عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-11-2015, 05:17 PM
أبو الياس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي الشفاعة يوم القيامة

كثر الحديث عن الشفاعة يوم القيامة، هل هي حقيقة أم خيال، هناك آيات في القرآن الكريم تثبت الشفاعة، وهناك آيات آخرى تنفيها، فهل يوجد تعارض بين النصوص أم أن المشكلة هي في الفهم الخاطئ للنصوص ؟ وفي محاولة للوصول إلى الحق يجب أن نضع أمامنا آيات الشفاعة وندرسها دراسه جيدة حسب السياق لكي يتضح لنا ماخفي علينا وماسبب الكثير من التعارض عن الشفاعة وهل هي حق أم لا ...

الشفاعة لغة:

الشين والفاء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مقارنة الشيئين.
وشَفَعَ لي بالعَداوة: أَعانَ عَليّ؛ وشَفَعَ فلانٌ لفلانٍ إذا جاء ثانِيه ملتمساً مطلبه ومُعِيناً له
وشَفَع لي يَشْفَعُ شَفاعةً وتَشَفَّعَ: طَلب.
اما اصطلاحاً فهي: سؤال الله الخير للناس في الآخرة.

الشفاعة في القرآن الكريم:

1. قال تعالى
(وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ) [الروم:13]

2. قال تعالى (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ * قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) [الزمر:43-47]

3. قال تعالى (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس:18]

4. قال تعالى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام:94]

5. قال تعالى (أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ) [يس:23]

في الآيات السابقة نفى الله عز وجل الشفاعة في حق المشركين الذين تعلقوا بشركائهم كي يشفعوا لهم، وبين أن هؤلاء الشركاء لا يملكون القدرة على الشفاعة بذواتهم، فانتفت الشفاعة في حق هؤلاءالمشركين وخذلوا لأنهم أشركوا مع الله مالا ينفعهم ولا يضرهم.

-------------------------------------

6. قال تعالى (وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى) [النجم:26]

7. قال تعالى (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة:255]

8. قال تعالى (يَوْمَئِذٍ لّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا) [طه:109-110]

9. قال تعالى (وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سبأ:23]

في الآيات السابقة بين الله سبحانه وتعالى أن شفاعة الشفعاء لا تتم إلا بعد أن يأذن الله لهم ويرضى، فالملائكة وغيرهم من الشفعاء لن تتم شفاعتهم حتى يأذن الله لهم بأن يشفعوا ويرضى بذلك.

-------------------------------------

10. قال تعالى (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) [الأعراف:53]

11. قال تعالى (قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [الأعراف:96-101]

12. قال تعالى (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) [المدثر:42-48]

في الآيات السابقة بين الله سبحانه وتعالى حال الكفار والمشركين من الحسرة والندم لعدم وجود شفعاء لهم بسبب شركهم وكفرهم، فلم تنفعهم شفاعة الشافعين الذين أذن الله لهم بالشفاعة، وذلك أن الله لم يأذن بأن يُشفَعَ لهؤلاء بسبب كفرهم وشركهم بالله.

-------------------------------------

إذن فالشفاعة في القرآن الكريم تدور حول ثلاثة أمور:
· لا أحد يشفع بذاته بل بإذن الله تعالى.
· أن يأذن الله ويرضى للشافع بأن يشفع.
· أن يأذن الله للمشفوع له بأن ُيشًّفَع فيه.

فالشفاعة لله جميعاً أولاً وأخراً، أولاً بأن يأذن للشافع أن يشفع وأخراً بأن يرضى عن المشفوع ويأذن بأن يُشفَعَ له ،
فإذا تحققت هذه الشروط تمت الشفاعة، وإن تخلف أحدهم انتفت الشفاعة، وعلى هذا تدور آيات الشفاعة من نفي وإثبات.

والله أعلم







رد مع اقتباس