عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-28-2020, 10:15 PM
ميراد ميراد غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 7
ميراد is on a distinguished road
افتراضي أبواب أم نوافذ

يقول الله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)[الرحمن: ٣٣]

فتح أبواب السماوات في القرآن تأتي عندما يُرجِع الله الفعل لنفسه، أما الأية فتذكر النفاذ من أقطارالسموات والأرض؛ إن وجدت آلة لهذا الفعل سميت نفّاذة، والمكان الذي يقع منه النفاذ بينهما يسمى نافذة، وقد أذن الله بذلك وبسلطان ولم تذكرالآية أن الإنس أوالجن يمكن لأحدهما أن يفتح أو يغلق هذه النوافذ وفي المقابل ذكر الله أنه يفتح أبواب السماء وهذا اختص به نفسه، هذه النوافذ أوجدها الله وليس عليهما سوى اكتشافها، وليس كما جاء في الفيلم أنه يمكن خلق هذه النوافذ ثم فتحها أوغلقها، وتنقل الجن والإنس بين السماوات والأرض مقنن ومحدود من خلال هذه النوافذ وهي أضيق من الأبواب التي ذكر الله.

يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ..) [الأعراف: ٤٠]، فهذه الأبواب تفتح لعباد الله الصالحين تتنزل عليهم منها الرحمات، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ).[1] .
كذلك في دعاء الدخول للمسجد يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ فليقُلْ اللَّهُمَّ افتَح لي أبوابَ رحمتِكَ وإذا خرجَ فليقُل اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من فضلِك).

قوله تعالى: (.. أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..) [من لإبتداء الغاية] فهناك من ينفذ من أقطارالسماء إلى الأرض وآخر من الأرض للسماء، الإنس مستخلف في الأرض وللجن مقاعد من السماء فيستفاد من هذا الترتيب سبق الجن في النفاذ للأرض والسماء.

تبين لنا من الأية أن هناك امكانية النفوذ العمودي من تحت إلى فوق والعكس، هناك كذلك النفاذ أفقيا في الأرض وبنفس الكيفية، وهو مايكون قد حدث في مجلس سليمان عليه السلام لما تطوع الذي عنده علم من الكتاب لإحضارعرش ملكة سبأ وفي زمن قياسي تفوق سرعة الألات الموجودة وقتها التي تعمل بتسخير الريح المصنوعة بتوجيه واشراف سليمان عليه السلام، قال الله تعالى: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ..)[النمل: ٤٠].

و الله أعلم.


____
[1] الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم؛ الصفحة أو الرقم: 1079 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
[2]لراوي : أبو حميد وأبو أسيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 728 | خلاصة حكم المحدث : صحيح




التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 03-28-2020 الساعة 10:23 PM
رد مع اقتباس