عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-22-2014, 01:25 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,740
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام

من فضلك..وددت لو شرحت الفكرة أكثر..



من الأخطاء الشائعة التي عادة ما تقع فيها الكثير من الفتيات والنساء المقبلات على الزواج .. وخاصة حديثات العهد بالالتزام دينيا .. وهي بحثهن عن أفضل الرجال في كل شيء .. أفضلهم في العلم .. والدين .. والمال .. والجاه والسلطان .. والحسب والنسب .. فهي تبحث عن الرجل الكامل المكمل .. ولو أن الصحابة أحياء لطمعت نساء زماننا في الزواج منهم لافتقاد الرجولة مضمونا في الغالبية العظمى من ذكران زماننا المعاصر .. فلا هن باللاتي يلقن بالصحابة ولا هم بالذين يقبلون بالزواج بهن ... فعز أن ترقى امرأة إلى مستوى خديجة رضي الله عنها أو الصحابيات

فرغم أنهن مفلسات إلا أنهن يطمحن في الزواج من صحابي .. رغم أن حياة الصحابة كانت تقشفا وجهادا .. ولأنهن بعيدات كل البعد عن حياة كهذه فهن لا يرون في الصحابة إلا ما تتمناه المرأة من الرجل فقط .. لكن ما تحويه حياة الصحابي من جهاد ومشاق فهن عن هذا غافلات .. فلا يمكن لصحابي أن يطرأ ذهنه لمجرد التفكير في الزواج من واحدة من نساء زماننا ركنت إلى حياة الدعة والسيكنة والتنعم لأنها على هذا الحال ستنحدر بمن يتزوجها إلى الهاوية

المرأة في زماننا تريد رجل صحابي يعاملها بمعاملة الإسلام وأخلاقه .. على أن يوفر لها كل متطلبات العصر الحديثة .. وتتجنب حياة الصحابة من التقشف والمشاق .. فهي تريد رغد العيش في أحضان صحابي .. تريد شخصية صحابي ولا تريد حياته وطريقة معيشته .. وإن ابتلاها الله عز وجل بشيء مما كان عليه الصحابة فلن تطيق ولن تتحمل (إلا مكرهة ومضطرة لا عن طيب خاطر ورغبة) .. هذا على فرض وجود رجل في زماننا على شاكلة الصحابة بل أغلبهم اليوم أشباه رجال

في واقع الأمر؛ أن السبب في وجود هذه المشكلة لدى النساء في زماننا هو الإعلام الفاسد .. والذي رسخ لدى الفتيات صورة الفتى الكامل أو السوبرمان .. الشاب الذكي .. وسيم الملامح .. قوي الشخصية .. الثري .. المثقف .. مفتول العضلات .. رجل المهام الصعبة .. الرجل الذي تتهافت عليه النساء .. هذه هي الصورة التجارية التي يقدمها كلا من السينما والإعلام .. الحقيقة أن رجال صناعة السينما والمنتجين يريدون زيادة أرباجهم وسداد مديونياتهم للمصارف بضمان نجاح الفيلم .. ولن ينجح الفيلم بغير إقبال المشاهدين عليه .. لذلك لابد من تلميع نجوم الفيلم وإظهارهم في المشاهد بصورة مثالية .. فالسينما تروج للدجل بعينه وإلا لن يكسب المنتج ولن يتقاضى فريق العمل أتعابهم وكذلك لن تقرضهم المصارف أي أموال نظير ضمان مكاسب الشباك .. لدرجة أن المصارف والبنوك صارت تستثمر أرصدتها في الإنتاج السينمائي .. بحيث يستثمرون أموال المودعين في إنتاج الأفلام الضخمة والتي تتكلف المليارات

