عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-22-2019, 07:52 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,729
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

الموضوع غاية في الأهمية، ونص الحديث يحمل الكثير من الدلالات ذات القيمة الكبيرة، والتي تقوم من مفاهيمنا حول عالم الجن، وتبرز طرفا من خصائص خلقهم. يجب عليك استخراج تلك الددلالات حتى تعطي الموضوع حقه، فهو ليس متعلق بمجرد كتاب دونه باحث مجتهد، توصل لأمور أهملها علماء المسلمين بسبب نهجهم الوثني السلفي الذي تربوا عليه ورسخوه في عقول أتباعهم. فالسلفية ما هي إلا نوع بغيض من السحر، حيث يتسلط السلف بفهمهم على عقول من بعدهم، فتصاب عقولهم بالجمود الفكر، والتحجر العقلي، فتصاب العقولبالشلل التام، والعجز عن العمل، من جهة نقد أقوال السلف وتفنيدها، ومن جهة استنباط معاني ودلالات جديدة فاتت السلف، فكل عصر بما لديه من تقدم علمي، واطلاعات على أسرار جديدة في الكون، قادر على إيجاد استنباطات جديدة لم تكن ظاهرة لمن سبقهم من العصور الماضية.

نعم السلفية سحر، بما تحمله الكلمة من معنى! وكل من روج لها فهو ساحر، وإن لم يدرك هذه الحقيقة، لأن كل من يتبنون السلفية، ويروجون لها هم أنفسهم عقولهم مسحورة، وهم بحاجة لعلاج بإعمال عقولك، حتى تنفك عقد السلفية السحرية عن عقولهم عقدة تلو العقدة، فينشط العقل ويستعيد قدراته الذهنية.

الحقيقة أن الفكر السلفي، وهي تبني فكر ومفاهيهم الأسلاف، هو فكر موغل في القدم، حدثنا القرآن عن أصحابه في الأمم الغابرة والهالكة، لقد تسبب فكرهم السلفي في هلاكهم واستحقاق العقوبة، ودمارهم، وإبادتهم من على وجه الأرض، ليكونوا عبرة لمن بعدهم، والآيات في هذا أكثر من أن تحصر، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر قوله تعالى:

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) [البقرة: 170]

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) [المائدة: 104]

فمثلا استحلال نكاح الصبية التي لم تبلغ الحلم، هو فاحشة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، وإن سألتهم قالوا: هكذا قال الله، وهكذا قال السلف، وهكذا فهموا النص، أأنت أفضل منهم فهما؟! يضاهؤون قول الذين كفرواقبل، قال تعالى: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 28]

(قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) [يونس: 78]

لذلك عليك أن تعود دراسة الحديث، وتحاول أن تستخرج ما فيه من دلالات، لم يفطن إليها مؤلف الكتاب ولا السلف، وذلك في ضوء ما تعلمته من أبحاثي عن عالم الجن، فستجد في هذا الخبر ما يوافق ما كنت قد تناولته في أبحاثي، وعلى سبيل المثال لا الحصر؛

الكاتب يحاول أن يسلخ النص من حقيقة قرآنية تتعلق بوجود الجن، وتتعلق بعلاقة البشر بهم، إلى الإلحاد وإنكار عالم جن، وبالتالي سلخ النص من وحي النبوة، إلى الإسقاط العلمي والعلماني. فيتحول النص من روح الوحي الإلهي، إلى التحليل العلمي المادي، وبالتالي فهو يدعو لإنكار أن هذا النص من وحي الله، وإنما هو مجرد خرافات وخزعبلات وأساطير عالم الجن والشياطين.

فلا تنسى أن اليهود يؤمنون بأن الدجال سوف يخرج لنصرتهم كما في قصة السامري، قال تعالى: (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ) [طه: 97] فهم على يقين من خروجه آخر الزمان، وهذا بوعد قرآني، ونص صريح لا لبس فيه، نراه نحن كمسلمين دجال، ويرونه هم ناصرا لهم ومعين، ومستحق للاتباع، وسيفتنوا به حتى يعبدوه، فيتحول من مجرد بطل قومي لليهود، إلى إله يعبدونه. بل سيتبعه المسلمون أنفسهم، وسيمؤمنون به، وسيعبدونه، ففتنته شديدة عجز بنو إسرائيل عن الصمود أمامها وكان معهم حينها نبي الله هارون عليه السلام، والذي كادوا أن يفتكوا لما حاول منعهم من عبادة العجل. انظر إلى انقيادهم المروع للدجال، وسطوتهم بهارون عليه السلام، هكذا سيكون موقف المسلمون من الدجال والدابة عليها السلام، سيحاربونها ويكذبون ما معها من آيات بينات، بينما ينقادون للدجال، وهم في سكرتهم يعمهون.

