الموضوع: الاستجمار
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 04-12-2020, 07:37 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,740
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانية مشاهدة المشاركة

2- إلى أنّ وسيلة الوقاية الأولى وهي الماء كانت مُوَّفرَّة آنذاك ..وذلك من خلال المِهْراس ..الذي من معانيه في قاموس لسان العرب: " أَراد بالمِهْراس هذا الحَجَر المَنْقور الضخم الذي لا يُقِلُّه الرجال ولا يحرِّكونه لثقله يسع ماء كثيراًويتطهر الناس منه." ومنه يمكن أن يُعتبر المهراس في ذلك الوقت كخزّان الماء في وقتنا الحاضر.

هذا والله أعلم
عرفت المدينة المنور في عهد النبوة صهاريج المياه لأنها كانت تستخدم كخزانات للمياه لزوم الوضوء والشرب، كما كانت تستخدم في الحمامات العامة، فيوقد من تحتها النار لتسخين المياه للاستحمام، وقد عرفت الحمامات الرومانية الاغتسال برشاش المياه [الدوش] خاصة في القصور الفارهة، لكن لم أقف على نص يثبت إن استخدمت في المدنية من عدمه. لكن لا أستبعد هذا حيث كان في المدينة حماما عاما للنساء، ويثبت هذا ما ورد عن أم الدرداء قالت: خرَجتُ منَ الحمَّامِ فلقِيَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: (مِن أينَ يا أمَّ الدَّرداءِ ؟) قالَت : منَ الحمَّامِ فقالَ: (والَّذي نَفسي بيدِهِ ما منَ امرَأةٍ تضعُ ثيابَها في غيرِ بيتِ أحَدٍ من أمَّهاتِها إلَّا وَهيَ هاتِكَةٌ كلَّ سترٍ بينَها وبينَ الرَّحمنِ). [1] وحتى لا يشطح بنا الظن بعيدا؛ فلم يقتصر استخدام الحمامات على الاستحمام فحسب، وإنما كان مركزا طبي للعلاج، بالحجامة والفصد وغيره، والختان، والحلاقة والحناء والصباغ والوشم والنمص وهما من المحرمات، وكانت تعقد فيه الصفقات التجارية والإشهاد عليها، والخطبة والتعارف للزواج، فكان ملتقى اجتماعي للمقيمين، ومستراحا لعابري السبيل من المسافرين.

وفي يلسان العرب: "وفي الحديث: أَن أَبا هريرة روى عن النبي، صلى اللَّه عليه سلم، أَنه قال: إِذا أَراد أَحدكم الوضوءَ فليُفْرِغْ على يديه من إِنائهِ ثلاثاً، فقال له قَيْنٌ الأَشجعي: فإِذا جِئنا إِلى مِهْراسِكم هذا كيف نَصْنَع؟ أَراد بالمِهْراس هذا الحَجَر المَنْقور الضخم الذي لا يُقِلُّه الرجال ولا يحرِّكونه لثقله يسع ماء كثيراً ويتطهر الناس منه.
وجاء في حديث آخر أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، مَرَّ بِمِهْراس وجماعة من الرجال يَتَحاذَوْنَه أَي يحملونه ويرفعونه، وهو حجر منقور، سمي مِهْرَاساً لأَنه يُهْرَسُ به الحبُّ وغيره.
وفي حديث أَنس: فقمت إِلى مِهْراس لنا فضربتها بأَسفله حتى تكسرت (روي في النهاية: فضربتُه بأَسفله.).
وفي الحديث: أَنه عَطِشَ يوم أُحُدٍ فجاءه عليّ، كرَم اللَّه وجهه، بِماءٍ من المِهْراس فَعَافَهُ وغسل به الدمَ عن وجهه؛ قال: المِهْراس صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء وقد يُعْمل منه حياض للماء، وقيل: المِهْراس في هذا الحديث اسم ماء بأُحُد؛ قال: وقَتِيلاً بِجانِبِ المِهْراسِ والمِهْراسُ: موضع.
ويقال مِهْراس أَيضاً؛ قال الأَعْشى: فَرُكْنُ مِهْراسٍ إِلى مارِدٍ، فقاعُ مَنْفُوحَةَ ذي الحائِرِ ". ا. هـ

