بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
منتـدى آخـر الزمـان  

العودة   منتـدى آخـر الزمـان > منتدى مقارنة الأديان > الحوارات والمناظرات الدينية > الرد على الشبهات

الرد على الشبهات
الرد على الشبهات وتصحيح المفاهيم والمعتقدات

               
 
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-16-2014, 09:42 PM
مشرفة سابقة قسم الأسرة والمجتمع
 Saudi Arabia
 Female
 
تاريخ التسجيل: 21-12-2013
الدولة: المدينة
المشاركات: 288
معدل تقييم المستوى: 11
أسماء الغامدي is on a distinguished road
افتراضي التمني المحمود والمذموم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*******************


مما فهمته من موضوع الحسد الذي طُرح في الرابط :

أمراض القلوب ... وعلاجها ...

أن تمني ما عند الغير وحتى إن لم أتمنى زواله منهم ليس من الغبطة المحمودة وإنما من الحسد..

لأني بهذا وقعت في عدم الرضى بما قدره الله لي .. فصرت أنظر وأتمنى ما ليس لي .. وهذا من حب الذات الذي يوقعنا في الحسد دون أن ندرك ..

المفترض نثق بالله وما كتبه لنا وما قدره لنا ونعلم أنه الخير ولو كان حصول مانتمناه خيرا لنا لن نُحرم منه إلا بذنوبنا.

الذي فهمته.. أن تمني ماليس لي يقدح في الرضى بقدر الله لي .. وكأني لا أثق بأن ما قدره الله هو الخير فأطلب مزيدا من الخير!!

.. وفعلا .. نحن نظن أن ما نتمناه أو نريد تحقيقه أو الحصول عليه ... سيكون سببا في الخير .. مستحيل نتمنى شيئا ونحن نعتقد أنه ربما يكون شرا لنا مستقبلا في ديننا أو دنيانا .. فندعو لحصوله ..

فهل المفترض (مادمنا لا نعلم ) أن لا ندعو به أو لا نتمناه؟؟





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-16-2014, 10:15 PM
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فضل الله تبارك وتعالى الناس بعضهم على بعض .. حتى الرسل فضلهم بعضهم على بعض قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253]

وقد نهانا ربنا تبارك وتعالى أن نتمنى ما فضل به بعضنا .. وأمرنا أن نسأله من عموم فضله .. قال تعالى: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) [النساء: 32]

كمثال: علمنا أن الله تبارك وتعالى سيرسل امرأة دابة ويؤتيها من فضله العظيم .. ولأنها مجهولة الهوية حتى الآن فسوف تتمنى كل امرأة أن تكون هي الدآبة .. وتجلس تتمنى وتدعو الله (يارب أكون أنا الدابة) .. حتى إذا خرجت الدابة وثبت أنها امرأة أخرى خلاف من تدعو بهذا الدعاء فسوف تصاب بالحقد والغل على الدابة فتكتم كراهيتها لها وتظهر الحب والود .. كل هذا لأنها لم توفق أن يكون لها ما تمنت .. رغم أن ما تمنته خير وليس شرا .. تمنت أن تكون امرأة صالحة

أو خرقاء تنتظر ظهور المهدي مثلا (بحسب الفهم الباطل أو الخليفة الراشد وهو الأصح) ليتزوجها ويأخذها على حصانه الأبيض ويحلق بها بين السحاب .. أو تبحث لها عن أفضل الرجال علما ودينا فتفوت على نفسها فرصة الزواج أو تعطل زواجها المقدر بسبب سفاهة عقلها .. وما أكثر من هن بهذه العقلية السقيمة والنفسية المختلة في زماننا .. وهذا مما رسخه الإعلام الفاسد في عقول الكثيرين .. فظهر جيل لا سقف لحدود طموحاته وربما إمكانياته لا تؤهله ليستحق ما يصبو إليه .. فجيب أن تتناسب طموحات الإنسان مع قدراته وإمكانيته

صحيح أن الزواج خير وليس شرا .. لكن أمثال أصحاب تلك العقليات تمني نفسها بأمر دنيوي يفوق قدراتهم وإمكانياتهم .. لأنهم لا يرون النقص والعيب فيهم .. فدائما ما يرون أنهم أفضل حالا مقارنة بحال غيرهم من الفاسدين ولا يقارنون حالهم بحال الصالحين .. فيرون أنهم أفضل السيئين ويهملوا أنهم أسوأ الصالحين

