلبي 03-04-2014 04:11 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الياس http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال بخصوص الرجل المؤمن .. ماذا يعني بقوله ( فيقولون له: أو ما تُؤمنُ بربِّنا ؟ فيقولُ ما بربِّنا خفاءٌ )




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وخيرا جزاكم الله وبارك فيكم

قوله (ما بربِّنا خفاءٌ) أي أن ربنا لا يخفى أمره فلا أحد يراه قبل يوم القيامة

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الياس http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif


سؤال آخر .. الرجل المؤمن هو أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ، بمعنى أنه سيقتل شهيداً ، لكن بعد أن يحييه الدجال لن يسلط عليه ، فمن سيقتله ؟

جزاكم الله خيراً على جهودكم


الرواية لها تفسيران:

التفسير الأول: قوله (أعظم الناس شهادة) أي أنه أعظم الناس شهادة عند رب العالمين على كذب الدجال .. ولا يقصد بالشهادة أنه قتل

التفسير الثاني: أن الدجال سيقتله ولكن ليس ذبحا ولكن بأن يلقيه في ناره (فيأخذُ بيديْه ورجلَيْه فيقذفُ به فيحسبُ الناسُ أنما قذفه إلى النارِ وإنما أُلقيَ في الجنةِ) فقد تكون ناره نارا حقيقية ستحرق كل من يلقى فيها لينعم في قبره بروضة من رياض الجنة

ولا مانع أن يجتمع للرواية المعنيان معا .. والله أعلم

أبو الياس 03-07-2014 09:38 PM

بارك الله في جهودك يا جند الله مجدداً ، وجعلها خالصة لوجهه الكريم.

أثار انتباهي نقطة وهي التشابه الكبير بين شخصيتي الدجال وإبليس ولوهلة ظننتهما شخصاً واحداً
  • فكلاهما لديه الهدف المشترك في إغواء بني آدم وإضلالهما
  • وكلاهما من المنظرين المعمرين من زمن آدم إلى يوم مقتلهما، ولا أعلم أحد من البشر حتى الأنبياء والرسل عليهم السلام قد عُمر وكان من المنظرين.
  • وكلاهما لديهم من العلم مالم يؤت كثير من البشر وهو علم هاروت وماروت الشريف المختلط بعلم السحر الكفري ، مع ملاحظة أن علم هاروت وماروت أُنزل على الجن فلماذا يتكبد إبليس والجن مشقة تعليمه للدجال ؟ ولما لا يخرج إبليس بنفسه ليدعي الألوهية ليضل الناس ويفتنهم كما توعد من قبل ؟
  • وكلاهما خرجوا في كل قوم ، ومن المعروف أن إبليس خرج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 48]
فعلى فرضية أن الدجال هو إبليس ، فقد خرج في كل أمة بعث لهم رسول من الله ، وقد خرج في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقد يخرج في نهاية أمة محمد عليه السلام وقد بعث لهم رسول من الله وهي الدابة عليها السلام ، فقد يخرج الدجال في قوم نبي من الأنبياء ، على فترات زمنية مختلفة وأمم مختلفة لنفس هذا النبي .. فقد قال عليه السلام (إني لأُنذرُكموه . ما من نبيٍّ إلا وقد أنذره قومَه . لقد أنذره نوحٌ قومَه . ولكن أقولُ لكم فيه قولًا لم يقلْه نبيٌّ لقومِه . تعلموا أنه أعورُ . وأنَّ اللهَ تبارك وتعالى ليس بأعورَ). الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 169
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال الله تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [يونس:47]

فقد يكون قوم النبي الواحد يتكون من عدة أمم كل أمة بعث لها رسول يخرج فيهم الدجال ، لذلك ينذر هذا النبي قومه من الدجال.

ولم يمنعني من الاستطراق في هذه الفكرة سوى الآية الكريمة ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ)[ فصلت:29]
فمؤكد هنالك رجل من الإنس قد أضل بني آدم .

لدي تساؤل: اذا كان علم هاروت وماروت يمكن حامله من إحياء الموتى ، فلماذا لم يقم أحد من الجن العالين أو الشياطين أو حتى إبليس بإحياء من يريدوا من الموتى ، وهل إحياء الموتى هي هبة من الله تعالى وحده ، أم قد تكون موجودة بعلم هاروت وماروت؟

وجزاكم الله خيراً.

سيوا 03-07-2014 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الياس http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
ولما لا يخرج إبليس بنفسه ليدعي الألوهية ليضل الناس ويفتنهم كما توعد من قبل ؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صحيح أن إبليس عليه لعنة الله توعد باغواء البشر كما ورد في قوله تعالى ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ ص:82] ... لكنه يخاف الله عز وجل كما جاء في الاية ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال:48] ... هذا بخلاف حواره مع الله سبحانه وتعالى حين رفض السجود لآدم عليه السلام ... فهو يعلم علم اليقين أنه ليس الاها... بالتالي لن يستطيع ادعاء الألوهية ... لكن لامانع من أن يسوّل لأحد من البشر فعل هذا ... وربما هذا ماسيفعله مع الدجال فعلا ...



بيان الحق 03-07-2014 11:58 PM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

أبو الياس 03-08-2014 12:34 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ ص:82]

هنا أقسم إبليس بحق وهو عزة الله تعالى على كل من سواه ، وقسم إبليس بهذا الحق ليس من باب الحمد إنما من باب التحدي والكفر الصريح بالله تبارك وتعالى ، فكأنه يقول كما أن عزتك حق ، فغوايتي لبني آدم حق، فهذا القسم ليس محمدة لإبليس عليه لعائن الله وإلا لكان آمن واتقى ، بل هو تحدي ومجاهرة بالكفر بين يدي ربه عز وجل.

( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال:48]

خوف إبليس من الله تعالى ليس خوفاً محموداً ولا لكان نهاه خوفه عن الكفر والمكابرة ، ولكان خشي الله واتقاه ، ولكنه خوف الكافر المصر على كفره و العالم بالله وبما سيحدث له عند موته ، فإبليس خشي أن تقطف الملائكة روحه فيذهب إلى جهنم حيث لا يموت فيها ولا يحيى ، ولو أنه خشي الله حقاً بعد أن رأى الملائكة لكان آمن وتاب.

فلا خوفه ولا قسمه يُحمد عليهما ، بل يُلعن بكفره ومكابرته عن أمر الله تعالى.

ثم إن علم العالم لا يمنعه من ادعاء نقيضه إضلالاً ودجلاً، ففرعون كان يعلم أنه ليس بإله وأن ماجاء به موسى من وحدانية الله هو الحق ، لكنه مع ذلك إدعى الألوهية ، وقد قال له موسى (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) [ الإسراء:102].
ففرعون قد علم أن ماجاء به موسى هو من عند الله ، لكنه كفر وأصر على كفره وادعى بخلاق مايعتقد في قرارة نفسه ليضل قومه اتباعاً لهوى نفسه وشهوته في السلطة .

فاليهود تعلم الحقيقة لكنهم يحرفونها ويدجلون ويخلطون الحق بالباطل وهذا ديدن شياطين الإنس والجن ، وإبليس يعلم أنه ليس بإله ، ولكنه يدجل ويكذب ليضل الناس ويصرفهم عن الصراط المستقيم، خصوصاً أنه يعلم أن نهايته اقتربت جداً على يد الدابة عليها السلام، فيريد أن يصل إلى منتهى متعته وقوته قبل أن يموت ويذهب إلى جهنم وبئس المصير.

سيوا 03-08-2014 01:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الياس http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ ص:82]

هنا أقسم إبليس بحق وهو عزة الله تعالى على كل من سواه ، وقسم إبليس بهذا الحق ليس من باب الحمد إنما من باب التحدي والكفر الصريح بالله تبارك وتعالى ، فكأنه يقول كما أن عزتك حق ، فغوايتي لبني آدم حق، فهذا القسم ليس محمدة لإبليس عليه لعائن الله وإلا لكان آمن واتقى ، بل هو تحدي ومجاهرة بالكفر بين يدي ربه عز وجل....




صحيح أن خوفه ليست محمدة أبدا... وليس كل من خاف اتقى ...

لكنه معترف بوجود الله سبحانه وهذا مايفيد من سياق كلامه (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ... بينما غيره ممن ادعى الالوهية لم يعترف بوجود الله أصلا ... كما جاء عن فرعون مثلا في الآية ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) [القصص:38] ...

فمن يزعم أنه إله سينكر وجود أي إله أخر غيره ... وهذا خلاف مافعله إبليس عليه لعنة الله ... فهو معترف بأن الله عز وجل ربه وخالقه ( خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ ) ... (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ...
فطالما أنه مقر بكل هذا فكيف سيدعي أنه إله ؟!!! ... أما كفره بالله تبارك وتعالى ورفضه السجود لآدم كان استكبارا وحسدا ...



سلوى 03-09-2014 12:40 AM

جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام : " وإنَّ من فتنتِه أن يقولَ لأعرابيٍّ أرأيتَ إن بعثتُ لك أباك وأمَّك أتشهدُ أني ربُّك فيقولُ نعم فيتمثَّلُ له شيطانانِ في صورةِ أبيه وأمِّه فيقولانَ يا بُنَيَّ اتَّبِعْه فإنه ربُّك وإنَّ من فتنتِه أن يُسلَّط على نفسٍ واحدةٍ فيقتلُها وينشرُها بالمنشارِ حتى يلقَى شِقَّينِ ثم يقولُ انظُروا إلى عبدي هذا فإني أَبعثُه الآنَ ثم يزعم أنَّ له ربًّا غيري فيبعثُه اللهُ فيقولُ له الخبيثُ مَن ربُّك فيقول ربيَ اللهُ وأنت عدُوُّ اللهِ أنت الدَّجَّالُ واللهِ ما كنتُ بعد أشدَّ بصيرةً بك مني اليومَ .."

الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 814
خلاصة حكم المحدث: ضعيف

قال الرسول عليه الصلاة والسلام :"الدجالُ ليس بِهِ خفاءٌ إنه يجيءُ من قِبَلِ المشرِقِ فيدعو لي فيُتَّبَعُ وينصِبُ للناسِ فيُقَاتِلُهُمْ ويظْهَرُ عليهم فَلَا يزالُ على ذلِكَ حتى يَقْدَمَ الكوفَةَ فيُظْهِرُ دينَ اللهِ ويعملُ بِهِ فيُتَّبَعُ ويُحَبُّ علَى ذَلِكَ ثم يقولُ بعد ذلِكَ إني نَبِيٌّ فَيَفْزَعُ من ذلِكَ كُلُّ ذي لبٍّ ويفارِقُهُ فَيَمْكُثُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يَقُولَ أنا اللهُ فتُغْشَى عيْنُهُ وتُقْطَعُ أذُنُهُ ويُكْتَبُ بَيْنَ عينَيْهِ كافِرٌ فَلَا يَخْفَى عَلَى كُلِّ مسلِمٍ فيفارِقُهُ كُلُّ أحدٍ منَ الخلْقِ في قلْبِهِ مثقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ من إيمانٍ ويكونُ أصحابُهُ وجنودُهُ المجوسُ واليهودُ والنصارى وهذِهِ الأعاجِمُ منَ المشركينَ ثم يدعو برجلٍ فيما يَرَوْنَ فيؤْمَرُ به فيُقْتَلُ ثم يُقَطِّعُ أعضاءَهُ كلُّ عضْوٍ علَى حِدَةٍ فيُفَرِّقُ بينَها حتى يَرَاهُ الناسُ ثم يَجْمَعُ بينَها ثم يضرِبُ بِعَصَاهُ فإذا هو قائِمٌ فيقولُ أنا اللهُ أُحْيِي وَأُمِيتُ وذَلِكَ كُلُّهُ سحرٌ يَسْحَرُ بِهِ أَعْيُنَ الناسِ ليس يَعْمَلُ مِنْ ذلِكَ شيئًا.

