عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-12-2014, 05:27 AM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

علم الملكين هاروت وماروت والدجال
الكاتب: بهاء الدين شلبي.

إن صح الاجتهاد بأن هاروت وماروت من أنبياء الجن لقوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا) [الأنعام: 130] فالضمير في قوله (رُسُلٌ مِنْكُمْ) عائد على ما قبله وهم (مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) فهذا يلزم منه إرسال رسل من الجن إليهم كما أرسل الله للإنس رسلا منهم إليهم .. إلا أنه بخلق آدم عليه السلام صار ما يوحى إليه وإلى ورثته من الأنبياء ملزم للجن كذلك .. جنبا إلى جانب تشريعاتهم الخاصة .. فالجن دينهم الإسلام فمنهم المسلمون ومنهم الكافرون كما قالت الجن من قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا) [الجن: 14] .. فالجن مخاطبون بما خوطب به الإنس من وحي وكتاب بدليل أن من الجن من اتبعوا الكتاب الذي أنزل على موسى عليه السلام ثم اتبعوا القرآن الكريم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأحقاف: 29، 30]

لكن القول بانقطاع وحي الله إلى أنبياءه من الجن بخلق آدم عليه السلام محل نظر .. خاصة وأن من الجن معمرون ومنظرون طويلة أعمارهم ممدودة آجالهم إلى ما شاء الله تبارك وتعالى .. فطالما أن أعمار الجن مديدة فأتوقع وبدون أدنى شك أن كثيرا من أنبياء الجن ورسلهم عليهم السلام من المنظرين قد اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمنوا به ونصروه وأيدوه وإن لم يرد لنا نص صريح بذلك إلا أن الثابت أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث للناس عامة .. بينما الأنبياء قبله كانوا يبعثون إلى قومهم خاصة .. وكلمة الناس تشمل الإنس والجن ولا تخص أحدا منهما إلا بمخصص يقترن بالكلمة ليخرجها عن عمومها

أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (أُعطيتُ خمسًا ، لم يُعطَهنَّ أحدٌ قَبلي : نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا ، فأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ ، وأُحِلَّتْ لي المغانمُ ولم تَحِلَّ لأحدٍ قَبلي ، وأُعطيتُ الشفاعةَ ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً ، وبُعِثتُ إلى الناسِ عامةً).

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 335
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وعليه فأنبياء الجن كانوا يرسلون إليهم خاصة حتى جاء رسول الله ثلى الله عليه وسلم فصار لزاما عليهم اتباعه .. لأن عمرَ بنَ الخطابِ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكتابٍ أصابه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقرأه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: فغضب وقال: (أَمُتَهَوِّكون فيها يا ابنَ الخطابِ؟! والذي نفسي بيده لقد جئتُكم به بيضاءَ نقِيَّةً لا تسألوهم عن شيءٍ فيخبروكم بحقٍّ فتكذبوا به أو بباطلٍ فتُصدِّقوا به، والذي نفسي بيده لو أنَّ موسى كان حيًّا ما وَسِعَه إلا أن يَتَّبِعَني).

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/122
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم

فلو أن أنبياء الجن ورسلهم معمرون ومنظرون فمن كان حيا منهم ما وسعه إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهذا لا يسقط عن الجن تشريعاتهم وكتبهم التي أنزلت إليهم قياسا على أمر الله لأهل الكتاب بالاحتكام إلى كتبهم التي تلزمهم بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع ما أنزل عليه لقوله تعالى: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [المائدة: 47] .. وإلا لو أن كتب الأسبقين نسخت ما لزمنا الإيمان بها لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: 136] .. خاصة وأن للجن تشريعاتهم التي تتوافق وطبائعهم التي خلقهم الله تبارك وتعالى عليها وهذا يلزمهم باتباع كتبهم إلى جانب إيمانهم بالقرآن الكريم