ومثل هذه تتمني وتحلم لمجرد أن تؤثر نفسها بالخير دون سائر النساء (فهي تراهن فاسدات وهذا واقع متفشي) لكونها ترى نفسها أفضل منهن وخيرا منهن وأصلح النساء .. وأنها أهل للزواج من مثل هذا الرجل الذي سيقضي حياته في جهاد ونصب مقبلا على الآخرة معرضا عن الدنيا .. بينما هي تحلم بالدنيا مقبلة عليها تتمنى وتتخيل في حين أنها جاهلة مقصرة وقلبها عامر بالمفاسد وهذا من سفاهة العقل ولقلة الدين والجهل به .. بينما هي لا تدرك ولا تريد أن تعترف بأنها أسوأ وافسد الصالحين وربما خالط قلبها النفاق وهي لا تدري عن ذلك .. فلكي يقدر الله عز وجل لإنسان فضلا ما يجب أن يبتليه ويمتحنه ويحصه ويعده بحلول المصائب والمحن به حتى يؤهله لهذا الفضل ولن تتحمل امرأة مهما ادعت أنها قادرة على تحمل مثل تلك المشاق إلا بتوفيق الله تعالى

فضل الله عز وجل هبة منه يمنحها من يشاء وليس أمرا مكتسب نحصله بالاجتهاد .. فشخص لديه موهبة ما من المواهب هذه قدرة يضعها الله فيه وليست مكتسبة لكن قد ينميها بالدراسة والتجربة والخبرة .. فمهما حاول إنسان يفتقد هذه الموهبة فلن يصل إليها باجتهاده .. شخص آخر ثري ثراء فاحش .. مهما حاول شخص فقير أن يصل إلى ما وصل إليه هذا الثري فلن يصل لأن الله وهبه علم يستطيع به الحصول على كل هذا المال والآخر حرم من هذه الهبة

كلنا نجتهد لكسب المال لكن ليس كلنا يمتلك هبة من الله يكتسب بها هذا المال كالعلم أو رأس مال أو تجارة .. قال تعالى: (فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 49] مثل قارون أتاه الله المال بعلم عنده .. فتمنى الناس مثل ما أوتي قارون .. رغم أنهم لم يتمنوا أن تزول النعمة عنه وإلا كان حسدا ونقمة عليه .. إلا أن من آتاهم الله العلم وبخوهم على فعلهم هذا وهو ما أثبته الله عز وجل في كتابه العظيم

(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) [القصص: 78؛ 80]

وتمني الناس مثل ما أوتي قارون لا يجوز لأنهم تمنوا حظا دنيويا .. لأنهم (الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) وعن الآخرة هم معرضون .. أما أن يتمنى الإنسان حظا أخرويا كالجنة والفردوس وخاصة الفردوس الأعلى فهذا مطلوب ممن عمل لها عملها من الصالحات فهو يرجو به رحمة ربه وأن يؤتيه ثواب الدنيا بأن ييسر له عمل خير آخر يقربه إليه .. وحسن ثواب الآخرة الجنة ورضوان من الله .. أما من هو نائم غافل لاعب لاه يقفز بين متع الدنيا وملذاتها كالكبش الأقرن يقفز متنقلا بين الصخور .. فلا يؤدي ما فرضه الله عليه .. ثم يتمدد على أريكته مسترخيا ويتمنى على الله الأماني والجنة فهذا شر لا خير فيه .. فمن المفترض أن المؤمن يدعو الله بأن يعينه على العمل الصالح وأن يتقبل منه قبل أن يتمنى على الله الجنة

فموسى عليه السلام سأل الله أمورا دنوية فقال تعالى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [طه: 25؛ 32] لكن كل هذه الدنويات التي طلبها كان الهدف منها كما قال تعالى: (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا) [طه: 33؛ 35] .. وشتان بين من يسأل الله تعالى الدنيا للتمتع والتلذذ وبين من يطلبها ليستعين بها على طاعة الله عز وجل كأسباب يتقرب بها إلى الله عز وجل



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-16-2014, 10:34 PM
مشرفة سابقة قسم الأسرة والمجتمع
 Saudi Arabia
 Female
 
تاريخ التسجيل: 21-12-2013
الدولة: المدينة
المشاركات: 288
معدل تقييم المستوى: 11
أسماء الغامدي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا على الجواب..



كما تفضلت .. أن فضل الله عز وجل هبة منه يمنحها من يشاء من عباده..



والانسان لا يعلم الغيب ولا يعلم قدره.. لكنه يطمح لأمور في حياته وتغيير للأفضل ..


ويسأل الله من فضله له ولغيره بلا أنانية .


فيتمنى أمرا ويسعى لتحقيقه ويرتقي بنفسه للمستوى الذي يطمح


فالمسلم الذي يطمح لأن يكون من الصالحين.. يجب أن يسعى ويرتقي في إيمانه مع الصدق والإخلاص والالتجاء لله سبحانه



بعيدا عن الطموح العالي أو المستحيل أو الذي ليس بيده سبيل للسعي إليه..!!


فالمفترض ألا يجعل الإنسان ما يتمناه وما يرجوه غاية بحد ذاتها.