الراوي: عبدالله بن معتم المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/343
خلاصة حكم المحدث: فيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك

وهذا ما يعززه قوله تعالى { فَلَمَّا أَلْقُوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ وجاءوا بسحر عظيم}[الأعراف 116]. وقوله تعالى {يُخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}

قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "يَخْرُجُ الدجالُ ، فيَتَوَجَّهُ قِبَلَه رجلٌ من المؤمنينَ ، فيَلْقَاهُ المُسَالِحُ ، مُسَالِحُ الدجالِ ، فيقولونَ له : أين تَعْمِدُ ؟ فيقولُ : أَعْمِدُ إلى هذا الذي خرج ، فيقولونَ له : أَوَمَا تُؤْمِنُ بربِّنا ؟ فيقولُ : ما بربِّنا خَفَاءٌ ، فيقولونَ : اقتُلُوه ، فيقولُ بعضُهم لبعضٍ : أليس قد نهاكم ربُّكم أن تقتلوا أحدًا دونه ؟ فيَنْطَلِقُونَ به إلى الدجالِ ، فإذا رآه المؤمنُ قال : يا أَيُّها الناسُ هذا الدجالُ الذي ذَكَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فيَأْمُرُ الدجالُ به فيُشَجُّ ، فيقولُ : خُذُوهُ وشُجُّوهُ ، فيُوسَع
بطنُه وظَهْرُه ضَرْبًا ، فيقولُ : أَمَا تُؤْمِنُ بي ؟ فيقولُ : أنت المَسِيحُ الكَذَّابُ ، فيُؤْمَرُ به فيُنْشَرُ بالمِنْشارِ ، من مَفْرِقِهِ حتى يُفَرَّقَ بين رِجْلَيْهِ ، ثم يَمْشِي الدجالُ بين القِطْعَتَيْنِ ، ثم يقولُ له : قم ، فيَسْتَوِي قائمًا ، ثم يقولُ له : أَتُؤْمِنُ بي ؟ فيقولُ : ما ازددتُ فيكَ إلا بصيرةً ، ثم يقولُ : يا أَيُّها الناسُ إنه لا يَفْعَلُ بعدي بأحدٍ من الناسِ ، فيَأْخُذُه الدجالُ فيَذْبَحُه ، فيَجْعَلُ ما بين رَقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا ، فلا يستطيعُ إليه سبيلًا ، فيأخذُ بيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ فيَقْذِفُ به ، فيَحْسِبُ الناسُ أنما قذفه في النارِ وإنما أُلْقِيَ في الجنةِ ، هذا أَعْظَمُ الناسِ شهادةً عند ربِّ العالمينَ
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8048
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فمن خلال قوله : ما ازددتُ فيكَ إلا بصيرةً ، ثم يقولُ : يا أَيُّها الناسُ إنه لا يَفْعَلُ بعدي بأحدٍ من الناسِ ، فيَأْخُذُه الدجالُ فيَذْبَحُه ، فيَجْعَلُ ما بين رَقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا ، فلا يستطيعُ إليه سبيلًا" .

يمكننا القول أن الله هو الذي بعث الرجل ليعجز الدجال بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل الصالح القوي الإيمان ولا غيره من بعده فيظهر بذلك عجزه أمام الناس ويبطل ادعائه بأنه إله.

لقد كان ينتظر الدجال أن تأتي الشياطين فتتمثل في صورة الرجل الصالح ويوهم الناس أنه قد احياه، فيقول له الشيطان المتمثل كالعادة بأن الدجال هو رب العالمين فيفتن الناس اكثر ويعتقدون بألوهية هذا الأخير .

وهذا اكبر دليل على أن مسألة الموت والحياة بيد الله وحده لا يمتلكها احد غيره، نبياً كان أورسولا أو ملك مقرب وبالأحرى الدجال الكذاب، مسيح الضلالة كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه سيستعمل الشياطين لتضليل الناس وسحر اعينهم بالسحر ليظهر لهم أنه قادر على إحياء الموتى كما سبق في الأحاديث سالفة الذكر، حيث أن الشياطين تتمثل في صور المتوفين وتقلد أصواتهم فيحسب الناس أن الدجال قد بعثهم من قبورهم وهو غير صحيح.

بخلاف الأنبياء والرسل فإن الله يمنحهم معجزات وخوارق ليدلل بها على صدقهم وأنهم مرسلون من عند الله لتصديقهم وعبادة الله وحده لا شريك له.
ففي فترة خروج الدابة يحشر الله تعالى فوجا من المكذبين بآيات الله مصداقا لقوله تعالى: وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} [النمل:82-83].

فلا يمكن أن نتصور أن غير الأنبياء والرسل سيمتلكون معجزة إحياء الموتى، لانه لو جوزنا ذلك لقلنا بأن هؤلاء الأنبياء والرسل قد استخدموا السحر للتأثير على الناس.
ويمكننا الاستدلال ببعض الآيات القرآنية لتعزيز هذه الحقيقة والقاعدة الربانية، مثل قوله تعالى{ فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ترجعونها إن كنتم صَادِقِينَ}
[الواقعة:83-87]

بهاء الدين شلبي 03-09-2014 05:13 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif


فلا يمكن أن نتصور أن غير الأنبياء والرسل سيمتلكون معجزة إحياء الموتى، لانه لو جوزنا ذلك لقلنا بأن هؤلاء الأنبياء والرسل قد استخدموا السحر للتأثير على الناس.
ويمكننا الاستدلال ببعض الآيات القرآنية لتعزيز هذه الحقيقة والقاعدة الربانية، مثل قوله تعالى{ فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ترجعونها إن كنتم صَادِقِينَ}
[الواقعة:83-87]


يرجى مراجعة كلامي فلم أذكر مطلقا أن علم هاروت وماروت علم سحر .. وإنما هو علم شريف .. من تعلمه قد يفتن به فيسيء استخدامه فيما حرم الله ونهى عنه .. وبهذا العلم يحيي الله الموتى على يد من استخدم هذا العلم .. فيحيي الله من شاء .. فإذا قتل الرجل أحياه الله وإن أراد العودة لقتله منعه الله

وبكل تأكيد الشياطين لا علاقة لها بالمقتول فهي لا تقدر أن تتمثل بجثته والناس تراه وقد صار جثة أمام أعينهم .. إنما تتمثل الشياطين في صورة الأموات في قبورهم فينشق القبر ليخرج منه شيطان في صورة المتوفى فيعرفه ابنه

سلوى 03-09-2014 02:49 PM

{كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز} المجادلة:21

جاء في سورة البقرة قوله تعالى:

{وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ.....}[البقرة101-102].

هذه الآيات تبين ان هناك فريقاً من الذين أوتوا الكتاب كفروا بربهم وبالكتب التي أنزلت على انبيائهم رغم علمهم أنه الحق، ولكنهم اتبعوا ما جاءت به الشياطين من علوم السحر فانشغلوا بها واتخذوها مرجعاً وكتابا لهم ولأجيالهم القادمة، فانتشر بهذا السحر واستفحل امره، فبعث الله الملكين هاروت وماروت ليصدوا هذا السحر ويخبروا الناس بحقيقته حتى لا يعتقدوا انها معجزات ربانية، وذلك بتعليمهم الناس علوم ربانية خاصة تتصدى لعلوم السحر، وحذروا الناس من عدم توظيف هذه العلوم لاستعمالها في السحر لأن ذلك كفر.

لكن الفريق الذين أوتوا الكتاب المذكور في الآية، تعلموا هذا العلم الذي أنزل على الملكين واستعملوه في أعمال السحر، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم فورثوا هذا العلم الشيطاني لأجيالهم المتتالية إلى أن وصل إلى عصرنا هذا.

فلنعلم أن شياطين الجن ليس لديهم القدرة الكافية لنشر هذا العلم في اوساط بني البشر إلا عن طريق أيدي بشرية تفتح لهم الطريق من اجل إفساد الناس وإضلالها عن عبادة الله رب العالمين.
والله تعالى أعلم

بهاء الدين شلبي 03-09-2014 02:53 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
فبعث الله الملكين هاروت وماروت ليصدوا هذا السحر ويخبروا الناس بحقيقته حتى لا يعتقدوا انها معجزات ربانية،



ما هو الدليل أن الله أنزل الملكين ليخبروا الناس بحقيقة السحر؟

سلوى 03-09-2014 03:32 PM

قال الله تعالى :{وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ.....}[البقرة101-102

لم يًذكر الملكان هاروت وماروت الا في هذه الآيات الكريمة التي ذًكر فيها سيدنا سليمان والسحر، ومن المعلوم ان الله تعالى لا يرسل انبياء ورسلاً إلا عندما يستفحل الفساد ويطغى الكفر وعلى رأسه انتشار السحر، فيكون مجيئهم رحمة للعالمين لإزالة هذا الفساد ورد الناس الى عبادة الله وتوحيد ألوهيته وربوبيته.
وقد قال الله تعالى على لسان نبي الله سليمان {يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء}، فقوله أوتينا من كل شيء معناه ان الله أعطى كل شيء لخليفة الله في الأرض لتسيير الكون على منهج الله، فأعطاه الله جميع العلوم والفهوم، وسخر له الشياطين والجن يعملون تحت إمرته ومن هنا لا نستبعد أن هاروت وماروت كانا من جنوده لإصلاح ما فسد.

بهاء الدين شلبي 03-09-2014 05:44 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

لم يًذكر الملكان هاروت وماروت الا في هذه الآيات الكريمة التي ذًكر فيها سيدنا سليمان والسحر، ومن المعلوم ان الله تعالى لا يرسل انبياء ورسلاً إلا عندما يستفحل الفساد ويطغى الكفر وعلى رأسه انتشار السحر، فيكون مجيئهم رحمة للعالمين لإزالة هذا الفساد ورد الناس الى عبادة الله وتوحيد ألوهيته وربوبيته.


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
إن كان هاروت وماروت ملكين من الجن وكانا في جنود سليمان عليه السلام .. فلا رسل ولا أنبياء من الجن بعد خلق آدم عليه السلام .. بينما قلت في المشاركة السابقة

اقتباس:

فبعث الله الملكين هاروت وماروت ليصدوا هذا السحر ويخبروا الناس بحقيقته حتى لا يعتقدوا انها معجزات ربانية


يفهم من كلامك أن الله تعالى بعث الملكين بعد وفاة سليمان عليه السلام .. فكيف يستقيم أن الله أرسلهما بعد سليمان عليه السلام؟!!

بل الصواب أن الملكين إن كانا من أنبياء الجن فقد أوحي إليهما بما معهما من علم من قبل خلق آدم عليه السلام .. وعليه فلم يرسل لهاروت وماروت بعد سليمان عليه السلام

سلوى 03-09-2014 08:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 3934)


بل الصواب أن الملكين إن كانا من أنبياء الجن فقد أوحي إليهما بما معهما من علم من قبل خلق آدم عليه السلام .. وعليه فلم يرسل لهاروت وماروت بعد سليمان عليه السلام

صدقت، بورك فيك، ولكن أنا لم أصرح بأن الله بعث الملكين بعد سليمان عليه السلام وإنما كتبت بأنهما كانا من جنوده وكان عندهم علم رباني يتصدى لعلوم السحر.

بهاء الدين شلبي 03-09-2014 08:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
صدقت، بورك فيك، ولكن أنا لم أصرح بأن الله بعث الملكين بعد سليمان عليه السلام وإنما كتبت بأنهما كانا من جنوده وكان عندهم علم رباني يتصدى لعلوم السحر.
أنت ذكرت باللفظ الصريح أن الله بعث الملكين هاروت وما روت وهذا بعدما تبين أن هناك فريقا من الذين أوتوا الكتاب كفروا بربهم وبالكتب .. فربما التبس عليك كلامك .. وهذا نص كلامك منسوخا يؤكد صحة كلامي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

هذه الآيات تبين ان هناك فريقاً من الذين أوتوا الكتاب كفروا بربهم وبالكتب التي أنزلت على انبيائهم رغم علمهم أنه الحق، ولكنهم اتبعوا ما جاءت به الشياطين من علوم السحر فانشغلوا بها واتخذوها مرجعاً وكتابا لهم ولأجيالهم القادمة، فانتشر بهذا السحر واستفحل امره، فبعث الله الملكين هاروت وماروت ليصدوا هذا السحر ويخبروا الناس بحقيقته حتى لا يعتقدوا انها معجزات ربانية، وذلك بتعليمهم الناس علوم ربانية خاصة تتصدى لعلوم السحر، وحذروا الناس من عدم توظيف هذه العلوم لاستعمالها في السحر لأن ذلك كفر.