إن الجن في حاجة دائمة إلى تجديد تشريعاتهم الخاصة بهم ولهذا فمن المستبعد انقطاع صلة السماء برسلهم المنظرين بشكل كامل .. هذا مع التزامهم بما أنزل على أنبياء البشر من وحي وكتب .. قد لا ينزل عليهم كتب بعد القرآن الكريم لأنه الكتاب الخاتم فلا كتاب بعده لكن من غير المستبعد نزول التوجيه الإلهي إليهم عبر رسلهم بحسب المستجدات والملمات .. فأنبايهم ومرسليهم لا تسقط عنهم هذه المنزلة ولا تنقطع صلة ربهم بهم بانتقال الوحي إلى آدم وذريته .. والشاهد على هذا أن للجن تشريعاتهم الخاصة بهم دون الإنس أنه قدمَ وفدُ الجنِّ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: (يا محمَّدُ! انهَ أمَّتَكَ أن يستنجوا بعظمٍ أو رَوثةٍ أو حممةٍ، فإنَّ اللَّهَ تعالى جعلَ لنا فيها رزقًا) قالَ : فنهى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلكَ

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 39
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فعلى سبيل المثال سنجد أن للجن أطعمتهم الخاصة بهم كالعظم والروث والحممة [الفحم] .. وهذا نموذج فريد لبعض أطعمتهم المغايرة لأطعمتنا كبشر كما في النص وبالتالي لهم أحكامهم الخاصة بهم فمنها ما أحله الله لعز وجل لهم ومنها ما حرمه عليهم .. فالجن لهم في الفحم رزقا .. ولكنهم لا يأكلون الفحم في حد ذاته وإنما يتغذون على ما يتصاعد من الفحم من دخان .. وهذا الدخان ما هو إلا البخور .. فإن ذكر اسم الله عليه كان حلالا أم إن لم يذكر اسم الله كان حراما عليهم .. وهذا قياسا على ذكر اسم الله على العظام فيقع في أيديهم أو فر ما يكون لحما

سألتُ علقمةَ : هل كان ابنُ مسعودٍ شهد مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ الجنِّ ؟ قال فقال علقمةُ : أنا سألتُ ابنَ مسعودٍ . فقلتُ : هل شهد أحدٌ منكم مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ الجنِّ ؟ قال : لا . ولكنا كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ . ففقدناه . فالتمسناه في الأوديةِ والشعابِ . فقلنا : استطير أو اغتيل . قال فبتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ . فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراءَ . قال فقلنا : يا رسولَ اللهِ ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ . فقال: (أتاني داعي الجنِّ . فذهبتُ معه . فقرأت عليهم القرآنَ) قال فانطلق بنا فأرانا آثارَهم وآثار نيرانَهم . وسألوه الزادَ . فقال: (لكم كل عظمٍ ذكر اسمُ اللهِ عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحمًا . وكلُّ بعرةٍ علفٌ لدوابِّكم). فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعامُ إخوانِكم) . وفي رواية : إلى قوله : وآثارِ نيرانهم . ولم يذكر ما بعده.

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 450
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فهذا الحديث شاهد قوي على وجود أحكام شرعية خاصة بالجن .. حيث دار بين النبي عليه الصلاة والسلام والجن حوارا استمر ليلة كما تبين .. وإن كنا لا نملك نص حواره طيلة لتلك الليلة إلا أن النص شاهد قوي على وجود أحكام خاصة بالجن نجهلها ولا بد وأن أنبياءهم ورسلهم قد علموهم هذا وأن النبي عليه الصلاة والسلام أكد على تلك التشرعيات .. بدليل أنهم طلبوا منه أن ينهى أمته عن الاستنجاء فقالوا: (يا محمَّدُ! انهَ أمَّتَكَ أن يستنجوا بعظمٍ أو رَوثةٍ أو حممةٍ، فإنَّ اللَّهَ تعالى جعلَ لنا فيها رزقًا) مما دل على أن البي عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم مسبقا شيئا عن تلك الأطعمة من أطعمة الجن حتى أخبروه هم بهذا .. وهذا يؤكد وجود أحكام شرعية مسبقة نزلت عليهم بخصوصها والنبي عليه الصلاة والسلام أقر أحكامهم المسبقة

