عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 08-24-2020, 06:24 PM
ميراد ميراد غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 7
ميراد is on a distinguished road
افتراضي حلف شياطين الجن والإنس

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قاد شيطان الجن جيشا من الإنس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، خطط معهم ووعدهم بالعون والنصرة، حتى اقتنع الإنس بجيشهم الذي لا يقهر، ثم شهد معهم المعركة قائدا لهم وهو في طليعة الجيش، لكن لما رأى رأي العين المدد الرباني وما لا قبل له به، لا هو ولا جيشه نكص على عقبيه.. نقض جميع العهود والمواثيق بينه وبين الإنس وفر من ميدان المعركة صاغرا من هول ما قد يصيبه من شديد العقا؛ قال الله تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ﴿الأنفال: ٤٨﴾

والشاهد من الأية أنه شيطان الجن وسفهيهم قوله: (.. إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْن..) وذلك لخصائص خلقية للجن فهم يرون من المخلوقات ما ليس بمقدور الإنس رؤيته، فقد رأى الملائكة تذيق الكفار من العذاب الشديد.

أما ذكر الآية لخوفه من الله تعالى فهو خوف غريزي من العذاب ومن يريد النجاة بنفسه، وليس كخوف المؤمن طاعة لله.



فهذا شيطان جن يقول فيسمعون يأمر فيأتمرون..وليست هذه المرة الأولى التي يقود فيها شيطان الجن رجال من الإنس للصد عن سبيل الله، فهو حليف مجرب وذو خبرة، فقد سبق أن خطط لهم محاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم فقد مكرو في دار الندوة وأحكموا الخطط، ولكن نجى خير الماكرين نبيه عليه الصلاة والسلام.


ومن كتاب: صحيح وضعيف تاريخ الطبري (م 2/ ص 56)

48 - فحدّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني عبد الله بن أبي نَجيح، عن مجاهد بن جَبْر أبي الحجاج، عن ابن عبّاس، قال: وحدّثني الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس والحسن بن عُمارة، عن الحكم بن عُتَيبة، عن مقسَم، عن ابن عبّاس قال: لمّا اجتمعوا لذلك واتَّعدُوا أن يدخلوا دار الندوة، ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَدَوْا في اليوم الذي اتّعدوا له: وكان ذلك اليوم يسمى الزَّحْمَة؛ فاعترضهُم إبليس في هيئة شيخ جليل، عليه بتٌّ له، فوقف على باب الدار، فلما رأوْه واقفًا على بابها، قالوا: مَن الشيخُ؟ قال: شيخٌ من أهل نَجْد، سمع بالذي اتّعدتم له، فحضر معكم ليسْمَعَ ما تقولون، وعسى ألّا يعدمكُم منه رأي ونُصحٌ، قالوا: أجَلْ، فادخُلْ، فدخل معهم، وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلّهم، من كلّ قبيلة؛ من بني عبد شمس شَيبة وعُتْبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، ومن بني نَوْفل بن عبد مناف طُعَيمَة بن عديّ وجبير بن مُطعِم والحارث بن عامر بن نوفل، ومن بني عبد الدار بن قُصَيّ النَّضر بن الحارث بن كلَدَة، ومن بني أسَد بن عبد العُزّى أبو البختريّ بن هشام وزَمعة بن الأسود بن المطلب، وحكيم بن حِزام، ومن بني مخزوم أبو جهل بن هِشام، ومن بني سهم نُبيه ومُنبِّه ابنا الحجاج، ومن بني جُمَح أميّة بن خلَف؛ ومَنْ كان معهم وغيرهم ممن لا يُعدُّ من قريش.

فقال بعضُهم لبعض: إنّ هذا الرجلَ قد كان أمْره ما قد كان وما قد رأيتم؛ وإنّا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمَنْ قد اتّبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأيًا؛ قال: فتشاوروا. ثم قال قائلٌ منهم: احبسُوه في الحديد، وأغلقوا عليه بابا، ثمّ تربّصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين قبله: زُهَيرًا، والنّابغة ومَنْ مضى منهم؛ من هذا الموت حتى يصيبَه منه ما أصابهم.

