عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 01-26-2019, 12:15 PM
بودادو
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

نجد التأصيل الشرعي اليهودي لعادة الجنيزا في مشروع بحث علمي للحاخام (Joe Blair) بعنوان ( الجنيزا: الماضي والحاضر )[1] من الصفحة 4 إلى 7.

لم يرد ذكر الجنيزا في التوراة، ولا الأمر بدفن الأغراض المقدسة والدينية من مخطوطات وغيرها واكتفت التوراة بذكر (دفن الأموات)، ثم ساق الحاخام آية من سفر التثنية، الآية التي استنبط منها حاخامات التلمود حكم حرمة اتلاف اسم الرب.

جُسِّدَت فكرة الجنيزا في التلمود، أين وَردَ ذكرها لأول مرة؛ في نص من المشناة ثم في الجيمارة على شكل تعليقات الحاخامات على ذلك النص، وكان هذا قرونا قبل البعثة النبوية.

سأنقل نص المشناة لتوفر الترجمة العربية، مهمشا بشرح المترجم، أما ما جاء في الجيمارة فيمكن الإطلاع عليه باللغة الإنجليزية على موقع [2] Sefaria، تقريبا الكلام كله عبارة عن آراء الحاخامات بخصوص قدسية ما كتب بلغة خلاف العبرية.

" أ- يجب أن ينقذوا كل الكتب المقدسة من الحرق(1)، سواء أكانوا يقرأونها (على الجمهور في السبت)(2) أم لا يقرأونها(3). وعلى الرغم من (كون الكتب المقدسة) مكتوبة بأي لغة (غير العبرية)، فإنها تتطلب الدفن(4) (إذا بليت). ولماذا لا يقرأون (المكتوبات في السبت)؟ لئلا يتوقف بيت همدراش(5) (عن الدراسة). وينقذون حافظة الكتاب مع الكتاب، وحافظة التفلين(6) مع التفلين، حتى إذا كان بها نقود. وأين يحفظونها؟ في طريق غير مفتوح من الجهتين(1). يقول بن بتيرا: (يجوز أن يحفظوها) كذلك لطريق مفتوح من الجهتين.
______________
1)- حتى ولو اضطروا إلى الانتقال من ملكية لأخرى في يوم السبت.
2)- مثل أسفار التوراة و الأنبياء.
3)- مثل أسفار المكتوبات.
4)- المصطلح العبري المقابل لمعنى الدفن هو الجنيزا، وهي تعني لغة المخبأ أو مكان الدفن، فهي قريبة من الكلمة العربية " جنازة " التي تعني النعش أو الموكب المشيع للميت. واصطلاحًا يشير مصطلح الجنيزا إلى مستودع الأوراق البالية من الكتابات اليهودية المقدسة التي لا يجوز إبادتها، حتى وإن لم تعد تستعمل، وذلك لما يُفترض من وجود اسم الله في ثناياها. وعليه فقد جرت العادة على خزن هذه الكتب البالية والقصاصات، مؤقتًا في مكان ما في الكنيس (المعبد)، ثم يتم من حين لآخر تفريغ هذا المكان من محتوياته؛ لتنقل عادة إلى المقبرة حيث تدفن نهائيًا. وفي القرون الوسطى مارس يهود القاهرة عادة الجنيزا، فاحتفظوا في أحد كنسهم بحجرو ضخمة لهذا الغرض بحيث استوعبت مهملات قرون طويلة. وبفضل هذا التقليد الخاص والمناخ الجاف في مصر، فقد تم الاحتفاظ بكنز هائل من المخطوطات منذ العصور الوسطى وحى القرن التاسر عشر حين تم اكتشافه في كنيس " قصر الشمع " والذي عُرف كذلك بعدة أسماء منها " كنيس إلياهو "، و " كنيس عزرا "ا، و " كنيس ابن عزرا "، وهو يقع في الفسطاط بمصر القديمة.
5)- حيث إن أسفار المكتوبات هي الأساس الذي يقوم عليه بيت همدراش أي المدرسة الدينية.
6)- رااجع ما ورد عن التفلين في الفصل السادس من هذا المبحث في الفقرة الثانية.
1)- أي لا يُعد طريقًا عمومية أو ملكية عامة. " اهـ. [3]

نخلص من هذا أن يهود الجزيرة العربية عرفوا الجنيزا قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام بقرون، وأن مصيرها هو الدفن، وبدفنها تكون المخطوطات عرضة للرطوبة والبكتيريا والحشرات ما يرجح احتمال اندثارها إلا أن يشاء الله عز وجل خلاف ذلك.

ويظل الاحتمال الآخر قائما؛ كونها نُبشَت واستُخرجَت.
___________________
[1]- رابط بحث (الجنيزا: الماضي والحاضر) http://gamliel.institute/assets/genizah.pdf
[2]-https://www.sefaria.org/Shabbat.115a?lang=en
[3]- د.مصطفى عبد المعبود، ترجمة متن (المشنا)، (مكتبة النافذة، الجيزة،2007)، القسم الثاني؛ موعيد:الأعياد، المبحث الأول؛ شبات:السبت، الفصل السادس عشر، صفحة 71 و 72.



رد مع اقتباس