كما لفت انتباهي في هذا النص طريقة مخاطبة الجن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد آمنوا به واتبعوه فيقولون: (يا محمد!) لم يخاطب أحد من الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الصياغة إلا جبريل عليه السلام وهو رسول رسول الله من رب العالمين عن أنس ، قال : أتى جبريل محمدا صلوات الله عليه وسلم فقال : " يا محمد , ائت خديجة , فقل لها إن ربك يقرئك السلام ، وأقرئها يا محمد مني السلام ) فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : ( يا خديجة ! إن جبريل أتاني ، فقال : يا محمد , ائت خديجة ، فأخبرها أن ربها يقرئها السلام ، وأقرئها مني السلام " ، فقالت: الله السلام ، ومن الله السلام ، وعلى جبريل السلام .

فيجوز للرسل مخاطبة بعضهم بعضا بأسماءهم وألقابهم بدون لفظ (يا رسول الله) (يا نبي الله) كأن يخاطب موسى هارون وكلاهما رسول رب العالمين فيقول (يَا هَارُونُ) من قوله تعالى: (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) [طه: 92، 93] وخاطب هارون موسى عليه السلام بقوله (ابْنَ أُمَّ) من قوله تعالى: (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأعراف: 150] وهذا لا يجوز في حق غيرهم من البشر لقوله تعالى: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) [النور: 63] .. وبناءا على فمن المستبعد تماما أن من خاطبوا رسول الله صلى الله عليه وسلوم فقالوا له: (يا محمد انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا). من الجن المتبعين وإنما كانوا من الجن المرسلين من ربهم عليهم الصلاة والسلام .. فلا يجوز لغير المرسلين مخاطبة بعضهم بعضا كمخاطبة سائر الناس.. ولهذا يستنبط من الحديث أن من كانوا يخاطبون رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من أنبياء الجن ومرسليهم عليهم الصلاة والسلام .. وأنهم أتوا لاتباعه .. أي أنهم منظرون ومعمرون إلى ما شاء الله تعالى

وهذه التشريعات الخاصة بالجن سارية فيهم لا تغيرها التشريعات التي أنزلت على البشر فيما بعد خلق آدم عليه السلام .. وكذلك لا تناقض تشريعاتهم التشريعات التي أنزلت على البشر حيث صار الجن متبعون للأنبياء من الإنس لأنه من المسلملت أن شرع الله لا يناقض بعضه بعضا طالما أن مصدر الوحي واحد .. فالجن مخاطبون بتشريعات خاصة بهم تحكمهم وتنظم تعاملاتهم ومعيشتهم وفق خصائصهم كعالم مستقل عن البشر

وبناءا على ما تقدم؛ فكما أن الله عز وجل أنزل على البشر علوما ومعارف تتناسب وطبيعتهم كإنس .. فكذلك اختص الله تبارك وتعالى الجن بعلوم خاصة بهم تتفق وخصائص قدراتهم فيستطيعون من خلال تلك العلوم الارتقاء بخصائص قدراتهم وتطويرها فيأتون بعجائب الأمور مما يعجز عنها اقرانهم من بني الجن .. وبذلك يمتلك من يتحصل على تلك العلوم قدرات تتفوق ليس على قدرات البشر فحسب وإنما تفوق قدرات الجن التي خلقوا عليها .. فكلما ازداد علم الجني ارتقى في القوة وتعالى على أقرانه من بني جنسه .. لذلك قال عز وجل لإبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) [ص: 75] .. إذن فالجن يعلو بعضهم على بعض بالعلم والقوة وهذا أمر بديهي

