عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-29-2016, 02:24 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,740
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي إعراب [الحال] في اللغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحــال

تعريفه :
وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل .
نحو : جاء الطفل باكياً .
" باكياً " حال بينت هيئة الطفل عند مجيئه ، وهو صاحب الحال ، والفعل " جاء " عاملها . أي عمل فيها النصب .
104 ـ ومنه قوله تعالى { وألقى السحرة ساجدين }1.
وقوله تعالى { ثم ادعهن يأتينك سعياً }2 . ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيباً كاسفا باله قليل الرجاء
حكمه :
النصب دائما . كما في الأمثلة السابقة .
صاحب الحال :
هو الاسم الذي تبين الحال هيئته . وهو كالتالي :
1 ـ الفاعل : تأتي الحال من الفاعل لتبين هيئته أو حاله .
نحو : جاء الرجل راكباً .
استيقظ الطفل من نومه باكياً .
ومنه قوله تعالى { فخرج منها خائفا }3 .
وقوله تعالى { خروا سجداً }4 .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الكلمات " راكبا "" باكيا " ، " خائفا " و " سجدا " كل
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 120 الأعراف . 2 ـ 26 البقرة .
3 ـ 21 القصص . 4 ـ 15 السجدة .

منها جاءت حالا مبينة لهيئة الفاعل . سواء أكان
اسما ظاهرا كما في المثال الأول والثاني ، أم ضميرا مستترا كما في المثال الثالث ،
أم ضميرا متصلا كما في المثال الرابع .
2 ـ نائب الفاعل : تأتى الحال لتبين هيئة نائب الفاعل ،
نحو : أُحضر اللص موثوقا بالقيود ، وسِيق المجرم مخفورا بالجنود ،
وقُتل الخائن شنقا .
3 ـ المفعول به : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول به نحو : شاهدت محمدا ضاحكا ،
وقابلت خليلا ماشيا ،
ومنه قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا }1 .
ولا فرق أن يكون المفعول به صريحا كما في الأمثلة السابقة ، أو مجرورا
بالحرف ، نحو : انهض بالكريم عاثرا . أو مجرورا بالإضافة . نحو : يسعدني تكريم الطالب متفوقا .
فصاحب الحال " الكريم " ، و " الطالب " كل منها جاء مجرورا ، الأول بالحرف ،
والثاني بالإضافة إعرابا ، لكنّ كلا منهما مفعول به في المعنى .
4 ـ المفعول المطلق : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول المطلق .
نحو : علمت العلم سهلا .
5 ـ المفعول لأجله ، نحو : درست للفائدة مجردة .
6 ـ المفعول فيه ، نحو : أمضيت الليلة كاملة في البحث .
7 ـ الجار والمجرور ، مررت بخليل جالسا .
8 ـ المضاف إليه : لمجيء الحال من المضاف إليه يتطلب واحدا من الشروط الثلاثة الآتية :
1 ـ أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه ،
ـــــــــ
1 ـ 79 النساء .

105 ـ نحو قوله تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }1 .
وقوله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا }2 .
وسوغ مجيء الحال من المضاف إليه في المثالين السابقين ، كون
المضاف جزءا من المضاف إليه ، " فميتا " حال من أخيه ، وهو مجرور بإضافة اللحم إليه ، وهو جزء منه ، وكذلك الحال في المثال الثاني .
2 ـ أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه من حيث الإسقاط والاستغناء
106 ـ عنه ، نحو قوله تعالى { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا }3 .
" حنيفا " حال من إبراهيم وهو مجرور بإضافته إلى " ملة " التي يمكن الاستغناء عنها دون أن يختل المعنى ، فنقول : اتبع إبراهيم حنيفا .
3 ـ أن يكون المضاف عاملا في الحال . أي أن يكون المضاف مصدرا ، أو وصفا يشبه الفعل مضافين إلى فاعلهما ، أو نائبه ، أو مفعوليهما .
نحو قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعا }4 .
" فجميعا " حال من " الكاف والميم " المجرورة بالإضافة إلى " مرجع " ، وهو العامل في الحال ، مع أنه مصدر ، ومصوغ عمله أن المصدر يعمل عمل الفعل .
ومثال الوصف المضاف إلى فاعله : أنت حسن القراءة جاهرةً .
" حسن " صفة مشبهة مضافة إلى فاعلها ، وهو القراءة ، وجاهرة حال من القراءة .
والوصف المضاف إلى نائب فاعله : محمد معصوب العين دامعةً .
واللاعب معلق اليد مكسورةً . " معصوب " ، و " معلق " كل منهما اسم مفعول أضيف إلى نائب الفاعل " عين " ، و " يد " ، و " دامعة " ، و " ومكسورة " حال من العين واليد .
والوصف المضاف إلى مفعوله نحو : أنت ناصر الضعيف محتاجاً . " ناصر " اسم
فاعل أضيف إلى مفعوله وهو " الضعيف " ، " ومحتاجا " حال من الضعيف .
ـــــــــــــ
2 ـ 12 الحجرات . 3 ـ 47 الحجر .
1 ـ 95 آل عمران . 2 ـ 4 يونس .

تعريف صاحب الحال :
هو ما كانت الحال وصفا له في المعنى . نحو : أشرقت السماء صافيةً ،
ونحو : مررت بكل جالساً . فكلمة " الشمس " معرفة بـ " أل " ، وكلمة " كل " معرفة لوجود التنوين ، لأنه عوض عن الكلمة المحذوفة ، والتقدير : مررت بكل الأصدقاء ، فكل معرفة لأنه في الأصل مضاف إلى معرفة ، وهى كلمة الأصدقاء . ومنه قوله تعالى { وكلٌ أتوه ذاخرين }1 .
ومما سبق يتضح أن صاحب الحال يجب أن يكون معرفة ، لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون معلوما ، كما هو الحال في المبتدأ ، غير أن صاحب الحال قد يأتي نكرة إذا توفرت فيه المسوغات الآتية :
1 ـ أن تتقدم الحال على صاحبها وهو نكرة محضة ،
نحو : حدثني متلعثما طالب .
وجاءني مسرعا رسول .
68 ـ ومنه قول الشاعر :
لمية موحشا طلل يلوح كأنه خِلل
69 ـ ومنه قول الآخر :
وبالجسم منــِّى بيِّنا لو علمته شحوب وأن تستشهدي العين تشهد
" موحشا " حال تقدمت على صاحبها " طلل " ، وهذا مسوغ تنكيره ، وكذلك " بينّا "
فقد وقعت حالا متقدمة على صاحبها " شحوب " مما سوغ تنكيره .
2 ـ أن تكون النكرة عامة يتقدمها نفى أو نهى أو استفهام .
نحو : ما في الحديقة من وردة إلا وهى متفتحة .
ـــــــــــ
1 ـ 87 النمل .

ونحو : ما في البستان من شجر مثمراً .
107 ـ ومنه قوله تعالى { وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }1 .
ومثال النهى : لا يسلب طالب أخاه مستقوياً .
ونحو : ولا يعتد جار على جاره عنوةً .
70 ـ ومنه قول الشاعر قطري بن الفجاءة :
لا يركننْ أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفاً لحمام
ومثال الاستفهام : هل حضر تلميذ باكياً ؟
71 ـ ومنه قول الشاعر :
يا صاح هل حُمَّ عيش باقياً فترى لنفسك العذر في إبعادها الأملا
3 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة مخصوصة بوصف أو بإضافة أو عمل .
مثال الوصف : جاءني زائر عزيز مسلّماً .
108 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات :
{ ولما جاءهم كتابا من عند الله مصدَّقاً }2 .
وقوله تعالى { فيها يُفرَق كل أمر حكيم أمراً من عندنا }3 .
72 ـ ومنه قول الشاعر :
يا ربِّ نجيت نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا
ومثال الإضافة : مرني رجل فضل مستصرخاً .
109 ـ ومنه قوله تعالى { في أربعة أيام سواءً للسائلين }4 .
ومثال العمل : أعجبت للاعبٍ كرةً مبتدئاً . " مبتدئا " حال صاحبها " لاعب " ، وهو
نكرة مخصوصة بالعمل ، " كرة " مفعول به للاعب .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 4 الحجر .
2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 4 الدخان .
4 ـ 10 فصلت .

4 ـ أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، نحو : جاءني مستغيث وهو يصرخ ، 110 ـ ومنه قوله تعالى { أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها }1 .
فوجود الواو في صدر الجملة يرفع توهم أن الجملة نعت للنكرة .
5 ـ أن يكون الوصف بالحال على خلاف الأصل ، كأن تكون الحال جامدة .
نحو : هذا خاتمك حديداً .
6 ـ أن يشترك صاحب الحال النكرة مع صاحب حال معرفة .
نحو : هذا رجل ومحمد منطلقين ، وهؤلاء قوم والشيخ قادمين .
7 ـ وقد يكون صاحب الحال نكرة من غير مسوغ ، وهو قليل ، نحو : وعليه مائة بيضاً ، وفى الحديث : " صلى رسول الله قاعداً ، وصلى وراءه رجال قياماً .
مرتبة الحال مع صاحبها :
الأصل في الحال التأخير ، ولكنها قد تتقدم على صاحبها جوازا ، نحو : جاء راكبا
محمد . وقد أجازوا اتفاقا تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر الزائد ،
نحو : ما جاء راكبا من رجل . أما إذا كان حرف الجر غير زائد ، فقد أجاز البعض ومنع غيرهم ، واستدلوا على جوازه :
111 ـ بقوله تعالى { وما أرسلناك إلا كافة للناس }2 ،
73 ـ ومنه قول الشاعر :
تسليت طراً عنكمُ بعد بينكم بذكراكم حتى كأنكم عندي
ومنه قول الآخر :
مشغوفةً بك قد شغفت وإنما حم الفراق فما إليك سبيل
وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر ، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في قوله : أرسلناك ، والتاء في " كافة " للمبالغة ، وليست للتأنيث ، والله أعلم .
ـــــــــــــــ
1 ـ 259 البقرة . 2 ـ 28 سبأ .

وجوب تقدم الحال على صاحبها :
تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في عدة مواضع هي :
1 ـ أن يكون صاحب الحال محصورا ، نحو : ما جاء ماشيا إلا محمد ، وما جلس مسرورا إلا
خليل .
2 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة ، ولا مسوغ لها إلا تقديم الحال عليه ،
نحو : استيقظ باكيا طفل ، وجاء مسرعا رسول .
3 ـ إذا أضيف صاحب الحال إلى ضمير ما يلابسها ، نحو : وقف يخطب في التلاميذ معلمهم .

