#11
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : للدعاء مواطن فاضلة كريمة جدير أن يستجاب للعبد فيها لشرفها وفضلها ، فمن تلك المواطن : جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات ، وعند النداء بالصلاة ، وعند التحام الصفوف في الجهاد ، وعند نزول المطر ، وفي حال السجود ، إلى غير ذلك من مواطن الإجابة . والداعي لا بد أن يتحلى بآداب الدعاء المستجاب حتى يستجيب الله له بإذنه سبحانه ، وكي يستجاب له فلابد من تحقيق شروط الاستجابة وانتفاء موانعها . قال ابن القيم رحمه الله : " والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعدا قويا ، والمانع مفقودا ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير . فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح ، أو الداعى لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء ، أو كان ثَمّ مانع من الإجابة لم يحصل الأثر " انتهى . "الجواب الكافي" (ص 8) وهذا شأن كافة الأذكار والأدعية والتعويذات الشرعية : لا بد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع ، وإلا لما رُدّ دعاء أحد ، قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " كثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره ؛ لعدم توافر الشروط , وعدم انتفاء الموانع , ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد " انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (8 /61) فإذا تحلى الداعي بآداب الدعاء ، وقصد مواطنه وأوقاته الفاضلة ، وابتعد عن عصيان الله ، واحتاط لنفسه من الوقوع في الشبهات والريب ، وأحسن الظن بالله : فإنه جدير أن يستجاب له بإذن الله . ثانيا : قبول الله تعالى لدعوة من دعاه ، وإجابته لما طلب ، على أنواع : إما تعجل له دعوته بخصوصها ، أو أن يصرف عنه من السوء بمثلها ، أو يدَّخر ذلك له أجراً وثواباً يوم القيامة . فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) . رواه أحمد ( 10749 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب ( 1633 ) . قال ابن عبد البر رحمه الله : " فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة " انتهى . "التمهيد" (10 /297) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " كل داع يستجاب له ، لكن تتنوع الإجابة : فتارة تقع بعين ما دعا به ، وتارة بعوضه ، وقد ورد في ذلك حديث صحيح " انتهى . "فتح الباري" (11 /95) وقال ابن حجر أيضا رحمه الله : فِي شَرْحِ حَدِيثِ : " يَنْزِل رَبُّنَا . . . " : " لاَ يُعْتَرَضُ عَلَى ذَلِكَ بِتَخَلُّفِهِ عَنْ بَعْضِ الدَّاعِينَ ؛ لأِنَّ سَبَبَ التَّخَلُّفِ وُقُوعُ الْخَلَل فِي شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِ الدُّعَاءِ كَالاِحْتِرَازِ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ أَوْ لاِسْتِعْجَال الدَّاعِي أَوْ بِأَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ تَحْصُل الإْجَابَةُ بِهِ . وَيَتَأَخَّرُ وُجُودُ الْمَطْلُوبِ لِمَصْلَحَةِ الْعَبْدِ أَوْ لأِمْرٍ يُرِيدُهُ اللَّهُ تَعَالَى " . انتهى من " فتح الباري" (3/31) . وما أحسن ما قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله ، بعد أن ذكر بعض أوقات الإجابة ، قال : " ينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة في وسط الليل وفي آخر الليل وفي أي ساعة من الليل , لكن الثلث الأخير وجوف الليل أحرى بالإجابة . مع سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيب الدعوة مع الإلحاح وتكرار الدعاء , فالإلحاح في ذلك وحسن الظن بالله وعدم اليأس من أعظم أسباب الإجابة , فعلى المرء أن يلح في الدعاء ويحسن الظن بالله عز وجل ويعلم أنه حكيم عليم ، قد يعجل الإجابة لحكمة ، وقد يؤخرها لحكمة ، وقد يعطي السائل خيرا مما سأل , كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ، وعليه أن يرجو من ربه الإجابة ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى مع الحذر من الكسب الحرام , والحرص على الكسب الطيب ; لأن الكسب الخبيث من أسباب حرمان الإجابة " انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (9 /353) المصدر : https://islamqa.info/ar/answers/1533...8A%D9%86%D9%87
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
من, الدّعاء, القدر؟, جسم, هل, إن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|