الخط الفارسي : ظهر في بلاد فارس في القرن الثالث عشر و تمتاز خطوطه بالدقة و الإمتداد ، و من مسمياته خط التعليق. .
الخط الديواني ( الهمايوني ) : هو خط الدواوين السلطانية و الملكية و المراسلات الرسمية ، استحدث في وقت السلطنة العثمانية و كان خطاّ سرياّ لا يتعلمه إلا القلائل حتى سقطت الخلافة العثمانية . ساعد على نشره مدرسة تحسين الخطوط الملكية في مصر كما تم تطويره في مصر على يد الخطاط غزلان بك حتى أصبح ينسب إليه في العصر الحديث باسم الديواني الغزلاني .
خط الطغراء ( الطرّة ) : هو خط خاص لكتابة أسامي السلاطين و الملوك بدأ في العصر العباسي و تطور كثيراّ في مصر في
العصر المملوكي ثم في عصر السلطنة العثمانية ، انقرض هذا الخط بانهيار السلطنة إلا أن بعض الخطاطين ما زالوا يكتبون به البسملة للحفاظ على تراث هذا الفن من الإندثار و النسيان .
خط التاج : هو خط انفردت به مصر و ابتكره الخطاط محمد محفوظ سنة 1925 بناءاّ على رغبة أبداها الملك فؤاد ليكتب به اسمه .
الخط المغربي : هو خط محلي انتشر في المغرب الإسلامي في القرن الرابع عشر و الخامس عشر لم يستسغه الخطاطون من باقي العالم الإسلامي ، تتميز خطوطه باستدارة كبيرة و تقريبا اختفى هذا الخط حتى في بلاد المغرب العربي . ومـا من كـاتبٍ إلا سيـفـنى ويـبقى للدهـر مـا كتبت يداه
الميرزا سنجلاخ الخراساني :
كان درويشاّ صوفيا زاهداّ من إحدى قرى خراسان ، تعلم الخطوط و برع فيها و أصبح من أعلام الخطاطين في زمانه ، استقدمه محمد علي ليكتب له على عمائره في القاهرة سنة 1821م و أكرم وفادته حين وصل إلى القاهرة و طلب منه أن يكتب له قطعة ليرى مدى براعته .
انتهى الميرزا من كتابة القطعة و أرسلها مع خادمه إلى الباشا و لكن اشترط عليه شرطاّ قال الميرزا للخادم : ادخل عليه فإن قام أحتراماّ للخط فاعطها له و إن لم يفعل فارجع بها ... ذهب الخادم إلى محمد علي الذي استقبله جالساّ ... تأخر الخادم و تراجع خطوات إلى الخلف فسأله محمد علي عن شأنه فقال له: قال الميرزا لي إن لم تقف أحتراماّ للخط فلا أعطه لك .. تبسم محمد علي و طلب منه أن يخرج و يدخل عليه مرة أخرى ففعل و قام الباشا توقيراّ للخط و كاتب الخط ..وبدأت رحلة الميرزا في مصر لمدة ثلاثين عاماّ يكتب على عمائر محمد علي فترى توقيعه على شرائط كتابية بمسجد محمد علي بالقلعة ، و على لوحات تأسيسية لمنشاّت محمد علي ، و على شواهد قبور بعضاّ من الأسرة العلوية كشاهد قبر ابراهيم باشا . ملحوظة : ( كتبت رواية الميرزا سنجلاخ و محمد علي في كل المراجع التي ترجمت لحياة الخطاط سنجلاخ و من المعلوم أن محمد علي كان لا يقرأ .. فالعهدة على الراوي ) .
خط الميرزا سنجلاخ على شاهد قبر ابراهيم باشا
توقيع الميرزا سنجلاخ على شاهد قبر ابراهيم باشا
ينتسب للصحابي تميم الداري ... ولد في الأستانة ، كلفه السلطان عبد الحميد بكتابة نصوص في الحرم المدني سنة 1858م عكف فيه سبع سنوات يكتب و يزخرف مسجد الرسول صلّى الله عليه و سلم و بعد أن أنهى عمله و في طريق عودته الى الأستانة مر بمصر فاستبقاه الخديو اسماعيل و كتب بخطه نصوص مسجد الرفاعي في مرحلته الأولى أيام الوالدة باشا و من أعماله أيضاّ خطوط سبيل أم عباس بشارع الصليبة .