وجوب تأخير الحال :
يجب تأخير الحال عن صاحبها في المواضع الآتية :
1 ـ أن يكون صاحب الحال مجرورا بالإضافة ، نحو : علمت مجيء الطالب متأخراً ، وسرني ذهاب أخي مبكراً ، وأفرحني عملك مخلصاً .
2 ـ أن يكون مجرورا بحرف الجر غير الزائد ، نحو : مررت بفاطمة جالسةً ،
ونظرت إلى السماء ملبدةً بالغيوم .
أما إذا كان حرف الجر زائدا جاز تقديم الحال على صاحبها ، كما أسلفنا .
3 ـ أن تكون الحال محصورة ، نحو : ما جاء الرحل إلا راكباً ، وما أزعجني الطفل إلا باكياً .
112 ـ ومنه قوله تعالى { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين }1 .
4 ـ إذا كانت الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو " سافر صديقي وقد طلعت الشمس ، وسطع البدر وقد انتصف الشهر .
ــــــــ
1 ـ 48 الأنعام .

عامل الحال :
تعريفه : هو كل فعل أو " ما عمل عمله " يعمل في صاحب الحال والحال معا .
1 ـ العامل الأصلي :
العامل الأصلي في الحال هو الفعل . نحو : طلع القمر منيرا ، وأشرقت الشمس صافية . فالفعلان " طلع " و " أشرق " كل منهما عمل في صاحب الحال وهو
" القمر و الشمس " كما أن كلا منهما عمل في الحال نفسها " منيرا " ، و " صافيا " .
2 ـ العوامل اللفظية : وهي ما تعمل عمل فعلها وتشمل :
* المصدر الصريح : نحو : أفرحني حضورك مبكراً ، ويعجبني ترتيلك مجوداً ،
وأدهشني نومك متكئاً . فعامل النصب في الحال " مبكرا " هو المصدر " حضور " وقد عمل أيضا في صاحب الحال وهو " الكاف " الضمير المتصل في " حضور "
والواقع مضافا إليه .
ومنه قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعاً }1 ،
" فجميعا " حال من الضمير المتصل " كم " في " مرجعكم " ، والعامل فيها وفى صاحبها المصدر " مرجع " .
74 ـ ومنه قول الشاعر مالك بن الريب :
تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا
" واحدا " حال ، وصاحبها الضمير المتصل في انطلاقك وهو " الكاف " ، والعامل فيهما المصدر " انطلاق " .
* اسم الفاعل ، نحو : هذا شيخ قارئ قرآنه مُرَتلا ، وهذا رجل عامل عمله متقناً ،
وأواقف محمد خائفاً . " فقارئا وعاملا وخائفا " أسماء فاعلين كل منها عمل في الحال وصاحبه ، الأول عمل في " مرتلا " وصاحبه " قرآنه " ، والثاني في " متقنا " وصاحبه "عمله " والثالث في " خائفا " وصاحبه " محمد " .
ـــــــــــ
1 ـ 4 يونس .

* اسم المفعول ، نحو : وصلتني رسالة مكتوب خطها واضحاً .
العمل في الحال " واضحاً " وعامله " خطها " هو اسم المفعول " مكتوب " .
* الصفة المشبهة ، نحو : العنب حلو مذاقه ناضجاً .
العامل في الحال " ناضجا " ، وصاحبها " مذاقه " هو الصفة المشبهة " حلو " .
* اسم الفعل ، نحو : نَزَالِ مسرعاً ، وصَهْ ساكتاً .
" فمسرعا " ، و" ساكتا " كل منهما حال العامل فيها وفى صاحبها الضمير المستتر ، اسم الفعل " نزال " ، و" صه " .
3 ـ العوامل اللفظية : وهى التي تحمل معنى الفعل دون حروفه .
* اسم الإشارة ، نحو : هذا أخي قادماً ،
113 ـ وقوله تعالى { أن هذه أمتكم أمة واحدة }1.
ومنه قوله تعالى { وهذا بعلي شيخا }2 .
وقوله تعالى { فتلك بيوتهم خاوية بماظلموا }3 .
العامل في الأحوال السابقة وهى "
قادما " ، " أمة " ، " شيخا " ، و " خاوية " هو اسم الإشارة " هذا " في الأمثلة الثلاثة الأُول ، و " تلك " في المثال الرابع .
* شبه الجملة ، الظرف : نحو : محمد معك جالسا ، وعلي عندك قائما .
العامل في الحالين السابقتين " جالسا وقائما " كل من الظرف " معك وعندك " لأن شبه الجملة تتعلق بمتعلق أصله الفعل ، فهو متضمن معناه . أي بمعنى استقر .
* الجار والمجرور ، نحو : المال لك وحدك ، والقصيدة في عقلك واضحةً .
الحال في المثالين السابقين " وحدك و واضحة " وعاملها " لك و في عقلك " .
*حرف التشبيه كأن ، نحو : كأن الفارسَ مقبلاً أسدٌ ، وكأن خالداً البدرُ طالعاً.
ــــــــــــ
1 ـ 92 الأنبياء . 2 ـ 72 هود .
3 ـ52 النمل .

75 ـ ومنه قول الشاعر :
كأن قلوبَ الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي
العامل في الأحوال السابقة وهى " مقبلا و طالعا و ورطبا " حرف التشبيه " كأن " لأنه يتضمن معنى الفعل " أشبه " .
* حرف التمني ليت ، نحو : ليت المواطنَ قوياً يساعد الضعفاء ، وليت هذا أخي
مغامراً وليت الشجاعةَ دائماً فينا . العامل في الأحوال السابقة وهى " قويا و مغامرا و دائما " هو حرف التمني " ليت " لأنه يتضمن معنى الفعل " تمنى " .
* حرف الترجي لعل ، نحو : لعل هذا المتسابق فائزا ، ولعلك مدعيا على حق .
العامل في الحال " فائزا و مدعيا " هو حرف الترجي " لعل " لأنه تضمن معنى الفعل أترجى .
*الاستفهام ، نحو : ما بك مسرعاً ؟ وكيف أنت واقفاً ؟
114 ـ ومنه قوله تعالى : { فما لهم عن التذكرة معرضين }1 .
العامل في الأحوال السابقة وهى " مسرعا ، واقفا ، ومعرضين " هو أداة الاستفهام " ما " في المثالين الأول والثالث ، و " كيف "
في المثال الثاني ، لأن كلا منهما تضمن معنى الفعل أسأل أو أستفسر .
* حرف التنبيه ، نحو : ها هو ذا والدي قادماً ، وها هو ذا أحمد جالساً . العامل في
الحال " قادما وجالسا " هو حرف التنبيه " ها " لأنه بمعنى الفعل أنبهك .
* حرف النداء ، نحو : يا أيها المسكين مرثيَّاً لحاله ، ويا أيها المفقود مبكيَّاً عليه .
العامل في الحال " مرثيا ومبكيا " هو حرف النداء " يا " لأنه يتضمن معنى الفعل أنادي .
ـــــــــــــــ
1 ـ 49 المدثر .

مرتبة الحال مع عاملها :
للحال مع عاملها من حيث التقديم والتأخير ثلاثة أحوال كالتالي :
أولا ـ جواز التأخير والتقديم :
1 ـ إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : مثلجا لا تشرب الماء ، وفجَّا لا تأكل
التين ، وراكبا جاء صديقي ، وباكيا استيقظ الطفل .
115 ـ ومنه قوله تعالى :{ خشعا أبصارهم يخرجون }1 .
2 ـ إذا كان العامل وصفا يشبه الفعل المتصرف .
كاسم الفاعل : نحو : مسرعاً اللاعبُ منطلقٌ .
أو اسم المفعول ، نحو : واقفاً اللصُ مجلودٌ .
أو الصفة المشبهة .
76 ـ كقول الشاعر يزيد بن مفرغ :
عدس ما لعباد عليك إمارة أمنتِ وهذا تحملين طليق
فجملة تحملين في محل نصب على الحال ، وعاملها " طليق " ، وهو صفة مشبهة .
ومما تجدر ملاحظته من الأمثلة السابقة أن الأحوال الواردة فيها يجوز تأخيرها كما يجوز تقديمها ، فنقول لا تشرب الماء مثلجا ، وقس عليه .
فائدة :
إذا كان العامل في الحال فعلا جامدا أو صفة تشبه الفعل الجامد ، وهى اسم التفضيل ، أو معنى الفعل دون حروفه ، فلا يجوز تقديم الحال عليه ، وإنما يجب
تأخيرها ، نحو : ما أجمل البدر منيراً ، وما أعظم محمدا منشداً .
ونحو : أخوك أمهر المتسابقين فارساً ، ومحمد أفضل القارئين مرتلاً .
ونحو : كأن يوسف زاحفاً أسدٌ ، ولعل أخاك عائداً فائزٌ .
ـــــــــــــــ
1 ـ 7 القمر .