مما لا شك فيه أن السينما تنحت وتشكل فكر المجتمعات .. فإذا كانت المرأة تربت على هذا التوجيه الإعلامي وأثر في تكوين شخصيتها وتفكيرها نحو الرجل .. فحتما من أسلمت عقلها برضاها ليغتصب ليل نهار أمام شاشات التلفاز فبكل تأكيد لن تحمل إلا بفكر فاسد .. ولن تلد إلا فكرا مشوها .. فلن يخرج من رحم عقلها إلا معتقدات لقيطة لا أصل لها ولا دين .. فهي جاهلة تشاهد ولا تعي ما يتسرب إلى عقلها من مضامين ومكر وحيل شيطانية لا قبل لها بها ولا تدري عنها شيئا .. ربما أن شبكة العلومات فتحت اليوم أذهان الناس بعض الشيء نتيجة ما يبثه الكتاب من موضوعات تكشف هذه الحيل .. لكنهم في الحقيقة لا يعرضون إلا بعضا منها فقط مما تمكنوا من التوصل إليه

بينما يقدمون للشباب الممثلات الفاتنات الممشوقات .. وحتى من تقوم بدور الفتاة المتدينة تكون باهرة الحسن والجمال .. والحقيقة أنهن في الواقع لمن يراهن بدون التبرج والزينة الإعلامية يجدهن مقززات منفرات .. وشخصياتهن تافهة ووضعهن النفسي مختل .. وهذا نكتشفه حتى من اللقاءات الإعلامية معهن فضلا عن اللقاءات الشخصية .. لذلك فالممثلين عادة ما يتهربون من اللقاءات الجماهيرية تجنبا لكشف عيوبهم التي يسترها المكياج والسيناريوهات والكلام المنمق في الأفلام .. وهذا أمر معروف لمن تعامل مع هذه الطائفة من المجتمع

فكثير من الفتيات تمني نفسها بزوج على غرار تلك المقاييس والمعايير الخرافية التي لا وجود لها في الواقع .. فلا يوجد إنسان كامل .. وحتى من يكون كما تتمناه فستكتشف بعد الزواج شخصيته الحقيقية كإنسان ناقص .. وهذا الجسد الفتي العفي سيتحول إلى بطن منتفخ وجسد مترهل وسريعا ما يعلوه المشيب والصلع .. وحتى في العلاقة الحميمية ستجده مقززا في إسلوبه ضعيفا في قوته فاشلا في التعامل معها فتضطر تحت وطأة الظروف الاجتماعية ومخاطر الطلاق أن ترضخ لهذا الوضع أو تنحرف في علاقة سرية مشينة تنفس بهاع ن طاقتها المكبوتة التي أخفق رجل أحلامها في تحريكها

يجب على الفتاة أن تقنع بنسبة مقبولة من المواصفات الحسنة وعلى رأسها الدين .. وفي المقابل عليها أن تتقبل النقص والعيوب وترضى بها .. بشرط أن تكون تلك العيوب في حدود ما يمكنها تحمله فلا تشكل عيوبه خطرا على حياتها .. وأن لا تكون تلك العيوب ضد ثوابت أو تخل بامن واستقرار الأسرة فهنا يجب وضع حد لعقد الزواج المبرم بينهما .. والذي يلزمها كزوجة بواجبات لا يستحقها الزوج في مقابل أنه أخل بالعقد الشرعي الذي يشترط فيه أن يحسن معاملتها بكتاب الله والسنة .. حتى أخطاء الزوج الشخصية لم تعد حكرا عليه وإنما تمتد لأسرته التي تتضرر نفسيا واجتماعيا وتربويا جراء فساد رب الأسرة وخروجه عن حدود الإلتزام بمتطلبات أسرته الواجب عليه الإلتزام بها أمام أفرادها .. فطريقة معاملة الأب لزوجته هي جزء من تربية الأولاد .. فإن أحسن الأب معاملة الأم وأحسنت الأم معاملة الأب كانا قدوة لأولادها فيتأسون بهما في حياتهم لأنهما يمثلان للأولاد المثل الأعلى

