عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 10-30-2019, 06:49 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانية مشاهدة المشاركة

قال الله تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )[ص:35]
1- فهمتُ قوله تعالى : (وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ ) على أنّه [تسخير خصوص الخصوص]

2- لو كان الأمر كذلك لكانت الجملة : ..وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّم يَنبَغِ لِأَحَدٍ مِّن قبلي ۖ .. بحيث يكون هو أوّل من وُهِبَ له ذلك المُلك، ولا مانع أن يتكرر.
والله أعلم.
إذا نحن أمام احتمالين إما أنني مخطئ في كلامي وهذا مستبعد لأن تسخير الريح تم في عصرنا الحالي وهذا لا يختلف عليه عاقلان .. وإما أننا فهمنا ولا زلنا نفهم قوله تعالى: (لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي) فهما خاطئا ونحمله على غير معناه المراد بالنص
وهذا جزء مما أريد أن أصل إليه وأثبته أننا لا نفهم القرآن لعجمة ألسنتنا وغربتنا عن لغتنا العربية فنحن لا نستحق القرآن في زماننا ولسنا أهلا لحمل أمانته
ولذلك يجب إعادة فهم الآية من جديد في محاولة للوصول إلى مفهومها ومضمونها المراد من النص
وهنا سؤال هل تسخير الريح هي الإجابة على طلب سليمان عليه السلام حتى نقول أنه تسخيرها (مُلْكًا)؟ أم أن المراد من كلمة ملك أمر آخر كان تسخير الريح سبب في تحقيقه؟
هل سأل الله الملك أم سأله أسباب تحقيق هذا الملك؟
في أبحاثي أقول أن سليمان عليه السلام هو ذو القرنين الذي قال الله عنه: (إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا) [الكهف: 84]إذن بحسب الآية فالله آتاه أسباب كل شيء! لكن هذا ليس ملكا يحكم فيه بشرع الله تعالى .. هذا إن فهمنا معنى كلمك الملك على النحو الصحيح .. إنما الملك هو من يحكم في مملكته وليس من تسخر له الأسباب .. فليس كل من سخرت له الأسباب يقال له ملك
انظري إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(لو رأيتُموني وإبليسَ، فأَهْوَيتُ بيدَيَّ، فما زلتُ أخنقُهُ حتَّى وجدتُ بَردَ لُعابِهِ بينَ إصبعيَّ هاتينِ الإبهامِ والَّتي تليها ولولا دعوةُ أخي سُلَيْمان، لأصبحَ مربوطًا بساريةٍ من سواري المسجدِ، يتلاعبُ بِهِ صبيانُ المدينة، فمن استطاعَ منكم أن لا يحولَ بينَهُ وبينَ القبلةِ أحدٌ فليفعَلْ). [1]
هنا رفض النبي صلى الله عليه وسلم ربط الشيطان بسارية المسجد عقوبة له، لأن الله عز وجل لم ينصبه ملكا على الجن، يعاقب عصاتهم ومذنبيهم وينزل فيهم شرع ربهم، إنما هو نبي يبلغ الجن والإنس وحي ربهم عز وجل فلم يكن ملكا على الجن .. أما سليمان عليه السلام فكان له مملكة من الجن، يحكمهم ويأمرهم، وينزل العقوبات في عصاتهم
(فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * هَـذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [ص: 36؛ 39]
فسخر الله له الأسباب التي يستطيع بها حكم الجن والسيطرة عليهم، ومنها (الرِّيحَ) وفي قراءة (الرِّياحَ) لتنقله من مكان إلى مكان ليكافئ سرعة الجن في التنقل قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) [سبأ: 12] وإن كان تسخير الريح بمعنى صناعة مركبات سماوية تنقله بسرعة من مكان إلى مكان، فكما قلت مسبقا هذا يلزمه أن يتعلم سباكة المعادن، وهنا هيأ الله هذا فقال (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ ) ليصل إلى صناعة سبيكة معددنية لمعدن خفيف وقوي يمكن أن يحلق به في السماء وبسرعة.
لاحظي الآيات السابقة أوردت ذكر الشياطين وتسخيرهم مع ذكر الريح، وهذا دليل وجود علاقة بين قوة الريح وسرعتها، وبين قوة الشياطين وسرعتها، فسخر له الريح ليحكم بها الشياطين، فيستطيع ملاحقتهم وإخضاعهم أينما حلوا وكانوا وبسرعة تواكب سرعتهم في التنقل.
