عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 07-10-2015, 04:48 PM
صبح
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الياس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبح
السّلام عليكم ورحمة الله .
كما قال البعض :" الحكم هنا توقيفي على النص .. فلا يصح أن تحسب المسألة بالعقل .." ومسألة الزواج من نساء أهل الكتاب ... مسألة معقدّة وصعب الخوض العميق فيها .. فمثلا شاب يريد الزواج بكتابية ... ماذا سيقال له .. حرام أن تتزوّج بها ؟ .. سيرّد بقوله تعالى المذكور في الآية الكريمة السابقة.

قد يكون للزواج المزدوج من الكتابيات سلبيات أكثر من الايجابيات .. لكنّ الفرد الحريص يخاف من أن يكون من زمرة من قال الله تعالى عنهم :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) المائدة (87)

والله أعلم .


الحكم فعلاً توقيفي على النص وليس مجرد اجتهاد ، إنما الإجتهادات العقلية وتتبع الحكمة تكون تابعة للنصوص الواضحة و الصريحة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى : (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) [المائدة]

أهل الكتاب منهم المؤمنون ومنهم الكافرون ، أما المؤمنون هم الذين قال الله تعالى فيهم:
( لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) [المائدة].

وقال تعالى (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) [المائدة]

وأما الكافرون من أهل الكتاب هم الذين قال الله تعالى فيهم :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) [البينة]

فهل المقصود بأهل الكتاب المذكورين بالآية المؤمنون منهم أم الكافرون منهم أم جميعهم؟

فلو كان المقصود جميع أهل الكتاب فهذا يشمل مؤمنهم وكافرهم ، وهذا يعني أن طعامهم ونسائهم حل للمؤمنين بنص الآية فحل الطعام والنساء مرتبطين ببعض.

أما من ناحية الطعام كيف يكون طعام أهل الكتاب الكافرين حل للمسلمين - مع ملاحظة أن كلمة [الطعام] جاءت عامة ولم يستثنى منها شيئ- وهم يذبحون دون ذكر اسم الله على ذبائحهم ؟ فلو ذبح يهودي أو نصراني ذبيحة فلا يذبحها حسب الطريقة الإسلامية من اتجاه القبلة وذكر اسم الله عليها وقد نهانا الله عن الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه في قوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) [الأنعام]، هذا بالإضافة للحم الخنزير والخمر الذي هو من طعامهم وهما محرمان علينا كمسلمين ، فحتماً المقصود بأهل الكتاب هم المؤمنون منهم.

و أما من ناحية الزواج ، فكيف يستقيم أن يحل الله لنا الزواج من النصارى واليهود وقد نهانا الله عن الزواج من المشركين كما في قوله تعالى (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) [البقرة]، والنصارى واليهود مشركين من ناحية عبادتهم ليسوع وعزير وادعائهم أنهم أبناء الله ، فحتماً أن المقصود بأهل الكتاب هنا المؤمنون منهم فقط.

أما الفصل بين المؤمنين وبين أهل الكتاب جاء في الآية ليوضح أن من آمن من أهل الكتاب يعامل معاملة المؤمنين فهو من المؤمنين يحل التزاوج منهم وتناول الطعام معهم فلا فرق بينهم وبين المؤمنين، أما الأخذ بالآية دون ربطها بالآيات الأخرى والتي هي قواعد عامة نفهم من خلالها النصوص ستؤدي لفهم قاصر للنص وبالتالي أحكام ما أنزل الله بها من سلطان.

والله تعالى أعلم.

السلام عليم ورحمة الله .
هل توجد اليوم طائفة من بين طوائف اهل الكتاب .. من يؤمنون بالله (الاله الواحد) .. ويعملون الصالحات ؟
..



رد مع اقتباس