قال: فقال الشيخُ النجديّ: لا والله، ما هذا لكم برأي؛ والله لو حبستموُه -كما تقولون- لخرج أمرهُ من وراء الباب الذي أغلقتمُوه دونَه إلى أصحابه؛ فلأوشكوا أن يثبُوا عليكم فينتزعوه من أيديكم، ثم يكاثروكم حتى يغلبوكم على أمركم هذا؛ ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره.

ثم تشاوروا، فقال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فنَنفيه من بلدنا؛ فإذا خرج عنّا فوالله ما نبالي أين ذهبَ، ولا حيث وقع، إذا غاب عنا وفرغنا منه. فأصلحنا أمرَنا، وألفتنا كما كانت.

قال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي؛ ألم تروْا حسنَ حديثه، وحلاوة منطقه، وغَلبته على قلوب الرجال بما يأتي به! والله لو فعلتُم ذلك ما أمنتُ أن يحلّ على حيّ من العرب، فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم، فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد. أديروا فيه رأيًا غير هذا!

قال: فقال أبو جهل بن هشام: والله إنّ لي فيه لرأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعدُ! قالوا: وما هو يا أبا الحكَم؟ قال: أرى أن تأخذوا من كلّ قبيلة فتىً شابًّا جلْدًا، نسيبًا وسيطًا فينا، ثم نعطي كلّ فتىً منهم سيفًا صارمًا ثم يعمدُون إليه، ثم يضربونه بها ضرْبة رجل واحد فيقتلونه فنستريح؛ فإنّهم إذا فعلوا ذلك تفرّق دمه في القبائل كلّها؛ فلم يقدر بنُو عبد مناف على حَرْب قومهم جميعًا، ورضُوا منَّا بالعقل فعقلناه لهم.

قال: فقال الشيخ النجديّ: القول ما قال الرجُل، هذا الرأي لا رأْيَ لكم غيره.

فتفرّق القوم على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا تبتْ هذه الليلة على فراشك الذي كنتَ تبيت عليه!

قال: فلمّا كان العَتمةُ من اللّيل، اجتمعوا على بابه فترصّدوه متى ينام، فيثبون عليه. فلمّا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: (نمْ على فراشي، واتّشحْ ببرْدي الحضرميّ الأخضر؛ فنمْ فإنه لا يخلُص إليك شيء تكرهه منهم). وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام في بُرده ذلك إذا نام [1].

__________

[1] هذا إسناد مركب من طريقين: أحدهما من طريق ابن حميد إلى ابن عباس وهو ضعيف لضعف ابن حميد وإن كان ابن إسحاق قد صرّح بالتحديث هنا.

أما الطريق الثاني فهو من طريق الكلبي وهو ضعيف. والحديث أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية (2/ 136) ولكنه ضعيف لإبهامه اسم شيخه في هذه الرواية. وأخرجه ابن سعد روايات عدة كلها من طريق الواقدي وهو متروك (الطبقات 1/ 227 - 228) وقد ذكر ابن كثير هذه القصة بطولها وأشار إلى روايات الواقدي قائلًا:

وهذه القصة التي رواها ابن إسحاق قد رواها الواقدي بأسانيده عن عائشة وابن عباس وعلي وسراقة بن مالك بن جعشم وغيرهم دخل حديث بعضهم في بعض فذكر نحو ما تقدم (البداية والنهاية 3/ 174) ولقد أخرجه البيهقي في الدلائل من طرق:

الأول (2/ 466): من طريق موسى بن عقبة عن الزهري مرسلًا مختصرًا دون ذكر اجتماعهم بدار الندوة وتفاصيل ذلك.

الثاني (2/ 467): من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق معلقًا ولكن بشيء من التفصيل ذكر فيه اجتماعهم بدار الندوة واعتراض الشيطان في صورة رجل وادعائه بأنه نجدي ... إلخ.

الثالث (2/ 468): من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد عن أبيه عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس. ولم يصرح فيه ابن إسحاق بالتحديث.

