عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 06-17-2018, 02:30 AM
طمطمينة
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

[quote]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله مشاهدة المشاركة
[size=5][font=arial]الكاتب: بهاء الدين شلبي.

اقتباس:
وقد لفت انتباهي ما ذكرته توارتهم (وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً)، أي أنه مكث أربعين يوما صائما لا يأكل ولا يشرب! إن صح ما كتبوه؛ فقد كان موسى عليه السلام ذو قوة فائقة، أو يتميز جسمه عن أجسامنا اليوم، بالقوة والضخامة المفرطة، ليتحمل جسده الجوع والعطش، وليقدر على صعود الجبل والنزول منه، وهو أمر شاق جسمانيا، يحتاج لقوة وعافية، لا تتفق مع هذا الصيام، والإقرار بهذا يحتاج قرينة قوية من الكتاب أو السنة، لنثبت صيامه المتواصل. فإن ثبت صحة هذا الاستنتاج؛ فإن البشر في عصر موسى عليه السلام كانوا عمالقة، ضخام الأجساد، يتحملون الصيام أياما وليالي، وهذا يلزم منه أن الفارق الزمني بيننا وبينه يقدر بملايين السنين، حين كان الناس عمالقة، لا ببضعة آلاف من السنين، بحسب تقديرات أهل الكتاب. فضلا عن أن صيامه أشبه بصيامنا عن الطعام والشراب، مع الفارق أننا نصوم من الفجر إلى المغرب، ولا نصل الصيام بالأيام والليالي.
- أنه سمعَ عبدَ اللهِ بن عمروٍ رضي الله عنهما بلغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أني أسرُدُ الصومَ وأصلي الليلَ ، فإما أرسلَ إليَّ وإما لقِيتُه ، فقال: ألم أُخْبَرْ أنك تصومُ ولا تُفطرُ ، وتصلِّي ولا تنامُ ؟ فصمْ وأَفطرْ ، وقمْ ونمْ ، فإن لعيْنِك عليك حظًّا ، وإن لنفسِك وأهلِك عليك حظًّا قال : إني لأقوَى لذلك ، قال : فصمْ صيامَ داودَ عليه السلام قال: وكيف ؟ قال: كان يصومُ يومًا ويُفطرُ يومًا ، ولا يفرُّ إذا لاقَى . قال : من لي بهذه يا نبيَّ اللهِ ؟ قال عطاءٌ : لا أدري كيف ذكرَ صيامَ الأبدِ؟ ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : لا صامَ من صامَ الأبدِ مرتين .

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1977 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

- أن عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو قال : أُخبِرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أني أقولُ : واللهِ لأصومَنَّ النهارَ، ولأقومَنَّ الليلَ ما عِشتُ . فقُلْتُ له : قد قُلْتُه بأبي أنت وأمي، قال : فإنك لا تستطيعُ ذلك، فصُمْ وأفطِرْ، وقُمْ ونَمْ، وصُمْ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فإن الحسنةَ بعشْرِ أمثالِها، وذلك مثلُ صيامِ الدهرِ . قُلْتُ : إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، قال : فصُمْ يومًا وأفطِرْ يومَين قُلْتُ إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، قال : فصُمْ يومًا وأفطِرَ يومًا فذلك صيامُ داودَ عليه السلامُ، وهو أفضلُ الصيامِ . فقُلْتُ : إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لا أفضلَ من ذلك .

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1976 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

يمكن ان يفهم من الحديثين ما يلي:
- يوجد من الأفراد من لديهم القدرة على الصيام تباعا ، اذن هذه ميزة خاصة لبعض الأفراد وليست ميزة عامة لقوم من الأقوام في زمن من الأزمنة ، خاصة وانّ بني اسرائيل في زمن التيه لم يصبروا على نوع واحد من الطعام ( المنّ والسلوى) ، بل طلبوا من موسى عليه السلام بان يطلب ربه فيرزقهم انواعا اخرى من الطعام ، فإذا هم لم يستطيعوا الصبر على نوع واحد من الطعام ، فكيف يستطيعوا الصبر على الجوع ؟ وعليه فقدرة صبرهم ضعيفة ولا اظن انهم يمكنهم الصيام لأيام متواصلة ،وبالتالي ارادتهم ضعيفة والصوم يحتاج الى ارادة .
قال الله تعالى :
(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [ الأعراف : 160]


( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ) [ البقرة : 61 ]

- النبيّ داوود عليه السلام كان يفطر يوما ويصوم يوما ، وهو اقرب زمانا الى موسى عليه السلام وربما كان يصوم بهذه الطريقة لامرين :
- إمّا انه كان لا يريد ان يراه قومه يصوم الدهر فيقلدوه وتصبح سنّة فيهم
- امّا انه كان يستطيع صيام الأيّام كلّها ، لكنه كان يريد ان يعطي لنفسه حقها ويعتدل في الامر .
-امّا انه كان لا يستطيع ان يصوم الدهر كلّه لمشقّة ذلك عليه

و على ما سبق ، فإنّ النظرية القائلة بانّ الناس في زمان موسى عليه السلام كانوا عمالقة ، وذلك اعتمادا على القدرة على الصوم الطويل ، هي محل نظر.

والله أعلم




التعديل الأخير تم بواسطة طمطمينة ; 06-17-2018 الساعة 02:35 AM
رد مع اقتباس