ثانيا ـ وجوب تأخير الحال عن عاملها :
تتأخر الحال عن عاملها وجوبا في مواضع كثيرة ، وهى كالتالي :
1 ـ أن يكون عاملها فعلا جامدا ، نحو : ما أجمل الورد متفتحاً ! وأعظم بالرجل
صادقا ! ونعم الجار كريماً ، وبئس الصديق منافقاً .
2 ـ أن يكون عاملها اسم تفضيل ، نحو : محمد أكرم الناس خلقاً ،
ويوسف أفضل المتكلمين خطيباً ، وعلة التأخير أن اسم التفضيل صفة جامدة لا يثنى ولا يجمع ، ولا يؤنث ، فهو لا يتصرف في نفسه ، ولا يتصرف في معموله .
أما إذا كان اسم التفصيل عاملا في حالين فيجب تقديم الحال عليه .
نحو : الأحمق صامتا ً أفضل منه متحدثاً ، والقمر منيرا أحسن منه معتماً .
3 ـ أن يكون مصدرا يصح تقديره بالفعل والحرف المصدرى .
نحو : أسعدني حضورك شاكرا . أي : أن تحضر شاكرا .
ونحو : يسرني سفرك طالباً للعلم . أي : أن تسافر طالبا .
4 ـ أن يكون عاملها اسم فعل ، نحو : نَزالِ مسرعاً . والتقدير : انزل مسرعا .
ومنه : حَذارِ مهملاً ، وتَراكِ خائفاً .
5 ـ أن يكون صلة " أل " الموصولة ، نحو : محمد هو الجالس مهذباً .
" مهذبا " حال وعاملها " جالس " ، وهو صلة " أل " الموصولة .
6 ـ أن يكون مقرونا " بلام " الابتداء ، نحو : لأنفقنَّ من مالي محتسبا ذلك عند
الله . الحال " محتسبا " ، وعاملها " أنفق " المقرون بلام الابتداء .
7 ـ أن يكون مقرونا " بلام " القسم ، نحو : تالله لأثابرنَّ مجتهدا .
الحال " مجتهدا " وعاملها " أثابر " المقرون " بلام " القسم ، وعلة التأخير أن التالي
للام الابتداء ، ولام القسم لا يتقدم عليها .
8 ـ أن تكون الحال مؤكدة لعاملها ، نحو : رجع العدو متقهقرا ، وصرخ الطفل باكيا .
9 ـ أن يكون العامل لفظا متضمنا معنى الفعل دون حروفه ، كأسماء الإشارة ، وكأن ، وليت ،
ولعل ، وحروف التنبيه ، والاستفهام التعظيمي ، وأحرف النداء ، وشبه الجملة " الظرف والجار والمجرور " .
نحو : هذا أخي قادماً .
116 ـ ومنه قوله تعالى { فتلك بيوتهم خاويةً }1 .
ونحو : كأن محمداً أسدٌ زاحفاً ، وكأن عليا مندفعاً إعصارٌ .
ومنه قول الشاعر امرئ القيس :
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي
ونحو : ليت خالدا أخوك صادقاً . ونحو : لعل محمدا صديقك قادماً ،
ونحو : ها أنت محمدٌ راكباً ، ونحو قول الأعشى : " يا جارتا ما أنت جارةً " ،
" فجارة " الثانية حال من الضمير " أنت " ، وعاملها " ما " الاستفهامية ،
وليست تمييزا (2) ، ونحو: يا أيها اللاعب مسرعاً ، ويا أيها الطالب واقفاً .
أما الظرف والجار والمجرور " شبه الجملة " فيجوز تقدم الحال عليهما ، وتأخره إذا
لم يكن مخبرا بهما ، وقال البعض يندر تقدمه . نحو : الموضوع عندك ملتبساً ،
أو : الموضوع ملتبساً عندك ، ونحو : الأمر في ذهنك واضحاً ، أو الأمر واضحا
في ذهنك ، وقد أجاز ذلك الأخفش قياسا .
117 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات ، وهى قراءة الحسن البصري :
{ والسموات مطويات بيمينه }3 .
" مطويات " حال تقدمت على عاملها شبه الجملة " بيمينه " ، الواقع خبرا ،
والسموات مبتدأ ، وهو صاحب الحال . وسنتعرض لإعراب الآية بالتفصيل في
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 52 النمل .
2 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل لمحمد عبد العزيز النجار ج1 ص482 .
3 ـ 67 الزمر .

موضعه ، والوقوف على آراء النحاة في إعرابها ، إن شاء الله .
10 ـ أن تكون الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو : خرجت والسماءُ ممطرةٌ .
فجملة الحال " والسماء ممطرة " تأخرت عن عاملها " خرج " .
وأجاز البعض تقديمها على عاملها إذا لم تقترن بالواو ، نحو : المؤذن يؤذن
وصلتُ . بل أجازوا تقديمها وهى مقترنة بالواو ، نحو : والجرس يقرع دخلت
المدرسة . والذي أراه ويراه غيري من النحاة عدم جواز التقديم في كلتا الحالتين لما في ذلك من
تكلف .

ثالثا ـ وجوب تقديم الحال على عاملها .
يجب تقديم الحال على عاملها في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان لها صدر الكلام كأداة الاستفهام " كيف " ، نحو : كيف حضر أبوك ؟
وكيف استيقظ الطفل ؟
2 ـ إذا كان العامل في الحال اسم التفضيل وقد توسط بين حالين مختلفين فُضّل
صاحب أحدهما على الآخر ، نحو : محمد راجلاً أسرع من أحمد راكباً ،
والعنب نيَّا أفضل من الكرز ناضجا .
أو توسط اسم التفضيل بين حالين كان صاحبهما واحدا ، وفضل نفسه في حالة دون الأخرى ، نحو : الطفل زاحفاً أنشط منه ماشياً ،والعصفور مغرداً أفضل منه ساكتاً .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الحال التي للمفضل يجب تقديمها على اسم التفضيل ،
بحيث يكون اسم التفضيل متوسطا بين الحالين .
" فراجلا ، ونيَّا ، وزاحفا ، ومغردا " كل منها جاء حالا مفضلة لذلك وجب تقديمها على عاملها ، وهو اسم التفضيل .
على أن هذه المسألة تدخل في باب الإجازة أكثر منه في باب الوجوب ، ومثلها الحالة الثالثة في تقديم الحال على عاملها وهى :
3 ـ إذا كان العامل في الحال يتضمن معنى التشبيه دون حروفه ، عاملا في حالين يراد بهما تشبيه صاحب الأول بصاحب الثاني ، نحو : أنا فقيراً كسليم غنيا ،
ومحمد جاهلاً كأحمد عالماً ، والثعلب ساعياً كالأسد نائماً .

أنواع الحال
تأتى الحال على ثلاثة أنواع وهى كالتالي :
1 ـ حال مشتقة : وهو الأصل فيها ، نحو : جاء الرجل راكباً ، وصافحت الضيف مسروراً ، " فراكبا ، و مسرورا " كل منها جاءت حالا مشتقة ، لأن الأولى اسم فاعل ، والثانية اسم مفعول .
2 ـ حال جامدة مؤولة بالمشتق ، وذلك فى عدة مواضع :
أ ـ إذا دلت على تشبيه ،نحو : هجم المجاهد على العدو أسداً .
وجاءت زينب بدراً .
وقفز اللاعب قرداً . فكل من الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة وهى " أسدا ، وبدرا ، وقردا " جاءت جامدة ، ولكنها مؤولة بالمشتق ، والتقدير : شجاعا كالأسد ، وجميلة كالبدر. وعاليا أو كثيرا كالقرد .
ب ـ إذا دلت على مفاعلة ، نحو : قابلته وجهاً لوجه ، وصافحته يداً بيد ، وحدثته فاهُ إلى فيَّ ، والتقدير : التقينا متقابلين ، وتصافحنا متقابضين ، وتحدثنا متشافهين .
ج ـ إذا دلت على تفصيل أو ترتيب ، نحو : قرأت القصة فصلاً فصلاً ،
ومزقت الثوب جزءاً جزءاً ، ودخل الطلاب الفصل طالباً طالباً .
ففي المثال الأول والثاني دلت الحال على التفصيل والتوضيح ، وفى الثالث كان التقدير : مرتبين .
د ـ إذا دلت على تسعير ، نحو : اشتريت الحرير متراً بعشرين ريالا ، وبعت الزيت لتراً بدينار . التقدير مسعرا بكذا .
3 ـ تأتى الحال جامدة وقد أغنى عن تأويلها بالمشتق الآتي :
أ ـ أن تكون الحال موصوفة بمشتق ، نحو : إليك حديثي جواباً صريحاً ،
118 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربياً }1 ،
وعاد الجيش منتصراً ، وحضر المدير مبكراً .
2 ـ حال مؤكدة : وهي التي يستفاد معناها بدونها ، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ حال مؤكدة لعاملها معنى ولفظا .
نحو قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا }2 .
أو مؤكدة له معنى دون اللفظ ، نحو : فتبسم ضاحكاً .
وقوله تعالى { ثم وليتم مدبرين }3 .
ب ـ مؤكدة لصاحبها :
122 ـ نحو قوله تعالى { لآمن من في الأرض كلهم جميعاً }4 .
ج ـ مؤكدة لمضمون الجملة ، وشروطها :
أن يكون عامل الحال واجب الإضمار ، والحال واجبة التأخير ، والجملة مكونة من اسمين معرفتين جامدين ، نحو : محمد أبوك عطوفاً ،
77 ـ ومنه قول الشاعر :
أنا ابن دارة معروفاً بها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار
والتقدير : أخُصُه عطوفا ، وأحقٌ معروفا .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 2 يوسف . 2 ـ 79 النساء .
3 ـ 25 التوبة . 4 ـ 99 يونس .

ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين :
1 ـ حال منتقلة : وهى الحال المشتقة من المصدر غير ملازمة لصاحبها .
نحو : حضر الطالب ماشيا .
2 ـ حال غير منتقلة " ملازمة " : هي الحال الملازمة لصاحبها ، كما في الحال
المؤكدة ، نحو : دعوت الله سميعا .
123 ـ ومنه قوله تعالى { ويوم أبعث حياً }1 .
وقوله تعالى { خلق الإنسان ضعيفاً }2 .
وقوله تعالى { فتمثل لها بشراً سوياً }3 .
ويسمى هذا النوع من الحال حالا موطئة ، لأنها تمهد لما بعدها .
ب ـ أن تكون الحال دالة على العدد ، نحو : أمضيت في المنفى خمس سنين ،
وقضيت مدة العمل في التعليم ثلاثين سنة ،
119 ـ ومنه قوله تعالى { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }4 .
ج ـ أن تكون الحال دالة على تفضيل بين شيئين ، نحو : محمد شاعراً أفضل منه كاتباً ، وإبراهيم شيخاً أقوى منه شاباً ، والتمر طرياً أفضل منه جافاً .
د ـ أن تكون الحال نوعا لصاحبها ، نحو : لبس خاتمه ذهباً .
هـ ـ أن تكون الحال فرعا لصاحبها ، نحو : هذا قميصك قطناً ،
120 ـ ومنه قوله تعالى { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً }5 .
و ـ أن تكون الحال أصلا لصاحبها ، نحو : هذا خاتمك فضة ، وهذا قرطك ذهبا ،
121 ـ ومنه قوله تعالى { أأسجد لمن خلقت طيناً }6 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 33 مريم . 2 ـ 28 النساء .
3 ـ 17 مريم . 4 ـ 142الأعراف .
5 ـ 82 الحجر . 6ـ 61 الإسراء .

أقسام الحال :
تنقسم الحال عدة أقسام كالتالي :
أولا ـ تنقسم باعتبار فائدتها إلى قسمين :
1 ـ حال مبينة أو مؤسسة .
وهى الحال التي لا يستفاد معناها إلا بوجودها ، نحو : وصل الطلاب راكبين ،
ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين :
1 ـ حال حقيقية : هي الحال التي تبين هيئة صاحبها ، نحو : حضرت راكباً ،
وجلست متكئاً .
2 ـ حال غير حقيقية " الحال السببية " : هي الحال التي تبين هيئة ما يحمل ضميرا يعود إلى صاحب الحال ، نحو : مررت بالدار قائماً سكانها ، وكلمت زينب واقفاً أخوها .