ولكن قد يفتن الجني بفرط قوته تلك فيتعالى ويتكبر ويفسد قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) [البقرة: 30] فهذه الآية تدل على أن الجن تعلم بوجود خلق كانوا قبل آدم عليه السلام أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء وإلا ما تيقنوا من إفساد من استخلفه الله من بعدهم بناءا على إفساد من سبقوه في عمران الآرض .. وبدون شك فالجن كانوا قبل آدم عليه السلام وإن لم تذكر الآية هذا صراحة .. وعدم التصريح في الآية بذكر الجن يسمح باحتمال أن يكون هناك خلق كانوا قبل البشر أفناهم الله عز وجل كما سوف يفنينا جميعا .. ثم خلق آدم عليه السلام ليخلفهم في الأرض ويعمرها .. ومما يجعلني أضع هذا الاحتمال وأرجحه أن الجن لم يعمروا الأرض فقط بل يعمرون الكواكب والمجرات التي تحيط بالأرض فلا يصح أن نحسبها خاوية من الخلق لقوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29] فقوله (دَابَّةٍ) لفظ يشمل العاقل وغير العاقل ولا يصح مطلقا حصره على غير العاقل إلا بقرينة تخصص اللفظ وتحصره في العاقل أو غير العاقل .. فلا نظن أن هذا الكون الفسيح المترامي الأطراف لم يخلق إلا ليعمره البشر في مجرد كويكب صغير جدا وهو الأرض .. لذلك فتخصيص الأرض بالإفساد فيها وسفك الدماء مع عدم ذكر الجن ينفي تخصيصهم وحدهم بالإفساد وسفك الدماء .. مما يضع احتمال قائم بوجود خلق آخر خلاف الجن عمروا الأرض قبل خلق آدم عليه السلام

فالإفساد في الأرض مقترن بكل متعالي في العلم والقوة .. كما تعالى فرعون من قبل وادعى الإلوهية (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 4] .. فلقد قرن الله تبارك وتعالى بين تعالي فرعون (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ) وبين سفك الدماء والقتل (يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ) وبين الإفساد في الأرض (إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) .. وقال تعالى: (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) [يونس: 83] فقد تكرر تعالي فرعون مرتين في كتاب الله تعالى فادعى الإلوهية كما قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [القصص: 38] كما ادعى الربوبية من قبل كما قال تعالى: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات: 24]

وإذا بحثنا عن السبب والدافع الذي جعل فرعون يفتن في نفسه إلى هذا الحد سنجد أنه ساحر وجند السحرة في خدمته بل وسخرهم له تسخيرا ليسحروا له بغير أجر .. أي أن فرعون تعلم السحر وبلغ درجة عالية في العلم لم يبلغها أحد في عصره وزمانه .. لذلك كانت الآيات مع موسى عليه السلام موجهة من باب أولى إلى فرعون خاصة وليس إلى ملئه عامة لقوله تعالى: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) [طه: 24] [النازعات: 17] .. ولقوله تعالى: (وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) [الذاريات: 38] .. ولقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) [هود: 96، 97]

بل لم يكن فرعون إلا كبير أكابر السحرة في زمانه وهما هامان وقارون ولذلك أرسل الله إليهم موسى خاصة وللسحرة عامة فقال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) [غافر: 23، 24] .. ولهذا تسلط ثلاثتهم فرعون وهامان وقارون على أتباع موسى عليه السلام كما قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) [غافر: 25] .. وهؤلاء الثلاثة كانوا أكابر السحرة في زمانهم وهم خلاف علماء السحرة الذين أخضعوهم وسخروهم لخدمتهم (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) [الشعراء: 36، 37] (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الأعراف: 111؛ 113] والدليل على أن السحرة كانوا مسخرين لفرعون يعملون بغير أجر قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الشعراء: 41، 42] فسألوه الأجر إن كانوا هم الغالبين مما يؤكد على أن هذا كان خروجا عن عادتهم من العمل له بغير أجر

