عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-07-2015, 05:26 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,740
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

بعد حديثي في الحلقة السابقة عن آثار الحرم المكي الشريف ، سألني بعض الأبناء عن (المعجن) ، وانهم سمعوا بأن هناك مكان كان على يمين باب الكعبة في اسفلها يسمى ( المعجن ) وهو حفرة من الجهة الشرقية بين الركن الشامي وباب الكعبة ، وقد احسست بأن من واجبنا كما قلت ان نذكر هذه الآثار ونعتني بها ، ثم اذا اضطررنا الى تغطيتها وحفظها فذلك افضل من ازالتها ، وهذا المعجن ذكره العلامة الفاضل الشيخ حسين عبد الله باسلامة والد الأخ العزيز الدكتور عبد الله باسلامة الكاتب والأديب الذي يعتبر من خيرة الرجال الذين عملت معهم في جامعة الملك عبد العزيز حيث كان اول عميد لكلية الطب ، ويذكر والده ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أمَّني جبريل عند باب الكعبة مرتين " .

وقال بأن ما ذكره الأزرقي بأن داود قال ان ابن جريج كان يشير لنا الى هذا الموضع ويقول هذا الموضع الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم . وذكر بأن تلك الحفرة كان طولها من الجهة الشامية الى الجهة اليمانية اربعة اذرع ، وعرضها من الجهة الشرقية الى جدر الكعبة ذراعان وسدس وعمقها نصف ذراع .

وكانت هذه الحفرة مصبا لماء البيت اذا غسل ، وعليها قطعة رخام بقيت الى فترة قريبة منقور فيها كلمة بسم الله الرحمن الرحيم .

والحاصل انها كما يقول الشيخ باسلامة هي مصلى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم على ان هناك من قال ان سبب تسميتها ( المعجن ) هي لأنه كان يعجن فيها الطين بواسطة سيدنا ابراهيم وابنه سيدنا اسماعيل حين بناء البيت المعظم . ولكنه لم يقف على نص عن تاريخ هذه الحفرة من عهد سيدنا ابراهيم عليه السلام .

وكنا ايام دراستنا في مدارس الفلاح بمكة عندما نطوف بالبيت العتيق نسلم على الحجر الأسود ونلزم الركن اليماني ، ونقف عند الملتزم ونصلي في مقام ابراهيم ثم نصلي في المعجن حيث تعلمنا انه المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جبريل ، ثم ندخل الى الِحجِر ونقف تحت مرزاب الكعبة وندعو هناك ، فقد تعلمنا من شيوخنا انه من الأماكن التي يتقبل فيها الدعاء ، وكانت هذه الأجواء تنبع من الارتباط اكثر وأكثر بالبيت العتيق ، والحرم الشريف ، وقد كانت الأعداد يومها بسيطه ومحدودة بل كنا نقف تحت مرزاب الكعبة عند هطول الأمطار لنغتسل بماء المطر الذي يهبط على سطح الكعبة ، ثم ينزل من المرزاب على حجر اسماعيل عليه السلام ، وكان العلامة السيد علوي المالكي فقيه مكة وعالمها رحمه الله يقول وهو يرانا نغتسل عند الحجر : ماء مبارك على بيت مبارك .

المصدر:

المعجن



رد مع اقتباس