03-05-2017, 01:01 AM
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
في اللغة الضمير يعود على مفر أو أكثر لا على المعنى .. والمفترض بحسب قولك أن يكون الضمير بالجمع "وإنهم لعلم للساعة" لأن الملائكة جمع بحسب المثل الذي ذكرته "وإن الملائكة لعلم للساعة"
والصواب أن الضمير بحسب قولك لن يعود على (مَّلَائِكَةً) وإنما على من سيكونون كذلك في قوله (مِنكُم) وهي تفيد التبعيض بمعنى "ولو نشاء لجعلنا بعضا منكم ملائكة" وعليه يلزم الضمير أن يكون بصيغة الجمع لا المفرد .. والآية (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) أي "وإنه لذو علم للساعة" أي صاحب علم بالساعة
ولو أنك تتبعت القراءات ستجدي منها قراءة أبي: (وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لِّلسَّاعَةِ) أي لذو ذكر للساعة .. وفي قراءات عديدة (وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعَةِ) أي لذو علامة للساعة أي صاحب علامة للساعة وما أرى هذه العلامة إلا حفيدته وهي المهدية عليها السلام ستظهر كأولى علامات الساعة الكبرى .. هذا مع التنبيه على وجوب الجمع بين جميع القراءات وعدم حصر المعنى في قراءة بعينها
|
لاحظ الآية التالية"قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ " البقرة (144)
على ماذا يعود الضمير في"أنه الحق"لا يعود لا على مفرد ولا على جمع وإنما على معنى فهمناه من قول الله تعالى"فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.."وهو استقبال المسجد الحرام
نفس الشيء بالنسبة لقوله تعالى"وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ"فالضمير يعود على الآية كلها وما تحمله من معنى
وليس لا على الملائكة ولا على "منكم" بل على إن صح التعبير الجعل أي على أن يجعل منهم ملائكة
فالأمر ببساطة أن الله قادر على أن يجعل منهم ملائكة لكنه لم يفعل وسيفعل ذلك في آخر الزمان وجعله علامة على قيام الساعة.
وسواء كانت بقراءة(وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لِّلسَّاعَةِ)أو(وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعَةِ)أو(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) فإنها تصب في نفس المعنى تقريبا
فقول الله عز وجل(وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِّلسَّاعَةِ)تعني أن ذلك من علامات وأمارات الساعة
أما قوله سبحانه(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ)يعني أن ذلك يعطي العلم أو يفيدنا بقرب مجيء الساعة
وقوله تعالى (وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لِّلسَّاعَةِ)يذكرنا بالساعة وقرب مجيئها
وحتى لو افترضنا جدلا أن الضمير يعود على ابن مريم عليه السلام لأنه ذكر في سياق الآيات فلا يوجد دليل أو قرينة تنقله إلى الدابة عليها السلام أو حتى إشارة بذلك .
ولأدل أيضا على أن الضمير لايعود على عيسى عليه السلام هي الأية التي بعده بآيتين وهي قوله تعالى:"وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ " الزخرف (63) فالآية ذكر فيها عيسى عليه السلام ولو كان الضمير يعود عليه لعطف بضمير آخر ولما كان هناك حاجة إلى تكرار ذكر عيسى عليه السلام مجددا.
|