ولم يكن فرعون وهامان وقارون وحدهم من فتنوا بني إسرائيل وتسلطوا عليهم .. وإنما كان هناك ساحر رابع ظهر في قصة بني إسرئيل بعد العبور وهو السامري قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) [طه: 85] .. والدليل أن السامري كان ساحرا أنه ذو كشف بصري فكان يبصر ما لا يبصره الآخرون فقال تعالى: (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) [طه: 96] فقال (بَصُرْتُ) ولم يقل (رأيت) وشتان ما بين الرؤية والإبصار.. فالرؤية تتم بواسطة العين أما الابصار فيتم من خلال المخ .. فالرؤية تحتاج إلى الضوء وآلة العين أما الإبصار فلا يزم له ضوء ولا عين .. فيمكن للنائم أن يبصر في منامه ما لا يبصره مستيقظا .. كما يمكن للمستيقظ أن يبصر ما لا يبصره غيره كحال السحرة والمصابين بالمس والسحر فيما عدا الأنبياء والمرسلين فيبصرون الملائكة دون غيرهم .. ومن المستبعد أن يكون الدجال رسولا من ربه وهو كافر فتان للناس .. فلا يمكن أن يكون إلا ساحر

لكن هامان وقارون والسامري لم يدعوا ما ادعاه فرعون لنفسه من الألوهية والربوبية .. وإنما نسب السامري الألوهية للعجل (فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي * قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ) [طه: 97؛ 99] .. فأعد السامري عجلا حقيقيا وهيأه لبني إسرائيل وهذا هو مضمون الإخراج من قوله تعالى: (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ) فقوله (عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ) دل على أنه عجل حقيقي وليس تمثالا كما زعم أهل الكتاب في محرفاتهم .. فلو كان العجل تمثالا من ذهب لما قال تعالى: (وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) [طه: 97] ولقال لنصهرنه لأن المعان تصهر إذا قربت للنار .. ولكنه قال (لَنُحَرِّقَنَّهُ) مخالفا ما ادعاه أهل الكتاب من تحريف وكذب وتضليل

فكانت عاقبة فرعون وهامان أن أغرقهم الله تعالى في اليم لقوله: (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 136] .. وأما قارون فكانت عاقبته أن خسف به وبداره الأرض لقوله تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ) [القصص: 81] .. أما السامري فتم إرجاء عاقبته لقوله تعالى: (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ) [طه: 97]

لكننا نجد توافقا بين فرعون والدجال في ادعاء الإلوهية والعلو في الأرض وبين ممارسة السحر .. وإن كانت السور القرآنية مع استفاضتها في سرد تفاصيل قصة موسى عليه السلام وفرعون إلا أنها لم تطرق إلى ذكر تفاصيل مباشرة فرعون للسحر .. ولكن من البديهي أن تسخير فرعون للسحرة في خدمته يستحيل أن يتم ما لم يمتلك فرعون سحرا أقوى من أسحارهم جميعا بحيث يحكم قبضته عليهم به .. وإلا فما أسهل أن يسقط السحرة حكم فرعون وملكه بسحرهم خاصة وأنهم كانوا أعلم سحرة زمانهم لقوله تعالى: (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ * فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) [الشعراء: 36؛ 38] .. وقد بلغ تسخير السحرة حد الإكراه قال تعالى: (إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [طه: 73]

وهذا يؤكد على أن فرعون لم يصل إلى ملك مصر من قوله تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) [الزخرف: 51] ولم يتمكن من العلو في الأرض لقوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ) [القصص: 4] ولقوله تعالى: (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) [يونس: 83] إلا بعلم في السحر يفوق علم سحرته وخدامه لذلك لما غلب السحرة سجدوا لله تبارك وتعالى لأنهم علموا يقينا حينها بوجود قوة إله أكبر من قوة سحر فرعون ولو قدر فرعون على مواجهة هذهالقوة العظيمة بسحرة لما استعان بهم على موسى عليه السلام فاشترطوا عليه الأجر إن كانوا هم الغالبين .. ولما رأوا أن ما مع موسى كانت آيات من الله تعالى وليست سحرا خروا لله سجدا