ثالثا ـ تنقسم الحال باعتبار زمانها إلى قسمين :
1 ـ حال مقارنة لزمان عاملها : هي الحال الموافقة لزمان وقوع الفعل ، وهذا هو
الغالب ، نحو : جاء الرجل راكباً ، وجلس الضيف متكئاً . " فراكبا ، و متكئا " كل
منها حال مقرونة بزمان عاملها ، وليست مغايرة له .
2 ـ حال مقدَّرة لزمان عاملها ، وتسمى أيضا الحال المستقلة : لأنها تبين وقوع زمن عاملها في المستقبل ، نحو : مررت برجل معه صقر صائداً به غدا ،
124 ـ ومنه قوله تعالى { ادخلوها بسلام آمنين }1 .
وقوله تعالى { لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين }2 .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 46 الحجر . 2 ـ 27 الفتح .

نلاحظ من المثالين السابقين أن الحال " صائدا ، وخالدين ، وآمنين " كل منها جاءت لتبين وقوع زمن عاملها في الزمان المستقبل .

أنواع الحال :
تنقسم الحال إلى عدة أنواع هي :
1 ـ حال مفردة : وهي مالا تكون جملة أو شبه جملة ،
نحو : زارني صديقي مسروراً ، ونحو : كافأ المدير الطالبين متفوقين ،
وحضر التلاميذ إلى المدرسة راكبين .
" فمسرورا ، ومتفوقيَن ، وراكبِين " كل منها جاءت حالا مفردة .
2 ـ حال جملة بنوعيها :
أ ـ حال جملة اسمية ، نحو : وصل فريق المدرسة ووجوههم يعلوها البشر ،
وخرجت من منزلي والسماء ممطرة .
فجملة " ووجوههم يعلوها البشر " وجملة " والسماء ممطرة " كل منهما وقع حالا .
ب ـ حال جملة فعلية ، نحو : جلس الطالب يقرأ الدرس ، ووقف التلاميذ يحيون
العلم . فجملة " يقرأ الدرس ، ويحيون العلم " كل منهما وقع حالا .
3 ـ حال شبه جملة بنوعيها :
أ ـ الحال الظرف المكاني والزماني ، نحو : تكلم الخطيب فوق المنبر ، وشاهدت الهلال بين
السحاب . ونحو : سافرت إلى الرياض يوم الجمعة ، وغادرت دمشق صباح الخميس .
ب ـ الحال الجار والمجرور ، نحو : خرج الأمير في قومه ، ووقف الطائر على الغصن .

شروط جملة الحال :
يشترط في الجملة الحالية : أن تكون جملة خبرية ، وألا تكون مصدرة بحرف
استقبال كالسين وسوف ، وأن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال .
الرابط في جملة الحال :
* الأصل في رابط الجملة الحالية أن يكون " الضمير " سواء أكان معينا أم مقدرا .
مثال الضمير المعين : وقف الشاعر يلقى الشعر .
ومثال المقدر : اشتريت الزيت لتراً بدينار . والتقدير : لترا منه .
* أما إذا لم يتوفر الضمير تعين وجوب الواو كرابط ، وتسمى واو الحال ، وبعض
النحويين يسميها " واو الابتداء " ، نحو : سافر أخي والجو صحو .
* وقد تأتى الواو والضمير معا كرابط ، وذلك لتمكين الربط ، نحو : استمعت إلى الشاعر وأنا
مندهش ، ووصل الطالب وحقيبته في يده .
ويجب الربط بالواو في عدة مواضع :
1 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بفعل مضارع مثبت مقرون بقد ،
نحو : لِمَ تقطعون الأمل وقد يعود الغائب ؟
125 ـ ومنه قوله تعالى { وقد تعلمون أني رسول الله إليكم }1 .
2 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بضمير صاحبها ، نحو : قصدتك وأنا واثق
بمروءتك ، ورحلت وأنا غاضب منك .
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية ، جملة اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحبها ،
نحو : فرَّ اللصوص والحراس نائمون ، ومات المريض والطبيب غائب .
4 ـ إذا كانت جملة الحال ، جملة ماضية ، غير مشتملة على ضمير صاحبها ، وسواء أكانت الجملة مثبتة ، أم منفية .
ـــــــــــ
1 ـ 5 الصف .

مثال المثبتة : وصلت المدينة وقد طلع الفجر ،
وانتهيت من عملي وقد غربت الشمس .
ومثال المنفية : انقضى العام الدراسي وما انتهينا من العمل .
امتناع مجيء الواو كرابط ، وتعيين الضمير بدلا منها في عدة مواضع :
1 ـ إذا كانت جملة الحال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها ، نحو : الحق لا شك فيه ، 126 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }1 .
2 ـ أن تقع الجملة الحالية بعد عطف ،
127 ـ كقوله تعالى { فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون }2 .
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ، وواقعة بعد إلاّ ،
نحو : ما تكلم إلاّ ضحِكَ ، وما سار على قدميه ألاّ ترنَّحَ ،
128 ـ ومنه قوله تعالى { إلاَ كانوا به يستهزئون }3 .
4 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي متلوة بـ " أو " .
نحو : لأقاطعنه عاش أم مات ، لا أكلمنه غاب أو حضر ،
ومنه قول الشاعر :
كن للخليل نصيرا جار أو عدلا ولا تشح عليه جاد أو بخلا
5 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة مثبتة ، غير مقترنة بقد ،
نحو : قدم المسافر تذبح الذبائح لمقدمه ، وصل التلميذ يحمل حقيبته في يده ،
129 ـ ومنه قوله تعالى { ولا تمنن تستكثر }4 .
6 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة منفية بلا ،
130 ـ كقوله تعالى { وما لنا لا نؤمن بالله }5 ،
وقوله تعالى { مالي لا أرى الهدهد }6 .
ــــــــــــ
1ـ 2 البقرة . 2 ـ 4 الأعراف . 3 ـ 11 الحجر .
4 ـ 6 المدثر . 5 ـ 84 المائدة . 6 ـ 20 النمل .

ومنه قول الشاعر :
أقادوا من دمي وتوعدوني وكنت ولا ينهنهني الوعيد
7 ـ إذا كانت مضارعة منفية بما ، نحو : زحف الجنود ما يهابون الأعداء ،
78 ـ ومنه قول الشاعر :
عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة فما لك بعد الشيب صباً متيما

حذف عامل الحال :
* قد يحذف عامل الحال إذا دل عليه دليل ، نحو قولهم : راشدا . للقاصد سفرا ،
ومأجوراً . للقادم من الحج .
* يحذف عامل الحال وجوبا في المواضع التالية :
1 ـ أن يقصد بالحال تبيان الزيادة أو النقصان بالتدريج ، نحو : تصدق بريال
فصاعداً . والتقدير : ذهب التصدق صاعدا أو فأكثر ، ومنه اشتريت القميص بجنيه فنازلا .
2 ـ أن يقصد بالحال التوبيخ ، نحو : أمتوانياً عن الصلاة وقد صلى الناس ؟
وأجالسا وقد وقف الحاضرون ؟
3 ـ أن تكون الحال مؤكدة لمضمون الجملة ، نحو : أنت صديقي مواسياً ،
ومحمد أبوك عطوفاً ، والتقدير : أعرفك مواسيا ، وأعرفه عطوفا .
4 ـ أن تسد مسد الخبر ، نحو : ضربي التلميذ مهملاً ، والتقدير : ضربي إياه واقع إذا وجد مهملا .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ المراد بالوصف في قولهم " الحال وصف فضلة " ما دل على معنى وذات متصفة به ، وهو اسم الفاعل والمفعول ، والصفة المشبهة ، والمبالغة ، والتفضيل ،
والمقصود الوصف ولو تأويلا لتدخل الجملة ، وشبهها ، والحال الجامدة ، لتأويل ذلك كله بالمشتق .
2 ـ معنى كون الحال فضلة ، أي ليست مسندة ولا مسندا إليها ، لكن هذا لا يعنى أنه يصح الاستغناء عنها ، فقد تجيء الحال غير مستغنى عنها .
131 ـ كقوله تعالى { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين }1 .
ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء
3 ـ الحال يذكر ، ويؤنث ، والأفصح في لفظه التذكير ، وفى وصفه وضميره التأنيث .
4 ـ الأصل فى الحال أن تكون نكرة ، وقد تجيء معرفة لفظا ، ولكنها مؤولة
بنكرة . نحو : جاء والدك وحده ، وادخلوا الأول فالأول ، وأرسلها العراك ، وجاءوا
الجماء الغفير . في الأمثلة السابقة نجد أن كلمة " وحده ، والأول ، والعراك ، والجماء " كل منها جاءت حالا معرفة لكنها مؤولة بنكرة ، والتقدير : جاء والدك
منفردا ، وادخلوا مرتين ، وأرسلها معتركة ، وجاؤوا جميعا .
5 ـ قد تأتي الحال بلفظ المعرف بالعلمية ، نحو : جاءت الخيل بدادا ، والتقدير :
متبددة . فكلمة " بداد " في الأصل علم من جنس التبدد والتفرق ، ومثلها كلمة " الفجار " علم للفجرة.
ــــــــــــــ
1 ـ 16 الأنبياء .