توفي في القاهرة سنة 1878م و دفن بمقابر الإمام الشافعي .
توقيع الفنان الخطاط عبدالله زهدي
شيخ الخطاطين المصريين أخذ الخط عن والده ابراهيم افندي مؤنس ، ألف كتاباّ في الخط سماه ( الميزان المألوف في رسم الحروف ) . توفي سنة 1900م .
كتاب الميزان المألوف في وضع الكلمات و الحروف لمؤلفه الشيخ محمد مؤنس زاده
الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي :
ولد سنة 1871م هو إمام الخطاطين و إليه انتهت رئاسة الخط في هذا العصر باجماع أهل المشرقين . كان يكتب اثني عشر نوعاّ من الخط بإجادة تامة و كان بارعاّ في فنون الزخرفة و التزويق و التذهيب ، ألف عدة كراريس في خط الثلث و النسخ و الديواني و الفارسي تدرس في كل العالم الإسلامي . استقدمته الخاصّة السلطانية في عهد السلطان فؤاد الأول سنة 1921م ليكتب له مصحفاّ خاصاّ به كتبه في 6 أشهر و زخرفه و ذهبّه في 8 اشهر . و يعتقد أنه من جعل فؤاد الأول يقرر إنشاء مدرسة لتحسين الخطوط الملكية سنة 1921 و يفتتحها سنة 1922 م و طلب من الشيخ الرفاعي التدريس فيها بمرتب يليق بمكانته .
عاش الشيخ محمد عبد العزيز في مصر 13 سنة و في زيارته للاستانة مرض مرضه الأخير و توفي سنة 1934 م هناك و استمر الملك فؤاد يرسل لورثته نصف راتبه و تبعه الملك فاروق حتى قيام ثورة 1952 م
الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي
كراسة خط من تأليف الشيخ عبد العزيز الرفاعي
الأستاذ يوسف أفندي أحمد :
ولد بالقاهرة سنة 1875 م لأب بنّاء يعمل في بناء المساجد و الماّذن و كان والده يصحبه معه و يطلب منه أن يضاهي الخطوط و الزخارف على جدران المدارس و الجوامع الأثرية .. أحب الطفل الخط الكوفي و عكف على رسمه و تجويده و كان والده يكافئه مع كل تقدم يحرزه . يعتبر يوسف أفندي هو محيي فن كتابة الخط الكوفي في العصر الحديث . تتلمذ في لجنة حفظ الاثار العربية على رسم فن الخط الكوفي و عين بها رساماّ . أول ما عهد إليه ترميم الخطوط أعلى النوافذ الجصية في جامع ابن طولون و عددها 130 نافذة ، فكان يصعد بسلم خشبي حتى يعرف الحرف المطموس و يقارن كتابته في جميع النوافذ ليعيد رسمه كما كان .. أراد أن يثبت أنه فنان مميز في الخط الكوفي فعكف على رسم الأحرف في مسجد ابن طولون مواصلا ليله بنهاره حتى أنه كان يعمل على ضوء شمعة ... أتم عمله و نال اعجاب أعضاء اللجنة فعهد إليه بترميم خطوط العديد من الأثار الفخيمة في القاهرة نذكر منها على سبيل المثال الاّتي : ( واجهة المسجد الأقمر ، بعض الكتابات في جامع الحاكم ، مجموعة السلطان الغوري ، جامع الأزهر الشريف ، جامع الصالح طلائع ، الخط الكوفي بمدرسة السلطان حسن ) ... بلغ من براعته أن الأثريين كانوا يجدوا صعوبة في معرفة الفرق بين الخط الأصلي و الخط المرمم على يده الا بمساعدته . عمل يوسف أفندي أحمد أستاذا للخط الكوفي بالجامعة المصرية و هو من أقر بتعليم الخط العربي بكلية الاّداب قسم الأثار العربية ( و هي ما ستصبح كلية الاثار فيما بعد ) .