سلوى 03-09-2014 10:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 3938)
أنت ذكرت باللفظ الصريح أن الله بعث الملكين هاروت وماروت وهذا بعدما تبين أن هناك فريقا من الذين أوتوا الكتاب كفروا بربهم وبالكتب .. فربما التبس عليك كلامك .. وهذا نص كلامك منسوخا يؤكد صحة كلامي


نعم قولك صحيح ولكنك غفلت على أهم ما ذكرته في ردي حيث ركزت على "الذين اوتوا الكتاب" ومن هناك انطلقت لأقول بان الفريق الذين أوتوا الكتاب هم الذين تعلموا علم هاروت وماروت ، ومن هم هؤلاء "الذين اوتوا الكتاب" بالضبط ؟

كما انني ذكرت ان هاروت وماروت كانا من جنود سليمان، وأعتقد أن"الذين أوتوا الكتاب" المذكورون في الآية السابقة كانوا في عهد سليمان ثم ظهرت حقيقية كفرهم وانحرافهم ونبذهم للكتاب بعد موته.

سلوى 03-09-2014 10:30 PM

بسبب مرور الوقت المسموح للتعديل، اضع هذه المشاركة تعديلاً للتي قبلها:

نعم قولك صحيح، ربما استعملت كلمة " فبعث" في غير محلها وقصدت منها أن علم هاروت وماروت أنزل من عند الله فتنة للناس ومن أجل التصدي لعلم السحر خاصة، ولعلك غفلت على أهم ما ذكرته في ردي حيث ركزت على "الذين اوتوا الكتاب" ومن هناك انطلقت لأقول بان الفريق الذين أوتوا الكتاب هم الذين تعلموا علم هاروت وماروت ، ومن هم هؤلاء "الذين اوتوا الكتاب" بالضبط ؟

كما انني ذكرت ان هاروت وماروت كانا من جنود سليمان، وأعتقد أن"الذين أوتوا الكتاب" المذكورون في الآية السابقة كانوا في عهد سليمان ثم ظهرت حقيقية كفرهم وانحرافهم ونبذهم للكتاب بعد موته.

بهاء الدين شلبي 03-09-2014 10:52 PM

لم يثبت نصا أن علم هاروت وماروت نزل للتصدي للسحر .. بل الآية تثبت خلاف هذا تماما .. وهو أن السحرة يستفيدون من هذا العلم في تقوية السحر .. ولكن يفهم ضمنا أنه علم شريف يمكن أن يستفاد منه في الخير بينما الآية لم تركز على جانب الخير هنا

وإن صح قولك هذا فمن من البشر الذي يستخدم علم الملكين في إبطال السحر؟!!!

الآية تثبت أن الشياطين تعلم السحرة من الإنس السحر وعلم الملكين .. إذن فعلم المكلين متداول بين السحرة ولكنهم يعجزون بعلمهم التفريق بين علم السحر وبين علم الملكين مما بين أيديهم من علوم السحر

وأضيف إليك أمرا يجهله الناس .. وهو أن شياطين الجن تسلم السحرة كتبا جنية في علوم السحر وتستردها منهم عند موتهم أو اقتراب أجلهم ... وقد ذكر لي أحد المرضى أن قريب له كان لديه كتاب من كتب السحر .. ولم يكن يسمح لأحد بالاقتراب من الكتاب او لمسه .. لكن المحيطين به من المقربين له كانوا يرونه يطالع هذا الكتاب .. وكان الكتاب مميزا في شكله .. وبعد وفاته اختفى الكتاب تماما ولم يعثر له على أثر على الإطلاق

وبكل أسف فرجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند قبضهم على السحرة لا يمكنهم الوصول إلى تلك الكتب لأنهم في الأصل يجهلون بجودها لدى الساحر .. أضف إلى هذا أنه ليس من السهل الوصول إليها وضبطها فهي غالبا مخفية ولن يراها إلا الساحر فقط .. أضف إلى هذا أن من يزعم من السحرة أنهم تابوا هم في الحقيقة كذابون دجاون ولم يتوبوا ولن يتوبوا بهذه السهولة .. فالأمر جد عسير .. لو تابوا حقا لكشفوا للناس حقائق كثيرة جدا مغيبة عنهم أبسطها عن القرين المسلم وكتب السحر .. ولكنهم منافقون والناس مخدوعون فيهم

سلوى 03-10-2014 01:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 3946)

وإن صح قولك هذا فمن من البشر الذي يستخدم علم الملكين في إبطال السحر؟!!!

الآية تثبت أن الشياطين تعلم السحرة من الإنس السحر وعلم الملكين .. إذن فعلم المكلين متداول بين السحرة ولكنهم يعجزون بعلمهم التفريق بين علم السحر وبين علم الملكين


قال الله تعالى :{وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ.....}[البقرة101-102

اذا اعتبرنا ان "ما انزل على الملكين" عطف على السحر فيمكنني موافقتك على ان الآية تثبت ان الشياطين تعلم السحرة من الإنس السحر وعلم الملكين.

ولكن في حالة اعتبرنا قوله تعالى "وما أنزل على الملكين" عطف على قوله تعالى "ما تتلو الشياطين" فإنه يمكن القول أن " فريق من الذين أوتوا الكتاب" تعلموا من الملكين العلم الذي أنزل عليهما وذلك ببابل، وقد قيل أن بابل هو "باب إل" أي باب الله، أي حيث المعرج.

فأين يوجد هذا الباب (بابل) يا ترى ؟ وما هي اهمية ذكره هنا في الآية ؟ وما علاقته بهاروت وماروت؟

سلوى 03-12-2014 01:21 AM

قال الله تعالى : {وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَٰـقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يعملون } سورة البقرة:101-102

نجد أن أغلب المفسرين قالوا بأن الناس يتعلمون من الملكين ما يفرقون به بين المرء وزوجه انطلاقا من فهمهم بأن كلمة "منهما" في الآية تعود على الملكين، بينما إذا تمعنا في الآية جيدا سنجد أن كلمة "منهما" في قوله تعالى {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه...} تعود على "السحر وما أنزل على الملكين"، وبهذا ندفع التهمة عن الملكين بأنه أنزل عليهما علم يفرقون به بين المرء وزوجه.

صبح 03-12-2014 11:36 PM

اقتباس:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

ولكن قد يفتن الجني بفرط قوته تلك فيتعالى ويتكبر ويفسد قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) [البقرة: 30] فهذه الآية تدل على أن الجن تعلم بوجود خلق كانوا قبل آدم عليه السلام أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء وإلا ما تيقنوا من إفساد من استخلفه الله من بعدهم بناءا على إفساد من سبقوه في عمران الآرض .. وبدون شك فالجن كانوا قبل آدم عليه السلام وإن لم تذكر الآية هذا صراحة .. وعدم التصريح في الآية بذكر الجن يسمح باحتمال أن يكون هناك خلق كانوا قبل البشر أفناهم الله عز وجل كما سوف يفنينا جميعا .. ثم خلق آدم عليه السلام ليخلفهم في الأرض ويعمرها .. ومما يجعلني أضع هذا الاحتمال وأرجحه أن الجن لم يعمروا الأرض فقط بل يعمرون الكواكب والمجرات التي تحيط بالأرض فلا يصح أن نحسبها خاوية من الخلق لقوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29] فقوله (دَابَّةٍ) لفظ يشمل العاقل وغير العاقل ولا يصح مطلقا حصره على غير العاقل إلا بقرينة تخصص اللفظ وتحصره في العاقل أو غير العاقل .. فلا نظن أن هذا الكون الفسيح المترامي الأطراف لم يخلق إلا ليعمره البشر في مجرد كويكب صغير جدا وهو الأرض .. لذلك فتخصيص الأرض بالإفساد فيها وسفك الدماء مع عدم ذكر الجن ينفي تخصيصهم وحدهم بالإفساد وسفك الدماء .. مما يضع احتمال قائم بوجود خلق آخر خلاف الجن عمروا الأرض قبل خلق آدم عليه السلام

ذكرت كلمة "دماء " معرّفة...وكأنّ كلمة دماء معروفة في الوسط الملائكي..وكأنّ من سكن الأرض قبل آدم من الجنّ أو خاقا آخر كانت لهم دماء...فهل للجنّ دماء؟
صدق ظنّ الملائكة ..فقد سفك قابيل دم أخيه..ولم يمض على نزول آدم إلا وقت قليل..
سبحان الله..لماذا لم تتفاءل الملائكة خيرا بالخلق الجديد..لماذا لم تقل أنّه ربّما سيصلح في الأرض ويحقن الدّماء..أم أنّ الإفساد وسفك الدّماء هو المآل المحتوم لكلّ من يعش على الأرض..

اقتباس:

بل لم يكن فرعون إلا كبير أكابر السحرة في زمانه وهما هامان وقارون ولذلك أرسل الله إليهم موسى خاصة وللسحرة عامة فقال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) [غافر: 23، 24] .. ولهذا تسلط ثلاثتهم فرعون وهامان وقارون على أتباع موسى عليه السلام كما قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) [غافر: 25] .. وهؤلاء الثلاثة كانوا أكابر السحرة في زمانهم وهم خلاف علماء السحرة الذين أخضعوهم وسخروهم لخدمتهم (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) [الشعراء: 36، 37] (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الأعراف: 111؛ 113] والدليل على أن السحرة كانوا مسخرين لفرعون يعملون بغير أجر قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الشعراء: 41، 42] فسألوه الأجر إن كانوا هم الغالبين مما يؤكد على أن هذا كان خروجا عن عادتهم من العمل له بغير أجر


فرعون كان ملكا على أغنى الممالك في ذلك الزمان..كان له جنود وجيش وقادة.. .وربّما كان يخوض بهذا الجيش حروبا..و من ضروريات الجيش لكي يبقى قويا ..توفر المأكل والمشرب والمرقد والأجر الجيّد..فلا أظنّ أنّ فرعون كان يبخل على جيشه.
والسحرة كانوا فئة خاصة في ذلك الجيش..هم جنود فرعون لكن من نوع آخر..مميزين بسلاحهم..بسحرهم..لذلك ربّما كانوا يتمتعون بمستوى معيشي مادي لائق ، إن لم يكن مترف ..
و ربّما سؤالهم الأجر في الآية الكريمة..كان يقصد به المكافأة السخيّة والعطاء الجزيل..فلا أظنّ أنّ سحرة فرعون كان يعجزهم تحويل الحجر إلى ذهب. ربّما كانوا يطمحون الى امتلاك الأراضي والكنوز..أو أجر من نوع آخر..كالولاية على الممالك أو النفوذ الاجتماعي..فكان ردّ فرعون بنعم ..وإنهم سيكونون من المقرّبين..ولكم أن تتخيلوا حياة من يقرّبه فرعون منه...

بهاء الدين شلبي 03-13-2014 04:23 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
اقتباس:
ذكرت كلمة "دماء " معرّفة...وكأنّ كلمة دماء معروفة في الوسط الملائكي..وكأنّ من سكن الأرض قبل آدم من الجنّ أو خاقا آخر كانت لهم دماء...فهل للجنّ دماء؟

صدق ظنّ الملائكة ..فقد سفك قابيل دم أخيه..ولم يمض على نزول آدم إلا وقت قليل..

سبحان الله..لماذا لم تتفاءل الملائكة خيرا بالخلق الجديد..لماذا لم تقل أنّه ربّما سيصلح في الأرض ويحقن الدّماء..أم أنّ الإفساد وسفك الدّماء هو المآل المحتوم لكلّ من يعش على الأرض..