6 ـ قد تأتي الحال مصدرا ، والتخريج لها في ذلك ، أن تكون مؤولة بالوصف ،
نحو : حضر الولد جريا ، ومات قهرا ، والتقدير : حضر الولد جاريا ، ومات
مقهوراً ، وهو سماعي عند كثير من النحاة ، وقد قاسه البعض ، وهناك من جعل المصدر في هذا الباب منصوبا على المفعولية المطلقة ، والعامل فيه محذوف ، والتقدير : حضر الولد يجري جريا ، ونحوه .
7 ـ إذا كان عامل الحال ظرفا أو جارا ومجرورا ، امتنع تقديم الحال على
عاملها ، مثال الظرف : أخوك عندك جالساً ، والبدوي بين الأشجار مقيماً .
ومثال المجرور : محمد في البيت منتظراً ، والمعلم في الفصل واقفاً .
نلاحظ أن كل الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة ، لا يجوز تقديمها على عاملها الظرف أو الجار والمجرور .
8 ـ رغم امتناع تقديم الحال على عاملها الظرف ، أو الجار والمجرور ، ورد عن بعض النحاة آراء قائلة بجواز تقديمها ، إذا توسطت الحال بين عاملها وصاحبها ،
نحو : محمد جالساً عندك ، والطالب واقفاً في الفصل ،
ومنه قوله تعالى ـ وقد أشرنا إليه في موضعه ونكرره للفائدة ـ
{ والسموات مطويات بيمينه }1 ،
132 ـ وقوله تعالى { ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورها }2 ، وهذا فيه اتفاق .
أما إذا تقدمت الحال على عاملها وصاحبها معا ، فهذا يمتنع مطلقا ، فلا يجوز
القول : جالسا محمدا عندك ، وواقفا الطالب في الفصل ، ومع ذلك أجازه الأخفش واستدل عليه 133 ـ بقوله تعالى { هنالك الولاية لله الحق }3 .
" فهنالك " ظرف في محل نصب حال تقدمت على عاملها وصاحبها معا ، والولاية مبتدأ ، ولله في محل رفع خبر .
ــــــــــ
1 ـ 67 الزمر . 2 ـ 139 الأنعام .
3 ـ 44 الكهف .

9 ـ قد تتعدد الحال وصاحبها واحد ، كما هو الحال في تعدد الخبر للمبتدأ الواحد ،
نحو : جاء محمد راجلاً ضاحكاً ، وزحف الطفل متعثراً باكياً ،
79 ـ ومنه قول الشاعر :
عليَّ إذا ما جئتُ ليلى بخُفية زيارة بيت الله رجلانَ حافياً
* كما تتعدد الحال بتعدد صاحبها ، نحو : قابلت خليلا راكباً ماشياً ،
وصافحت الضيف واقفاً جالساً . في المثالين السابقين تكون الحال الأولى للاسم الذي
يسبقها ، والثانية للضمير المتصل بالفعل ، هذا إذا لم تأمن اللبس ، فإذا أمنت اللبس فقدم أيهما شئت .
وقد ورد تعدد الحال مجموعة في :
قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين }1 ،
وقوله تعالى { وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات }2 .
10 ـ إذا لم يكن للحال عامل من العوامل السابقة الذكر، فلا يصح وقوعه ، فإذا
قلنا : خالد صديقك قادما ، ومحمد أخوك مهملا ، لا يجوز ، لأنه ليس في المثالين السابقين فعل أو ما تضمن معنى الفعل (3) ، والبعض يجيزه على تأويل أن صاحب الحال ضمير محذوف ، والتقدير : خالد صديقك أراه قادما ، ومحمد أخوك أعرفه مهملا(4) .
11 ـ قد يحذف عامل الحال سماعا ، نحو : هنيئاً لك ، والتقدير : هنأك هنيئا ، أو ثبت لك الخير هنيئا .
ـــــــــــــ
1 ـ 33 إبراهيم . 2 ـ 12 النحل .
3 ـ معجم القواعد العربية ، عبد الغنى الدقر ، ص 217 .
4 ـ التطبيق النحوي ، د : عبده الراجحي ص 628 .

12 ـ قد يحذف الحال إذا دلت عليه قرينة ، وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت الحال قولا أغنى عنه ذكر المقول .
134 ـ كقوله تعالى { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم }1 .
والتقدير : قائلين سلام عليكم ،
ومنه قوله تعالى{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا }2 . والتقدير : قائلين ربنا تقبل منا .
13 ـ هناك أحوال مركبة تركيب أحد عشر ، وغيرها من الأعداد المركبة ، وهى مبنية على فتح الجزأين ، إلا إذا كان جزؤه الأول ياء فيبنى على السكون ، وهذه الأحوال على نوعين :
أ ـ ما ركب مما أصله العطف ، نحو : تفرقوا شذر مذر ، والتقدير : متفرقين أو
مشتتين ، ومنه هذا جاري بيتَ بيتَ ، والتقدير : ملاصقا لي .
ب ـ ما ركب مما أصله الإضافة ، نحو : فعلته بادئ بدءَ ، والتقدير : فعلته مبدوءاً ، ومنه : تفرقوا أيدي سبأ ، والتقدير : مشتتين .
14 ـ يجوز الربط بالواو ، وتركها في الجملة الاسمية المقترنة بضمير صاحبها ،
نحو : حضر الطالب وكتابه في يده ، أو حضر الطالب كتابه في يده .
15 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ، ومشتملة على ضمير صاحبها، رجح فيها الارتباط بالضمير ، وبالواو وقد معا ، نحو : انتصر القائد وقد
مات ، وجاء الرسول وقد أسرع .
وقد ترتبط بالضمير وقد دون الواو ، نحو : انتصر القائد قد مات .
80 ـ ومنه قول الشاعر :
وقفت بربع الدار قد غير البلى معارفها والساريات الهواطل
ــــــــــــــــــ
3 ـ 23 الرعد . 4 ـ 127 البقرة .

فالجملة الحالية " غير البلى معارفها " قد ربطت بالضمير وبقد دون الواو ،
وقد تربط بالضمير فقط ، نحو : هذه بضاعتنا ردت إلينا، فجملة الحال " ردت إلينا " الرابط فيها الضمير المستتر في " ردت " .
16 ـ أما إذا كانت الجملة الحالية ماضية منفية ، فالأرجح فيها أن تربط بالواو والضمير معا ، نحو : قدم والدك وما فعل شيئا ،
وقد تربط بالضمير فقط ، نحو : قدم والدك ما فعل شيئا .
17 ـ قدر بعض النحاة الواو الرابطة في الجملة الحالية بـ " إذ " ولا يقصد بالتقدير هنا أن تكون بمعناها ، لأنه لا يُرادف الحرف وهو " الواو " بالاسم وهو
" إذ " ، بل اعتبروا " الواو " وما بعدها مربوطة ، أو مقيدة بالعامل فيها لكونها حينئذ تفيد زمن وقوع الفعل فيعتاضوا بـ " إذ " عنها .
18 ـ قد يحذف الرابط لفظا ، ويكون حينئذ منويا ، نحو : اشتريت الحرير مترا
بدينار ، وبعت القطن ذراعا بريال ، والتقدير : مترا منه ، وذراعا منه ،
81 ـ ومنه قول الشاعر :
نصفَ النهارَ الماء غامره ورفيقه بالغيب ما يدري
والتقدير : والماء غامره .
19 ـ قد تشتبه الحال بالتمييز في مثل قولهم : لله دره فارساً ، و لله درك عالماً ، " ففارسا و عالما " في المثالين السابقين ونحوهما تمييز ، لأنه لم يقصد به تمييز الهيئه ، وإنما ذكر لبيان جنس المتعجب منه ، والهيئة مفهومة ضمنا ، ولو قلت : لله
دره من فارس ، لصح ، ولا يصح هذا في الحال . وليس مثل ما تقدم هو التمييز حقيقة ، وإنما هو صفته نابت عنه بعد حذفه ، والأصل " لله دره رجلا فارسا {1} .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ جامع الدروس العربية للغلاييني ، ج3 صـ 79 .

نماذج من الإعراب

104 ـ قال تعالى : { وأُلقى السحرة ساجدين }
وألقى : الواو حرف عطف ، ألقى فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح .
السحرة : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
ساجدين : حال منصوبة بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

105 ـ قال تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }
أيحب : الهمزة للاستفهام التقريري حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، يحب فعل مضارع مرفوع بالضمة .
أحدكم : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أن يأكل : أن حرف مصدري ونصب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب ، يأكل فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب مفعول به ليحب ، والتقدير : أيحب أحدكم أكل .
لحم أخيه : لحم مفعول به ليأكل ، وهو مضاف ، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه من الأسماء الستة ، وأخي مضاف ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ميتا : حال منصوبة بالفتحة .





106 ـ قال تعالى : { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا }
ثم أوحينا : ثم حرف عطف يفيد التراخي ، أوحينا فعل ماض مبنى على السكون ، وناء المتكلمين في محل رفع فاعل .
إليك : جار ومجرور متعلقان بـ " أوحى " .
أن اتبع : أن مفسرة أو مصدرية ، اتبع فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والمصدر المؤول بالصريح منصوب على نزع حرف الجر ، والتقدير : اتباع .
ملة إبراهيم : ملة مفعول به منصوب ، وهو مضاف إبراهيم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
حنيفا : حال منصوب بالفتحة من إبراهيم ، وقيل حال من فاعل اتبع {1} .

68 ـ قال الشاعر :
لمية موحشا طلل يلوح كأنه خلل
لمية : جار ومجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية
والتأنيث ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
موحشا : حال منصوبة بالفتحة ، وصاحبه " طلل " على مذهب سيبويه الذي يجيز مجيء الحال من المبتدأ . أما جمهور النحويين فيمنعونه لأن عامل المبتدأ هو الابتداء ، وهو عامل ضعيف ، لذلك يجعلون صاحب الحال موحشا هو الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرا ، وهذا الضمير عائد على طلل ، وإذا جعلنا صاحب الحال " موحشا " هو الضمير على رأي الجمهور ، والضمير معرفة فلا شاهد في البيت ، والغرض من البيت هو الاستشهاد به على مجيء الحال من
النكرة بمسوغ كما يذكر النحاة .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ مشكل إعراب القرآن للقيسي ج1 ص426 .

طلل : مبتدأ مؤخر مرفوع .
يلوح : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
خلل : خبر كأن منصوب ، وجملة كأن ... إلخ في محل نصب حال من الضمير المستتر في يلوح . والشاهد قوله : " موحشا " فإنه حال من قوله " طلل " وهو نكرة ، ومسوغ مجيء الحال من النكرة تقدمه عليها .

69 ـ قال الشاعر :
وبالجسم منِّي بيِّنا لو علمته شحوب وإن تستشهدي العين تشهد
وبالجسم : الواو حسب ما قبلها ، بالجسم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
منّي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الجسم .
بينا : حال منصوبة من شحوب ، على رأي سيبويه الذي يجيز مجيء الحال من المبتدأ ، كما ذكرنا سابقا ، وهو عند الجمهور حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور " بالجسم " .
لو علمته : لو حرف شرط غير جازم ، علمته فعل وفاعل ومفعول به .
وجملة علمته شرط لو ، وجوابها محذوف ، والتقدير : لو علمته لأشفقت عليّ .
والجملة من الشرط وجوابه لا محل لها من الإعراب معترضة بين الخبر المتقدم والمبتدأ المؤخر " شحوب " . شحوب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
وإن تستشهدي : الواو حرف عطف ، إن حرف شرط جازم ، تستشهدي فعل مضارع ( فعل الشرط ) مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل . العين : مفعول به منصوب .
تشهد : فعل مضارع ( جواب الشرط ) مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لمناسبة حركة الروي ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .
الشاهد : " بيِّنا " جاءت حالا من النكرة " شحوب " على مذهب سيبويه ، والمسوغ تقدمها على صاحبها .

