#3
|
|||||||
|
|||||||
![]() اقتباس:
كلامك صحيح فالصفة تذكر لبيان صفة من صفات الموصوف .. والصفة تتبع الموصوف في إعرابه بالفتح أو الضم أو الجر أما إن كانت (المرأة) معرفة فهي حال .. والحال: وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل .. وصاحب الحال: هو ما كانت الحال وصفا له في المعنى وجاءت الحال في الآية لتبين هيئة المفعول به (المرأة) والحال يلزم حالة واحدة من حيث التنكير بينما صاحبه يكون معرفة مثل: (جاءت المرأة ساعية) ============ صاحب الحال قد يأتي نكرة إذا توفرت فيه المسوغات الآتية : 1 ـ أن تتقدم الحال على صاحبها وهو نكرة محضة ، نحو : حدثني متلعثما طالب . وجاءني مسرعا رسول . 68 ـ ومنه قول الشاعر : لمية موحشا طلل يلوح كأنه خِلل 69 ـ ومنه قول الآخر : وبالجسم منــِّى بيِّنا لو علمته شحوب وأن تستشهدي العين تشهد " موحشا " حال تقدمت على صاحبها " طلل " ، وهذا مسوغ تنكيره ، وكذلك " بينّا " فقد وقعت حالا متقدمة على صاحبها " شحوب " مما سوغ تنكيره . 2 ـ أن تكون النكرة عامة يتقدمها نفى أو نهى أو استفهام . نحو : ما في الحديقة من وردة إلا وهى متفتحة . ـــــــــــ 1 ـ 87 النمل . ونحو : ما في البستان من شجر مثمراً . 107 ـ ومنه قوله تعالى { وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }1 . ومثال النهى : لا يسلب طالب أخاه مستقوياً . ونحو : ولا يعتد جار على جاره عنوةً . 70 ـ ومنه قول الشاعر قطري بن الفجاءة : لا يركننْ أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفاً لحمام ومثال الاستفهام : هل حضر تلميذ باكياً ؟ 71 ـ ومنه قول الشاعر : يا صاح هل حُمَّ عيش باقياً فترى لنفسك العذر في إبعادها الأملا 3 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة مخصوصة بوصف أو بإضافة أو عمل . مثال الوصف : جاءني زائر عزيز مسلّماً . 108 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات : { ولما جاءهم كتابا من عند الله مصدَّقاً }2 . وقوله تعالى { فيها يُفرَق كل أمر حكيم أمراً من عندنا }3 . 72 ـ ومنه قول الشاعر : يا ربِّ نجيت نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا ومثال الإضافة : مرني رجل فضل مستصرخاً . 109 ـ ومنه قوله تعالى { في أربعة أيام سواءً للسائلين }4 . ومثال العمل : أعجبت للاعبٍ كرةً مبتدئاً . " مبتدئا " حال صاحبها " لاعب " ، وهو نكرة مخصوصة بالعمل ، " كرة " مفعول به للاعب . ــــــــــــــــــ 1 ـ 4 الحجر . 2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 4 الدخان . 4 ـ 10 فصلت . 4 ـ أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، نحو : جاءني مستغيث وهو يصرخ ، 110 ـ ومنه قوله تعالى { أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها }1 . فوجود الواو في صدر الجملة يرفع توهم أن الجملة نعت للنكرة . 5 ـ أن يكون الوصف بالحال على خلاف الأصل ، كأن تكون الحال جامدة . نحو : هذا خاتمك حديداً . 6 ـ أن يشترك صاحب الحال النكرة مع صاحب حال معرفة . نحو : هذا رجل ومحمد منطلقين ، وهؤلاء قوم والشيخ قادمين. 7 ـ وقد يكون صاحب الحال نكرة من غير مسوغ ، وهو قليل، نحو : وعليه مائة بيضاً ، وفى الحديث : " صلى رسول الله قاعداً ، وصلى وراءه رجال قياماً . مرتبة الحال مع صاحبها : الأصل في الحال التأخير ، ولكنها قد تتقدم على صاحبها جوازا ، نحو : جاء راكبا محمد . وقد أجازوا اتفاقا تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر الزائد ، نحو : ما جاء راكبا من رجل . أما إذا كان حرف الجر غير زائد ، فقد أجاز البعض ومنع غيرهم ، واستدلوا على جوازه : 111 ـ بقوله تعالى { وما أرسلناك إلا كافة للناس }2 ، 73 ـ ومنه قول الشاعر : تسليت طراً عنكمُ بعد بينكم بذكراكم حتى كأنكم عندي ومنه قول الآخر : مشغوفةً بك قد شغفت وإنما حم الفراق فما إليك سبيل وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر ، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في قوله : أرسلناك ، والتاء في " كافة " للمبالغة ، وليست للتأنيث ، والله أعلم . ـــــــــــــــ 1 ـ 259 البقرة . 2 ـ 28 سبأ . الفصل العاشر - الحال
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(دَابَّةً), النمل, سورة, في, إعراب, كلمة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|