كلام الملائكة جاء على ما جرت عليه عادة من عمروا الأرض قبل البشر فلا يحمل على التفاؤل أو التشاؤم .. بينما لم ينفي رد الله تبارك وتعالى عليهم حدوث سفك دم وإفساد .. وإنما جاء مثبتا أمورا مغيبة عنهم (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

وللجن دماء بكل تأكيد لكنها تختلف عن طبيعة دماءنا .. فدماؤهم على نوعين دماء حمرا وأخرى زرقاء حسب طبيعة الجني .. والدليل أن للجن لعاب وهو من مشتقات الدم

عن أبي سعيدٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قام يُصلي صلاةَ الصبحِ وهو خلفَه فقرأ فالتَبَست عليه القراءةُ فلما فرغ من صلاتِه قال: (لو رأيتُموني وإبليسَ فأهويتُ بيديَّ فما زلتُ أختَنِقُه حتى وجدتُ بَرْدَ لُعابِه بين إصبعَيَّ هاتَينِ الإبهامِ والتي تليها ولولا دعوةُ أخي سليمانَ لأصبحَ مربوطًا بساريةٍ من سواري المسجدِ يتلاعبُ به صبيانُ أهلِ المدينةِ)

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 6/293
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد


اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
اقتباس:

فرعون كان ملكا على أغنى الممالك في ذلك الزمان..كان له جنود وجيش وقادة.. .وربّما كان يخوض بهذا الجيش حروبا..و من ضروريات الجيش لكي يبقى قويا ..توفر المأكل والمشرب والمرقد والأجر الجيّد..فلا أظنّ أنّ فرعون كان يبخل على جيشه.
والسحرة كانوا فئة خاصة في ذلك الجيش..هم جنود فرعون لكن من نوع آخر..مميزين بسلاحهم..بسحرهم..لذلك ربّما كانوا يتمتعون بمستوى معيشي مادي لائق ، إن لم يكن مترف ..
و ربّما سؤالهم الأجر في الآية الكريمة..كان يقصد به المكافأة السخيّة والعطاء الجزيل..فلا أظنّ أنّ سحرة فرعون كان يعجزهم تحويل الحجر إلى ذهب. ربّما كانوا يطمحون الى امتلاك الأراضي والكنوز..أو أجر من نوع آخر..كالولاية على الممالك أو النفوذ الاجتماعي..فكان ردّ فرعون بنعم ..وإنهم سيكونون من المقرّبين..ولكم أن تتخيلوا حياة من يقرّبه فرعون منه...


تنبهي أن نظام السحرة نظام خاص جدا له طبيعته التي يتحكم فيها شياطين الجن ... والتسخير بمعنى العمل بلا أجر أو مردود مادي هو طبيعة العمل السحري .. فالساحر عبد لدى الشيطان يحركه كيفما شاء وإن عصى فعاقبته وخيمة

وعليه فالسحرة كانوا متفرقين في المدائن والبلاد ولم يكونوا يعملون كأفرد داخل نظامي عسكري يكفل لهم أرزاقهم ومعيشتهم ويحري عليهم رواتب شهرية .. لذلك لا يصح مقارنة النظام العسكري بالنظام السحري فكل له طبيعته الخاصة

وهناك فارق بين المكافأة وبين الأجر .. فالمكافأة عادة زيادة فوق الأجر كمنحة او هدية ... وهم طلبوا الأجر مما دل على أن الأجر لم يكن على عادتهم في خدمة فرعون وانتفاء الأجر مع العمل يسمى تسخيرا .. والتسخير ما هو إلا الإكراه على العمل بغير مقابل .. وهذا ما أقره السحرة (إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) [طه: 73]

أما تحويل الحجارة إلى ذهب فهذا يدخل في سحر الخيمياء ... وهذا لا يتقنه السحرة كلهم .. ولكن من الواضح أن قارون توصلإلى هذا العلم فجنى ثروته من وراءه .. فهذا ليس سحر في متناول كل السحرة وإنما لخواصهم فقط .. فالشياطين ليست بالسذاجة لتمنح هذا العلم للحابل والنابل وإنما يظفر به خاصتهم من السحرة فقط


السحر والتسخير


الكاتب: بهاء الدين شلبي.


من الحقائق التي يجب أن نتوقف عندها لنتعرف على مفهومها، أن السحر نظام تسخير من شياطين الجن لسحرة الإنس، فلا يوجد ساحر يسخر الجن كما يروج على ألسنة الكثيرين من عوام الناس، فسواء كان الساحر صاحب مبادرة الاتصال بالشياطين، أو أن الشياطين هم من بادروا بالاتصال به، فنتيجة الاتصال في كلا الحالتين واحدة، فالساحر أشرب الفتنة، واتبع ما يمليه الشيطان عليه من السحر، فسخر الساحر نفسه بذلك لتحقيق أهداف الشيطان، بينما قبل الشيطان تعميده كساحر لما وجد فيه ما يحقق له أهدافه، وذلك مرهون بأن يبيع الساحر نفسه للشيطان، في مقابل تحصيل ما يضره في الدنيا ولا ينفعه في الآخرة، لقوله تعالى: ﴿وَيَتَعَلَمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وِلَبِئْسَ مَا شَرَوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 102].


يبدو للبعض أحيانًا أن السحر قد يحقق منافع ظاهرة، على الأقل من وجهة نظر من يلجأ إليه باعتباره وسيلة لتحقيق بعض رغباته، ولا يجدون في أنفسهم غضاضة من صنع سحر كرواج التجارة، أو المحبة، وتحقيق غير ذلك الكثير مما تتوق إليه أنفسهم، فلا مانع لديهم من تحصيل النفع طالما لم يضروا أحدًا، بغض النظر عما يجهلونه غالبًا من خزي الممارسات السحرية المحرمة، فقديمًا إبان العصور الوسطى لجأ نبلاء أوربا وأشرافها الذين كانت تعج قصورهم بالسحر والسحرة إلى تقسيم السحر من حيث أهدافه إلى (سحر خير) و(سحر شر)، وذلك خشية إدانتهم بتهمة الهرطقة إذا ما ثبت ضلوعهم في مزاولة السحر، على أمل الإفلات من الوقوع تحت طائلة أحكام (محاكم التفتيش) المجحفة آنذاك، فأدرجوا السحر الذي يحقق المنافع تحت مصطلح (السحر الأبيض)، باعتباره نقيضا لمصطلح (السحر الأسود) المتعلق بتحقيق المضار، وهذا تقسيم فاسد بني على مفهوم باطل، وتدليس صريح بهدف تبرير مزاولة السحر طالما جر نفعًا، مما يوحي بوجود نوعين من الممارسات السحرية، ممارسات خيرة تحقق المنافع، وأخرى شريرة تحقق المضار، والحقيقة أن السحر (ممارسات سرية) يتصل الساحر من خلالها بكائنات خفية وهم شياطين الجن، ومن المستحيل الحكم على ما هو سري وخفي، ولكن من الشواهد تتبين حقيقة ما خفي وبطن، ولأن الله تعالى يعلم السر وأخفى فقد حرم السحر مطلقًا، لأن الشرك عنصر أساسي في بناء السحر ظاهرًا كان أو خفيًا، ولا عبرة بأي مزاعم مختلقة وادعاءات باطلة بعد حكم الله تعالى، فلا اجتهاد مع وجود نص.


هناك فارق شاسع بين مفهوم النفع والضرر في الغاية، وبين مفهوم الخير والشر في الوسيلة، فمن يحتجون بهذا التقسيم الباطل يختارون السحر كوسيلة شريرة لا خير فيها لتحقيق غايات مختلفة إما نافعة وإما ضارة، فبما أن السحر مبني على الشرك، فهو وسيلة شريرة ومحرمة بنص شرعي لا التفاف حوله، والشر مهما حقق من رغبات فإن منتهى غايته تضر ولا تنفع، فإن كانت الأهداف نافعة، إلا أن تحصيلها بوسيلة شريرة صارت محرمة، مما أفقدها نفعها وصارت ضررًا، هذا لما تجره من عواقب وخيمة من تعجيل العقوبة الدنيوية، واستحقاق العقوبة الأخروية، فعلة تحريم السحر ليست بالنظر إلى ما يحققه من نتائج نافعة أو ضارة، ولكن لأن السحر وسيلة لها حكمها الشرعي المستقل بغض النظر عن ما يحققه من نتائج نافعة أو ضارة، فإما أن السحر خير يحل إتيانه، وإما أنه شر يحرم إتيانه، والثابت هو حرمة السحر وكفر فاعله.


فمن يلجئون للسحر عادة هم في واقع الأمر يبررون غايات نبيلة باقتراف آثام جسيمة، فالغاية مهما كانت نبيلة فهي لا تبرر قبح الوسيلة، وهي لا تكسب الوسيلة مشروعية بعد أن حرمها الله تعالى، فإن كان هناك منافع قدرية قد كتبها الله تبارك وتعالى على الإنسان، إلا أنه ابتلاه بحرية اختيار الشر والخير كوسيلة لتحصيل هذه المنافع، فالابتلاء بالخير والشر هو اختبار لمدى إيمان الإنسان، قال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء: 35]، فيقع البعض في حرمة ممارسة السحر على أنه نافع بناءًا على هذه الشبهة، ولكن بعد أن تشرب قلوبهم فتنة السحر يضربون عرض الحائط بحرمة إتيانه ويستحلون ممارسته، إذًا فالساحر منساق في السعي وراء غايته المنشودة، رغم علمه المسبق بحرمة سعيه وسوء عاقبته، بالإضافة إلى استجابته لأمر الشيطان، وإعراضه عن أمر الله تبارك وتعالى، وفي هذا دليل على أنه مسخر للشيطان، يحركه كيف يشاء، وفق أهدافه، وحسب مصالحه الخاصة.


وهذه المنافع ليست حيوية تضطر الإنسان إلى تحصيلها بفعل محرم وهو السحر، فبدونها لا يفقد الإنسان حياته، قياسا لى من اضطر إلى أكل محرم بقدر يبقي على حياته أو يسد جوعته، إن كانت الضررات تبيح المحذظورات فيرفع الله بها الإثم عن المضطر، إلا أنها لا تحل حراما، ويبقى الأصل قائما بحرمة المحظورات مستوجبة للإثم لم يتغير حكمها، ولكن للضرورة يغفر الله هذا الإثم، قال تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [البقرة: 173]، والضرورة غير مطلقة الحدود، إنما حددها الله تعالى بشرط مقيد عدم البغي والعدوان من قوله تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ). قال المفسرون: (بغير طالب للمحرم للذة أو استئثار على مضطر آخر، ولا متجاوز سد الجوعة). (1) فالساحر يتلذذ بهذه المنافع الظاهرة، والتي بدونها لا يفقد حياته، إذًا فليس ثمة ضرورة حيوية ترخص له محظورًا، حتى ولو كان السحر للحماية أو للنجاة من الموت فإن السحر لا سلطان له على الأقدار المكتوبة، والساحر يؤثر نفسه على حساب غيره، بل تجاوز قدر سد حاجته فينال حقه ويجور على حق غيره، وكلاهما بغي وعدوان صريحين يخالفان الشرط الوارد في النص الشرعي.


فرغم كونها رغبات ملحة وحق مشروع، إلا أن تحقيقها بواسطة السحر يخضعها لقوانين عالم الجن وفق ضوابط ونظم سرية خاصة تناقض الإيمان بالله تعالى، ليسيطر شياطين الجن بخصائص قدراتهم الفائقة على إرادة المسحور، فالوسيلة واحدة في جميع الأحوال مهما تغيرت الغايات، وتحقيق المطلوب بالسحر لا يتم إلا بطريقة تفوق طبيعة قدرات البشر، لذلك فالسحر ضرر محض لقوله تعالى: ﴿وَيَتَعَلَمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ﴾ (البقرة: 102)، فالمنفعة الظاهرة تنتفي أهميتها في مقابل أضرار عظيمة قد تخفى عنا، وجهلنا بهذه الأضرار ليس عذرًا يبرر مزاولة السحر، وقد حرمه الله تعالى، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجرد الذهاب إلى الساحر.