والراجح لدي أن السحرة الأربعة [فرعون - هامان - قارون - السامري] ما بلغوا ما بلغوه من العلم في السحر وما امتلكوا قوتهم تلك إلا بحصولهم على مستويات متفاوتة من علوم السحر .. وأن سر قوة أسحارهم هو اقترانها بعلم هاروت وماروت مما سهل لهم الوصول إلى ما وصلوا إليه من مكانة رفيعة .. وهذا ما أكده قارون حين قيل له من قوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ) [القصص: 77] فأجاب في قوله تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص: 78] .. فلم ينفي الله تعالى ما ذكره قارون من حصوله على هذا المال بعلم أوتيه .. ولكن عقب تبارك وتعالى قائلا: (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص: 78] .. فنفهم من هذا أن هناك سحرة أشد من قارون قوة وأكثر جمعا للمال .. وإن كان قارون قد حصل ماله هذا بعلم أوتيه فهناك من حصلوا علما أوسع من علمه في السحر .. وعلى هذا فليس كل من تعلموا علم هاروت وماروت متساوون في مستوى السحر وقوته .. ولكننا نرى أن أعظم السحرة قوة هو المسيح الدجال حين خروجه في آخر الزمان .. وهذا يحتاج إلى نظير للدجال يتصدى له لا يمتلك الآيات من الله عز وجل فقط .. حقيقة أن الآيات الربانية تتصدى للسحر ولكن بشكل مؤقت كما حدث مع موسى عليه السلام وسحرة فرعون وصارت قصتهم تتوارثها الأجيال فلم يتكرر هذا النموج إلا قليلا .. وإنما يجب على من سيتصدى للدجال أن يمتلك إلى جانب الآيات الربانية علما قويا يتصدى به لسحر الدجال فالعلم يهدمه علم مضاد له والعلم مستمر طيلة الزمان ينمو ويتطور ولا يقف عند حدود

(ينزل ابن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويرجع السلم ويتخذ السيوف مناجل ويذهب جمة كل ذات جمة . وينزل من السماء رزقها ، وتخرج من الأرض بركتها ، حتى يلعب الصبي بالثعبان ولا يضره ، وترعى الغنم والذئب ولا يضرها ، ويرعى الأسد والبقر ولا يضرها)

الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 1/169
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد قوي صالح

وإن كان متن الحديث محل نظر وخاصة مسألة نزول المسيح عيسى بن مريمعليهما السلام فأراه معتقد من الإسرائيليات قد سرب إلينا ويتعارض مع صريح النص القرآني ونصوص كثيرة من السنة ولكن هذا البحث ليس موضع نقاشه .. لكن الشاهد من النص قوله ( ... وينزل من السماء رزقها ، وتخرج من الأرض بركتها ، حتى يلعب الصبي بالثعبان ولا يضره ، وترعى الغنم والذئب ولا يضرها ، ويرعى الأسد والبقر ولا يضرها) وكأن النص يشير إلى حبس الأرزاق في السماء وانتزاع البركة من الأرض فيخرج الله عز وجل كل ذلك من بعد منع .. وإن كان الدجال بسحره يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت بإذن الله .. فكذلك بسحره يسلب الناس ذلك فيصبحوا ممحلين

(... قالَ: فيأتي القومَ فيدعوهُم فيستَجيبونَ لَهُ، ويؤمنونَ بِهِ، فيأمرُ السَّماءَ أن تُمْطِرَ فتُمْطِرَ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتَ، وتَروحُ عليهم سارحتُهُم أطولَ ما كانت ذُرًى، وأسبغَهُ ضروعًا، وأمدَّهُ خواصرَ، ثمَّ يأتي القومَ فيدعوهم فيردُّونَ علَيهِ قولَهُ، فينصرِفُ عنهم فيُصبحونَ مُمحِلينَ، ما بأيديهم شيءٌ، ... )

الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7875
خلاصة حكم المحدث: صحيح

يـتـبـع



رد مع اقتباس