عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-26-2014, 03:03 PM
مسلم مسلم غير متواجد حالياً
عضو
 Morocco
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-12-2013
الدولة: DRT
المشاركات: 679
معدل تقييم المستوى: 11
مسلم is on a distinguished road
افتراضي

مأدبة الغداء عند الملك وحريق القاهرة




أحمد منصور:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر حيث نواصل الاستماع إلى شهادة اللواء أركان حرب جمال حماد معد البيان الأول لثورة يوليو في مصر عام 1952 وأحد كبار الضباط الأحرار. سيادة اللواء مرحبا بك، توقفنا في الحلقة الماضية عند الـ 26 من يناير عام 1952 حينما احترقت القاهرة، كنت أنت برتبة رائد تتولى أركان سلاح حرب، سلاح المشاة الذي كان يقوده اللواء محمد نجيب آنذاك، أين كنت في السادس والعشرين من يناير عام 1952؟
جمال حماد:أنا طبعا كنت مدعوا إلى المأدبة اللي بيعملها الملك يومها لضباط الجيش والبوليس وهو الملك فاروق كان ولي العهد ولد أحمد فؤاد وطبعا هو من كثر فرحته عمل عدة مآدب قبل المأدبة بتاعتنا دي للأمراء بتوع العائلة المالكة ثم الوزراء والكبراء فبعدين المأدبة بتاعتنا بقى كانت يوم 26 يناير السبت 26يناير...
أحمد منصور:تذكر اليوم.
جمال حماد:السبت، فإحنا طبعا يومها رحنا شفنا بعض الحاجات التي كانت في مكاتبنا..
أحمد منصور:وأنتم في طريقكم إلى قصر عابدين.
جمال حماد:أنه إحنا خلصنا بعض الشؤون يعني لأن المأدبة كانت متأخرة شوي مثلا، أنه إحنا حنروح الساعة 12 أو حاجة زي دي فرحنا خلصنا حاجتنا وطلعنا من المعسكرات بتاعتنا إلى المأدبة.
أحمد منصور:طبعا كان مئات الضباط مدعوين من الجيش.
جمال حماد:مئات، ربما حوالي أربعمائة و مائتي واحد من البوليس فكنا حوالي ستمائة وكنا في صالة كبيرة جدا وبعدين إحنا طبعا مشينا بقى بالعربات كلها وبعدين وإحنا ماشيين بقى في شارع الجمهورية حاليا وكان وقتها كان اسمه شارع إبراهيم باشا، لما جئنا ميدان الأوبرا وجدنا تجمعات من الناس واقفين كده بطريقة غريبة شوي، يعني إيه دول؟ تجمعات كده، ولكن ما كانش في دماغنا أنه في، حيحصل حرائق ولا حاجة ولكن حسينا أنه في حاجات يعني اضطرابات حتحصل.
أحمد منصور:هل كان لهذا أي علاقة بما حدث في الإسماعيلية في الخامس والعشرين من يناير حينما تم الاعتداء على ضباط البوليس وحدثت ما يسمى بمذبحة الإسماعيلية للشرطة آنذاك؟
جمال حماد:طبعا أن السبب في كل اللي جرى ده المذبحة اللي حصلت للبوليس في الإسماعيلية وإزاي الجيش البريطاني أحاط بالمحافظة وضربهم بالمدفعية والبتاع فكانت يعني معركة غير متكافئة والبوليس قاوم مقاومة شديدة جدا راح منه خمسون قتيلا، خمسون قتيلا، يعني قاتل بشدة، فإحنا بقى ما كانش عندنا فكرة إيه اللي بيحصل ده، شايفين تجمعات لكن مش عارفين إيه السبب إنما توقعنا أنه في شر حيحصل أو مصيبة حتحصل.
أحمد منصور:لكن ذهبتم إلى الغداء دون أن تدري أن هناك أي حريق اندلع أو أي شيء؟
جمال حماد:ولا حاجة لسه.