إن رواج التجارة مطلب حيوي، وحق مشروع لكل تاجر، ولكن بواسطة السحر تروج تجارة أحدهم على حساب حرية اختيار الزبون، فربما يختار المستهلك تحت تأثير السحر سلعة لا تناسب ذوقه الخاص، رغم جودتها وسعرها المناسب، ولكن بمجرد استخدامها يندم على ما يظن أنه سوء اختيار منه، فكم منا اشترى سلعة وفرح بها جدًا ثم ندم على سوء اختياره، ليكتشف أنه لم يوفق في اقتناء سلعة تناسب ذوقه الخاص، أو لم يوافق اختياره احتياجاته الفعلية، ولا يدري المشتري أنه اقتناها مسيرًا تحت تأثير (سحر رواج التجارة)، فيضطر على مضض لاستخدام ما لا يناسبه، أو يغرم شراء سلعة جديدة بمواصفات مناسبة، بينما يتخلص من السلعة التي غرم ثمنها، وانتشار مثل هذا السحر قد يثري البعض، ولكن على حساب إهدار أموال الآخرين.


هذا بخلاف أن هذا النوع من السحر يستخدمه بعض التجار لحسم المنافسات التجارية فيما بينهم، فتندفع الزبائن على تاجر لتبور سلعة الآخر، فأحدهم نال رزق مقدر وحق مشروع بواسطة السحر، لكنه حصل على رزق كان من حق تاجر آخر، فنال رزقه ورزق غيره معه، وهذا ولابد تسبب في الإضرار بالتاجر الآخر، إذًا فقد نال الساحر أكثر من حقه المشروع ورزقه المقدر، وطالما لم يقدر للساحر هذا الرزق فسوف لن ينتفع به، وإن لم يتخلص منه سريعًا لكان طامة عليه، وإن بعضهم يخدع نفسه فيزعم أن هذه بركة من عند الله، لأن كله معمول بالقرآن! للأسف يكذب ويصدق كذبه، فإن كانت حلالاً لما قام بها في السر خشية أن يعلم الناس، هذا بخلاف تدنيس كتاب الله بإقحامه في مثل هذه الأعمال الكفرية، فهذه سرقة فعلية للزبائن إلا أنها تمت بواسطة شياطين الجن، بدلاً من أن تتم بواسطة لصوص من البشر، فالوزر هنا مضاعف لأنه سرقة وشرك، فإن غفر الله السرقة بمشيئته، فإنه لا يغفر الشرك لأن الشرك أعظم الآثام، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].المحبة ضرورة ملحة في إطار العلاقات الإنسانية، وحق مشروع لكل إنسان أن يتبادل المحبة مع الآخرين، ولكن تحت تأثير السحر يبدر من البعض تصرفات لا إرادية توحي بالمحبة الظاهرة، وهذا يتم نتيجة حضور (خادم السحر) على جسد المسحور والتحام أجهزة مخهما معًا، وبذلك تنتقل أفكار ومشاعر الجني المفتعلة تلقائيًا إلى المسحور، وبدرجة حضور عالية يستطيع الجني السيطرة على الجهاز العصبي للمسحور فيسلبه إرادته أيضًا، ليتغلب بمشاعره المصطنعة على المشاعر الطبيعية للمسحور، لدرجة عجزه عن التمييز بين مشاعره ومشاعر الجني، أو الفصل بينهما، فينساق وراء هذه المشاعر وكأنها نابعة من ذاته، فيصبح بذلك مسخرًا مسلوب الإرادة، لتنتابه حالة غير مبررة من الولع والهيام، وقد يلتقم الشيطان إحليله فينفخ فيه، ليصيبه بشبق وسعار جنسي لا يطفئ لهيبه إلا لقاء محبوبه، فيعجز عن تبرير أو وقف ما يبدر منه من تصرفات لا تتفق ومشاعره الحقيقية، وربما تتعارض مع أخلاقياته التي نشأ عليها، وتخالف ما يؤمن به من معتقدات دينية، وما ذكرته هو طرف من كيفية تنفيذ الجن (لسحر المحبة)، وإلا فالقائمة تتسع لأساليب أكثر من ذلك بكثير، فهناك ما هو أشد استحكامًا وأكثر تعقيدًا، إن لم يدركها المعالج فحتمًا سيخفق في التشخيص السليم، وبالتالي يتعذر علاج المريض.


يجب أن نلتفت إلى تفوق قدرات الجن بما يتيح لهم بمشيئة الله تعالى تسخير البشر، وذلك بالتحكم في وظائف الجسم المترابطة فيما بينها، مما يمنحهم وفرة في أساليب تنفيذ النوع الواحد من السحر، ولتفاوت قدرات الجن فقد يعلمها البعض منهم، ويجهلها البعض الآخر، وقد يقدر عليها صنف معين من الجن حباهم الله تعالى بخصائص قدرات تؤهلهم لأدائها بتميز فريد، بينما تفتقر أصناف أخرى لنفس القدرات، ولكثرة الأساليب وتنوعها وشدة تعقيدها، فإنه ينقص أغلب السحرة الإلمام بها مجتمعة، خاصة من لم ينالوا قسطًا من التعليم يعجزون عن الربط بينها، هذا بسبب اتصال بعضها بفرعين هامين من فروع الطب البشري (علم التشريح Anatomy) و(علم وظائف الأعضاء Physiology)، لذلك فغالبًا لا يتدخل عوام السحرة في اختيار طريقة الجن في تنفيذ السحر، مما يحدو بالجن لاختيار أسهل الطرق عليهم، وفقًا لمقدار عبودية الساحر لهم، مما يفقد السحر حبكة الصنعة،، فيأتي السحر ضعيفًا واهنا لا يصمد أمام الملمات، وإن كان لطريقة التنفيذ أهمية بالغة في تحقيق مرادهم باستحكام جيد، إلا أنهم لا يبالون بتجديد السحر على أن يغرموا مشقة صنعه بإتقان، والمرهونة بترقيهم في العلم والعبودية للشيطان، فهم خلاف من نالوا قسطًا وافرًا من التعليم يؤهلهم لاختيار طريقة سحر أشد تأثيرًا، وأعقد في كشف ملابساتها على المسلمين من الإنس والجن.


نستطيع القول بأن السحر مقيد بالتعامل مع خصائص المادة، فإذا كان السحر على الإنس خاضعًا (لخصائص قدرات الجن)، إلا أن قدراتهم محدودة في إطار السيطرة على (خصائص مادة الإنسي)، فإن الله قد حبا الجن بقدرات خاصة تفوق قدرات الإنس، إلا أن لمادة الإنس خصائص فيزيائية وكيميائية تحكم تعامل الجن معها، فإذا امتلك الإنس نفس قدرات الجن وعلمهم لتمكنوا من التحكم في المادة الإنسية على نحو فائق يبهر بني جنسهم، وبالفعل فإن الابتكارات العلمية مكنت الإنسان من السيطرة على خصائص المادة فطوعها وفق رغباته، قال تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ﴾ [الرحمن: 33]. فالنفاذ من أقطار السموات والأرض مشروط بسلطان، وهذا السلطان لا يخرج عن إطار العلم بالسنن الكونية التي أودعها الله خصائص مادة كل شيء، فبالسنن الكونية سيطر الإنسان على الحديد ، وجرى في الطرقات، وغاص في البحار، وطفا على الماء، وطار في الهواء، ونطقت الأبواق، وكل هذا كان يبدو مستحيلاً في مراحل الجهل بالسنن الكونية لمادة الحديد.


وعلى هذا فإذا كان الإنس يستطيعون بالعلم السيطرة على مادة عالمهم، فنفس الأمر ينطبق على الجن أيضًا بالنسبة لخصائص مادة عالمهم، واضعين في الاعتبار اختلاف خصائص مادة كلاً من العالمين، بالإضافة إلى تفوق خصائص مادة الجن على خصائص مادة الإنس، وإذا كان الجن قد خلقوا قبلنا فهذا ولابد أتاح لهم فرصة كبيرة ليزدادوا علمًا وخبرة ودراية بخصائص مادة عالمنا المكشوف لهم، ولتفوق خصائص مادتهم على مادتنا وبسبب تخفيهم عنا فنحن أقل علمًا بخصائص عالمهم، لذلك فإن تدخل الجن بخصائص قدراتهم وبعلمهم الواسع بخصائص مادة عالم الإنس أهلهم للتحكم في عالم الإنس بشكل يذهل عقول البشر، وهذا مرجعه جهلنا بالسنن الكونية التي يتعامل الجن بها، ولو أتيح لنا نفس العلم والقدرات لما حدث هذا الانبهار، والأشد دهشة أن يعضلنا أحدهم بالسؤال عن كيفية قيام الجن بهذه الأمور الفائقة، فلولا عجزنا عن إدراك الكيف ما تمكن الجن من التداخل في عالمنا، وهذا التخفي هو من دلالات معنى السحر.


إن الاكتشافات العلمية المتتالية، تثبت قطعيًا بما لا يدع مجالاً للشك، مدى سعة دائرة جهلنا بخصائص مادة عالمنا، هذا في مقابل ضآلة قدراتنا على التبحر في العلم، فمهما بلغنا حدًا واسعًا من العلم فستظل قدراتنا خاضعة للظن، بدليل قبولها للتطور كل يوم، قال تعالى: ﴿حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ[يونس: 24]، فإذا كنا عاجزين عن السيطرة والتحكم في كل ما هو إنسي لمحدودية قدراتنا العلمية والعملية، رغم أنه عالم منظور ومحسوس لدينا، فإنه من المستحيل علينا إدراك خصائص عالم الجن الفائقة على عالم الإنس، وهو عالم خفي مغيب عنا، ولكن من الممكن التعرف على حقيقة وجودها فيما أوردته النصوص الشرعية، ومن واقع الاحتكاكات بين العالمين التي أفرزت لنا معلومات وفيرة تخللت الأحداث والتجارب المسجلة، مما منحنا الفرصة للتعرف بخصائصهم، ولولا الفصل بين الثقلين، لتخيلنا ما يكون عليه وضع عالمنا إذا ما تدخل الجن بعلمهم الفائق بخصائص مادة الإنس، وهذا هو السحر لا يتجاوز حد السيطرة على المادة والتلاعب بها، أما المشاعر والمعتقدات والحياة والموت والأرزاق فكل هذا لا يملك الجن أو الإنس أن يتحكموا في شيء منه، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، لكن من الممكن بالخديعة والاحتيال والتلاعب بمشاعر البشر تجاه بعضهم بعضًا، وهذا وارد حدوثه بيننا كبشر، ولا يخرج عن نطاق السنن الكونية.


فالحقيقة أن السحر لا يدخل المحبة في القلوب، وإن كان له سيطرة على الحواس الخمس والذاكرة والانتباه وغير ذلك، إلا أنه لا يتحكم في مشاعر الإنس والجن فيتنقل به من محبة إلى كراهية أو العكس، بدليل أنه بمجرد زوال السحر يتراجع المسحور عن ولعه وتخبو مشاعره، وبهذا ينال المسحور لأجله مشاعر زائفة بتأثير من الجن، فهي لا تعدو كونها محبة مفتعلة من الجن، والمريض ليس إلا مجرد واجهة تخفي دور الجن ورائها، فلو تمت الزيجة تحت تأثير السحر بموافقة طرف مسير الإرادة، لفقد الزواج أحد أهم أركانه وهو الإيجاب والقبول، وبهذا تستحل الفروج بغير ما أحل الله تعالى، لأن الإيجاب والقبول لا يتحققان إلا في ظل حرية الاختيار، وليس في ظل الإكراه والتسيير.