من أعمال الفنان يوسف أفندي أحمد
ولد سنة 1860م عين خطاطاّ بمصلحة المساحة ثم بديوان القصر في عهد السلطان حسين كامل ثم ترقّى ليصبح رئيس قلم التوقيع بالديوان السلطاني – الملكي .
كان أشهر خطوطه هو الخط الديواني الهمايوني و أدخل عليه بعض التعديلات حتى أصبح هذا الخط ينسب إليه ( الخط الديواني الغزلاني ) . انتدب للتدريس بمدرسة تحسين الخطوط الملكية و تشرف بكتابة خطوط الكسوة الشريفة للكعبة . اللوحة التأسيسية لكوبري الخديو اسماعيل في تجديده أيام حكم الملك فراد بخط غزلان بك
عائلته من أصول تركية ولد في الشام سنة 1894م ظهرت موهبته و هو طفل صعير فأرسلته العائلة للتعلم على يد الخطاط الكبير رسا كاتب خط المسجد الأموي بدمشق لزمه حتى أتقن الخط على يده ثم جاء إلى مصرسنة 1912 م . تتلمذ أيضاّ في مصر على يد مشايخ الخط بها ، قام بالتدريس في مدرسة تحسين الخطوط الملكية كما عمل خبيراّ للخطوط في بعض محاكم الاستئناف، تشرف بكتابة كسوة الكعبة المشرّفة و أبدع في خطها . في سنة 1964 طلبت أكاديمية الفنون بكندا أن يرسل لها بعض أعماله فأرسل أربع لوحات قررت الأكاديمية أن تمنحه الدكتوراه الفخرية في الفنون التشكيلية على ابداعاته في كتابة الحرف العربي .
كان يتميز محمد حسني الباب بحس فني راقي و جراءة في التغيير والخروج عن المألوف فابتكر حواراّ بين الحرف و الكلمة و الفراغ .
توفي سنة 1969 و من بناته الفنانة نجاة الصغيرة و الفنانة الراحلة سعاد حسني .
توقيعات فناني الخط العربي وبعض أعمالهم
اخيراّ قارئي البصّارة قد تظنون أني قد أطلت و الحقيقة أني قد أختصرت تاريخاّ طويلاّ من التميز الفني لتراث مصر في الخط العربي أحد الفنون التي أثّرت فيها مصر و تأثرت ، كما رأينا فترات الإزدهار و الإنحسار .. التسيد و التبعية . أظن أننا في وقت انحسار اّخر أأمل أن ينقضي لنبدأ رحلة صعود أخرى تتبوأ فيه مدرسة الفن المصري في الخط العربي مكانتها .. بكم أنتم سيتحقق المراد فما زالت المحبرة و القلم في أيديكم . ما زالت مصر قبلة عشاق هذا الفن ليس فقط من العرب بل ايضاّ من العجم ، بمنتهى التقديس يأتون إلى مدارسها القديمة هل يوجد على وجه الأرض مثل مدرسة السلطان حسن ؟؟ يطوفون شوارعها بحثاّ عن توقيعات الخطاطين .
ما زلت أراه جالساّ يقرأ ورده :
رب يسر و لا تعسر رب تمم بالخير و به
يتمتمها و ينظر إلينا نحن .. ها قد عرفتم قصص الأولين فاتركوا أثاركم أنتم للقادمين .
الخط يبقى زماناّ بعد كاتبه
و كاتب الخط تحت الأرض مدفون
ابداع الفنان في كتابة الخط في أيوان القبلة مدرسة السلطان حسن
تاريخ
الخط العربي و اّدابه. تأليف محمد طاهر الكردي المكي الخطاط
ديوان
الخط العربي . تأليف خالد عزب و محمد العيدروس
رحلة
الخط العربي من المسند إلى الحديث . دراسة مقدمة من أحمد شوحان
جماليات اللإيقاع في الفن الإسلامي . علي عبدالله
أثر التصوف المعماري و الثقافي و الاجتماعي في العصر المملوكي . محمد منصور