عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 01-31-2018, 12:51 AM
طمطمينة
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله مشاهدة المشاركة
نحن لم نرى لباس هذا الداعية المعاصر حتى ننكره عليه، هل يلبس بدلة وكرافات وسروال فهذا من لبس أهل الكتاب، وهو غير موافق لضوابط الشرعية، فالسروال مثلا يصف مفاتن الرجل ويجسمها، والكرافات تعقد على هيئة صليب، أما السترة (الجاكيت) فلا تتعارض مع شرعنا فهي ساترة وأقرب في الشكل من (الجبة) وأقصر، فالجبة سابغة حتى الكعبين.

فمثلا الثوب السعودي أو الاماراتي أو العماني أو الصعيدي في مصر زي معاصر في تصميمه لكن يبقى الثوب العربي بكل أشكاله نشأ من مصدر واحد وإن اختلف لكن لا يخرج في أصله عن الثوب الذي كان يرتديه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كونه سابغ ساتر، فضفاض.

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس ملابس العرب، وهي لا تخالف ضوابط الشرع، ولبس من غير ملابس العرب، إلا أنها لم تكن مخالفة لضوابط الشرع، وهذا مثبت في نصوص (بحاجة لجمعها)، فما لا يخالف ثوابتنا مباح ولا شك، إلا ما يميز أقواما فمنهي عنه وإن كان مباحا، فمثلا غطاء الرأس (العمامة) من زي العرب، لا يباح استبدالها بالطربوش، أو البورنيطه، أو الكاسكيت، فهي من ملابس العجم المميزة لهم، وكذلك استبدالها بخوذة القسيسي، أو (طاليت) اليهود.

وعليه فتصرف هذا الداعية إن خلى من وجود هوى النفس، فلا يخلو من خطا فدح في فهم النصوص، فما كان يلبسه أبو جهل هو من زي العرب، لكننا لم نرى ما كان يلبسه، وهل كان من حرير؟ وهل كان يصف العورة والمفاتن؟ وهل كان يجر ثوبه؟ لذلك فمقارنته جائرة وقاصرة وحجته باطلة فيها تكلف ومبالغة
بما انه داعية اسلامي او عالم اسلامي فإنه يعرف حدود اللباس الساتر ولن يرتكب خطإ لبس لباس واصف للجسد ، فلو كانت الثياب ضيقة لأنكر عليه السائل ضيقها وليس صفتها بأنها ليست كما لباس النبي عليه الصلاة والسلام ( كما وصل الى الناس من الروايات )

كما تفضلتم بالقول ان لباس النبي كان ساترا سابغا وفضفاضا ، وهذا يوصل الى فكرة انه لابأس من ارتداء اي لباس مادام فضفاضا وسابغا وساترا فالأصل في اللباس الحل مالم يأت قول ينهي عن شيئ منه كلبس الحرير مثلا

ثمّ هل جاء في الأحاديث قول ينهي فيه الرسول عليه الصلاة والسلام عن لبس لباس أهل الكتاب او الكفار حتى لو كان محتشما ؟

هل جاء في الاحاديث قول للرسول عليه الصلاة والسلام يحث فيه المسلمين على مخالفة الكفار والمشركين في الباس واختراع لباس خاص بهم يميزهم عن الكفار ؟ ، كان الزي الشائع آنذاك قميص وجبة وعمامة فلبسها كل الناس مسلمهم وكافرهم ، ولو كانت الموضة آنذاك سروال وجاكيت محتشمين مع قبعة من كتان مثلا ، للبسها كل الناس في ذلك المكان

ثمّ قديما كانت العمامة هي السائدة ، والرسول كانت له عمامة ،فمن اين أتوا بالشماغ والعقال الذي يلبسونه اليوم ؟
لنفرض مثلا ان الطربوش والكاسكيت اخترعهما عربي مسلم من شبه الجزيرة العربية ، هل هذا يجعلهما مقبولين عند المسلمين ام لا ؟ ، هل المشكلة هي في الشكل ام في ديانة الصنّاع؟

ولنفرض ان غير المسلمين جاءتهم رغبة بان يلبسوا لباس المسلمين بشكل دائم، واستراحوا فيه ، هل يبدل المسلمين لباسهم لكي يخالفوهم ؟ هل المخالفة هي من اجل المخالفة فقط

ثمّ اليس النصارى والقساوسة والكهان يلبسون أقمصة وجلابيب ، ألا يلبسون ذلك اقتداء بالنبي عيسى عليه السلام ؟

مسالة مخالفة غير المسلمين في اللباس او حتى في امور معيشية اخرى صعبة الفهم ،فمثلا يوجد حديث يقول :

- خالِفوا اليَهودَ فإنَّهم لا يصلُّونَ في نعالِهم ولا في خِفافِهم
الراوي : شداد بن أوس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح

الصفحة أو الرقم: 1/354 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة] |

وتوجد آية تقول :
قال الله تعالى : ( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) [ طه:12]
أي ان الله تعالى امر موسى بخلع نعليه بسبب قدسية المكان والموقف ، وما جاء في الحديث يامر بان نخالف اليهود ونصلي في نعالنا ، فهل يمكن للمسلم ان يصلي في الحرمين بنعله او حذاءه لمجرد مخالفة اليهود؟

والله اعلم



رد مع اقتباس