لذلك لا يلجأ لمثل سحر المحبة إلا جاهل بالسحر، أو شخص استحوذت شهوته ونزواته على علقه فلا هم له إلا إشباع غرائزه وإرضاء رغباته، بغض النظر عن احترام خصوصيات الآخرين ومراعاة مصالحهم، لذلك عادة ما يلجأ إلى هذا النوع من السحر أهل الفن والطرب لتشق شهرتهم في الأفاق، وأصحاب الشهوات والمجون لإشباع غرائزهم، وأهل العشق والهوى لإطفاء لوعتهم بنيل الحبيب، وأكثر ما يروج هذا السحر بين المتزوجين، فكل طرف من الزوجين يريد أن يستأثر بالطرف الآخر، سواء بدافع المحبة المفرطة والغيرة، أو الاستحواذ على ممتلكات الطرف الآخر، فبالسحر يسخر البشر بعضهم بعضًا عن طريق الجن، وربما هذا تفسير لكثير من التصرفات التي تبدر من الكثيرين حولنا ولا نجد لها مبررًا، وقس على هذا من يعتلون أعلى المناصب ويترقون في وظائفهم بتسخير رؤسائهم بالسحر، لنجد أن الأمر وسد لغير أهله، بينما الأجدر بهذا المنصب يقف صريع حيرته يضرب كفًا بكف، ولا يدري حقيقة ما تم في الخفاء، فقد باتت الرشوة والمحسوبية من الأساليب الغابرة، وحل مكانها السحر كوسيلة أكثر سرية وأمنًا، والسحر الأقوى هو الذي يغلب ويتفوق.


المصدر:
السحر والتسخير | مدونة: جند الله

صبح 03-13-2014 11:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله

هذا بخلاف أن هذا النوع من السحر يستخدمه بعض التجار لحسم المنافسات التجارية فيما بينهم، فتندفع الزبائن على تاجر لتبور سلعة الآخر، فأحدهم نال رزق مقدر وحق مشروع بواسطة السحر، لكنه حصل على رزق كان من حق تاجر آخر، فنال رزقه ورزق غيره معه، وهذا ولابد تسبب في الإضرار بالتاجر الآخر، إذًا فقد نال الساحر أكثر من حقه المشروع ورزقه المقدر


كيف يتحصل شخص على رزق شخص آخر..أليست الأرزاق موزعة ومقسّمة من الله..ولن يكون لغيرك ما كتب لك.
التاجر الساحر كسب رزقه المقدر له، لكنّ الوسيلة في تحصيله كانت السحر..أمّا التاجر المسحور له فلم يكسب ذلك المال لأنّه( ومن البداية) لم يكن مقدرا له..فكان السحر سبب ضياع الربح .

بهاء الدين شلبي 03-14-2014 12:07 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

كيف يتحصل شخص على رزق شخص آخر..أليست الأرزاق موزعة ومقسّمة من الله..ولن يكون لغيرك ما كتب لك.
التاجر الساحر كسب رزقه المقدر له، لكنّ الوسيلة في تحصيله كانت السحر..أمّا التاجر المسحور له فلم يكسب ذلك المال لأنّه( ومن البداية) لم يكن مقدرا له..فكان السحر سبب ضياع الربح .


الأمر بسيط جدا .. فلان رزقه المقدر له كذا وكذا وهو في الطريق سطى عليه شخص آخر وسلب منه رزقه .. وشخص آخر له أعوان يصرفون الزبائن عن محل فلان ويدلوهم على محله فيسرق منه الزبائن

فالشياطين تتسلط على الزبائن توسوس لهم لينصرفوا عن محل فلان .. وهذا يتم بالسحر .. وهذا مما مر بنا كثيرا جدا .. فكم من صاحب تجارة رائجة بارت وانفض عنه الزبائن رغم جودة سلعته وزهادة سعرها .. وكم من صاحب سلعة فاسدة غالية الثمن انهال الناس عليها وبعد شراءها مصيرها إلى سلة المهملات .. وكل هذا مقدر من الله تعالى

سلوى 03-14-2014 03:31 PM

[quote=جند الله;4065]

إن الاكتشافات العلمية المتتالية، تثبت قطعيًا بما لا يدع مجالاً للشك، مدى سعة دائرة جهلنا بخصائص مادة عالمنا، هذا في مقابل ضآلة قدراتنا على التبحر في العلم، فمهما بلغنا حدًا واسعًا من العلم فستظل قدراتنا خاضعة للظن، بدليل قبولها للتطور كل يوم، قال تعالى: ﴿حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ[يونس: 24]، فإذا كنا عاجزين عن السيطرة والتحكم في كل ما هو إنسي لمحدودية قدراتنا العلمية والعملية، رغم أنه عالم منظور ومحسوس لدينا، فإنه من المستحيل علينا إدراك خصائص عالم الجن الفائقة على عالم الإنس، وهو عالم خفي مغيب عنا، ولكن من الممكن التعرف على حقيقة وجودها فيما أوردته النصوص الشرعية، ومن واقع الاحتكاكات بين العالمين التي أفرزت لنا معلومات وفيرة تخللت الأحداث والتجارب المسجلة، مما منحنا الفرصة للتعرف بخصائصهم، ولولا الفصل بين الثقلين، لتخيلنا ما يكون عليه وضع عالمنا إذا ما تدخل الجن بعلمهم الفائق بخصائص مادة الإنس، وهذا هو السحر لا يتجاوز حد السيطرة على المادة والتلاعب بها، | مدونة: جند الله[/url][/quote]

الجن سكنوا الأرض وعمروها قبل الإنس فكانوا أصحاب كتاب وشريعة ، ولكن الله سبحانه وتعالى لما خلق آدم فضله على جميع مخلوقاته وجعله خليفة في الأرض فسخر له ما في السماوات وما في الأرض.
لقد علمه الله علما لم تعلمه حتى الملائكة الكرام فقال تعالى :
{َعلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} سورة البقرة:32
كيف نفسر تفوق الجن على الإنس رغم أن الله عز وجل وهب لخليفته في الأرض علما يفوق علم جميع مخلوقاته؟
وبارك الله فيك على هذا البحث القيم وزادك الله فتحا وعلما

بهاء الدين شلبي 03-14-2014 06:56 PM

[QUOTE]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة (المشاركة 4087)
اقتباس:
الجن سكنوا الأرض وعمروها قبل الإنس فكانوا أصحاب كتاب وشريعة ، ولكن الله سبحانه وتعالى لما خلق آدم فضله على جميع مخلوقاته وجعله خليفة في الأرض فسخر له ما في السماوات وما في الأرض.
لقد علمه الله علما لم تعلمه حتى الملائكة الكرام فقال تعالى :
{َعلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} سورة البقرة:32
كيف نفسر تفوق الجن على الإنس رغم أن الله عز وجل وهب لخليفته في الأرض علما يفوق علم جميع مخلوقاته؟
وبارك الله فيك على هذا البحث القيم وزادك الله فتحا وعلما


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالرجوع إلى الآية يقول تعالى: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [البقرة: 31] نجد أن الله تبارك وتعالى (عَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) فحدد الله عز وجل ما علمه لآدم عليه السلام وهو (الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) ولم يقل العلوم كلها .. وحتى لم يقل علما من العلوم

وحول معنى (هَؤُلَاءِ) في معجم: اللغة العربية المعاصر "اسم إشارة لجماعة الذُّكور أو الإناث دخلت عليه ( ها ) التَّنبيه ، وهو للقريب .."

فكلمة (هَؤُلَاءِ) إسم إشارة للعاقل سواء لجمع من الذكور أو الإناث أو كلاهما معا .. ومن النادر أن يشار بها تجاوزا لغير العاقل كما في قوله تعالى: (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ) [الأنبياء: 65] .. وقوله تعالى: (لَوْ كَانَ هَؤُلاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ) [الأنبياء: 99] حقيقة أن الأصنام غير عاقل إلا أنها من وجهة نظر المشركين يعاملونها معاملة العاقل وهذا استثناء على الأصل لا يغير من أصل استخدام كلمة (هَؤُلَاءِ) للإشارة للعاقل

نخلص من هذا إلى أن الله عز وجل علم آدم أسماء أشخاص عقلاء لم تعرف الملائكة عنهم شيئا بعد ولا حتى أسماءهم لأنهم لا يعلمون إلا ما علمهم ربهم فقط فهم لا يعلمون الغيب قال تعالى: (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [البقرة: 32] فأصحاب تلك الأسماء هم مخلوقات عاقلة كانوا في علم الغيب .. فلا تعلم الملائكة عن وجودهم شيئا بدليل أنهم لا يعلمون أسماءهم والشاهد على هذا قوله تعالى (قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) [البقرة: 33] .. بينما لأطلع الله عز وجل آدم عليه السلام عليهم .. وعلمه أسماءهم لقوله (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)

فمن هؤلاء العقلاء الذين أطلع الله عز وجل آدم عليهم؟ وما صلتهم بآدم حتى يختصه بمعرفتهم ومعرفة أسماءهم دون الملائكة؟ وإن كانت الملائكة رأت من تجارب سابقة على الأرض أن من عمروها أفسدوا فيها وسفكوا الدماء ... فإن الله عز وجل أراد أن يثبت لهم عدة أمور منها

[الأمر الأول] خطأ ظنهم بأن كل من سيعمر الأرض سيفسد فيها فأظهر لهم أقواما صالحين .. بدليل أنه آثر آدم عليه السلام بمعرفة أسماءهم والإيثار لا يكون إلا بخير

[الأمر الثاني] أن يؤكد للملائكة على أنه علام الغيوب

[الأمر الثالث] أن الله يؤثر بعلمه من يشاء فعلم آدم ما لم يعلمه للملائكة

وجوابي على الأسئلة المطروحة: أن الله خلق أرواح بني آدم عليه السلام وقرائنهم المؤمنين من ذرية آدم خاصة المصطفين الأخيار وسائر المؤمنين .. وعرفهم بنفسه تبارك وتعالى وأمنوا به .. لذلك قال تعالى: (إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172]

فأطلع آدم عليه السلام عليهم وعلمه أسماءهم .. فكلما خلق الله عز وجل إنسانا دبت فيه روحه واقترن به قرينه المؤمن ممن شهدوا هذا الموقف العظيم المهيب وأمنوا بربهم .. ثم منهم المؤمن ومنهم الكافر

أنَّ عمرَ سأل عن هذهِ الآيةِ : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } قال : قرأ القعنبيُّ الآيةَ، فقال عمرُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئل عنها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (إنَّ اللهَ عز وجل خلق آدمَ، ثم مسح ظهرَه بيمينِه، فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للجنةِ وبعمل أهلِ الجنةِ يعملون، ثم مسح ظهرَه فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للنارِ وبعمل أهل ِالنارِ يعملون) . فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ، ففيمَ العملُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ عز وجل إذا خلق العبدَ للجنةِ استعمله بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ فيدخله به الجنةَ، وإذا خُلق العبدُ للنارِ استعمله بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتُ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ فيدخلُه به النارَ)

الراوي: مسلم بن يسار الجهني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4703
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هذه أدلتي على ما وصلني علمه من الجن المسلم .. والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم بالحق .. فأنا أجتهد فأصيب برشد من الله وأخطئ بضلال مني ومن الشيطان

صبح 03-14-2014 09:50 PM

اقتباس:
اقتباس:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنَّ عمرَ سأل عن هذهِ الآيةِ : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } قال : قرأ القعنبيُّ الآيةَ، فقال عمرُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئل عنها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (إنَّ اللهَ عز وجل خلق آدمَ، ثم مسح ظهرَه بيمينِه، فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للجنةِ وبعمل أهلِ الجنةِ يعملون، ثم مسح ظهرَه فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للنارِ وبعمل أهل ِالنارِ يعملون) . فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ، ففيمَ العملُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ عز وجل إذا خلق العبدَ للجنةِ استعمله بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ فيدخله به الجنةَ، وإذا خُلق العبدُ للنارِ استعمله بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتُ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ فيدخلُه به النارَ)

الراوي: مسلم بن يسار الجهني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4703
خلاصة حكم المحدث: صحيح

السلام عليكم ورحمة الله

عذرا ولكن ..لو قرأ هذا الحديث أحد المشككين بالدّين لاتخذه تبيانا يشكك به في عدل الله سبحانه وتعالى..
فبالنظر الى الحديث الشريف فانّه يفهم منه أنّ الله يخلق الانسان وهو معلوم من البدء أنّه من أهل النّار أو الجنّة..
أي أنّ الله عند خلق النّاس يخلق البعض للجنّة أي مصيرهم الجنّة...ويخلق البعض للنّارأي مصيرهم النّار..فيجعل أهل الجنّة يعملون الخير ويرزقهم حسن الخاتمة..
بينما أهل النّاريخلقهم من الأساس موّجهين الى النّار، فيجعلهم يقومون بأعمال الشر..حتّى يموتون على سوء الخاتمة فيدخلون النّار..
أين هي حريّة الاختيار؟.. أين هو عدل الله ؟..لماذا يختار الله أناسا للجنّة وآخرين للنار..ماذنب من يدخلون النّاروهم لا يتحكمون في أفعالهم ومصائرهم ..ومآلهم قد أختير حتّى قبل أن يولدوا..

