عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 08-13-2015, 04:18 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,741
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

أرجو مناقشة ما كتبته ورد الحجة بالحجة لا بنقل نصوص تتعارض مع كتاب الله تعالى .. فإن خالف الحديث نص كتاب الله أو عارضه أخذنا بكتاب الله عز وجل .. وطعنا في صحة متن الحديث ولو أجمعت الأمة كلها على صحة وعدالة رواته .. أما أن نحرف صريح دلالة نص كتاب الله وفق كلام من وضع بشر فهذا هو ما لعن بسببه أهل الكتاب يحرفون دلالة كلام الله تعالى ليوافق كذبهم وافترائهم .. فمن يتحمل مسؤولية تلك اللعنة من الله تعالى ولعنة من سيلعنوا بسببه؟

فالكلام المنسوب إلى السنة عليه إستدراكات سأذكر بعضا منها حتى لا أطيل عليك وإلا فالرد يحتاج لكتاب:

* فالنص القرآن يثبت أن البيت كان مبنيا بالفعل عندما أسكن إبراهيم من ذريته عند البيت (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ) [إبراهيم: 37] فلا يصح القول بأن البيت لم يكن مبنيا وقد علم إبراهيم عليه السلام مكان البيت .. فقوله (عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) للظرفية تجزم بأنه علم مكان البيت وأنه كان قائما بالفعل .. بينما النص يقول (فقالت : يا إبراهيمُ ، أين تذهبُ وتتركنا بهذا الوادي ، الذي ليس فيهِ إنسٌ ولا شيٌء ؟ فقالت لهُ ذلك مرارًا ، وجعل لا يتلفتُ إليها) فقوله (ولا شيٌء ؟) ينفي تماما أن البيت كان قائما .. فإن كان إسماعيل بنى البيت مع إبراهيم فمحال أن يكون بناه ولا يزال رضيعا .. لأن البيت مبني قبل مولد ولده البكري وهذا ينفي أنه إسماعيل

*
كانت مكة ولا زالت حتى يومنا هذا واد غير ذي زرع هذه طبيعتها الجغرافية ورغم ذلك فمكة عامرة بالملايين من البشر .. وعلى ما سبق فلا يلزم من قوله (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) [إبراهيم: 37] أن تكون مكة مهجورة من البشر .. ولا يستقيم أن يكون البيت قائما يحج إليه الناس ثم يقول (وليس بمكةَ يومئذٍ أحدٌ)

* ثم في نفس الرواية مرة يذكر أن إبراهيم استقبل البيت أي أنه كان قائما بالفعل فقال: (فانطلقَ إبراهيمُ حتى إذا كان عند الثَّنِيَّةِ حيثُ لا يرونَهُ ، استقبلَ بوجهِهِ البيتَ) بينما في نفس الرواية ينفي وجود البيت ويبشر هاجر بأن ولدها سيبني البيت (قال لها الملَكُ : لا تخافوا الضَّيْعَةَ ، فإنَّ ها هنا بيتُ اللهِ ، يبني هذا الغلامُ وأبوهُ ، وإنَّ اللهَ لا يُضَيِّعُ أهلَهُ ). ثم يثبت الرواي أن البيت كان قائما بالفعل: (وكان البيتُ مرتفعًا من الأرضِ كالرابيةِ ، تأتيهِ السيولُ ، فتأخذُ عن يمينِهِ وشمالِهِ ) .. بينما القرآن يثبت أن البيت لم يكن ظاهرا حتى دل الله عز وجل إبراهيم على مكانه (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج: 26] ثم بدأ يرفع قواعد البيت التي كانت مخفية فما علم مكانها لولا أن دله الله عز وجل عليها (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 127]

* ثم أين العدل والقسمة بين الأزواج في حق إبراهيم عليه السلام حتى يترك امرأته في مكان قفر مهجور ..ثم يقيم مع زوجته الأخرى يوفيها حقوقها الزوجية وحرم الأخرى منه بلا زوج حتى ماتت؟ هذا من الجور بين الزوجات وطعن في عدالة إبراهيم عليه السلام وهو ما تشير إليه نصو التوراة المحرفة

* الرواية تدعي أن إسماعيل عاش في مكة حتى تزوج مرتين .. كل هذا العمر يقيم الصلاة ولا يعلم مكان البيت وقبلته (رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ) حتى قال له إبراهيم عليه السلام: (إنَّ اللهَ أمرني بأمرٍ ، قال : فاصنع ما أمر ربكَ ، قال : وتُعينني ؟ قال : وأُعينكَ ، قال : فإنَّ اللهَ أمرني أن أبني ها هنا بيتا ، وأشار إلى أَكْمَةٍ مرتفعةٍ على ما حولها ، قال : فعند ذلك رفعا القواعدَ من البيتِ) .. فهذا النص يشهد على أن البيت لم يكن له وجود على الإطلاق ولم يكن يعلم مكانه فقال (فإنَّ اللهَ أمرني أن أبني ها هنا بيتا ، وأشار إلى أَكْمَةٍ مرتفعةٍ على ما حولها) .. كيف هذا وقد قال من قبل حين كان ابنه رضيعا (استقبلَ بوجهِهِ البيتَ)؟ فمن المستبعد أن يتجه نحو البيت ولا وجود له .. ولا يمكن أن يحدد له مكان البيت وكأنه أول مرة يعرف مكانه بينما اتجه إليه من قبل