107 ـ قال تعالى : { وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }
وما أهلكنا : الواو حرف استئناف، ما نافية لا عمل لها ، أهلكنا فعل وفاعل .
من قرية : من حرف جر زائد ، قرية مفعول به منصوب محلا ، مجرور لفظا .
إلا : أداة حصر لا عمل لها ، مبنية على السكون ، لامحل لها من الإعراب .
ولها كتاب معلوم : الواو واو الحال ، لها جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . كتاب مبتدأ مؤخر ، ومعلوم صفة .
وجملة " ولها كتاب معلوم " في محل نصب حال {1} . وقيل الواو زائدة والجملة في موضع صفة {2} .

70 ـ قال الشاعر :
لا ريكنن أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفا لحمام
لا يركنن أحد : لا ناهية جازمة ، يركن فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، في محل جزم . ونون التوكيد حرف مبنى على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، وأحد فاعل مرفوع بالضمة .
إلى الإحجام : جار ومجرور متعلقان بـ " يركن " .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن للنحاس ج2 ص377 .
2 ـ العكبري ج2 ص72 ، ومشكل إعراب القرآن للقيسي ج1 ص410 .

يوم الوغى : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلق بـ " يركن " ، وهو مضاف ، والوغى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر .
متخوفا : حال منصوبة بالفتحة ، وصاحبها أحد .
لحمام : جار ومجرور متعلقان بتخوف .
الشاهد : " متخوفا " حيث وقع حالا من النكرة " أحد " ومسوغها وقوعها في حيز النهى بلا .

71 ـ قال الشاعر :
يا صاح هل حم عيش باقيا فترى لنفسك العذر في إبعادها الأملا
يا صاح : يا حرف نداء مبنى على السكون ، صاح منادى مرخم من صاحب على غير القياس ، لأنه ليس بعلم .
هل حم : هل حرف استفهام ، حم فعل ماض مبنى للمجهول .
عيش : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
باقيا : حال منصوبة ، من عيش .
فترى : الفاء للسببية ، حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب ، ترى فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
لنفسك : جار ومجرور متعلقان بـ " ترى " ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والجار والمجرور في محل نصب مفعول به ثان لترى .
العذر : مفعول به أول منصوب .
في أبعادها : جار ومجرور متعلقان بالعذر ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، من إضافة المصدر إلى فاعله .
الأملا : مفعول به للمصدر .
الشاهد قوله : " باقيا " حيث وقع حالا من النكرة عيش ، ومسوغه وقوع الحال بعد الاستفهام الإنكاري الذي يؤدي معنى النفي .

108 ـ قال تعالى : { ولمَّا جاءهم كتاب من عند الله مصدقا }
ولما : الواو للاستئناف ، لما ظرفية بمعنى حين ، أو هي حرف لمجرد الربط ، متضمنة معنى
الشرط .
جاءهم : فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
كتاب : فاعل مرفوع بالضمة .
من عند الله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لكتاب ، وعند مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وجملة جاءهم كتاب في محل جر بإضافة الظرف إليها إذا اعتبرنا لما ظرفية ، أو لا محل لها من الإعراب إذا كانت لما رابطة ، وجواب لما محذوف تقديره : كذبوا ، أو نحوه .
مصدقا : " في قراءة النصب " حال منصوبة بالفتحة {1} .

72 ـ قال الشاعر :
نجيت يا رب نوحا واستجبت له في فُلُك ماخر في اليم مشحونا
نجيت : نجيت فعل وفاعل .
يا رب : يا حرف نداء ، رب منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف ، ورب مضاف ، وياء المتكلم المحذوفة في محل جر مضاف إليه ، وجملة النداء دعائية لا محل لها من الإعراب معترضة بين الفعل مع فاعله
ومفعوله .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن للنحاس ج1 ص246 .

نوحا : مفعول به منصوب بالفتحة .
واستجبت : الواو حرف عطف ، استجبت فعل وفاعل .
له : جار ومجرور متعلقان بـ " استجبت " .
في فلك : جار ومجرور متعلقان بـ " نجيت " .
ماخر : صفة مجرورة لفلك .
في اليم : جار ومجرور متعلقان بماخر .
مشحونا : حال منصوبة من الفلك .
الشاهد قوله : مشحونا حيث وقع حالا من النكرة " فلك " ومسوغ وقوعها حالا من النكرة أنها وصفت بقوله " ماخر " فقربت من المعرفة .

109 ـ قال تعالى : { في أربعة أيام سَواءً للسائلين }
في أربعة أيام : في أربعة جار ومجرور متعلقان بالفعل قدَّر ، وأربعة مضاف ، وأيام تمييز مجرور بالإضافة .
سواء : أجاز المعربون نصبها على الحالية ، من الضمير في أقواتها ، أو فيها ، أو الأرض في أول الآية ، حيث يقول جل وعلا { وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين } .
وأعربها البعض : نصبا على المصدرية ، والتقدير : استوت الأيام الأربعة استواء لا يزيد ولا ينقص . وقرئ " سواءٍ " بالجر على الوصفية ، و " سواءٌ " بالرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف ، والله أعلم .
للسائلين : جار ومجرور متعلقان بسواء ، بمعنى مستويات للسائلين ، أو بمحذوف كأنه قيل : هذا الحصر لأجل من سأل في كم يوم خلقت الأرض ومن فيها ، أو متعلقان بمقدر ، أي : قدر فيها أقواتها لأجل الطالبين {1} .

110 ـ قال تعالى : { أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها }
أو : حرف عطف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب .
كالذي : الكاف اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره : أرأيت مثل الذي ، وقد حذف لدلالة " ألم تر " عليه ، والغرض من ذلك التعجب ، والذي اسم موصول مبنى في محل جر مضاف إليه .
وقيل : الكاف حرف صلة زائد ، والذي معطوف على مثله في الآية السابقة ، وقيل : الكاف وما بعدها عطف على معنى الكلام السابق ، والتقدير : هل رأيت كالذي حاج إبراهيم ، أو كالذي مر على قرية {2} .
مر : مر فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
على قرية : جار ومجرور متعلقان بمر ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وهى خاوية : الواو للحال ، هي مبتدأ ، وخاوية خبر .
على عروشها : جار ومجرور متعلقان بخاوية ، والضمير المتصل فى محل جر بالإضافة ، وجملة وهى خاوية ... إلخ في محل نصب حال من قرية ، وهى نكرة .

111 ـ قال تعالى { وما أرسلناك إلا كافة للناس }
وما أرسلناك : الواو استئنافية ، وما نافية لا عمل لها ، وأرسلناك فعل وفاعل ومفعول به .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ العكبري ج2 ص221 ، ومعاني القرآن الكريم للأخفش ج2 ص681 .
2 ـ مشكل إعراب القرآن للقيسي ج1 ص138 ، والعكبري ج1 ص108 .

إلا : أداة حصر .
كافة : حال منصوبة من الكاف في أرسلناك ، أو من الناس ، أي للناس كافة على رأي من يجيز تقدم الحال على الجار والمجرور {1} ، وقد ضعفه العكبري {2} ، أو صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : إرساله كافة للناس .
للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لكافة ، أي : وما أرسلناك إلا كافة للناس عن الكفر والمعاصي .

73 ـ قال الشاعر :
تسليت طرا عنكم بعد بينكم بذكراكم حتى كأنكم عندي
تسليت : فعل وفاعل .
طرا : حال منصوبة من الضمير المجرور في عنكم .
عنكم : جار ومجرور متعلقان بـ " تسليت " .
بعد بينكم : بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة ، وعامله تسليت ، وهو مضاف ، وبين مضاف إليه ، وبين مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بذكراكم : جار ومجرور متعلقان بتسليت ، وذكرى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
حتى : حرف ابتداء مبنى على السكون لا محل له من الإعراب .
كأنكم : كأن واسمها .
عندي : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر كأن ، وعند مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
الشاهد قوله : " طرا " حيث وقع حالا وصاحبه ضمير المخاطب " الكاف " في قوله
عنكم ، ومسوغ تقديمها على صاحبها أن صاحبها جاء مجرورا .
ــــــــــــــــــ
1 ـ مشكل إعراب القرآن ج2 ص588 .
2 ـ العكبري ج2 ص198 .

112 ـ قال تعالى { وما نرسل الرسل إلا مبشرين ومنذرين }
وما نرسل : الواو للاستئناف ، ما نافية لا عمل لها ، نرسل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .
الرسل : مفعول به منصوب بالياء ، وجملة نرسل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
إلا مبشرين : إلا حرف حصر لا محل له من الإعراب ، مبشرين حال منصوبة بالياء ، ومنذرين : الواو حرف عطف ، منذرين معطوفة على ما قبلها .

74 ـ قال مالك بن الريب :
تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا
تقول ابنتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، ابنتي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وابنة مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
إن انطلاقك : إن حرف توكيد ونصب ، انطلاق اسم إن منصوب ، وانطلاق مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
واحدا : حال منصوبة من الكاف في انطلاقك .
إلى الروع : جار ومجرور متعلقان بانطلاق .
يوما : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، وعامله تاركي .
تاركي : تارك خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وتارك مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه ، من إضافة اسم الفاعل إلى أحد مفعوليه ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
لا أبا : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، أبا اسم لا مبنى على الفتح في محل نصب .
ليا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
وجملة لا أبا ليا في محل نصب مفعول به ثان لتارك ، ويجوز أن يكون " أبا " اسم لا منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، واللام في " ليا " زائدة ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه ، وخبر " لا " محذوف ، والتقدير : لا أبى موجود . الشاهد قوله : " واحدا " حيث وقع حالا من المضاف إليه وهو " الكاف " في انطلاقك ، ومسوغ ذلك أن المضاف مصدر عامل في المضاف
إليه ، فهو كالفعل ، ويصح عمله في الحال .