بهاء الدين شلبي 03-14-2014 10:09 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
اقتباس:

السلام عليكم ورحمة الله

عذرا ولكن ..لو قرأ هذا الحديث أحد المشككين بالدّين لاتخذه تبيانا يشكك به في عدل الله سبحانه وتعالى..
فبالنظر الى الحديث الشريف فانّه يفهم منه أنّ الله يخلق الانسان وهو معلوم من البدء أنّه من أهل النّار أو الجنّة..
أي أنّ الله عند خلق النّاس يخلق البعض للجنّة أي مصيرهم الجنّة...ويخلق البعض للنّارأي مصيرهم النّار..فيجعل أهل الجنّة يعملون الخير ويرزقهم حسن الخاتمة..
بينما أهل النّاريخلقهم من الأساس موّجهين الى النّار، فيجعلهم يقومون بأعمال الشر..حتّى يموتون على سوء الخاتمة فيدخلون النّار..
أين هي حريّة الاختيار؟.. أين هو عدل الله ؟..لماذا يختار الله أناسا للجنّة وآخرين للنار..ماذنب من يدخلون النّاروهم لا يتحكمون في أفعالهم ومصائرهم ..ومآلهم قد أختير حتّى قبل أن يولدوا..


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يجب أن نحمل ظاهر الحديث على ما يليق بجلال الله تبارك وتعالى .. فلا يصح أن نقيس ما يليق بالله تعالى على ما يليق بالإنسان .. فهذه مقارنة فاسدة لا تصح وتنطوي على إلحاد بصفات الله وأسماءه

كيف هذا الكلام؟!

الإنسان عندما يقول سأختار كذا وكذا وسأفعل كذا وكذا ولا أبالي .. فإنه يختار عن جهل بعواقب الأمور .. وعندما يختار فإنه يختار عشوائيا

أما الله تبارك وتعالى عندما يفعل ما ورد في الحديث فإنه يفعله عن علم مسبق بما سيفعله أصحاب الجنة وأصحاب النار لأنه علام الغيوب .. فحاشى لله وكلا أن يختار عشوائيا جماعة من الناس فيدخلهم الجنة وهم لا يستحقون .. أو يختار جماعة يدخلهم الجنة وهم لا يستحقون فهذا يتحارض مع كونه أحكم الحاكمين

فالحديث يحمل على معنى أن الله علم أن هؤلاء سيكفرون فجمعهم معا وقدر لهم عقوبة النار ولا يبالي .. فلا راد لحكمه .. وحكمه هنا حكم عادل .. وأقوام آخرون علم بالغيب أنهم سيؤمنون فقدر لهم الجنة جزاءا لهم ولا معقب لحكمه

أما أن نحمل الحديث على معنى أن الله لا يعلم ما سيفعله هؤلاء أو هؤلاء .. ثم اختار عشوائيا جماعة فأدخلهم الجنة وآخرين يدخلهم النار .. فهذا إلحاد صريح .. وطريقة باطلة لفهم الحديث

يجب أن نفهم النص في ضوء الفهم الصحيح للأسماء والصفات وإلا تعارض فهمنا مع ثوابت الإيمان

أتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت

سلوى 03-14-2014 10:09 PM

[quote=جند الله;4088]
اقتباس:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجوابي على الأسئلة المطروحة: أن الله خلق أرواح بني آدم عليه السلام وقرائنهم المؤمنين من ذرية آدم خاصة المصطفين الأخيار وسائر المؤمنين .. وعرفهم بنفسه تبارك وتعالى وأمنوا به .. لذلك قال تعالى: (إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172]

فأطلع آدم عليه السلام عليهم وعلمه أسماءهم .. فكلما خلق الله عز وجل إنسانا دبت فيه روحه واقترن به قرينه المؤمن ممن شهدوا هذا الموقف العظيم المهيب وأمنوا بربهم .. ثم منهم المؤمن ومنهم الكافر



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا يمكن أن نتصور أن الله خلق آدم ولم يعلمه العلوم الأساسية لكي يتمكن من العيش في الأرض خاصة أنه نبي موحى اليه من عند ربه، واذا وافقتك على ما ذهبت اليه بأن المقصود من تلك الأسماء التي علمها الله لآدم هي أسماء أرواح بني آدم وقرائنهم المؤمنينن فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن أرواح بني آدم وقرائنهم المؤمنين لديهم مقاماً وقوة ودوراً عظيماً في هذا الكون ، لأنه بسبب هذه الأرواح والقرائن المؤمنة فضل بنو آدم على جميع خلق الله.

ومن هنا نستنتج ان عمل السحرة يتركز كثيرا على سحر ارواح بني آدم وقرائنهم المؤمنة لكي يتمكنوا من السيطرة على هذا الكون.

فما هو يا ترى دور هذه الأرواح والقرائن المؤمنة بالتحديد في هذا الكون ؟

بهاء الدين شلبي 03-14-2014 10:23 PM

[quote]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أميمة (المشاركة 4092)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا يمكن أن نتصور أن الله خلق آدم ولم يعلمه العلوم الأساسية لكي يتمكن من العيش في الأرض خاصة أنه نبي موحى اليه من عند ربه، واذا وافقتك على ما ذهبت اليه بأن المقصود من تلك الأسماء التي علمها الله لآدم هي أسماء أرواح بني آدم وقرائنهم المؤمنينن فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن أرواح بني آدم وقرائنهم المؤمنين لديهم مقاماً وقوة ودوراً عظيماً في هذا الكون ، لأنه بسبب هذه الأرواح والقرائن المؤمنة فضل بنو آدم على جميع خلق الله.

ومن هنا نستنتج ان عمل السحرة يتركز كثيرا على سحر ارواح بني آدم وقرائنهم المؤمنة لكي يتمكنوا من السيطرة على هذا الكون.

فما هو يا ترى دور هذه الأرواح والقرائن المؤمنة بالتحديد في هذا الكون ؟


أنا أجبت عن سؤالك تحديدا وبينت لك ظاهر الآية ولم أتي بقول من عندي .. الآية لا تثبت أن الله علم آدم أي علوم كما ذكرت أنت .. وإن كنت مصرة على هذا القول فيلزمك دليل صريح .. لكن بشرط أن يكون من خارج الآية التي استشهدت بها لأنها لا تتضمن ما ذهبت أنت إليه

أما كلامك هنا فهو خارج موضوع البحث وسيدخلنا في مسألة بحثية أخرى لا علاقة لها من قريب أو بعيد بعلم الملكين هاروت وماروت والدجال.. فنحن نريد الالتزام بموضع البحث وعدم تشتيت أذهاننا بأي مواضيع جانبية وإن كانت مهمة

ولكن اختصر الرد في كلمات قليلة لغلق باب الكلام هنا في هذه المسألة

الأرواح جنود من جنود الله ومخلوقات يتأثر بها الإنسان وتتأثر به .. والقرائن كذلك نفس الأمر ... وبالتالي فلابد من أجل سيطرة السحر على الإنسان من عزله عن روحه وعن قرينه حتى تتمكن الشياطين من السيطرة عليه .. لذلك فالورد القرآني جزء أساسي من العلاجي لأنه يقوم بترميم العلاقة بين المريض وروحه وقرينه فتقوى الصلة بينهم ويسترد الإنسان عافيته تدريجيا بينما تخف سلطة الشياطين عن المريض في اتجاه الشفاء

نحن علاقتنا بأرواحنا وقرائننا المؤمنة متهتكة ومدمرة تماما .. لأن علاقة بديننا علاقة هشة لا وزن ولا قيمة لها .. وهذا السبب الرئيسي في تفشي وباء السحر والمس .. ولولا رحمة الله وحلمه بنا لخسف بنا ولنسفنا نسفا ولمسخنا قردة وخنازير .. وإن فعل هذا فهو منتهى العدل منه والإنصاف فالله لا يظلم أحدا أبدا .. وسوف يفعل الله عز وجل بنا هذا قريبا جدا جدا جدا .. وأقرب مما تخيلون .. وراجعوا الأحاديث فسوف تجدوا الأدلة على ما أقول وفيرة غزيرة صحيحة

صبح 03-14-2014 10:32 PM

السّلام عليكم ورحمة الله.

اذا صحّ وكان من يرافق الدّجال نبيين من الجنّ..فانّها فتنة للجن أيضا وليس فتنة للبشر فقط..اذكيف لنبيين كهاروت وماروت أن يكونا مع دجّال وهما يعرفان أنّه دجال..هل يجهلان أمره؟أم أنّ الله هو من أوحى اليهما وأمرهما باتباعه؟..
واذا كانا يعرفان حقيقته..فلماذا لم يبتعدا عنه..ويخبرون الخلق كلّهم بأنّه هو الدّجال فلا يقربوا منه..لماذا لا يحاولان التخلص منه..أم أنّ قوّة الدّجال تفوق قوّة نبيين من الجن..؟
-الرّسول محمد (عليه الصلاة والسّلام) قال أنّه اذا ظهر الدّجال في وقته فسيكون هو حجيجه، فلماذا لم يحاجج هاروت وماروت الدّجال وهما نبيين؟
وحين يقول الدّجال للناس (أي للجن والأنس) بأنّه هو الاله..لماذا يهمس النبيّ الأوّل بأنّ الدّجال كاذب.. لماذا لا يصدح بصوته..فيسمعه النّاس..بينما الثاني يسمع النّاس صوته حين يقول صدقت..

سلوى 03-14-2014 10:40 PM

[quote=جند الله;4094]
اقتباس:



الأرواح جنود من جنود الله ومخلوقات يتأثر بها الإنسان وتتأثر به .. والقرائن كذلك نفس الأمر ... وبالتالي فلابد من أجل سيطرة السحر على الإنسان من عزله عن روحه وعن قرينه حتى تتمكن الشياطين من السيطرة عليه .. لذلك فالورد القرآني جزء أساسي من العلاجي لأنه يقوم بترميم العلاقة بين المريض وروحه وقرينه فتقوى الصلة بينهم ويسترد الإنسان عافيته تدريجيا بينما تخف سلطة الشياطين عن المريض في اتجاه الشفاء

نحن علاقتنا بأرواحنا وقرائننا المؤمنة متهتكة ومدمرة تماما .. لأن علاقة بديننا علاقة هشة لا وزن ولا قيمة لها .. وهذا السبب الرئيسي في تفشي وباء السحر والمس ..




بارك الله فيك على توضيحاتك

صبح 03-14-2014 10:55 PM

اقتباس:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يجب أن نحمل ظاهر الحديث على ما يليق بجلال الله تبارك وتعالى .. فلا يصح أن نقيس ما يليق بالله تعالى على ما يليق بالإنسان .. فهذه مقارنة فاسدة لا تصح وتنطوي على إلحاد بصفات الله وأسماءه

كيف هذا الكلام؟!

