عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 04-27-2018, 01:30 AM
اكرام حسين اكرام حسين غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Female
 
تاريخ التسجيل: 19-04-2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
اكرام حسين is on a distinguished road
افتراضي

المقصود أن الله تعالى يستخدم الأفعال بمعاني دقيقة جدا يمكن الوصول اليها بجمع الجمل التي وردت فيها ليتضح السياق الذي يستخدمه سبحانه قال تعالى ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُون)َ قال أخرجنا و لم يقل أرسلنا أو بعثنا
أَخْرَجَ: (فعل)
أخرجَ يُخرج ، إخراجًا ، فهو مخرِج ، والمفعول مخرَج
أخرجَ الشَّيءَ : أبرزه وأظهره ، جعله يخرج
قد يظن البعض ان اخراج الدابة من الأرض هو كاخراج ناقة صالح من الصخرة و هذا غير صحيح بدليل القرآن فالله تعالى لم يستخدم وصف الإخراج للخوارق انما للسنن الثابتة و قد وردت كلمة أخرج أو أخرجنا بمعنيين
اولا الإظهار و الابراز
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون)َ (78) النحل
(ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج)ٍ (٥) الحج
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد)ٌ (267) البقرة
(وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون)َ (99)
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُون)َ (22) البقرة
ثانيا بمعنى الإبعاد
(فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )(35) الذاريات
( فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ )(57) الشعراء
المعنى الأول هو الذي يهمنا ، فحين يرد فعل أخرج مع الأرض خصوصا يكون المقصود هو الاعجاز في عملية الحياة من النبات الى الانسان و غيره وفق سنن ثابتة لا تتغير أو تتبدل ،فكأن الإخراج ليس وقت الإظهار فقط و إنما عملية الخلق و التحويل من شيء الى شيء آخر و هي عملية طويلة تمر بأطوار و مراحل عديدة حتى الوصول للحالة النهائية التي يظهر فيها المقصود كالنبات من اﻷرض أو الوليد من رحم الأم و هي للدلالة على الإعجاز في الخلق و كل هذا يحدث وفق قوانين ثابتة لا تتغير
لكن هل سبق و أن خرق الله هذه السنن ؟و تأتي الاجابة من القرآن نفسه أن نعم في حالة ناقة صالح عليه السلام ، لكن هل وصفها الله بالإخراج و تكون الإجابة لا بالتأكيد بل استخدم فعل الإرسال و الإتيان مع قرينة و هي كلمة آية أي معجزة خارقة
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (73) الاعراف
(وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) (64) هود
(وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) (59) الإسراء
ـ (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ) (27) القمر
نحن نقول في رواياتنا لقصة صالح عليه السلام أن الله تعالى أخرج الناقة من صخرة كان بامكانه تعالى أن يقول انا مخرجو الناقة فتنة لهم أو و أخرجنا لثمود الناقة مبصرة......لكن الله تعالى لم يستخدم هذا اللفظ لان فعل الإخراج حينما يكون الغاعل هو الله يكون الإظهار و الإبراز وفقا للسنن فقط اما الاعجاز و الذي يرفق غالبا بلفظ آية يستخدم فيه افعال أخرى للدلالة على الإظهار .
و عليه فان حدث ظهور الدابة سيكون وفق سنن الله أي استحالة أن يكون شيء خارق يخرج من باطن الأرض و بما أنه وصفها بالكلام فهي مخلوق انسان من الأرض أي من أهل الأرض يمر بمراحل متعددة و طويلة في طريق الإعداد للظهور و الانتقال من انسان عادي من عامة أهل الأرض الى انسان بعلم و قدرة تفوق قدرات أهل الأرض وهو سيكون حدث معجز لكن وفقا للسنن لا خارقا لها.



رد مع اقتباس