والاستدراكات كثيرة جدا لا يتسع المقام لحصرها فهي تحتاج لمقارنة مطولة بين النصوص .. فقصة هاجر هي رواية منقولة عن التوراة المحرفة .. ولو راجعت التوراة وقرأت تعليق علماءهم أنفسهم لاكتشفت الأكاذيب والضلالات تفوح من نصوصهم التوراتي .. فمثل هذا الحديث وما على شاكلته من نصوص ما هو إلا نقل عن التوراة التي أنكر علماؤهم صحتها وكشفوا تعارضها وتضاربها .. حتى من ارتد منهم عن اليهودية فند تلك الأكاذيب والضلالات .. فيمكنك مراجعة كتب كثيرة فندت هذه الأكاذيب على سبيل المثال لا الحصر [هاجر بين الحرية والعبودية - عبد المجيد همو] وكتاب [مفصل العرب واليهود في التاريخ] وكتاب [أبحاث في اليهودية والصهيونية للعلامة اليهودي الأصل وأسلم د. أحمد سوسة] موجود منهما نسخة pdf في المنتدى .. طبعا لا أسلم بكل ما في الكتاب ولكنه تناول كشف ضلالات التوراة وتناقضاتها

وهذا هو مدار قضيتنا وحوارنا كشف الكذب في تفسير كتاب الله تعالى .. أو ما اصطلح عليه العلماء باسم [الإسرائيليات] وهي المنقولات عن أهل الكتاب .. فالصحابة تسارعوا لتدوين كتاب الله عز وجل خشية فناء حفاظ الوحي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعوام قليلة جدا مقارنة ببداية تدوين السنة بعد أكثر من مئة عام حرفت خلالها السنة واندثرت .. فإذا خشي من ضياع القرآن الكريم بعد أعوان قليلة فكيف بالسنة بعد أكثر مئتي عام؟ فلابد وأنها حرفت ووضع فيها الكثير والكثير .. لذلك أنا على يقين جازم أن السنة تم تديونها في عهد النبوة كاملة غير منقوصة

لكن الإشكالية في ضياع تلك المخطوطات والمدونات فلم تصلنا ولا نعلم عنها شيء .. فيوجد من أسماء المسانيد الكثير والكثير مفقود لا يعلم مكنها .. هذا فضلا عن أن نسخة [موطأ] مالك والتي نقل عنها من نقل لا يوجد منها نسخة واحدة بخط يده .. فإن تكلمنا عن أمانة العلماء والمحدثين فحري بنا أن نتكلم عن أمانة [النساخ] فيما ينسخون من الكتب .. فهم مجرد كتاب أجراء يدفع لهم لينسخوا المخطوطات الأصلية فينسخون ويضيفون ويحرفون بحسب رغبة من استأجرهم ودفع لهم .. حتى صحيح البخاري لا يوجد ولا نسخة واحدة بخط يده .. وكل ما قيل أنه دونه في كتبه هو من عمل بعض النساخ ومن حضروا له وسمعوا عنه .. أما المخطوط بخط يده فلا وجود لها حتى نحكم بصحتها فعلا .. وهكذا نجد التحريفات التي تعارض العقل وتعارض كتاب الله والسنة لا حصر لها في كتاب البخاري وغيره .. حتى صحة أحاديثه هي حكم بصحة الرواة فقط ولا يملك إنسان مهما أوتي من علم أن يقطع بصحة المتن إلا أن يكون قد سمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يمكن توفيره

فراجعي التوراة ونصوصها ثم قارني بينها وبين النص المنسوب للسنة .. فستجدي تطابق التناقضات مع بعضها البعض .. فإذا أنكرنا على التوراة مسائل فمن باب أولى إنكارها عما نسب كذب إلى السنة الشريفة .. وطبعا نقد هذا الحديث وكشف تناقضاته كثيرة جدا وتحتاج لكتب وكتابات كثيرة جدا أنا بصدد تدوين كتاب عنها لأكشف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل وابن لعيسى بن مريم عليهما السلام وهذا من صريح نص كتاب الله تعالى الذي اصطفى آل عمران على آل إبراهيم جميعا



رد مع اقتباس