إن رفض وحي رب العالمين المنزل
عليه فهذا سوء أدب مع
الله عز وجل، وخذلان وتخاذل لا يليق به صلي
الله عليه وسلم، فلا يسمى تواضع، وإنما خشي أن يكون شيطانا يتلاعب به. فهذا إن دل فإنما يدل على حرصه على اتباع الحق، فلا ينساق وراء ما تهوى النفس وتتمنى. وليس كما الصوفية؛ بمجرد أن تتنزل عليهم الشياطين ينساقون وراءهم فرحين، فيتحولون من نساك في سبيل
الله تعالى ، إلى سلاك لسبل الشيطان الرجيم.
خاصة وأن الظروف حوله كانت تؤهله لاستقبال، وقبول الوحي، لأنه كان أحوج ما يكون لنصرة ربه عز وجل، خاصة وأن قريش حاربته في دعوته للتوحيد، ملة إبراهيم
عليه السلام، قبل نزول القرآن الكريم عليه، فهرب من قبيح أفعالهم ومحاربتهم له إلى الغار، ولكن المؤرخين لا يذكرون هذه الفترة من مسيرته صلىى
الله عليه وسلم، بل تم اقتطاعها من سيرته، فمن يدقق في كتاب
الله تعالى سيجد لها ذكر، الناس عنه غافلون.
نعم النبي صلي
الله عليه وسلم متواضع، ولكن تواضعه يظهر في مواقف أخرى كثيرة، فهذا الموقف ليس من باب التواضع.
فلا تسرف في عبارات المديح والثناء
عليه إلا بما يتوافق مع الموقف، وبما يليق به، وإلا فهذه إساءات عظيمة له صلى
الله عليه وسلم، فاحذر إنك على باب ضلالة وأنت لا تدري.