أحمد منصور: وانتهى الغداء دون أن تدروا بما حدث، بأي شيء؟
جمال حماد:دون أن ندري حقيقة الموقف بالضبط إحنا مش عارفين وبعدين بقى لاحظنا ونحن أثناء الغداء أن الملك كان موجودا على الطربيزة الرئيسية وجانبه حيدر باشا فكل شوي نبص نلاقي حيدر باشا..
أحمد منصور (مقاطعا): حيدر باشا القائد العام للقوات المسلحة.
جمال حماد:القائد العام للقوات المسلحة واحد بيهمس في أذنه وبعدين هو يهمس في أذن الملك وبعدين بعد شوي حيدر باشا نفسه قام طلع بره وبعدين رجع وقعد يهمس في أذن الملك فإحنا نقول إيه يا ترى الحكاية؟ وبعدين بعد ما خلصنا بقى الغداء وطبعا كنا حاسين أنه في شيء غير طبيعي وجدنا إشاعات كده ناس قالوا لنا إنه في الظاهر حرائق أو بتاع لأنه برضه كانت الأصوات عالية وبنسمعها..
أحمد منصور (مقاطعا): لكن الملك كان يتعامل معكم بشكل عادي خالص وكأن شيئا لم يحدث؟
جمال حماد:ما فيش حاجة خالص.
أحمد منصور: حتى أن ضباط البوليس وضباط الشرطة أخذوا يهتفون للملك ويتبارون بالهتافات بعد ذلك وكأن شيئا لم يحدث.
جمال حماد:كأن شيئا لم يحدث آه.
أحمد منصور: الجيش كان يهتف الجيش سيف الملك، والبوليس يهتفون البوليس درع الملك.
جمال حماد:أيوه، بس مش كل الناس بتهتف يعني..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني أنت سيادتك ما هتفتش معهم؟
جمال حماد:لا ما هتفتش، لا، أؤكد لك أنه أنا ما هتفتش لأن مش معقول أهتف أقول ونحن في التنظيم بنعمل علشان نغير النظام..
أحمد منصور (مقاطعا): طيب ما أنتم كنتم بتهتفوا للملك كل يوم ثلاث مرات.
جمال حماد:ما هو بقى ده مكره أخاك لا بطل، وإحنا..
أحمد منصور (مقاطعا): طيب أنتم الآن قاعدين والملك قدامكم، الملك أولى أنكم تهتفوا وهو قاعد.
جمال حماد:لا، بس يعني في بعض الناس هتفت وبعض الناس ما هتفتش.
أحمد منصور:مين تفتكر من الضباط الأحرار من التنظيم كان معك في هذا اليوم؟
جمال حماد:أنا لا أتذكر سوى جمال عبد الناصر اللي كان قدامي وبعض بقى زملائي..
أحمد منصور (مقاطعا): وصاحبك عبد الحكيم عامر؟

جمال حماد:لا ما كانش موجودا.
أحمد منصور: ما حضرش الغداء.
جمال حماد:لا ما حضرش، كان في رفح، ما كانش موجود.
أحمد منصور: هناك علامات استفهام كثيرة طالما ذكرت جمال عبد الناصر حول دور أو علاقة لجمال عبد الناصر في حريق القاهرة.
جمال حماد:أنا يمكن لي أن أؤكد لك أن جمال عبد الناصر لا يمكن أن يكون له دور في حريق القاهرة لأن حريق القاهرة ده عمل ضد حضارة مصر وضد ثروة مصر وضد المجتمع المصري وفي ناس كثير جدا تشردت اللي هم الناس دكاكينهم والحاجات دي كلها اتحرقت، فالعمال اللي عندهم كلهم أصبحوا بلا مأوى ولا فلوس ولا حاجة أبدا.
أحمد منصور:ما مصلحة البعض أن يشير إلى علاقة لجمال عبد الناصر في حريق القاهرة؟
جمال حماد:يحاولون أن يسيؤوا إلى سمعته زي ما أساؤوا لسمعته بعد كده. حأقولها لك إنه هو كان لابس ملكي.. لابس مدني ليلة 23 يوليو.