113 ـ قال تعالى : { إن هذه أمتكم أمة واحدة }
إن هذه : إن حرف توكيد ونصب ، هذه اسم إشارة مبنى على الكسر في محل نصب اسم إن .
أمتكم : أمة خبر إن مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع .
أمة : حال منصوبة من أمتكم ، وقيل بدل من اسم الإشارة ، وفي رواية الرفع بدل من أمتكم ، أو خبر مبتدأ محذوف {1} .

75 ـ قال الشاعر :
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي
ــــــــــــــــ
1 ـ العكبري ج2 ص136 .

كأن قلوب : كأن واسمها منصوب ، وهو مضاف ..
الطير : مضاف إليه مجرور .
رطبا : حال منصوبة من قلوب .
ويابسا : الواو حرف عطف ، يابسا معطوف على رطب منصوب .
لدى وكرها : لدى ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، وهو مضاف ، ووكر مضاف إليه مجرور ، ووكر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
العناب : خبر كأن مرفوع بالضمة .
والحشف البالي : الواو حرف عطف ، الحشف معطوف على العناب مرفوع مثله ، والبالي صفة مرفوعة للحشف ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل .
الشاهد قوله : " رطبا ويابسا " فهما حالان من قلوب الطير ، والعامل فيهما وصاحبهما هو " كأن " وهو حرف تشبيه متضمن معنى الفعل دون حروفه .

114 ـ قال تعالى : { فما لهم عن التذكرة معرضين }
فما لهم : الفاء استئنافية ، وما اسم استفهام إنكاري في محل رفع مبتدأ ، ولهم جار
ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ما .
عن التذكرة : جار ومجرور متعلقان بمعرضين .
معرضين : حال منصوبة من الضمير المجرور باللام ، وليس حالا من الضمير المستكن في الخبر ، لأنه عائد على " ما " وهى عبارة عن شيء وسبب ، ومعرضين وصف للأشخاص أنفسهم ، فلا يصح كونه وصفا لأسباب الإعراض على القاعدة في أن الحال وصف لصاحبها {1} .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه ج10 ص292 ، والعكبري ج2 ص273 .

115 ـ قال تعالى { خشعا أبصارهم يخرجون }
خشعا : حال منصوبة بالفتحة من الضمير في عنهم .
أبصارهم : أبصار فاعل خشعا ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
يخرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
وجملة يخرجون لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ويقول النحاس : يخرجون في موضع نصب على الحال {1} .
ويقول القيسي : يخرجون حال منصوبة من الضمير في أبصارهم {2} .

76 ـ قال الشاعر :
عدس ما لعباد على إمارة أمنت وهذا تحملين طليق
عدس : اسم صوت مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب .
ما لعباد : ما نافية لا عمل لها ، لعباد جار ومجرور متعلقان بمحذوف فى محل رفع
خبر مقدم .
عليك : جار ومجرور متعلقان بإمارة ، أو بمحذوف في محل نصب حال من إمارة ، أو متعلقان بما تعلق به الجار والمجرور السابق لعباد .
إمارة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
أمنت : فعل وفاعل .
وهذا : الواو للحال ، هذا اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ .
ــــــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن للنحاس ج4 ص287 .
2 ـ مشكل إعراب القرآن للقيسي ج2 ص698 .

تحملين : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
طليق : خبر المبتدأ " هذا " ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال .
الشاهد قوله : هذا تحملين طليق {1} .

116 ـ قال تعالى : { فتلك بيوتهم خاوية }
فتلك : الفاء حرف عطف ، تلك اسم إشارة مبنى على الفتح في محل رفع مبتدأ .
بيوتهم : بيوت خبر مرفوع ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
خاوية : حال منصوبة من بيوتهم ، والعامل فيها معنى الإشارة .
وجملة تلك ... إلخ معطوفة على ما قبلها مقررة لها .

117 ـ قال تعالى : { والسموات مطويات بيمينه }
والسموات : الواو للعطف ، السموات مبتدأ مرفوع بالضمة .
مطويات : في قراءة الرفع خبر المبتدأ ، وفي قراءة الكسر حال منصوب
بالكسرة {2} .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الإعراب السابق قال به الكوفيون الذين يزعمون أن " هذا " اسم موصول ، والجملة بعده لا محل لها من الإعراب ، والعائد محذوف .
غير أن هذا الإعراب لم يرض البصريين الذين قالوا : إن " هذا " اسم إشارة في محل رفع مبتدأ ، وطليق خبره ، وجملة تحملين في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر العائد إلى المبتدأ ، وتقدير الكلام : وهذا طليق " هو " حال كونه محمولا لك .
2 ـ انظر إعراب القرآن للنحاس ج4 ص22 ، والعكبري ج2 ص216 .

بيمينه : جار ومجرور متعلقان بالخبر مطويات ، ويجوز فيه أن يكونه متعلقا بمحذوف حال من الضمير في الخبر مطويات ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وقيل الخبر محذوف ، والتقدير : والسموات قبضته . وجملة السموات ... إلخ معطوفة .

118 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا }
إنا : حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه .
أنزلناه : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل رفع خبر إن .
قرآنا : حال منصوبة من الضمير الغائب " الهاء " في أنزلناه ، وقيل هو منصوب على البدلية من الضمير الغائب أيضا في أنزلناه {1} .
عربيا : صفة منصوبة .

119 ـ قال تعالى : { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }
فتم ميقات : الفاء حرف عطف ، تم فعل ماض مبنى على الفتح ، ميقات فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ..
ربه : رب مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، والضمير المتصل فى محل جر مضاف إليه .
أربعين : حال منصوبة بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والتقدير : تم بالغا هذا العدد ، أو تم ميقات ربه كاملا ، وقيل هو مفعول به لتم ، لأن تم بمعنى بلغ .
ليلة : تمييز منصوب بالفتحة .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ وجوز النحاس والقيسي أن يكون توطئة للحال كما تقول : مررت بزيد رجلا صالحا ، و" عربيا " هو الحال . انظر إعراب القرآن للنحاس ج2 ص309 ، ومشكل إعراب القرآن ج1 ص377 ، والعكبري ج2 ص48 .

120 ـ قال تعالى : { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا }
وكانوا : الواو حرف عطف ، كان فعل ماض ناقص ، مبنى على الضم ، وواو الجماعة في محل رفع اسمها .
ينحتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
وجملة ينحتون في محل نصب خبر كان ، وجملة كانوا ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
من الجبال : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، وقيل متعلقان بـ " ينحتون " .
بيوتا : مفعول به منصوب بالفتحة .

121 ـ قال تعالى : { أأسجد لمن خلقت طينا }
أأسجد : الهمزة حرف استفهام إنكاري مبنى على الفتح لا محل لها من الإعراب ، أسجد فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
لمن : اللام حرف جر ، من اسم موصول مبنى في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بـ
" أسجد " .
خلقت : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
طينا : حال منصوبة بالفتحة من اسم الموصول ، وعاملها أسجد ، وقيل العامل فيها عائد اسم الموصول " خلقت " والتقدير خلقته طينا .
وجاز وقوع " طينا " حال وإن كان جامدا لدلالته على الأصالة ، كأنه قال متأصلا من طين {1} .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ وجوز بعض المعربين أن طينا منصوب على نزع الخافض ، أي من طين ، وأعربه الزجاج وغيرة تمييزا ، وهو بعيد عن الصواب .

122 ـ قال تعالى { لآمن من في الأرض كلهم جميعا }
لآمن : اللام واقعة في جواب لو الشرطية في أول الآية ، آمن فعل ماض مبنى .
من : اسم موصول مبنى على السكون في محل رفع فاعل ، وجملة آمن لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
فى الأرض : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة من ، لا محل لها من الإعراب .
كلهم : توكيد معنوي لمن مرفوع بالضمة ، وكل مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
جميعا : حال منصوبة من اسم الموصول " من " .

77 ـ قال سالم بن دارة :
أنا ابن دارة معروفا بها نسبى وهل بدارة يا لَلناس من عار
أنا ابن : أنا ضمير منفصل مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ ، ابن خبر مرفوع ، وهو مضاف ..
دارة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
معروفا * : حال منصوبة بالفتحة من دارة .
بها نسبى : بها جار ومجرور متعلقان بمعروف ، نسبى نائب فاعل لاسم المفعول مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، ونسب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
وهل بدارة : هل حرف استفهام إنكاري مبنى على السكون ، بدارة : الباء حرف جر
ودارة اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية
ـــــــــــــــــ
* ويروى : محمولا .

والتأنيث ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
يا للناس : يا حرف نداء ، واللام للاستغاثة حرف مبنى على الفتح ، الناس منادى مستغاث به مجرور بالكسرة ، وجملة النداء لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ وخبره .
من عار : من حرف جر زائد ، عار مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
الشاهد قوله : معروفا حيث وقع حالا مؤكدة لمضمون الجملة التي قبلها .

123 ـ قال تعالى : { ويوم أبعث حيا }
ويوم : الواو حرف عطف ، يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر " والسلام "
أبعث : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
وجملة أبعث حيا في محل جر بالظرف .
حيا : حال منصوبة من الفاعل في أبعث ، وجملة ويوم أبعث حيا معطوفة على ما قبلها ، وكلتاهما معطوفتان على يوم ولدت .

124 ـ قال تعالى : { ادخلوها بسلام آمنين }
ادخلوها : فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وهاء الغيبة في محل نصب مفعول به ، والجملة مقول قول محذوف تقديره : يقال لهم ادخلوها .
بسلام : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الواو فى ادخلوها.
آمنين : حال ثانية منصوبة بالياء من الواو في ادخلوها أيضا .

125 ـ قال تعالى : { وقد تعلمون أنى رسول الله إليكم }
وقد : الواو للحال ، قد حرف تحقيق وإن دخلت على المضارع ، وإنما عبّر بالمضارع للدلالة على استصحاب الحال .
تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أنى رسول الله : أن واسمها وخبرها ، ورسول مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه ، وجملة أنى ... إلخ سدت مسد مفعولي تعلمون .
إليكم : جار ومجرور متعلقان برسول . وجملة تعلمون .. إلخ في محل نصب حال .

