عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-04-2016, 08:41 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,741
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

نخلص مما سبق أن الأمانة ليست التكاليف الشرعية افعل ولا تفعل حلال وحرام .. لأن السموات والأرض والجبال ليست فيها الشهوات التي في المكلفين التي تحكمها التشريعات

إذن يجب أن نعيد البحث عن المراد بالأمانة هنا .. فلا يمكن أن تكون بمعنى التكاليف الشرعية فهذا الاحتمال مستبعد تماما

لكم إن استأنفنا قراءة الآيات نجده تعالى يقول: (لِّيُعَذِّبَ اللَّـهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وظيفة حرف اللام في قوله (
لِّيُعَذِّبَ) تعليل وبيان سبب حمل الإنسان لهذه الأمانة .. فالغرض من حملها تعذيب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات .. وأن يتوب الله على المؤمنين والمؤمنات

نجد القرطبي يقول: "
قوله تعالى: « ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات » اللام في « ليعذب » متعلقة بـ « حمل » أي حملها ليعذب العاصي ويثبت المطيع؛ فهي لام التعليل؛ لأن العذاب نتيجة حمل الأمانة. وقيل بـ « عرضنا » ؛ أي عرضنا الأمانة على الجميع ثم قلدناها الإنسان ليظهر شرك المشرك ونفاق المنافقين ليعذبهم: الله، وإيمان المؤمن ليثيبه الله. « ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات » قراءة الحسن بالرفع، يقطعه من الأول؛ أي يتوب الله عليهم بكل حال. « وكان الله غفورا رحيما » خبر بعد خبر « لكان » . ويجوز أن يكون نعتا لغفور، ويجوز أن يكون حالا من المضمر. والله أعلم بالصواب."

والتوبة لا تكون إلا في الدنيا .. وهذا يلزم منه أن العذاب المذكور سيقع على المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات في الدنيا قبل الآخرة .. أي سيوقع الله العذاب عليهم بواسطة (الْإِنسَانُ
) المذكور في الآية السابقة في الدنيا بأمر الله وبسلطانه نيابة عن (الْإِنسَانُ) كجنس . فيعذبهم الله بواسطة إنسان كما في قوله تعالى (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ) [التوبة: 14] .. فمن هو هذا الإنسان المذكور الذي رضي أن يحمل الأمانة التي عجزت عن حملها السموات والأرض والجبال؟ من هذا الإنسان الذي سيعذب الله عز وجل به (الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ

إنها الدابة عليها صلوات الله وسلامه المهدية بنت النبي وحفيدة النبيين من قبله عليهم الصلاة والسلام المذكورة في سورة النمل .. فالله عرض الأمانة وهي مواجهة سحرة العالم والشياطين ومواجهة إبليس والدجال واتباعهما من (
الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ)
تخرجُ الدابَّةُ ، فتَسِمُ الناسَ على خراطيمِهم ، ثم يُعمِّرون فيكم ، حتى يشتريَ الرجلُ الدابَّةَ ، فيُقالُ : ممَّنِ اشتريتَ ؟ فيقولُ : من الرجلِ المُخَطَّمِ

الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2927 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

بينما في الآية (
وَيَتُوبَ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وهذه التوبة من الله عز وجل للمؤنين في الدنيا .. وهذا يعني أن المؤمنين سيضلوا عن دينهم الحق بسبب تحريفه .. ثم إذا أظهر الله عز وجل دينه من جديد على يد المهدية عليها السلام حينها يكون الله قد تاب عليهم وانتشلهم من الضلالة جزاء أنهم كانوا من قبل مخلصين وليسوا منافقين .. وموحين وليسوا مشركين

فمن الواضح أن الله عز وجل عرض الأمانة كما أسلفنا على أرواح بني آدم قبل خلقهم قال تعالى: (
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172] فما تقدم لقبولها إلا الدابة عليها السلام ولم يقدم أحد غيرها على قبولها




رد مع اقتباس