أحمد منصور:هناك رواية منشورة في كتاب صلاح شادي "حصاد العمر"، مذكرات حسن العشماوي، مذكرات.. "الصامتون يتكلمون" لسامي جوهر، عدة روايات فيها على لسان العشماوي وشادي يقولون فيها "في السادس والعشرين من يناير عام 1952جاءنا جمال عبد الناصر مذعورا وطلب منا البحث عن مكان لإخفاء أسلحة فيه كان يخفيها في مدرسة الأسلحة الخفيفة عند مجدي حسنين وفي الحال تم الاتفاق على إخفاء الأسلحة في عزبة حسن العشماوي". استخدمت هذه الأسلحة سنة 1954 ضد الأخوان المسلمين وضد حسن العشماوي في قضية الأخوان المشهورة التي أعدم فيها ستة من الأخوان. عندك علم بهذه القصة؟
جمال حماد:أيوه.
أحمد منصور:ما معلوماتك؟
جمال حماد:اللي أعرفه أن جمال عبد الناصر كان بيشيل الحاجات دي علشان الفدائيين علشان يمد بها الفدائيين يعني الأسلحة والذخائر اللي موجودة دي اللي إداها لمجدي حسنين في مدرسة المشاة وشالها هناك في مخزن كانت علشان بيمد.. لأن كان الجيش مالناش دور في مقاومة الإنجليز بعد إلغاء المعاهدة، لأنه مش عاوزين أن الجيش يتورط مع الجيش الإنجليزي في معارك بعدين تنتهي في إبادة الجيش المصري، فكان إحنا بقى كان يعز علينا أن البوليس يقاوم ونحن قاعدين نتفرج فكنا بقى نحاول أن نمد الناس دول بالأسلحة والذخائر..
أحمد منصور (مقاطعا): عبد الناصر خاف..
جمال حماد:عبد الناصر كان عنده مخزن مليان حاجات وأسلحة وذخائر وبتاع في مدرسة المشاة عند مجدي حسنين فلما حصل حريق القاهرة هو طبعا خاف أنه حيحصل بقى تفتيش وبتاع فربما يعثروا على هذه الأسلحة، فهو كان صديق حسن العشماوي فقال له أنا عاوز أشيل دول فحسن العشماوي أخدهم في عزبة..
أحمد منصور(مقاطعا): حسن العشماوي أحد قيادات الأخوان المسلمين؟
جمال حماد:أيوه، ما هو كان بيننا وبين الأخوان المسلمين عمار في هذا الوقت، ما فيش حاجة. فهو أخذ الحاجات دي وحطها في مخزن عند حسن العشماوي في العزبة بتاعة ولده، العشماوي باشا لأنه هو كان وزير المعارف، بس مش في الوقت ده يعني، بعدين لما حصل بقى القبض على الأخوان والحاجات دي..
أحمد منصور:سنة 1954.
جمال حماد:سنة 1954 بعد أزمة..
أحمد منصور (مقاطعا): حسن العشماوي يقول إنه عدة مرات كان يسأل جمال عبد الناصر بعد الثورة أما ستأتي لتأخذ هذه الأسلحة؟ فكان يقول له لا خليها شوي، فالذي كان يعلم بمكان هذه الأسلحة هو جمال عبد الناصر وحسن العشماوي.
جمال حماد:أيوه، إنما في هذا الوقت بقى البوليس، المباحث كانوا بيدوروا على أي أسلحة وذخائر عند الأخوان المسلمين، فيعني لا يمكن جمال عبد الناصر يقول له خذ يا حسن عشماوي الحاجات دي حطها عندك وبعدين يبلغ عنه.
أحمد منصور:يعني البوليس عارف أنه هو حيروح العزبة بتاع حسن العشماوي ويفحر تحت الجراش حيبص يلاقي في أسلحة وذخائر محطوطة في صندوق، مين الجني بقى اللي راح قال لهم الكلام ده إذا مش جمال عبد الناصر اللي بلغ؟
جمال حماد:ليه ما يكونش يعني تواترت الأنباء مثلا.
أحمد منصور: لا أحد يعلم إلا حسن العشماوي وصلاح شادي وجمال عبد الناصر حسب روايتهم هم، وسيادتك الآن بتقول إنه عندك علم بالموضوع.
