عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 06-16-2018, 12:56 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة
الجميع يعرف القصة التي ذكر فيها كيف نزل الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام ، و كيف قال الرسول عبارة :"ما أنا بِقَارِئٍ " ثلاث مرات ،وبعدها ذكر الملك جبريل آيات سورة العلق .
- ذكر هذه الآيات في بداية الوحي لا تؤكد تاكيدا انه كانت هناك صحيفة وطلب من الرسول ان يقرأها.

-بعض العلماء أبدى رأيه في حرف " ما " في جملة " ما انا بقارئ" وقال بانه يمكن ان تكون "ما " هي اسم استفهام بمعنى " ماذا" ، أي ماذا أقرأ ؟ ،ولم تات بصيغة النفي كما هو شائع ،أي " لست بقارئ" او " لا اعرف القراءة ، واعتمادا على هذا يمكن القول أنّ المشكلة بالنسبة للرسول هي انّه لم يجد أمامه مايقرأه وليس بأنّه لا يعرف القراءة ،
نص الحديث الذي تستشهدين به هو التالي:

أولُ مَا بُدِئَ به رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الوَحْيِ الرؤيا الصادِقَةُ في النَّوْمِ، فكان لا يَرَى رؤيا إلا جاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فكان يأتِي حِرَاءً فيَتَحَنَّثُ فيه، وهو التَّعَبُّدُ، الليالِيَ ذواتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلك، ثم يَرْجِعُ إلى خديجَةَ فتُزَوِّدُهُ لمِثْلِها، حتى فَجِئَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِرَاءٍ، فجاءه المَلَكُ فيه، فقال: (اقْرَأْ)، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَني فَغَطَّني حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأَخَذَني فغَطَّني الثانيةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثالثةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَنِي فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} - حتى بَلَغَ - {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوادِرُهُ، حتى دَخَل على خَدِيجَةَ، فَقَالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني» فزَمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوْعُ، فقال: «يا خَدِيجَةُ، ما لي» وأَخْبَرَها الخبرَ، وقال: «قد خَشِيتُ عَلَى نفسي» فقالَتْ له: كَلَّا، أَبْشِرْ، فواللَّهِ لا يُخْزيك اللَّهُ أبدًا، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحديثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْري الضيفَ، وَتُعينُ عَلَى نَوائبِ الحَقِّ، ثم انطَلَقَتْ به خَديجةُ حتى أَتَتْ به وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وهو ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخو أبيها، وكان امْرَأً تَنَصَّرَ في الجاهليةِ، وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ، فَيَكتُبُ بالعربيةِ من الإنجيلِ ما شاء اللَّهُ أن يَكتُبَ، وكان شَيْخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فقالتْ له خديجةُ: أَيِ ابْنَ عَمِّ، اسمَعْ من ابنِ أخيكَ، فقال ورقةُ: ابنَ أخي ماذا تَرَى؟ فأَخبَرَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رَأَى، فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الذي أُنزِلَ على موسى، يا لَيْتَني فيها جَذَعًا، أكونُ حَيًّا حينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فقال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : «أوَمُخْرِجِيَّ هم» فقال ورقةُ: نعم، لم يَأْتِ رجلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ما جِئْتَ به إلا عودِيَ، وإن يُدْرِكْني يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نصرًا مُؤَزَّرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقةُ أن تُوُفِّيَ، وفتَر الوَحيُ فَتْرَةً حتى حَزِنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم فيما بَلَغَنَا حُزْنًا غَدا منه مِرارًا كَيْ يَتَرَدَّى من رُءُوسِ شَواهقِ الجبالِ، فكلما أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ لكي يُلْقِيَ منه نَفْسَه تَبَدَّى له جِبريلُ، فقال: يا محمدُ، إنك رسول اللَّهِ حَقًّا، فيَسْكُنُ لذلك جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فإذا طالتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدا لِمِثْلِ ذلك، فإذا أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ تَبَدَّى له جِبريلُ فقال له مِثْلَ ذلك
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6982 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث

قول جبريل في الرواية (اقْرَأْ) يوافق ما ورد في صدر سورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وفعل القراءة معروف، يلزمه وجود كلام مكتوب، حتى يقرأ، ولو صح هذا القول الذي تستشهدين به لقيل له (اتلو) من التلاوة، بمعنى اتبع ما أقول من القرآن، فيفهم من هذا أن القرآن نزل مسموعا غير مقروء. وفي (مقاييس اللغة):

(التاء واللام والواو أصلٌ واحد، وهو الاتِّباع. يقال: تَلَوْتُه إذا تَبِعْتَه. ومنه تلاوةُ القُرآن، لأنّه يُتْبِع آيةً بعد آية).

ثم كيف ينزل الوحي مسموعا فقط، ثم يترك الله عز وجل كتابة الوحي لتخمين السامعين تارة يصيبون وتارة يخطؤون؟! هذا سيؤدي إلى اختلاف السامعين ونشوب النزاع بينهم، لذلك ففكرة نزول الوحي مسموعا فقط فيها طعن في سلامة كتاب، هذا يقول سمعت كذا، والكلمة هنا تكتب كذا وكذا، والآخر يخالفه. لذلك لا خلاف بين أهل العلم حول أن كتابة الوحي وقفية، أي لا اجتهاد لبشر فيها.

ثم كيف يقول لجبريل عليه السلام ماذا أقرأ وقد كان حينها أميا لا يقرأ ولا يكتب، والشاهد قوله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) [العنكبوت: 48] وهذا ينسف القول الذي تستشهدين به من جذوره. من باب أولى أن ينفي علمه بالقراءة والكتبة، وهذا هو ظاهر الحديث، من أن يستفهم ما هو مطلب منه قراءته.

ثم كيف يطلب منه القراءة وليس معه ما يقرأ منه؟! هذا القول فيه تعارض مع النص، لذلك فهذا التفسير مردود عقلا وفيه من التكلف ما لا يخفى، فلا يصح أن يكون قولا يعتد به.



رد مع اقتباس