ولماذا ندرس شخصيات الصحابة ونحن لا نعلم يقينا الصادقَ منهم والكاذب؟

سنكون كمن يطبّب جرحا ما به ألم.. خاصة مع كثرة الزيف والتحريف واختلاط الحابل بالنابل..

حتى سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام غير واضحة المعالم لدينا قد تكون منقوصة..وقد تكون مبالغة كشق الصدر والعروج في السموات ورؤية أهل الجنة وأهل النار رغم أن موعد الحساب لم يحن ولا يعلم كيفه الا الله!!! ولا شيء واضح بيقين تام على الأقل بالنسبة لي إلّا أنه صاحب خلق عظيم..وأنه بشر مثلنا داعٍ الى الله باذنه مبشر برحمة الله ومنذر من عذابه.. أوحي اليه أن الله واحد لا شريك له وأن نستقيم اليه ونستغفره

هذا ما أوقن به تمام اليقين...والباقي تتلبّسه الشكوك وتتخبّطه ولا شفاء من هذا إلا باحياء الدين الحق نقيا طاهرا كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم

لاحظوا أن مشكلة الدين اليوم هي عبادة الهوى وشهوات الدنيا وعبادة السلف وما ينتج عنها من فسادعظيم ..هذا يعني أنهم ما قدروا الله حق قدره وما استجابوا للرسول حين دعاهم الى الله وحده دون اشراك

نعم أسأل الله أن يوفقنا في ذلك و يهدينا سبيل الحق ويهدي بنا

لا ..لم أقصد الصحابة..أقصد غالبية الناس اليوم يشركون مع الله أهواءهم وشهواتهم وأسلافهم والرسول قد دعانا أن لا نشرك بالله أحدا..بل كل الأنبياء عليهم السلام دعوا لذلك...لكن لا حياة لمن تنادي

الخوض في دراسة تحليلية لسيرة الصحابة ستؤدي بنا للدخول في الطعن في شخصيات محورية .. وهذا سيكشف ما نسج حول بعضهم من أساطير وأكاذيب ضخمت من حالهم وأعطتهم حجما أكبر من حجمهم الحقيقي

وكذلك من العسير الطعن في صحابي مجمع على عدالته فهذا سيدخلنا في صرع من الفكر السائد للأمة .. لأن تهمة النفاق ليس من السهل أن نرمي بها أحدا منهم

يعني غن عملنا مقارنة بين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب .. سنجد النصوص تطعن في عدالة وحكمة عمر .. بينما تزكي وترفع من قدر علي .. لكن الواقع يقول أن عمر نال فترة من ولاية المسلمين ليست بالقليلة مقارنة بمدة ولاية علي .. والناس بطبعها استهوائية لا تعمل عقولها .. فيرون أن عمر أفضل وأحكم ومقدم على علي .. لذلك الصورة المقدمة لما لنا هي النبي ووزيراه أبو بكر وعمر . بينما تم إقصاء علي تماما من الصورة وكأن دوره كان هامشيا في صحبته للنبي عليه الصلاة والسلام .. فهل بالفعل كان دور علي هامشي مقارنة بدور أبي بكر وعمر؟ على فرض صحة هذا فكيف يكون دوره هامشيا وقد زوجه النبي عليه الصلاة والسلام من ابنته فاطمة؟

التناقضات كثيرة .. والصورة مبهمة .. والحقيقة مؤلمة .. والمواجهة مع الفكر السائد ليست بالهينة .. فمن السهل أن نتهم بالتشيع .. أو بالناصبية .. رغم أن أقوال الشيعة والسنة محل نظر وفيها طعونات لا حصر لها