عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 07-14-2016, 05:34 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,740
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيوا

لكن مسألة التحريم كعقوبة ثم رفعها ، أليس هذا يفيد معنى النسخ ؟

اعتقد هذه مسألة لا اجتهاد فيها في وجود النص .. لأن الآية بينت ما هو النسخ

قال تعالى: (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106]

فيما أعتقد أن القرآن لا يناقض بعضه بعضا .. فالآية هنا قرنت بين النسخ والنسيان .. فهل الله أنزل الكتاب ثم أنساه الناس؟ لو صح هذا فقد رفع التكليف واسقطت العبادات .. وهذا لا يحدث

ولكن المراد بالنسخ هو التبديل قال تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النحل: 101]

فلكي نفهم معنى النسخ يجب أن نفهم ما هو المنسوخ وما هو المنسي .. وما هو المُبَدَّل .. وهو الآيات

فهل المراد بالآيات هنا آيات الكتاب أم الآيات الكونية والمعجزات؟

استفهام آخر؛ هل يصح القول على آيات كتاب الله إحداها خير من الآخرى (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا

لو قلنا بأن المراد بالآيات الناسخة والمنسوخة آيات كتب الله فهذا معناه أن (الله يقول الحكم اليوم ثم يتراجع عن قوله غدا فيمحوه وينسيه للناس ثم يقول قولا خيرا منه أو مثله) فهل هذا الكلام بين القوسين يجوز في حق الله تبارك وتعالى؟ فإذا كان القول الأول أقل خيرية من الثاني فهذا يتعارض وحكمة وعزة الله تبارك وتعالى

لكن بحسب سياق النص فالآيات هنا هي الآيات الكونية .. فشيء بديهي أن ينساها الناس بمرور الزمن فينزل الله آية أخرى من عنده ليثبت بها رسله .. ومن البديهي كذلك أن الآيات الكونية والمعجزات تتفاضل فلا نقارن بين إحياء الموتى وبين عصا موسى عليه السلام .. ولا وجه للمقارنة بين كلام موسى مع ربه وبين عصاه .. فآية خير من آية .. وآية تقيم الحجة على بعض الناس وتناسب عصرهم ربما لا تناسب عصرا آخر فينزل آية أخرى تناسب كل عصر .. فالآيات يتم تبديلها عبر الزمان والمكان لإقامة الحجة على الناس كل بما يلائم عصره

هكذا يستقيم الفهم للنص .. بل (على حسب علمي المتواضع) السنة لم يرد فيها ولو حديث واحد مكذوب فضلا عن صحيح ثبت فيه لفظ النسخ لآية من القرآن .. هذا على اعتبار أن السنة جاءت شارحة للقرآن .. فلو فرضنا أن هناك آية منسوخة وأخرى ناسخة للزم من هذا أن يرد ولو حديث واحد يثبت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بأن الله نسخة آية كذا بآية كذا .. ولكن القول بوجود ناس ومنسوخ هو من ادعاء السلف ولا نص لديهم عليه إلا تأولهم لآيتي سورة البقرة والنحل .. فهل تبنى ثوابت الدين والعقيدة على التأويل واجتهاد البشر أم على النصوص الصريحة الواصجة الجلية؟

ثم إن الأصل في كلمة آية المراد به الآيات الكونية .. فإن اقترنت بمخصص صرف المعنى إليه .. فالنص واضح صريح بخصوص الآيات الكونية وليس فيه تخصيص للآيات الكتابية فلم يقل (ما ننسخ من آية من الكتاب) ولم يقل (وإذا بدلنا آية من الكتاب مكان آية) .. وعليه يبقى اللفظ على أصله يفيد معنى الآيات الكونية لا الآيات الكتابية



رد مع اقتباس