جمال حماد:أيوه، عندي علم بالموضوع، فأنا اللي بأعتقده أن ده النشاط من البوليس والمباحث وقدروا أنهم يعثروا على هذا يعني هم أو مثلا جماعة فلاحين موجودين هناك في العزبة شافوا حاجات زي دي وهي بتتحط وبلغوا البوليس وقتها.
أحمد منصور:إنما مش جمال عبد الناصر.
جمال حماد:مش جمال عبد الناصر، لا يمكن جمال عبد الناصر يحط أسلحة وذخيرة وبعدين يبلغ، طيب ما حيقول جمال عبد الناصر اللي جابها لي.
أحمد منصور:حسن العشماوي قال إيه؟
جمال حماد:قال له في إذا.. في النيابة قال له إذا كنت عاوز تعرف إيه حقيقة هذا الموضوع اسأل جمال عبد الناصر.

التطورات السياسية والبدء في تحديد موعد الثورة
أحمد منصور:حسن العشماوي هرب واختفى في الصعيد وبعد ذلك سافر إلى الكويت وعمل مستشارا لأمير الكويت بعد ذلك وروى القصة كاملة في الكتاب وتفصيلات العلاقة بين الأخوان وبين الثوار التي ربما أسألك عنها بعد ذلك لكن لأن هذا الحدث مرتبط بحريق القاهرة بالدرجة الأولى، التطورات السياسية في مصر بعد حريق القاهرة يبدو أن لهب حريق القاهرة ألهب الحياة السياسية وألهب الجيش المصري أيضا؟
جمال حماد:أيوه.
أحمد منصور:أنتم في نادي الضباط كيف تعاملتم مع الأمر؟
جمال حماد:إحنا في نادي الضباط كان مفروض أنه حيتعمل جمعية عمومية غير عادية في 18 فبراير لأنه بعد ما جاء لنا الجواب بتاع الفريق عثمان مهدي بأن سلاح الحدود أصبح سلاحا قائما بذاته وعلى ذلك يجب أن يكون له مندوب في مجلس الإدارة زي بقية الأسلحة فإحنا تخلصنا من هذا المأزق وقلنا إنه إحنا لا نملك أن إحنا نعمل هذا لأن ده تعديل في قانون النادي، اللي يوافق عليه الجمعية العمومية اللي يقول أيوه و لا لا هي الجمعية العمومية..
أحمد منصور(مقاطعا): يعني توضيحا للموضوع ده أن الملك كان يريد أن يفرض رجله حسين سري عامل قائد سلاح الحدود عليكم أنتم؟
جمال حماد:بأي شكل من الأشكال.
أحمد منصور:وأنتم كضباط كنتم ترفضون هذا.
جمال حماد:أيوه.
أحمد منصور:يعني بتتحدوا الملك؟
جمال حماد:أيوه، وواضح جدا أنه إحنا كنا بنتحدى الملك.
أحمد منصور:يعني كنتم ضباطا أحرارا صحيح؟
جمال حماد:طبعا أمال إيه؟
أحمد منصور:طيب ليه قلبتم النظام ده اللي كنتم تقدروا فيه تتحدوا الملك وجبتم نظاما ثانيا ما حدش يقدر يفتح بقه فيه؟
جمال حماد:نحن كنا بنعمل كده في سبيل الحرية والديمقراطية.
أحمد منصور:هي فين دي؟!
جمال حماد:فإذا كان ما فيش، دي مش غلطتنا، نحن عملنا مبادئ ثورة، ستة مبادئ والمبدأ السادس بيقول إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وقال منع الاحتكار ومنع الإقطاع وكل الحاجات دي فبعضها تحقق وبعضها لم يتحقق.
أحمد منصور:حينما يجرؤ ضباط الجيش أن يتحدوا الملك فهذا يعني وجود حجم عال جدا من الحرية والإرادة والرجولة لدى الناس.
جمال حماد:أيوه.
أحمد منصور:لاسيما وأنكم كنتم تتحدوه في أمر تعتبرونه أمرا وطنيا؟



رد مع اقتباس