الرابع (2/ 496): من طريق الكلبي عن زاذان عن عبد الله بن عباس مختصرًا.

أما الذهبي فقد ذكر القصة في السيرة النبوية ثم أشار إلى طرقه التي ذكرناها سابقًا عن البيهقي فقال الذهبي:

رواه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه ثنا ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس (ح) قال ابن إسحاق: وحدثني الكلبي عن باذام مولى أم هانئ عن ابن عباس فذكر معنى الحديث. وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (63) من طريق الفضل بن غانم عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق به. وهذا إسناد ضعيف لضعف الفضل بن غانم والله أعلم.

وأخرج 1/ 348 - ثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال: وأخبرني عثمان الجزري أن مقسمًا مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم: بل اقتلوه وقال بعضهم: بل أخرجوه فأطلع الله عزَّ وجلَّ نبيه على ذلك فبات عليٌّ على فراشٍ النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليًّا يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليًّا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال- وفي إسناده كما ترى عثمان بن عمرو الجزري. قال الحافظ في التقريب: فيه ضعف. قلنا: وقد ذكرنا هذه الرواية من باب الاستشهاد (أو الاعتبار) لا من قبيل الاحتجاج به. وهذه الرواية أخرجها عبد الرزاق في المصنف (5/ 389) وقال الحافظ في الفتح (7/ 236): سنده حسن. وقال ابن كثير: إسناده حسن وهو من أجود ما روي في قصة العنكبوت على فم الغار.

قال الألباني المحدث في السلسلة الضعيفة (3/ 262 - 263 / ح 1129) بعد نقله لكلام ابن كثير: [وهذا إسناد حسن ... إلخ].

كذا قال (والكلام للألباني)، وليس بحسن في نقدي لأن عثمان الجزري إن كان هو عثمان بن عمرو بن ساج الجزري فقد قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 3/ 1 / 162) عن أبيه: لا يحتج به. وأورده الذهبي في الضعفاء وقال: تكلم فيه.

وإن كان هو عثمان بن ساج الجزري ليس بينهما عمرو، فقد جنح الحافظ في "التهذيب" إلى أنه غير الأول، ولا يعرف حاله، ولم يفرق بينهما في "التقريب" وقال: فيه ضعف.
وابن عمرو لم يوثقه أحد غير ابن حبان، ومن المعروف تساهله في التوثيق، ولذلك فهو ضعيف لا يحتج به كما قال أبو حاتم.
وقال الهيثمي في (المجمع 7/ 27)، رواه أحمد والطبراني وفيه عثمان بن عمرو الجزري، وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. ولذلك قال المحقق أحمد شاكر في تعليقه على المسند: في إسناده نظر. ثم إن الآية المتقدمة {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} فيها ما يؤكد ضعف الحديث، لأنها صريحة بأن النصر والتأييد إنما كان بجنود لا ترى. والحديث يثبت أن نصره - صلى الله عليه وسلم - كان بالعنكبوت وهو مما يرى. فتأمل.
والأشبه بالآية أن الجنود فيها إنّما هم الملائكة، وليس العنكبوت ولا الحمامتين وكذلك قال البغوي في تفسيره (4/ 174) للآية.
وقال المؤرخ الإسلامي الكبير (أكرم العمري): وقد ورد حديث ضعيف جدًّا يفيد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما بات في غار ثور أمر الله شجرة فنبتت في وجه الغار وأمر حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأن ذلك سبب صدود المشركين عن الغار ... ومثل هذه الأساطير تسربت إلى مصادر كثيرة في الحديث والسيرة (صحيح السيرة 1/ 208، وراجع ما كتبه العمري في حاشية هذه الصفحة).
وقصة تآمر رجالات قريش لقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإخبار الله سبحانه نبيه بمكرهم ذلك ومبيت علي - رضي الله عنه - مكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورد في بداية حديث طويل أخرجه الطبراني مرسلًا عن عروة. وقال الهيثمي في المجمع (6/ 52): رواه الطبراني مرسلًا وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وحديثه حسن.




التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 08-24-2020 الساعة 06:27 PM
رد مع اقتباس