07-04-2016, 04:39 PM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,792
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب الرحمن
بعض المفسرين قال أن كلمة (تكلمهم) لها أكثر من معنى و المقصود بها هنا ( تجرحهم )
معتمدين على ذلك بالحديث النبوي
( تضمن الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي ، وإيمانا بي ، وتصديقا برسلي . فهو علي ضامن أن أدخله الجنة . أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه . نائلا ما نال من أجر أو غنيمة . والذي نفس محمد بيده ! ما من كلم يكلم في سبيل الله ، إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم ، لونه لون دم وريحه مسك . والذي نفس محمد بيده ! لولا أن يشق على المسلمين ، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا . ولكن لا أجد سعة فأحلهم . ولا يجدون سعة . ويشق عليهم أن يتخلفوا عني . والذي نفس محمد بيده ! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل . ثم أغزو فأقتل . ثم أغزو فأقتل
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1876 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث)
لكن بعد بحث طويل وجدت أن كلمة ( تكلمهم ) تعني الكلام و لا تعني تجرحهم لأن مرجعية معاني الكلمات العربية هو القرآن الكريم ولم تذكر هذه الكلمة في أية موضع في القران بمعنى الجرح أو التجريح
لكن الكلام لا يستوجب النطق باللسان فمثلا
في الاية 41 من سورة آل عمران (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ)
فهنا قال الله عز وجل لزكريا كلم الناس رمزاً أي بالإشارة
وأيضا في سورة الشورى الاية 51 (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)
الله تبارك و تعالى يكلم البشر اما وحياً أو كلام لكن من وراء حجاب
فهل الدابة ستكلم الناس كلاما عادياً او رمزاً , إن كانت بشراً فمن المؤكد انه كلام عادي مفهوم ولكن, إن أُخرجت للناس جميعا فالكلام سيكون بالرمز ليفهمه الجميع ولا يشترط بأن تكون بشراً
|
أما بخصوص اختلاف القراءات فكما سبق وذكرت أنه لا يجوز الأخذ بقراءة وإنكار سائر القرائات .. والصواب الجمع بينها .. ولا تعارض في الجمع بين الكلام والجرح فسوف يجتمع للدابة كلا الأمرين تتكلم وتجرح الكافرين أي تخطمهم
أما الكلام فصفة ملحقة بالعاقل كالملائكة والجن والإنس .. ولا تسري في حق الحيوان لأنه أخرس لا يتكلم .. وإنما الحيوان له منطق .. كل كائن حي منهم منطقه الخاص به
فما هو الكلام؟
كلم (مقاييس اللغة)
الكاف واللام والميم أصلانِ: أحدهما يدلُّ على نطقٍ مُفهِم، والآخَر على جراح.فالأوّل الكَلام. تقول: كلّمته أُكلّمه تكليماً؛ وهو كَليمِي إذا كلّمك أو كلَّمتَه. ثمَّ يتَّسِعون فيسمُّون اللفظةَ الواحدة المُفهِمَةَ كلمة، والقِصَّةَ كلمة، والقصيدةَ بطولها كلمة.
ويجمعون الكلمةَ كلماتٍ وكَلِماً. قال الله تعالى: يُحرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ [النساء 46، المائدة 13].والأصل الآخر الكَلْم، وهو الجُرْح؛ والكِلام: الجراحات، وجمع الكَلْم كلومٌ أيضاً.
ورجل كليمٌ وقومٌ كَلْمَى، أي جرحى، فأمَّا الكُلام، فيقال: هي أرضٌ غليظةٌ. وفي ذلك نَظَر.
إذن فشرط الكلام أن يكون مفهوما .. فإن لم يكن مفهوما وبلا معنة فهو لا يعقل فليس بكلام .. لذلك الكلام صفة للعاقل ..
والآية التي تستشهد بها (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [آل عمران: 41]
والرمز هنا يراد به الإشارة التي تدل على معنى مفهوم وليس بمعنى الكلام المنطوق .. فليس الرمز كلاما لأنه ليس من منطق البشر وإنما يعد إشارة .. فشتان بين الكلام باللسان الذي يحمل معنى مفهوم .. وبين الكلام المكتوب (والكتابة هي خطوط رمزية تدل على الحروف والكلمات المنطوقة) ويحمل معنى مفوم عقلا .. وبين الإشارة التي تحمل معنى مفهوم عقلا وهو ما يسمى (الرمز) .. فالعامل المشترك بي الكلام المنطوق .. والكلام المكتوب .. والكلام بالإشارة رمزا .. هو أنه يؤدي إلى معنى معقول ومفهوم .. فإن خصصت الكلام بقرينة الكتابة أو الرمز خرج المعنى عن الالكلام المنطوق لأنه الأصل في الكلام
قال تعالى: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا *يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) [مريم: 26؛ 29]
فمريم عليها السلام امتنعت عن الكلام واستبدلت الكلام المنطوق بالإشارة رمزا (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ) أن يكلموا ابنها: (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) .. فالصبي في المهد لا يتكلم بكلام يعقل ويفهم .. فعتبر أخرس حتى ينطق فيتكلم بكلام مفهوم
وعليه يكون تقدير الكلام في الآية "إلا الإشارة رمزا" فحذف (الإشارة) لأن (رمزا) مؤكدة لمضمون أن الرمز من الإشارة
وعلى ما تقدم فكلام الدابة لم يقترن بقرينة تخرجه عن أصله وهو النطق بكلام مفهوم عقلا .. وبالتالي فكلامها جامع لكل أنواع الكلام فلا ينحصر في المكتوب والكلام المشار إليه رمزا بلا قرينة تفيد التحصيص .. بل كلامها يشمل كل أنواع الكلام المنطوق والمكتوب والمرموز
والشاهد على صحة قولي ما ورد في الحديث السابق تخريجه "... ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : أي فلان الآن تصلي ؟ ... " إذن فهي بشر عاقل تكلم الناس بلسانها العربي الفصيح .. ولا مانع أن تكتب .. أو تشير بيدها رمزا لأي شيء تريد التعبير عنه إشارة لا نطقا ولا كتابة
|