عرض مشاركة واحدة
  #108  
قديم 09-29-2018, 08:19 PM
بودادو
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

- يقينا خطّ النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا بيمينه، وكذلك كتب علم أخرى، فما الذي حل بهذه الكتب بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؟ هل ورثها أهله ؟ أم أوصى بها لأحد غيرهم ؟ هل ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم مصير كتب الأنبياء ؟

من الكتب المذكورة في القرآن الكريم نذكر: صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام، الزبور، التوراة، الإنجيل.

- من ذرية إبراهيم عليه السلام مصطفين مصداقا لقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [ آل عمران:33 ] ، فيهم الأنبياء والصالحون كإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام، وهم الأولى بميراث نبوة إبراهيم وما ترك من صحف، ووصى يعقوب بنيه متبعا سنة جده، قال تعالى ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (*) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) [ البقرة:132، 133 ]

- قال عز وجل ( وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (*) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (*) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (*) وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ ) [ الصافات:114؛117 ]

- بالنسبة لموسى وهارون عليهما السلام فحتما ورث أحدهما الآخر عند وفاة أخيه ليحافظ على الكتاب ، ثم انتقل الإرث إلى أهلهما وذرياتهما، ولا ننسى أن آل موسى وآل هارون أبناء عم، وقال عز وجل ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [ البقرة:248 ]

- آتى الله عز وجل داوود عليه السلام زابورا ( وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) [ الإسراء:55 ]

وورث سليمان داوود عليهما السلام لقوله تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (*) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) [ النمل:16،15 ]

- كذلك دعى زكريا عليه السلام ربه عز وجل (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (*) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (*) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) [مريم:4؛6 ]


- كل الأنبياء المذكورين أورثوا ذريتهم فهل أورث النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة عليها السلام ؟

____________________


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال ، ذاتَ يومٍ في خطبتِه " ألا إنَّ ربي أمرني أن أُعلِّمكم ما جهلتم مما علَّمني ، يومي هذا . كل مالٍ نحلتُه عبدًا حلالٌ . وإني خلقتُ عبادي حنفاءَ كلهم . وإنهم أتتهم الشياطينُ فاجتالتهم عن دينهم . وحرَّمَتْ عليهم ما أحللتُ لهم . وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أنزلَ بهِ سلطانًا . وإنَّ اللهَ نظر إلى أهلِ الأرضِ فمقتَهم ، عربِهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهلِ الكتابِ . وقال : إنما بعثتك لأبتليكَ وأبتلي بك . وأنزلتُ عليك كتابًا لا يغسلُه الماءُ . تقرؤُه نائمًا ويقظانَ . وإنَّ اللهَ أمرني أن أحرقَ قريشًا . فقلتُ : ربِّ ! إذًا يثلغوا رأسي فيدعوهُ خبزةً . قال : استخرجهم كما استخرجوك . واغزُهم نغزُك . وأنفِقْ فسننفقُ عليك . وابعث جيشًا نبعثُ خمسةً مثلَه . وقاتِلْ بمن أطاعكَ من عصاكَ . قال : وأهلُ الجنةَ ثلاثةٌ : ذو سلطانٍ مقسطٍ متصدقٍ موفَّقٍ . ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلبِ لكل ذي قربى ، ومسلمٌ . وعفيفٌ متعففٌ ذو عيالٍ . قال : وأهلُ النارِ خمسةٌ : الضعيفُ الذي لا زبرَ لهُ ، الذين هم فيكم تبعًا لا يتبعون أهلًا ولا مالًا . والخائنُ الذي لا يخفى لهُ طمعٌ ، وإن دقَّ إلا خانَه . ورجلٌ لا يصبحُ ولا يمسي إلا وهو يخادعكَ عن أهلكَ ومالك " . وذكر البخلَ أو الكذبَ " والشنظيرَ الفحَّاشَ " ولم يذكر أبو غسانٍ في حديثِه " وأنفِقْ فسننفقُ عليك " . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ ، ولم يذكر في حديثِه " كل مالٍ نحلتُه عبدًا ، حلالٌ " . وفي روايةٍ : قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ خطيبًا . فقال " إنَّ اللهَ أمرني " وساق في الحديثِ بمثلِ حديثِ هشامٍ عن قتادةَ . وزاد فيهِ " وإنَّ اللهَ أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ " . وقال في حديثِه " وهم فيكم تبعًا لا يبغون أهلًا ولا مالًا " . فقلتُ : فيكون ذلك ؟ يا أبا عبدِاللهِ ! قال : نعم . واللهِ ! لقد أدركتهم في الجاهليةِ . وإنَّ الرجلَ ليرعى على الحي ، ما بهِ إلا وليدتهم يطؤُها .

الراوي : عياض بن حمار | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2865 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

- جاء في شرح الحديث ( وأنزلتُ عليكَ كِتابًا لا يَغسلُه الماءُ، أي: لا يَمحوُه ولا يذهبُ به بل يبقى على مرِّ العصورِ؛ لكونِه محفوظًا في الصُّدورِ تقرؤُه نائمًا ويَقظانَ )

وهل للماء سلطان على الذاكرة ؟ أم أنها كناية عن حفظ الله عز وجل لكتابه حفظا حسيا، لأن الماء يمحو الحبر والمداد، أي أنه كتاب لا يتلفه الماء عكس سائر الكتب، وهذا وعد من الله عز وجل بحفظ مصحف نبيه صلى الله عليه وسلم وسبحان الذي لا يخلف وعده ولا يرد أمره. هذا والله أعلم.



رد مع اقتباس