وفي العباب الزاخر: "والمِهْراس: الهاوُوْنُ؛ من هذا.والمِهْراس أيضاً-: حَجَرٌ مَنْقورٌ يُتَوَضَّأُ منه.
وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَجاذَوْنَ مِهْراساً فقال: ما هذا؟ قالوا: حَجَرُ الأشِدّاء، فقال: ألا أُخْبِرُكُم بأشَدِّكُم؟: مَنْ مَلَكَ نَفْسَه عند الغَضَبِ.
ويُروى: يَربَعونَ حَجَراً، ويُروى: يَرْتَبِعونَ حَجَراً، ويُروى: فقال: أتَحْسِبونَ الشِّدَّةَ في حَمْلِ الحِجَارةِ؟ إنَّما الشِّدَّةُ أنْ يَمْتَلئَ أحَدُكم غَيْظاً ثمَّ يَغْلِبَه.والمِهْراس: ماءٌ بأُحُدٍ.
وروِيَ أنَّ النبيّ- صلى الله عليه وسلّم عَطِشَ يومَ أُحُد؛ فجاء عَلِيٌّ -رضي الله عنه- في دَرَقَتِه بماءٍ من المهْراسِ، فَعافَه وغَسَلَ به الدَّمَ عن وَجْهِه. قال سُدَيْف بن إسْماعِيل بن مَيْمون يَذْكُرُ حَمْزَة بن عبدِ المُطَّلِّب وكانَ دُفِنَ بالمِهْراسِ رض الله عنه:

اذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ وقَتيلاً بِجانِبِ المِـهْـراسِ

وروى أبو هُرَيْرَة -رضي الله عنه- أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال: إذا أرادَ أحَدُكُم الوضوء فَلْيُفْرِغ على يَدَيْه من إنائه ثَلاثاً، فقال له قَيْنٌ الأشْجَعيّ: فإذا أتَيْناكُم مِهْرَاسَكُم هذا كيفَ نَصْنَع؟. أرادَ بالمِهْراس: الحَجَر المَنْقور الذي لا يُقِلُّه الرِّجال.والمِهراس: مَوْضِعٌ باليَمامَة من منازِلِ الأعشى، وهو القائِلُ فيه:

فَرُكِنَ مِهْرَاسٍ إلى مارِدٍ فَقَاعِ مَنْفُوْحَةَ ذي الحائِرِ". ا. هـ

فكان في بيوت أهل المدينة مغتسلا في كل بيت من بيوتهم، وكان في بيت النبيي صلى الله عليه وسلم كنيفا ومغتسلا ودليل ذلك أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا فرَغَ منَ الأحزابِ، دخَلَ المُغتَسَلَ لِيغتَسِلَ، فجاءَ جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقال: (أوقد وضَعْتمُ السلاحَ، ما وضَعْنا أسلحَتَنا بعدُ، انْهَدْ إلى بَني قُرَيظةَ)، فقالت عائشة: كأنِّي أنظُرُ إلى جِبريلَ عليه السَّلامُ من خَلَلِ البابِ قد عصَبَ رأسَه منَ الغُبارِ.

وطالما يوجد صهاريج حجرية، فلابد لها من قنوات إمدداد بالمياه، ولها قنوات تصريف للماء المستخدم، خصوصا فضلات المياه الخارجة من الحمامات والمراحيض.
ــــــــــــــــــــــــ
[1]الراوي : خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى | المحدث : الألباني | المصدر : آداب الزفاف| الصفحة أو الرقم: 68 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح |
[2] الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 24994 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (24994) واللفظ له، وعبد بن حميد (1486)، والطبراني (23/38) (96)



رد مع اقتباس