126 ـ قال تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }
ذلك : ذا اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد حرف مبنى ، والكاف حرف خطاب . ويصح أن نعربها كلمة واحدة فنقول : ذلك اسم إشارة مبنى على الفتح في محل رفع مبتدأ .
الكتاب : خبر مرفوع ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو " الم " في أحد وجوه إعرابها ، على أنها مبتدأ وما بعدها خبر ، والرابط اسم الإشارة باعتباره عائد على " الم " . وهناك وجوه أخرى في إعراب " الم " لم نذكرها لأننا لسنا بمعرض إعرابها .
ويجوز أن يكون " ذلك " خبر " الم " ، والكتاب بدلا منه ، أو عطف بيان عليه .
لا ريب : لا نافية للجنس ، ريب اسمها مبنى على الفتح في محل نصب .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، وهذا على رأي الحجازيين الذين يجيزون ذكر خبر لا ، أما على رأي بنى تميم الذين يوجبون حذفه ، فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لريب ، كما يجوز تعليقهما بريب لأنه مصدر ، وعليه فخبر لا محذوف تقديره : موجود أو حاصل ، وجملة لا ريب فيه في محل نصب حال من الكتاب على اعتباره خبر المبتدأ " ذلك " ، أو هي في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو " ذلك " ، على اعتبار الكتاب بدلا منه ، والرابط في الوجهين الضمير المجرور في " فيه " ، كما يجوز أن تكون الجملة في محل رفع خبر ثان للمبتدأ " ذلك " .

127 ـ قال تعالى : { فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون }
فجاءها : الفاء حرف عطف ، جاءها فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
بأسنا : فاعل مرفوع بالضمة ، وبأس مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها .
بياتا : حال منصوبة بمعنى مبيتين لأنها مصدر ، وقيل مفعول لأجله ، وقيل ظرف زمان باعتبار المعنى ، وإعرابه حال أقوى لعطف الجملة الاسمية عليه .
أو هم : أو حرف عطف ، هم ضمير منفصل مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ . قائلون : خبر مرفوع بالواو .
والجملة من المبتدأ وخبره معطوفة على بياتا ، فهي في محل نصب مثلها .
ودارة اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والثأنيث .

128 ـ قال تعالى : { إلاّ كانوا به يستهزئون }
إلا كانوا : إلا أداة حصر ، كانوا : كان واسمها .
به : جار ومجرور متعلقان بـ " يستهزئون " .
يستهزئون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعله .
والجملة في محل نصب خبر كان ، وجملة كانوا ... إلخ في محل نصب حال من المفعول به في " يأتيهم " ، وقيل من رسول ، وقيل في محل صفة على اللفظ ، أو المحل من رسول .

129 ـ قال تعالى : { ولا تمنن تستكثر }
ولا : الواو حرف عطف ، لا ناهية جازمة .
تمنن : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
تستكثر : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
وقرئ تستكثر بالجزم على أنه جواب طلب النهى ، أو على البدلية من تمنن ، وجملة تستكثر في محل نصب حال ، والتقدير : ولا تعطِ مستكثرا .

130 ـ قال تعالى : { وما لنا لا نؤمن بالله }
وما : الواو استئنافية ، ما اسم استفهام مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ .
لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .
لا نؤمن : لا نافية لا عمل لها ، نؤمن فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .
بالله : جار ومجرور متعلقان بـ " نؤمن " ، والجملة الفعلية في محل نصب حال من " نا " ، والرابط الضمير ، والعامل ما الاستفهامية لما فيها من معنى الفعل ، وجملة ما لنا ... إلخ لا محل لها من الإعراب استئنافية .

78 ـ قال الشاعر :
عَهِدْتك ما تصبو وفيك شبيبة فما لك بعد الشيب صبَّا متيما
عهدتك : فعل وفاعل ومفعول به .
ما تصبو : ما نافية لا عمل لها ، تصبو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
وجملة تصبو .. إلخ في محل نصب حال ، وصاحبها كاف الخطاب في " عهدتك " .
وفيك : الواو للحال ، فيك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
شبيبة : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وجملة المبتدأ ، وخبره في محل نصب حال ، وصاحبها الضمير المستتر في تصبو .
فما : الفاء عاطفة ، ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .
لك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .
بعد الشيب : بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلق بقوله " صبَّا " ، وهو مضاف ، الشيب مضاف إليه .
صبا : حال منصوبة بالفتحة من كاف الخطاب في " لك "
متيما : نعت لصب منصوبة مثله .
الشاهد قوله : ما تصبو حيث وقعت الجملة في محل نصب حال من كاف المخاطب في " عهدتك " والرابط فيها الضمير فقط .

131 ـ قال تعالى : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين }
وما : الواو استئنافية ، ما نافية لا عمل لها .
خلقنا السماء : خلقنا فعل وفاعل ، السماء مفعول به منصوب .
وما : الواو عاطفة ، ما نافية لا عمل لها ، معطوفة على السماء .
بينهما : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف
إليه . وشبه الجملة متعلق بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب .
لاعبين : حال من " نا " في خلقنا ، وجملة وما خلقنا ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لعرض البدائع والعجائب التي انطوى عليها خلق السموات والأرض ، وقيل الواو عاطفة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

132 ـ قال تعالى : { ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا }
ما : اسم موصول مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ .
في بطون : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما لا محل لهما من الإعراب .
هذه الأنعام : هذه اسم إشارة مبنى على الكسر في محل جر مضاف إليه ، والأنعام بدل أو عطف بيان مجرور من اسم الإشارة .
خالصة : خبر مرفوع بالضمة .
لذكورنا : جار ومجرور ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بخالصة ، أو بمحذوف صفة لخالصة .
وقرئت " خالصةً " بالنصب على الحالية ، وصاحب الحال الضمير المستتر في متعلق الجار والمجرور " في بطون " ، فيكون خبر المبتدأ متعلقا " لذكورنا " .

133 ـ قال تعالى : { هنالك الولاية لله الحق }
هنالك : هنا اسم إشارة مبنى على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، أو هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، واللام للبعد ، والكاف للخطاب ،
ويصح إعرابها : هنالك اسم إشارة مبنى على الفتح في محل نصب ظرف زمان .
الولاية : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
لله : جار ومجرور متعلقان بما في اسم الإشارة ، أو بمتعلقه ، أو خبر الولاية ، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف في محل نصب حال من الولاية .
ويجوز أن يتعلق اسم الإشارة بمعنى الاستقرار في الله ، والولاية مبتدأ ، ولله في محل رفع خبره ، أي : مستقر لله ، ويجوز أن يتعلق بالولاية نفسها ، لأنها مصدر بمعنى النصرة .
وجملة هنالك الولاية ... إلخ لا محل لها من الإعراب استئنافية {1} .

79 ـ قال مجنون ليلى :
عليّ إذا ما جئت ليلى بخفية زيارة بيت الله رجلان حافيا
عليّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
إذا : ظرف زمان مبنى على السكون في محل نصب ، تضمن معنى الشرط .
ما جئت : ما زائدة ، جئت فعل وفاعل .
ليلى : مفعول به منصوب ، وجملة ما جئت ليلى في محل جر مضاف إليه لإذا .
بخفية : جار ومجرور متعلقا بجئت ، وجواب إذا محذوف يدل عليه سياق الكلام ، والتقدير إذا جئت ليلى اختفاء فعليّ زيارة بيت الله ، وجملة إذا وشرطها وجوابها لا محل لها من الإعراب معترضة بين الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر .
زيارة : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وهو مضاف ..
بيت الله : بيت مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
رجلان : حال منصوبة بالفتحة ، وصاحبها تاء المتكلم في جئت .
حافيا : حال ثانية منصوبة ، وصاحبها تاء المتكلم في جئت أيضا .
الشاهد قوله " رجلان حافيا " حيث تعدد الحال وصاحبه واحد ، وهو تاء المتكلم في
ــــــــــــــــــــ
1 ـ الجدول في إعراب القرآن الكريم ، م8 ج15 ص194 .

134 ـ قال تعالى { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم }
والملائكة : الواو للحال ، الملائكة مبتدأ مرفوع بالضمة .
يدخلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
وجملة يدخلون في محل رفع خبر المبتدأ ، وجملة الملائكة ... إلخ في محل نصب حال . عليهم : جار ومجرور متعلقان بيدخلون .
من كل باب : من كل جار ومجرور متعلقان بيدخلون ، وكل مضاف ، وباب مضاف إليه مجرور .
سلام : مبتدأ مرفوع ، وسوغ الابتداء به وهو نكرة لما فيه معنى الدعاء .
عليكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .
وجملة سلام عليكم مقول قول محذوف ، في موضع نصب على الحال ، والتقدير : قائلين .

80 ـ قال النابغة الذبياني :
وقفت بربع الدار قد غير البلى معارفها والساريات الهواطل
وقفت : فعل وفاعل .
بربع الدار : بربع جار ومجرور متعلقان بوقفت ، وربع مضاف ، والدار مضاف إليه مجرور
بالكسرة .
قد غير : قد حرف تحقيق ، غير فعل ماض مبنى على الفتح .
البلى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة .
معارفها : مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة قد غير البلى ... إلخ في محل نصب حال من الدار ، والرابط قد والضمير في معارفها .
والساريات : الواو حرف عطف ، الساريات معطوف على البلى مرفوع مثله .
الهواطل : صفة مرفوعة للساريات .
الشاهد قوله : " قد غير البلى معارفها " حيث جاءت الجملة حالا من الدار ، والرابط فيها الضمير وقد دون الواو .

81 ـ قال الشاعر :
نَصَفَ النهارَ الماءُ غامرُهُ ورفيقه بالغيب ما يدري
نصف : فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على الغائص .
النهار : مفعول به منصوب بالفتحة .
الماء : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
غامره : غامر خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في نصف العائد على الغائص ، والرابط الضمير المتصل في " غامره " ، هذا على رواية نصب النهار باعتباره مفعولا به ، وعلى رواية رفع النهار على أنه فاعل ، فجملة
" الماء غامره " في محل نصب حال من النهار المرفوع ، ولا رابط فيها ، وتقدر الواو كرابط ، والتقدير : والماء غامره {1} .
ورفيقه : الواو للحال ، رفيق مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بالغيب : جار ومجرور متعلقان بيدري الآتي .
ما يدري : ما نافية لا عمل لها ، يدرى فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ خزانة الأدب للبغدادي ج3 ص233 ، والمغني ج2 ص505 ، وألفية ابن معطي ج1 ص557 ، وفيها ورد البيت برواية الرفع لكلمة " النهار " .

وجملة رفيقه ... إلخ في محل نصب حال من النهار ، والرابط الواو والضمير في رفيقه .
الشاهد قوله : الماء غامره حيث وقعت الجملة في محل نصب حال من النهار ، ولا رابط فيها ، وتقدير " الواو " كرابط .

المصدر:
http://www.drmosad.com/index50.htm





رد مع اقتباس