هذا الكتاب خطير جدا بما يحمله من مضمون خفي، والكاتب يهوشع فرنكل يتناول الحديث من وجهة نظر يهودي مخلص لعقيدته ومفاهيمه، ولا ينظر له بحيادية، فلا ننبهر بكلامه، ونظن أن وصل إلى ما لم يصل إليه الأوائل، أو ما لم نتنبه له نحن المسملون. لكن لا مانع أن ما يحاول التعبير عنه من وجود صلة بين عالم الجن وبين قصة تميم الداري، قد يكون له دلالات توافق الوحي المنزل من رب العالمين وغفلنا عنه، لكن هدف المؤلف من كلامه ليس كهدفنا نحن كمسلمين.

فتميم الداري وأصحابه البحارة، قد رأوا الجساسة، وأقروا بأنها شيطانة، ونقل النبي صلى الله عليه وسلم كلامه على المنبر، مصدقا لك ما قاله تميم، ولو لم تكن الجساسة شيطانة لأنكر النبي ذلك صراحة على المنبر، ولكن عدم تعليقه على هذا هو إقرار من رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام تميم، وأن الجساسة شيطانه من شياطين الجن. وهي من الجن لأسباب؛ منها اختلاف خلقتها عن خلقة البشر، وتتكلم اللغة العربية الفصحى، أي أنها مخلوق عاقل، إما إنس وإما جن، ولكن اختلاف هيئتها عن هيئة البشر دل على أنها من الجن.

نخلص من هذا أن الصحابة رضوان الله عليهم كان لديهم كشف بصري، وبما أن الجساسة شيطانة من الجن، فقد رأوا الجن. وإن قلنا بأن تميم الداري حين رأي الدجال كان لا يزال على النصرانية، فهذا دليل آخر أقره النبي صلى الله عليه وسلم على الناس كان لديهم كشوفات بصرية قبل الإسلام، وكانوا يرون الجن في بعض الأحيان. إذن ما يراه المرضى اليوم من كشف بصري، وما نشرته في أبحاثي من مصطلح الكشف البصري (وكان الناس والمعالجون آنذاك يتحرجون من ذكر هذا على الناس)، فكنت أول من تكلم في الكشف البصري، وهم اليوم يتداولون المصطلح دون الإشارة لصاحبه، على أقل تقدير ليناقشوني فيما كتبت (فربما أدخر علما لم أبح به بعد، فلا يباح به إلا بعد أن تتجاوز العقول مرحلة الفهم أولا). فحقيقة صار هذا العلم حلا مستباحا من كثير من الحاسدين والحاقدين، كل يظهر نفسه وكأنه صاحب العلم والمعرفة، لكن الأيام حبلى لهم بالمفاجئات، فقد اقترب ظهور الجن والشياطين للعيان، وسيراهم الناس جهارا نهارا، وهذا ما تعد له الدول العظمى اليوم، تحت مسمى الكائنات الفضائية ET. وهذا يتم الاعداد له على قدم وساق داخل المنطقة 51، فهي تحتوي على معامل ومختبرات غاية في السرية، يتختطفون البشر ويقومون بعمل تجارب علميه، وتهجين بشري، للوصول إلى نوع خاص من السيطرة على البشر، وبعض ما نجده اليوم من تخليق بعض أصناف الحبوب المخدرة التي تلعب بالعقول، وتدخل الإنسان في كشوفات بصرية لعالم الجن، ما هي إلا نتاج تلك التجارب الخبيثة في هذه المنطقة الملعونة.

ولك أن تراجع قصة (الفيل الأزرق) للكاتب أحمد مراد، وقد اقتبس منها فيلم يحمل نفس العنوان من جزئين ويتم الإعداد للجزء الثالث من إخراج مروان حامد، وبطولة الفنان كريم عبد العزيز، والفنان خالد الصاوي، يتحدث عن نتائج تخليق تلك المخدرات السحرية، وإن كان لي مآخذ علمية متخصصة على الفيلم، حيث لم أقرأ الرواية بعد، لكن بكل أسف لا أستطيع التواصل مع المؤلف والمخرج لمناقشتهم بشكل مباشر، ولأقيم عليهم الحجة، ليس إلا كمحاولة لإنقاذ المسلمين من انتشار مفاهيم سحرية بينهم، وبث معتقدات فاسدة تدمر العقيدة والدين لديهم، فالفيلم بحاجة إلى مراجعة من عالم متخصص، وليس بحاجة لخبرات ساحر دجال هدفه تدمير العقول والدين. وكان أجدر بالمؤلف تناول ما وراء تخليق المخدرات من جرائم تجرى على البشر، من أن يتناول عالم السحر والشياطين، على الأقل خاض فيما لا علم له به، حيث اعتمد على المحكيات، وبعض المدون في كتب السحر، وما لا يعلمه أنها كتب مزيفة وإن كانت متعلقة بالسحر، لا على علم الباحثين والمتخصصين.