الإنسان عندما يقول سأختار كذا وكذا وسأفعل كذا وكذا ولا أبالي .. فإنه يختار عن جهل بعواقب الأمور .. وعندما يختار فإنه يختار عشوائيا

أما الله تبارك وتعالى عندما يفعل ما ورد في الحديث فإنه يفعله عن علم مسبق بما سيفعله أصحاب الجنة وأصحاب النار لأنه علام الغيوب .. فحاشى لله وكلا أن يختار عشوائيا جماعة من الناس فيدخلهم الجنة وهم لا يستحقون .. أو يختار جماعة يدخلهم الجنة وهم لا يستحقون فهذا يتحارض مع كونه أحكم الحاكمين

فالحديث يحمل على معنى أن الله علم أن هؤلاء سيكفرون فجمعهم معا وقدر لهم عقوبة النار ولا يبالي .. فلا راد لحكمه .. وحكمه هنا حكم عادل .. وأقوام آخرون علم بالغيب أنهم سيؤمنون فقدر لهم الجنة جزاءا لهم ولا معقب لحكمه

أما أن نحمل الحديث على معنى أن الله لا يعلم ما سيفعله هؤلاء أو هؤلاء .. ثم اختار عشوائيا جماعة فأدخلهم الجنة وآخرين يدخلهم النار .. فهذا إلحاد صريح .. وطريقة باطلة لفهم الحديث

يجب أن نفهم النص في ضوء الفهم الصحيح للأسماء والصفات وإلا تعارض فهمنا مع ثوابت الإيمان

أتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت


يا شيخ..أنا عن نفسي الصورة واضحة لي..لكنّي وكما كتبت في مشاركتي قصدت "المشككين بالدّين" ..ومنهم المرتدين عن الاسلام..فللأسف كما أنّ هناك أناس يدخلون الدّين ويسلمون..هناك من يخرجون منه ويرتدون ومن بينهم شباب..
فهؤلاء الشباب المرتدين يطرحون أسئلة حول الاسلام..من بينها مسألة الاختيار والاجبار.. أسئلة جعلتهم يعزفون عن دينهم ولا يقتنعون به..
ولولا أنّ موضوع الحديث هنا ليس لهذه المسائل لكنت وضعت فيديو كمثال عن نوعية تلك التساؤلات..


بهاء الدين شلبي 03-14-2014 10:59 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
السّلام عليكم ورحمة الله.

اذا صحّ وكان من يرافق الدّجال نبيين من الجنّ..فانّها فتنة للجن أيضا وليس فتنة للبشر فقط..اذكيف لنبيين كهاروت وماروت أن يكونا مع دجّال وهما يعرفان أنّه دجال..هل يجهلان أمره؟أم أنّ الله هو من أوحى اليهما وأمرهما باتباعه؟..
واذا كانا يعرفان حقيقته..فلماذا لم يبتعدا عنه..ويخبرون الخلق كلّهم بأنّه هو الدّجال فلا يقربوا منه..لماذا لا يحاولان التخلص منه..أم أنّ قوّة الدّجال تفوق قوّة نبيين من الجن..؟
-الرّسول محمد (عليه الصلاة والسّلام) قال أنّه اذا ظهر الدّجال في وقته فسيكون هو حجيجه، فلماذا لم يحاجج هاروت وماروت الدّجال وهما نبيين؟
وحين يقول الدّجال للناس (أي للجن والأنس) بأنّه هو الاله..لماذا يهمس النبيّ الأوّل بأنّ الدّجال كاذب.. لماذا لا يصدح بصوته..فيسمعه النّاس..بينما الثاني يسمع النّاس صوته حين يقول صدقت..


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وبارك لك في فراستك وزادك من فضله

أنت بسؤالك هذا سبقتني فيما كنت سأطرحه

وسأختصر الرد عليك مؤقتا إلى أن أكتب ما يجب أن أكتبه

الدابة مرسلة من ربها .. وقد سحر لها الدجال وإبليس وسحرة العالم إلى أن يخرجها ربها من أسرها .. وما أدراك أن الملكين هاروت وماروت وهما نبيين من الجن لم يسحر لهما الدجال وأسرهما معه فيمنع وصول صوت أحدهما ويسمح لصوت الآخر بالوصول ليفتن الناس وخاصة الجن؟

إن كان الدجال تعلم من الملكين علمهما فلما لا يكون قد استفاد من هذا العلم في أسرهما والسيطرة عليهما إلى أن يأذن الله بقتله فيتحرران من أسرهما؟

أبو الياس 03-16-2014 06:12 AM

اقتباس:

فأطلع آدم عليه السلام عليهم وعلمه أسماءهم .. فكلما خلق الله عز وجل إنسانا دبت فيه روحه واقترن به قرينه المؤمن ممن شهدوا هذا الموقف العظيم المهيب وأمنوا بربهم .. ثم منهم المؤمن ومنهم الكافر
أنَّ عمرَ سأل عن هذهِ الآيةِ : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } قال : قرأ القعنبيُّ الآيةَ، فقال عمرُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئل عنها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (إنَّ اللهَ عز وجل خلق آدمَ، ثم مسح ظهرَه بيمينِه، فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للجنةِ وبعمل أهلِ الجنةِ يعملون، ثم مسح ظهرَه فاستخرج منه ذريةً، فقال : خلقتُ هؤلاءِ للنارِ وبعمل أهل ِالنارِ يعملون) . فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ، ففيمَ العملُ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ عز وجل إذا خلق العبدَ للجنةِ استعمله بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ فيدخله به الجنةَ، وإذا خُلق العبدُ للنارِ استعمله بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتُ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ فيدخلُه به النارَ)
هل يفهم من هذا أن القرين المؤمن لكل انسان يعلم أن هذا الانسان من اهل الجنة او من أهل النار ؟ كونه حضر هذا الموقف.. وان كان كذلك ففيم الوعظ للكفار ؟
أم ان الله قسم اهل الجنة والنار قبل خلق القرائن المؤمنة ثم بعد ذلك حصل موقف الاشهاد ؟

بهاء الدين شلبي 03-16-2014 07:40 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الياس http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
هل يفهم من هذا أن القرين المؤمن لكل انسان يعلم أن هذا الانسان من اهل الجنة او من أهل النار ؟ كونه حضر هذا الموقف.. وان كان كذلك ففيم الوعظ للكفار ؟
أم ان الله قسم اهل الجنة والنار قبل خلق القرائن المؤمنة ثم بعد ذلك حصل موقف الاشهاد ؟


الله أعلم إن كان يعلم أم لا .. وربما تم التقسيم قبل خلق القرائن .. إلا أن مهمته هي التحذير والوعظ ليعذر الله فيهم إن عذبهم قال تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الأعراف: 164]

فدور القرين المؤمن محدد في قوله صلى الله عليه وسلم: (ضَربَ اللهُ مثلًا صِراطًا مستقِيمًا ، وعَنْ جَنَبَتِي الصِّراطِ سُّورانِ فيهِما أبوابٌ مفتحةٌ ، وعلى الأبوابِ سُتُورٌ مُرْخاةٌ ، وعِند رأسِ الصِّراطِ داعٍ يقولُ : استقِيمُوا على الصِّراطِ ولا تَعْوَجُّوا ؛ وفَوقَ ذلكَ داعٍ يدعُوكلَّما هَمَّ عبدٌ أنْ يفتحَ شيئًا من تلكَ الأبوابِ ؛ قال : ويْلَكَ ! لا تفتحْه ، فإنَّك إنْ تَفْتَحْه تَلِجْهُ ، ثمَّ فَسَّرَهُ ، فأخبرَ أنَّ الصِّراطَ هو الإسلامُ ، وأنَّ الأبوابَ المُفتَّحةَ محارمُ اللهِ ، وأنَّ السُّتُورَ الْمُرخاةَ حُدودُ اللهِ ، والدَّاعِي على رأسِ الصِّراطِ هو القرآنُ ، والدَّاعِي من فوقِه هو واعظُ اللهِ في قلبِ كلِّ مُؤْمِنٍ).

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2348
خلاصة حكم المحدث: صحيح

إلا أن الراجح لدي أن أصحاب تلك الأسماء في الآيات هم الأنبياء والمرسلين والمختارين من عباد الله الصالحين وليس كل أبناء آدم عليه السلام .. فمؤكد أن الله عز وجل آثره بعلم أسماء خيرة عباده المصطفين الأخيار

والله أعلم

سلوى 03-16-2014 04:26 PM

لقد أرسل الله تعالى نبيه سليمان عليه السلام إلى عالم الإنس وعالم الجن فسخر له جنوادا من الثقلين ومن الحيوانات وآتاه ملكاً عظيماً.
حيث وردت كلمة "ملك سليمان" في قوله تعالى { وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ.....}[البقرة:102
ويطرح هنا سؤال : هل يمكن أن نعتبر الملكين "هاروت وماروت" جزء من ملك سليمان وجنوده ؟ وما المراد بملك سليمان ؟ وماذا يشمل بالضبط ؟

كما ورد في قوله تعالى: { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } * { قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ } * { فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ } * { وَٱلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ } * { وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ }
سورة ص آية: 33- 41

ما المقصود بفتنة سليمان في هذه الآيات الكريمة ؟ هل لها علاقة بفتنة هاروت وماروت ؟

وقوله تعالى { وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

هل ممكن أن نقول بأن إبليس والدجال يعتبران من جملة الشياطين الذين حبسهم وصفدهم سليمان في عهده ؟

بهاء الدين شلبي 03-16-2014 05:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة أم أميمية

موضوع البحث هنا عن علاقة علم هاروت وماروت بالدجال فقط لا غير .. وأي موضع مشتق من هذا فيمكن طرح اجتهادك الشخصي في موضوع مستقل .. ولا أحبذ طرح المواضيع على هيئة أسئلة من العضو بلا إجابات منه وكأن الأسئلة موجهة إلى شخصي أو إلى الأعضاء .. وكانها أحاجي يبحث لها عن حل .. نحن نريد بحث متكامل ولو ينشره العضو على مراحل كل فترة ينشر جزء منه

فأنا أريدكم أن تفكروا وأن تجتهدوا وأن تجيدوا التعبير عن فكركم وما يجول بخاطركم .. فحسن التواصل جزء من الدعوة لدين الله

فأنا بصدد استكمال كتابة الموضوع وفيه الكثير من القضايا الهامة والخطيرة والمستقلة تماما عن طرحك الطيب الذي له مبحث مستقل تماما عن القضية المثارة هنا

بهاء الدين شلبي 07-05-2014 09:15 PM

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

معاذ 07-07-2014 08:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله
عن قولك(.. فلو تعطلت شبكة المعلومات بقطع الطاقة عنها لتعطلت كل الأجهزة في العالم بكامله ولسقطت الحضارة المعاصرة برمتها فلن تعمل الهواتف ولا الحواسيب ولن تقلع الطائرت من مطاراتها وستتعطل الأقمار الصناعية عن عملها وسينقطع الاتصال بها فتتحول إلى مجرد علب من الخردة تسبح في الفضاء الخارجي .. وستسقط حينها هيبة الدول العظمى التي تحكم العالم .. لأن هذا يعتبر تهديد لمصالح الدجال داخل عالم البشر .. وهذا وحده كفيل باستفزازه وإثارة غضبه وإن لم يخرج حينها للناس فستضيع كل إنجازاته هباءا بسبب عزلة الناس عن مصادر المعلومات وعدم خضوعهم للسيطرة على عقولهم )



لماذا تعطل الدابة وسائل الاتصال الحديثة وبامكانها استغلالها في ايصال صوتها للعالم في لمح البصر
لماذا لا يكون الدجال وراء هذا التعطل لوسائل الاتصال وذلك للتعتيم على خروج الدابة
خاصة وان الحديث النبوي التالي يبين ان انقطاع وسائل الاتصال يكون قبل خروج الدابة
3785_ حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامر ثنا عمرو بن محمد العنقزي ثنا طلحة بن عمرو الحضرمي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن ابي الطفيل عن ابي سريحة الانصاري_ رضي الله عنه _عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر تخرج اول خرجة باقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية ولا يدخل ذكرها القرية .......فخرجت عليهم تنفض عن راسها التراب ).
هذا الحديث صحيح الاسناد
فلو كانت وسائل الاتصال الحديثة موجودة لانتشر خبرها بسرعة البرق .
جاء في الحديث تنفض عن راسها التراب الا يبين هذا القول بانها خرجت من تحت الارض ...فكيف تخرج من تحت الارض وهي امراة تاكل الطعام وتمشي في الاسواق .


الساعة الآن 02:48 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google search by kashkol