أما أن تمني المرأة نفسها بمواصفات عالية جدا فسيضيع عمرها هباءا منثورا ولن تجد ضالتها المنشودة أبدا .. وإن تزوجت من يخيل لها أنه كذلك فسوف تصدم بالواقع ولن ينفعها الندم حينها .. لذلك فالفتاة في زماننا أمام خياران فإما أن تخفض سقف مواصفات الزوج المطلوب وفي المقابل تتحمل تبعات النقص لدى الزوج .. أو أن ترفض الزواج نهائيا ولا تقحم نفسها في مغامرة غير مأمونة العواقب قد تهدد حياتها واستقرارها .. وهذا من أسباب تأخر سن الزواج لدى الكثير من فتيات جيلنا حتى تخطت أعمارهن سن اليأس وانقطاع آخر أمل في إنجاب ذرية تنعم بها .. ولنا أن ندرك مدى العذاب والألم النفسي والقلق والاضطراب الذي تلاقيه الفتيات المقبلات على سن اليأس خشية أن يفوتها أخر أمل في أن تعانق في حضنها طفلا صغيرا وتعيش مشاعر الأمم التي تتوق إليها .. بينما أخريات اقتحمن غمار الحيات الزوجية وخسرن الكثير والكثير من أمنهن واستقرارهن وسعادتهن مع زوج كن يمنين أنفسهم معه بآمال لم يتحقق منها شيء فترضى بالأولاد والذرية ودور الأم في مقابل التنازل عن زوج غير جدير بالاحترام

يمكن للفتاة الزواج من رجل صالح .. بل هذا هو الواجب .. لكن لا تضعي شرطا أن يكون الزوج المختار هو أصلح الناس .. ولا تتطلعي إلى عالم مشهور يعجبك فيه ظاهره .. أما باطنه وحقيقته فأنت أجهل الناس بها .. ولن تكتشفها المرأة إلا بعد الزواج .. فاقنعي بالقليل من مواصفات الصلاح التي ليس من بينها التنازل عن الثوابت في العقيدة والأخلاق .. ليس شرطا أن يكون صواما فقد يكون في المقابل قواما .. أو متصدقا يسارع في الخيرات .. أو مجاهدا نذر نفسه لتحمل أمانة الأمة .. أو داعية يعلم الناس دينهم

لا يوجد رجل يمكن أن يكون صواما قواما متصدقا عالما فقيها داعية مجاهدا .. مستحيل هذا أن يتحقق على أرض الواقع لأنه فوق طاقة البشر .. بمعنى هناك من صحته تعينه على القيام والصيام لكنه فقير عاجز عن التصدق .. أو ثري ولكن صحته لا تعينه على الصيام والقيام .. أو مجاهدا بحاجة إلى قوة جسده وعافيته ليستعين بها على تحمل الصعاب وكثرة الصيام تضعف بنيته .. أو داعية ليل نهار منكب على تحصيل العلم مما يقلل من فرصته على كسب المزيد من المال

لذلك فمن حكمته تبارك وتعالى أن نوع أصناف العبادات منها الثوابت وفرائض الأعيان ومنها النوافل يأتي منها المسلم ما استطاع كل بحسب قدرته .. إذن فمن فائدة تنوع العبادات أنها توافق اختلاف قدرات الناس واستطاعاتهم .. أضف إلى هذا أن الأنفس تمل ومن الطبيعي أن يمل الإنسان من الالتزام بصنف واحد من العبادة فقط .. لكن من مل عبادة آنست نفسه عبادة أخرى وسرى بها عن نفسه .. فتقصير المسلم في النوافل ليس هو العيب الذي يؤاخذ عليه إنما تركه شيئا من الثوابت هو ما يقصيه ويبعده .. وهذا ما لا يصح التنازل عنه في الزوج

ويجب على المرأة أن تقنع بالمتاح أمامها في زوجها مما تستمع به منه .. فمن أكبر الأخطاء سخط المرأة على زوجها وعدم قناعتها بما قسمه الله عز وجل لها منه .. فتقع في المقارنة بين زوجها وبين فتى الشاشة أو الممثل الفلاني أو السوبر مان الذي تقدمه السينما .. فمن أخطر أسباب خراب الأسر اليوم المقارنة بين ما قسمه الله عز ولنا وبين تطلعاتنا وأوهام في رؤوسنا لا وجود لها على أرض الواقع .. فالتطلعات تؤدي إلى المقارنة والمقارنة لن تكون لصالح أي طرف فتؤدي إلى السخط على قدر الله تعالى وما قسمه لنا من رزق



رد مع اقتباس