عرض مشاركة واحدة
  #110  
قديم 09-30-2018, 09:51 PM
طمطمينة
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله مشاهدة المشاركة

لما حضر رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفي البيت رجال، فيهم عُمَر بن الخطابِ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ) . فقال عمر : إن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد غلب عليه الوجع، وعِندَكم القرآن، حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عِندَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( قوموا ) . قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5669 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
السلام عليكم ورحمة الله

حسب ما جاء في الحديث ، لم تكن المشكلة عند عمر ابن الخطاب وعند من كانوا حاضرين عند النبيّ ،ان النبي عليه السلام هو " أميّ" لا يعرف الكتابة ورغم ذلك يريد ان يكتب ، بل المشكلة عندهم هو الكتاب الذي سيكتبه والذي لن يضلوا من بعده أبدا ، المشكلة هي كانت في نوعية الكتاب وليس في كيفية كتابة الكتاب.
فلو كانت المشكلة هي في كيفية كتابة الكتاب ، لقالوا : كيف يقول هذا الكلام وهو لا يعرف الكتابة ..هل نسي انه اميّ .. لقد هجر رسول الله.
لكن المشكلة - على ما يبدو - انها في نوعية الكتاب ..
فبعضهم فهم انّ المقصود هو كتاب يضاهي القرآن الكريم ، لقول الرسول : "لن تضلوا من بعده أبدا " .
وبعضهم فهم انها " وصية" ، ويريد الرسول الكريم ان يوثقها توثيقا ، لهذا اكثروا اللغط والجلبة ، اذ لا بدّ ان يجدوا لهم مخرجا من هذا الوضع .
لان كلمة " الكتاب " تحتمل عدة معاني ، منها : كتاب .. عادي ..، منها رسالة ، .. منها " كتاب دين" ، منها " وصية " ..


وما يدعم ان المراد كان " كتابة وصية" هي الوصايا الثلاث التي جاءت في هذا الحديث :

قال ابنُ عباسٍ يومُ الخميسِ، وما يومُ الخميسِ ؟ ! اشتدَّ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجعُه، فقال : ( ائتوني أكتبْ لكم كتابًا لن تضِلوا بعده أبدًا ) . فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازعٌ، فقالوا : ما شأنُه، أهَجَرَ، استفهِموه ؟ فذهبوا يردُّونَ عليه، فقال : ( دعوني، فالذي أنا فيه خيرٌ مما تدعونني إليه ) . وأوصاهم بثلاثٍ، قال : ( أخرِجوا المشركينَ من جزيرةِ العربِ، وأجيزوا الوفدَ بنحو ما كنت أُجيزُهم ) . وسكت عن الثالثةِ، أو قال : فنسيتُها .

إذ كيف يصدقونه في وصاياه .. ويعملون بها من بعده ، ويكذبونه ويقولون عليه : ما شأنه، أهجر ، استفهموه؟.. في مسألة كتابة الكتاب!؟


والله أعلم




التعديل الأخير تم بواسطة طمطمينة ; 09-30-2018 الساعة 09:54 PM
رد مع اقتباس