فرغم ما في الفيلم من مشاهد مرفوضة شرعا، وبعضها يعبر عن ممارسة السحر بشكل فج، كاستخدام الوشم (Tatto) في أماكن حساسة من الجسد، لكن عادة الساحرات لا يفعلن هذا، ربما تفعله بعض البغايا والمومسات لكسب رضا الزبائن والسيطرة عليهم، لكنهن في الحقيقة لا يحتجن لمثل هذه المبالغات للحصول على النشوة الجنسية الشيطانية، ولا علي التسلط على الزبائن. فهذا فيه تهويل ومبالغات في شأن السحر، وفتح باب شر على الناس لتقليده ومحاكاته، ليتحول الوشم من مجرد عبث وزينة ولهو، إلى ممارسات سحرية بين الناس.

حقيقة لا أقر مشاهدة الفيلم لغير المتخصصين، ولكن الفيلم منتشر بين الناس، وعلق بعقولهم، وحقق أعلى إيرادات علي مدار تاريخ السينماا المصرية حتى يومنا هذا، ولكن علي واجب تصحيح المفاهيم إن لم أستطيع تغيير المنكرات في الفيلم كلها، فتصحيح الفكر الباطل والفاسد والمغلوط، هو في حد ذاته تغيير للمنكر من المعتقدات، وهدف يدرأ عن الناس ترويجها بينهم، فإنقاذ العقول من المعتقدات الباطلة لا يقل أهمية عن إنقاذ الأخلاق المنحرفة، فما لا يدرك كله، لا يترك جله.

لكن بعيدا عن هذا هناك ما هو أشد رفضا وهو بث المفاهيم والمعتقدات غير الصحيحة، وأحسب (والله أعلم) أن هدف فريق العمل هو التناول العلمي للموضوع، ودخول عالم لم تتطرق له الدراما من قبل، ومتعلق بتفشي وباء السحر عالميا، ومدى علاقته بالمخدرات، وأستبعد تماما أن يكون هدفهم الترويج للسحر (هذا من باب حسن الظن). وهذا الموضوع قد تناولته في أبحاثي خاصة كلامي عن (الشعاع الأزرق)، ومنعا للإطالة فراجعوا البحث وأعيدوا قرائته من جديد، خاصة ما يتعلق بتخليق المخدرات، وإجراء تجارب للسيطرة على عقول البشر، فالبحث هو أول ما ربط بين تخليق المخدرات، واستخدام السحر، فبحثي له السبق في هذا المجال.

ناهيك عن مسألة غاية في الأهمية، فالدجال بحسب النصوص أعور العين، تارة اليمنى، وتارة نصوص تقول اليسرى، أمر محير، لكن هل سيخرج الدجال أعور العين فعلا؟ أم ستفقأ عينه بعدد خروجه؟ ومن سيفقأ عينه؟

الحديث هنا لا يشير إلى أن الدجال أعور في محبسه، فقد وصفه تميم وصفا دقيقا، لكن لا نجد أي ذكر لأنه أعور، ولا تعارض مع النصوص التي تذكر أنه أعور، فالراجح أنه سيخرج سليم العينين، ثم تفقأ عينه، وقد تكلمت من قبل أن الدابة عليها السلام هي من ستفقأ عينه. وذلك بعد أن تخرج للقاءه، فيشقها نصفين كما في الحديث، وكله سحر في سحر، فتزداد بصيرة فيه أنه الدجال، وحينها تثآر منه فتفقأ عينه آية للعالمين أنه الدجال، إلى أن تقتله. (هذا اجتهادي والله أعلم)

قد أكون أطلت المقال والحديث، ولكن أردت أن أفتح الباب للعقول لتعمل، فلن تبطل الأسحار على عقولكم بالتمني، ولا بالعلاج بالقرآن وحده، وإنما ستبطل الأسحار بإعمال العقول. ولعلي بكلماتي هذه قد دب الشغف فيكم لإعادة تأمل النص، ودراسته، لاستخراج الجديد منه، وهو في الحقيقة نص دسم متخم بالمعلومات لمن يعمل عقله ويستنبط، وليس للسلفيين مكان فيه.



رد مع اقتباس