09-29-2019, 12:35 AM
|
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 7
|
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا ولغَ الكلبُ في إناءِ أحدِكُم فليَغسِلهُ سبعَ مرَّاتٍ ، أولاهُنَّ أو إِحداهنَّ بالتُّرابِ)[1]، واضح من الأمر بغسل الإناء سبع مرات تشديدا في النظافة لخطورة لعاب الكلب و لما قد يحتويه لعابه من مواد سامة خصوصا إن كان به كلب[2].
و مما يقوي هذا الإحتمال ما ورد من نصوص خاصة بالتداوي من السم يستحب فيها الفعل بالسبع و الرقية بالتراب، كقوله صلى الله عليه و سلم: (مَن تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذلكَ اليومَ سُمٌّ ولا سِحْرٌ.)[3] فإذا كانت العجوة لها الأثر الإيجابي على السم لمكوناتها لا يمكن أن نغفل عن تكرار أكل العجوة سبع مرارت لفائدة قد لا تقع بالشكل المطلوب بأكل تمرة واحدة، و منه فتعقيم الإناء لن يحصل بغسله مرة واحدة و لذلك فطلب منا غسله سبعا، و فيما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم قوله: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في الرُّقْيَةِ: تُرْبَةُ أرْضِنَا، ورِيقَةُ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا).[4] و هنا كذلك نلاحظ ما للتراب من دور في الشفاء بإذن الله و ابطال مفعول السموم.
و من هذا و ذاك ممكن ترجيح أن لعاب الكلب فيه أكثر من النجاسة، بل هو سم قد يسبب الأمراض للإنسان و لذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بإعادة غسل النجاسة لما بال الأعرابي في المسجد و الذي هو أنجس من لعاب الكلب.
و الله أعلم.
_______________
[1]الراوي : أبو هريرة | المحدث : الإمام الشافعي | المصدر : اختلاف الحديث الصفحة أو الرقم: 10/84 | خلاصة حكم المحدث : ثابت.
[2]داء الكَلَب هو مرض فيروسي يسبب التهاب حاد في الدماغ ويصيب الحيوانات ذات الدم الحار . وهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من فصيلة إلى أخرى، من الكلاب إلى الإنسان مثلاً وينتقل غالباً عن طريق عضة من الحيوان المصاب.
[3] الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5769 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
[4]الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5746 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|