عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2017, 11:26 PM
أم أحمد
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي حقيقة الدابة من كتاب الله عز وجل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فإن أفضل تفسير للقرءان هو تفسير القرءان بالقرءان نفسه ,وهذا ما سأحاول القيام به في موضوعي هذا لتفسير ءاية الدابة ,كي نعلم حقيقة هذا المخلوق من خلال كلام الله عز وجل بماأنه لم يصلنا حديث عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يبين ماهيتها وبما أن القرءان أيضا تبيان لكل شيء كما جاء في قول الله عز وجل:"وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين" سورة النحل:89

قال الله عز وجل : "وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ " سورة النمل:82
سأحاول فك لغز هذه الآية وتبيان حقيقة الدابة انطلاقا من قول الله عز وجل"تكلمهم"

التكليم في كتاب الله عز وجل يأتي في معرض الإعجاز ويقصد منه شيء خارق للعادة وماكان كذلك يسمى ءاية
ونجد هذا في قوله سبحانه وتعالى عن عيسى عليه السلام "وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ " سورة آل عمران:46
والتكليم في المهد ورد بتفصيله في سورة مريم ,ووجه الإعجاز فيه هو النطق والتلفظ بالكلمات إذ من المستحيل أن يتكلم من كان في المهد صبيا حتى أنهم قالوها"فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى ٱلْمَهْدِ صَبِيًّا" فكان ذلك من ءاياته
أما تكليمه للناس كهلا فتفسره ءاية سورة آل عمران"وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"أما وجه الاعجاز هنا فهو ظاهر وهو الإخبار بما هو غيبي بالنسبة له وهذه أيضا ءاية.

وبالتالي التكليم في ءاية سورة النمل معجزة وءاية أيد الله بها الدابة سواء كان معناه النطق فيكون المقصود بها هنا حيوان أيده الله بالنطق والكلام كما هو شائع في ديننا أو كان معناه التحديث بما هو غيبي فيكون المقصود بها إنسان إذ أنه ناطق في الأصل.

هذا يعني ومما سبق أن الدابة إما أن تكون حيوانا وإما أن تكون إنسانا.

قال الله عز وجل"وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ"سورة الرعد:38. أي أن الذي يأتي بالآيات رسول
وبالتالي فإن الدابة رسول لأنها ستكلم الناس والتكليم كما فصلنا سابقا ءاية.
والله سبحانه وتعالى يقول: "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"سورة الحج:75

والرسل جمع رسول أي أن الله عز وجل يختار رسله من الملائكة ومن الناس وهذا يعني أنه عز وجل لايصطفي من الحيوانات رسلا وبالتالي القول السائد بأن الدابة حيوان قول باطل.

إذا نستنتج مما سبق أن الدابة إنسان رسول

والإنسان إما رجل أو امرأة

وقبل أن نكمل لابد أن نعرف الفرق بين النبي والرسول

النبوة هي الإخبار ,والوحي هو الإعلام الخفي,وبالتالي النبوة هي الوحي ونجد هذا في قول الله عز وجل"إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ"سورة النساء:163.فالنبي هو الذي يوحى إليه والنبوة هي الوحي من الله عز وجل أو الإخبار من الله عز وجل.
ونجد هذا أيضا في قوله تعالى"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"سورة النحل:43.وفي قوله"وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ"سورة الأعراف:94.فبالجمع بين الآيتين نجد أن النبي هو الذي يوحى إليه .
فالإرسال في الآية الأولى يقع على رجل يوحى إليه وفي الآية الثانية يقع الإرسال على نبيء
وبالتالي فإن النبيء هو الذي يوحى إليه.

أما الرسول فهو الذي أوحي إليه وأوتي ءاية بينة ..ونجد ذلك في قوله تعالى"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"سورة الأنبياء:25.إذا الرسول يوحى إليه أيضا إذا فهو نبي ..أما كونه يأتي بآية ففي قول الله عز وجل" وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ"الرعد:38.
وبالتالي كلمة الرسول تحمل معنى النبوة زائد التأييد بآية ..

وهذا يعني أن كل رسول هو نبي.

والله عز وجل قال" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"سورة الأحزاب:40.وكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين يعني أن الدابة ليست رجلا لأن النبوة ختمت في الرجال ببعثة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وبما أن كل رسول نبي فإن الرسالة أيضا قد ختمت فيهم.