فأراد أن يخضع ملكة سبأ، وهي امرأة من الجن وليست من الإنس، فكانت تعبد الشمس من قبل، فلزم لإخضاعها ومملكتها لحكمه أن يبرز قوته أمامها، فاستعان عليها بالجن المؤمن لإحضار عرشها قبل أن يأتوه ليكون حجة عليهم وبرهان ما لديهم من قوة تؤهله لحكم الجن، فعرض عليهم أن يأتوه بعرشها قبل أن يصلوا إليه، فقال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) [النمل: 38] وحاجته للسرعة هنا ليسبق سرعة مجيء ملكة سبأ إليه، إذن فالجن سريع التنقل، فلزم لحكمهم وجود ملك تسخر له قوة الرياح تنقله بسرعة تفوق سرعة الجن أنفسهم، وهنا احتاج لمركبات تحمله وتنقله من مكان إلى مكان.
اليوم سخر الإنسان بالعلم الريح في صورة طائرات نفاثة تفوق سرعة الصوت، إن قارنا حلنا اليوم بحال سليمان عليه السلام، سنكتشف أننا أمام مركبات سماوية شبيهة بتلك التي كان يركبها سليمان عليها السلام. الحقيقة أننا نستخدم مركبات بدائية أقل كفاءة من مركبات سليمان عليه السلام، فهناك الأطباق الطائرة، تستطيع التحرك بسلالة في جميع الاتجاهات وبسرعات فائقة.
إذن هناك فارق بين تسخير الأسباب ليتحكم بالشياطين، وبين هبة الملك كنظام حكم يكون له ولاية الأمر فيحكم الجن، ومملكة بما تحويه من ممتلكات ومشيدات تليق بملك يحكم الجن، ويعاقب العصاة منهم، والخارجين عن أمره قال تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) كما كان سيعاقب الهدهد وهو من الجن المؤمنين. فمن هذا الملك أن تعمل الجن بأمر سليمان، وهذا (بِإِذْنِ رَبِّهِ) فلا يؤذن لأحد بعده أن يستخددم الجن، وبالتالي أن ينكل بهم وينزل بهم العقاب جزاء عصيانه. هذا هو الملك المراد في النص، فتسخير الرياح ليس ملكا، خاضه لتشريعات وجزاءات وعقوبات، فهذا للعاقل.
فمن الواضح أنه عليه السلام تعرض لفتنة شديدة مع الشياطين، قبل أن يدعو ربه بأن يهبه ملكا لا ينبغي لأحد بعده فقال تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ) [ص: 34] فطلب من ربه بعدها أن يهبه الملك عليهم ليقيم شرع الله عز وجل عليهم. فوهبه من القوة ليكون مؤهلا لذلك، لذلك أطلق عليه في القرآن ذو القرنين، لأنه حكم قرن الجن، وقرن الإنس.
هذا الملك أي حكم الجن وعقابهم لا يكون لأحد بعد سليمان عليه السلام، هذا يضع إحتمالية أنه كان لأحد من قبله، لكن من سبقه لهذا لم يتضح لي بعد.
هل اتضحت الرؤية الآن؟!
فكري بعقلك قليلا وبطريقة أكاديمية يقبلها العقل .. وليس بطريقة سمعية للغة ننتسب إليها ولا نفقهها فلم نعد نعقلها
_____________
[1] الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 3251 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد رجاله ثقات
تعقيب: أريد أن أضيف تعقيبا على ردي السابق؛
إن حكم الجن كان خصوصية لسليمان عليه السلام، لا تكون لأحد من بعده، وتسخير الريح له خصوصية ابتداء، فتكون له ولغيره من بعده، وبالتالي فعقاب الشياطين جزاء معصية أمر الله لهم بطاعة سليمان يدخل في خصوصية حكم سليمان لهم.
أما دفع عدوان شياطين الجن على الإنس فهو واجب، وفرض عين على كل مسلم ومسلمة، فما يقوم به المعالج من دعاء عليهم، وتعذيبهم وقتلهم يدخل في باب رد عدوانهم. فتعذيب سليمان عليه السلام لهم، فكانت عقوبة لعصيان أمره، وليست حربا لرد عدوانهم على الإنس. وهذا هو الفارق بين ما اختص الله به سليمان عليه السلام، وبين ما يجب علينا من قتال شياطين الجن، وقد قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 48]
وكانَ عمَّارُ بنُ ياسرٍ يقولُ : قد قاتَلتُ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ الجنَّ والإنسَ فقيلَ : هذا الإنسُ قد قاتلتَ . فَكيفَ قاتلتَ الجنَّ؟ قالَ : بعثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إلى بئرٍ أستقي منْها ، فلَقيتُ الشَّيطانَ في صورتِهِ ، حتَّى قاتَلني فصرعتُهُ ، ثمَّ جَعلتُ أدمي أنفَهُ بفِهرٍ معي أو حَجرٍ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : إنَّ عمَّارًا لقيَ الشَّيطانَ عندَ بئرٍ فقاتلَه فلمَّا رجعتُ سألني ، فأخبرتُهُ بالأمرِ فقالَ : ذاكَ شيطانٌ

الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم: 7/124 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



رد مع اقتباس