عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-06-2019, 08:44 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد مشاهدة المشاركة
ذل المرأة والتسلط الذكوري أمر واقع لا يحتاج لإثبات، و مما فهمت من الكلام الذي هو باللون الأحمر في الإقتباس، أن إبليس أخرج فقط المرأة من الجنة دون الرجل، و بمراجعة الإيات نلاحظ أن الأذى و الضرر وقع علي كلايهما و ليس على المرأة خاصة، هل ممكن تصحح لي فهمي لكلام حضرتك.
في قصة آدم عليه السلام عدة معاصي، وليست معصية واحدة، فحسب الفهم السائد أن آدم وزوجه أكلا من الشجرة، وأن هذه هي المعصية التي بسببها أخرجا من الجنة، قال تعالى: (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ) [طه: 121]

ومن يتأمل القصة نجد أن هناك عدة معاصي اقترفها آدم عليه السلام، منها ما تفرد آدم باقترافها، ومنها ما شاركته زوجه فيها، وفي هذه الآية تحديدا نجد أنهما أكلا من الشجرة، وهذه معصية مشتركة، ترتب عليها أن بدت لهما سوءاتهما، أي رأى كلا منهما سوأة الآخر، أي لم تكن سوءاتهما بادية لهما قبل أن يأكلا من الشجرة، أي لم تكن لديهما شهوة، ولم تقع بينهما علاقة جنسية، إذن تحركت شهوتهما بمجرد أن أكلا وبدت لهما سوءاتهما.

فرغم أنهما أكلا من الشجرة معا، وبدت لهما سوءاتهما معا، إلا أن هناك معصية أخرى أضافها آدم وحده، فلم تساركه فيها زوجه بدليل قوله تعالى: (وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ)، تنبه إلى واو العطف ووظيفتها الجمع في قوله (وَعَصَىٰ) أي هناك معصية جمعت إلى جملة معاصي أخرى، فلم يقل (فعصى) وإلا لعادت المعصية على ما قبلها. فقد اقترفا عدة معاصي منها طاعتهما وسوسة الشيطان وقد قد أمرا بعداوته، وأكلهما من الشجرة وقد نهيا عنها،

لكن هناك معصية اقترفها آدم فقط، دون زوجه، مضافة إلى جملة المعاصي السابقة لم يصرح بها لفظا، وقد وصفها الله عز وجل بالغواية فقال (فَغَوَىٰ)، فالغواية هنا معصية اقترفها أدم عليه السلام، مترتبة على تبدي سوءاتهما، وتحرك شوهتمها، والواضح أنه تغشى زوجه رغما عنها، وهذه كانت المعصية التي ترتبت على طاعة الشيطان، (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ) [طه: 122] فكان إكراهها اعتداء من آدم على المرأة، وكانت هذه المعصية التي تفرد بها دون زوجه في قصتهما مع الشيطان. وهذا هو الثأر بين المرأة والشيطان، فهذه الجريمة لا زال يتكرر ممارستها كل يوم وباسم الدين، فيواقع الرجل زوجه بالإكراه، على اعتبار أن الجماع حق للزوج نظير ما دفعه من مهر ونفقته عليها، سواء كان برضاها أم بإكراهها، حتى أن الزوجة تضرب إن امتنعت وعدت ناشذا، وهذا بحسب الفهم السائد.

طبعا أنا لا أناقش الشرع، ولا المفاهيم السائدة، ولكني أحاول فهم الآيات وكشف مضمونها.

هذا والله أعلم.



رد مع اقتباس