عرض مشاركة واحدة
  #146  
قديم 03-24-2024, 05:17 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,742
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الوكيل مشاهدة المشاركة
النص يتضمن قدرة خطيرة وهي معرفة الشيطان بما يُضمر الإنسان في قلبه بإذن الله تعالى -من خارج جسد الإنسان- .. أصلا يعد تجسس الشيطان على قلب الإنسان بالمخالطة أمرا خطيرا .. لما في ذلك من كشف لنقاط ضعف الإنسان وأمراض نفسه وأهواءها .. فكيف بالتجسس على القلب من خارج الجسد !! أتوقع أن لهم عدة طرق لتنفيذ هذا السحر .. السؤال هو .. هل هذه القدرة متاحة لكل الشياطين أم أن الشيطان الذي حضر على ابن صياد كان ذو حيثية معيّنة ؟
هل يمكن أن نستنتج أنه شيطان قوي بدليل ما فعل .. وكذلك بدليل قدرته على إبصار عرش إبليس ؟ أي أنه استطاع الوصول إلى مكان قريب من العرش لكي يبصره ولابد أن هذا الأخير محاصر بتحصينات سحرية مضادة للتجسس .. مع ذلك أبصره .. فقد يكون شيطانا قويا أو أنه من المقربين من إبليس أو الإثنين معا
وجدير بالذكر أيضا أنه فعل فعلته والصبي لم يبلغ بعد .. وهذا يحيلنا على تساؤل .. لماذا تنتظر الشياطين بلوغ وسطائها لتعلمهم السحر ؟ هل لذلك علاقة ببدء التكليف ليستكثروا من قرائن الوسيط ويحتموا بها ؟ فهل فعلته هذه والصبي لم يبلغ بعد تُحسب على مقدار قوته ؟
تذكرنا هذه الجزئية بدعاء نبينا عليه الصلاة والسلام (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ ، في الدُّنيا والآخرةِ ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ ، في دِيني و دُنيايَ ، وأهلي ومالي ، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي ، و آمِنْ رَوعاتِي ، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فَوقِي ، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي)[1]
كأن للإختبارين نفس النتيجة .. الأولى في حالة الحضور الكلي الخارجي يكون جسد الإنسي داخل جسد الجني فيتأثر الجني .. لكن لماذا ينزعج الجني في الثانية إذا كان جسده داخل جسد الإنسي ؟
_____________
[1] الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 659 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
ما حدث مع النبي صلي الله عليه وسلم كان حيلة منه لكشف بن صياد .. والشيطان يمكنه معرفة ما يحدث الإنسان به في قلبه من خارج أو من داخل جسم الإنسان .. لكن محال أن يعرف الشيطان ما يحدث الإنسان به نفسه فهذا لا يعلمه إلا الله عز وجل لقوله: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِیدِ﴾ [ق ١٦] .. بعض المحللين ذهبوا إلى القول بأن مسترقي السمع أبلغوا بن صياد وهذا مستبعد تماما لأن استراق السمع انقطع زمن النبوة وهذا بنص كتاب الله قال تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ فَوَجَدۡنَـٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ۝8 وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡـَٔانَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابًا رَّصَدًا ۝9 وَأَنَّا لَا نَدۡرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدًا ۝10﴾ [الجن 8-10]

لذلك صرح النبي صلى الله عليه وسلم بما خبأه في نفسه الشريفة .. إما تكلم سرا بها على لسانه الشريف فسمعه الشيطان ولم يسمعه من حوله من البشر .. وإما فكر بها في قلبه فخرجت عن نفسه إلى القلب .. فعرف الشيطان ما يضمره في قلبه .. لكن منعه مانع من الله عز وجل فلم يتمكن من إبلاغ بن صياد بكامل الكلمة .. لا ندري إن قتل الشيطان أم صفد هذا علمه عند الله عز وجل

وسوف نعلم من الجزء الذي لم ينشر بعد من الدراسة وهو زبدة البحث [حيث لم أنتهي من كتابته بعد] كيفية تواصل الجن مع القلب كيميائيا وفيزيقيا بنفس الطريقة التي يتواصل مع الدماغ [وهذا سنثبته بنتائج أبحاث ودراسات علمية موثقة] .. وبهذا يكون لهذه الدراسة السبق العلمي قبل أن يتوصل العلماء في المستقبل لطريقة حسية للتواصل مع قلب الإنسان وتبادل الأفكار معه على غرار ما توصلوا إليه من نقل الإشارات العصبية بين شخصين .. وهذا سيحدث ثورة في عالم الاتصالات فلن نكتفي بالاتصال عبر الهاتف سماعيا وبصريا فقط ولكن سنتمكن من التواصل فكريا عبر القلوب كذلك .. فلن نحتاج لشاشات هواتف ولا سماعات وستكون هواتفنا الذكية بدائية ومجرد ذكرى في ذمة التاريخ .. وأعتقد تمكن العلماء من التوصل لطريقة للتواصل مع الدماغ عن بعد لكن لا أعتقد تمكنوا من التوصل لطريقة للتواصل مع القلب عن بعد حتى الآن

المسألة ليست أمر خارق أو قوة فائقة لأحد الشياطين .. ولكنها قدرة جعلها الله عز وجل في الجن فيستطيعون سماع ما يدور في القلوب .. كما يستطيع الجن عموما سماع ورؤية أشياء عن بعد .. بدليل أن الوسوسة حوار فكري صامت يدور داخل القلب بين الشيطان والانسي .. إذن يمكن للجن تبادل حوار فكري صامت مع الإنسي سواء من داخل الجسد أم من خارجه وهذا نجده جميعا بغير استثناء فهو ثابت بالتجربة فهو من الشهادة ولا يحتاج دليل

إذن لاداعي للتهويل ووضع فرضيات حول الجن قبل دراسة الأمر بعمق .. المسألة ليست قوة وخوارق وإنما قدرات وخصائص خلق وضعها الله عز وجل في الجن ولكننا لم نهتم بدراستها فنحسبها بجهلنا خوارق وخصوصيات لبعض الجن

أما كلامي عن نتائج الاختبار فهو تعقيب على الأول وليس على الثاني .. ولكن حدث التصاق بين السطور وتم علاجها



رد مع اقتباس