وبالتالي الدابة ليست حيوانا كما أنها ليست رجلا.

قد يقول قائل أنها ليست امرأة أيضا لأن النبوة والرسالة محصورة في الرجال فقط .

بداية هل حقا في القرءان مايفيد بأن النبوة والرسالة محصورة في الرجال فقط أم أنه معتقد باطل أشربته قلوبنا على مر العصور.

يستدلون على ذلك بقول الله عزوجل " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"سورة النحل:43.والحقيقة أن المقصود بالآية أن الرجال هم الذين خصوا بالإرسال إلى أقوامهم لتبليغ رسالات الله دون النساء فالآية فيها حصر للإرسال على الرجال وليس حصر الوحي على الرجال,فالله عز وجل يوحي إلى النساء كما الرجال بدليل قوله" وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"سورة القصص:7.

والمتدبر لكتاب الله عز وجل يجد"النبيين"و"الأنبياء"قد يظن البعض أن لهما نفس المعنى ..لكن لا
"النبيين"جاءت بصيغة جمع المذكر السالم أي تخص الذكور فقط أما"الأنبياء"فقد جاءت في صيغة جمع التكسير ومعلوم أن هذا الأخير يشمل الذكور والإناث وهذا يعني أنه إذا ذكرت كلمة "النبيين" في كتاب الله عز وجل فغالبا مايقصد بها الرجال فقط أما إذا ذكرت كلمة "الأنبياء" فالمقصود بها هم الرجال والنساء أيضا,وهناك إشارة إلى ماذكرته في سورة الأنبياء فبعد أن ذكر الله عز وجل زمرة من النبيين الذكور ذكر في آخرهم مريم عليها السلام لأنها هي أيضا كانت نبية ولهذا سميت بسورة الأنبياء وليس سورة النبيين.

وبالتالي فإن النبوة ليست حكرا على الرجال.
كما أن الرسالة أيضا ليست حكرا عليهم فمريم عليها السلام كانت نبية أيدت بآيات بل هي نفسها كانت آية بدليل قول الله عز وجل:"وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ"سورة الأنبياء:91.

وبالتالي المرأة قد تكون نبية كأم موسى عليه السلام وقد تكون نبية ورسولة كأم عيسى عليه السلام وليس ذلك حكرا على الرجال فقط والمتتبع لذلك في آي القرءان سيجد ذلك في غير ما موضع.

فما الذي خص به الرجال دون النساء إذا؟

الجواب كما أسلفنا الذكر في قول تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ"
وفي قول تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"سورة الحج:52.
فالآية الثانية ذكرت"نبي"و"رسول"وإرسال في قوله تعالى"أرسلنا"
والآية الأولى توضح أن الإرسال هو الذي خص به الرجال.

والإرسال هنا بمعنى المرسل وهوغير الرسول إذ قد يكون الرسول مرسل وقد لا يكون مرسل كمريم عليها السلام وكذلك النبي قد يكون مرسل وقد لايكون كأم موسى عليهما السلام.

علمنا الآن أن الدابة ليست حيوانا ولارجلا فلم يبقى إلا كونها امرأة لأن الدابة كما بينا سابقا إنسان.
وعلمنا أن هناك فرق بين النبوة والرسالة والإرسال وأن الأخيرة هي التي اختص الله عز وجل بها الرجال.

وآية الدابة كما أن فيها ما يفيد على أن الدابة رسولة ففيها أيضا مايدل على الإرسال أي أنها مرسلة من ربها وهو"أخرجنا لهم".
فكيف يستقيم أن تكون الدابة امراة مرسلة من ربها وقد بينا بأن الإرسال من اختصاص الرجال؟

الجواب في "مِنْ قَبْلِكَ" من قوله تعالى"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ"
وكان من الممكن أن تأتي الآية بهذا الشكل "وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ"لو كان المقصود منها ما وجدنا عليه ءابانا وأشربته قلوبنا,لكن تلك الزيادة أضافت معنى آخر وهو أن الإرسال كانا خاصا بالرجال دون النساء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لكن بعد بعثته صلى الله عليه وسلم أغلق المجال على الرجال بالآية التالية" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" وفتح للنساء بآية الدابة.

وصلى الله عليه وآله وسلم






التعديل الأخير تم بواسطة أم أحمد ; 12-06-2017 الساعة 11:31 PM
رد مع اقتباس