عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-21-2022, 12:26 AM
محمد عبد الوكيل محمد عبد الوكيل غير متواجد حالياً
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 13-02-2020
الدولة: أرض الله
المشاركات: 207
معدل تقييم المستوى: 5
محمد عبد الوكيل is on a distinguished road
افتراضي مدة حمل البشر المُعمِّرين وفطامهم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)[العنكبوت:14]
تذكر الآية أن نبي الله نوح عليه السلام عاش على الأقل 950 سنة، هل هي آية خاصة بالنبي المرسل على وجه الإعجاز أم أن البشر في زمنه كانوا يعمرون لمئات السنين ؟
نجد جواب هذا التساؤل على لسان الملأ الذين كفروا من القوم الذي أُرسل إليهم النبي نوح عليه السلام في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)[هود:25؛27]
وقال (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ) [المؤمنون:23؛24]
من بين المغالطات التي استدل بها الملأ لرد الحق؛ الإشارة إلى التماثل بين بشريتهم وبشرية نوح عليه السلام، فلم يروا في عمره المديد آية، بل رأوه بشرا مثلهم، أي أن الإنسان في تلك الفترة الزمنية كان مُعمّرا.
وكذلك نجد نفس الجواب على لسان الرسل عليهم السلام: قال تعالى (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [إبراهيم:9؛11]

يُعتبر متوسط العمر للفرد عاملا هاما في معادلة المجتمع، وأي تغيير في معطيات المعادلة يُغيّر من نتائجها .. على كل الأصعدة .. فكيف بمجتمع عاش أفراده لعشرات أضعاف سنين ما يعيشه الفرد اليوم ! كيف كانت حياتهم اليومية ؟ كيف أثّر هذا العامل في المجتمع والحضارة آنذاك على الصعيد الديني، الاقتصادي، العلمي، العسكري ؟
قبل البدء في تصور مجتمع المعمرين يجب أن نقف على حقائق ونجيب على تساؤلات مشروعة تمس الخصائص العضوية لأجسام البشر آنذاك، كمدة الحمل، مدة الانتقال بين مراحل الحياة (الطفولة، الشباب، الكهولة، الشيخوخة) ، الخصوبة وسن اليأس عند المرأة في ذلك الزمان، هل كانت تلد لمئات السنين ؟ هل كان هناك تناسب بين الجسم والسن ؟
بمعنى؛ لو فرضنا أن متوسط العمر اليوم هو 100 سنة [1] وأن متوسط العمر في زمن نوح عليه السلام هو 1000 سنة، أي عشرة أضعاف .. هل يصح إسقاط هذه النسبة على كل الخصائص العضوية للإنسان .. مثال، إذا كانت مدة الحمل في زماننا تعادل 9 أشهر .. هل كانت في زمن نوح عليه السلام 90 شهرا ؟
(يُتبع)
__________
[1] هو في الحقيقة أقل من ذلك، تذكر المصادر أن متوسط العمر العالمي هو تقريبا 72 سنة ويزيد وينقص باختلاف العوامل؛ كالبلد، والعرق. انظر هنا





رد مع اقتباس