بل يكون راضي ومسلم أمره وحياته لله عز وحل .. ويثق تمام الثقة بتقدير الله له وأنه لو قدر له ما يرجوه منه فهذا فضله سبحانه..


وإن لم يقدر لا يحزن ولا يسخط ويسلم بكل رضى .. إرادة الله فوق إرادتنا وهو فعال لما يريد.. ولا يقدر لنا إلا كل خير .


لا يلزم اذا كان الشخص ليس جيدا أو ما يريده يبدو مستحيلا أن يتوقف في مكانه!


بل يسعى و يرتقي و يطمح ويصلح من نفسه ويتعلم


فيبقى الإنسان على أمل وهو مطمئن وراضي بالنتيجة أيا كانت..


من يريد الحصول على مرتبة علمية معينة.. فهذا يعني أنه يتمناها.. فإذا تيسرت له أسباب السعي .. سيسعى لتحقيق أمنيته..


إن لم يحصل على ما سعى .. ما لمشكلة؟!!


هو بذل والنتيجة ليست بيده أبدا


إما انه قصر في الأخذ بالأسباب .. أو أنها ليست خيرا له فصرفها الله .


الأمر كله بيد الله.. الإنسان يسعى ويرضى بما قدره الله له


أنا فهمت .. أن التمني بحد ذاته مذموم.. لكن المحمود هو ما لخصته في قولك :


(( أن يتمنى الإنسان حظا أخرويا كالجنة والفردوس وخاصة الفردوس الأعلى فهذا مطلوب ممن عمل لها عملها من الصالحات فهو يرجو به رحمة ربه وأن يؤتيه ثواب الدنيا بأن ييسر له عمل خير آخر يقربه إليه .. وحسن ثواب الآخرة الجنة ورضوان من الله ))


************


طيب..إذا كان التمني معقولا وكانت الغاية لله وليست لهوى في نفسه وسلك السبل المشروعة لتحقيق ما يتمناه ..


مع الدعاء والصدق وتفويض الأمر لله والتسليم و الرضى

فهل هذا هو (الرجاء) أم أن الرجاء أمر مختلف ؟



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-16-2014, 11:27 PM
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

هناك فارق بين [الأمنية] دائما تكون لشيء لم يتحقق وجوده بعد .. امرأة لم ترزق بولد وتتمناه .. لم ترزق بمال وتتمناه وهذا تكلمت عنه مسبقا .... فالتمني أن نسعى لتحقيق شيء من عدم

أما [الرجاء] لا يكون إلا لشيء موجود بالفعل ونسعى للحصول عليه

قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: 104] فنحن نرجو من الله معيته المتحققة فعلا وليست عدما لأن الله موجود وليس عدما .. لأننا مؤمنون بوجوده وبإفراده بالعبودية وحده .. وآية معية الله عز ولنا متحقق وجودها في الصبر والثبات والنصر .. قال تعالى: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 250] فالصبر والثبات والنصر متحقق وجودهم بيد الله تبارك .. فهم ملك له يهبهم من يشاء إذن فهذا ليس تمني لمعدوم وإنما رجاء لموجود فعلا عند الله

وهم لا يرجون معية الله تبارك وتعالى لأنهم به مشركون .. حقيقة هم يؤمنون بوجود الله تعالى لكنهم يتخذون من دونه أولياء .. يرجون نصرتهم لكن لن يهبوهم ما يفقدون ولا يملكون .. فعند الكافر الصبر والثبات والنصر مجرد أمنيات لهم وليس رجاء .. لأنهم عدم لا وجود لهم عند ما يعبدون من دون الله .. قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ * لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ) [يس: 75] () وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ) [الشورى: 46]

وما النصر في النهاية إلا نتجة مترتبة على الصبر على الأذى مع الثبات على الحق .. فإن تحقق الصبر والثبات تأكد لنا بهذا معية الله لنا وأن النصر قريب لا محالة .. لأن القدرة على الصبر على الأذى وتحمل الآلام والجراح ليس من قدرة الإنسان .. إنما من تصبر صبره الله .. فالثبات في المحن وعدم الانتكاس ليس بحولنا ولا بقوتنا وإنما بحول الله وقوته يثبتنا على موقفنا فلا ننتكس .. قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم: 27]

فإن حرمنا الصبر وزلت قدم من بعد ثبوتها ضيعنا النصر لأننا منذ البداية فاقدين معية الله عز وجل لنا .. قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة: 214] .. وهذا دليل قوي على أن الله عز وجل ساخط علينا أهل هذا الزمان أشد ما يكون السخط وغاضب علينا أشد الغضب .. فعز في زماننا من يصبر على الأذى .. فما أسهل أن يبيع الرجل دينه بعرض من الدنيا زائل .. وعز في زماننا من يثبت على الحق فيتراجع إن تعرض للعذاب والأذى .. والدليل على صحة هذا هو هزيمة الأمة واندحارها أمام أعداءها .. إذن فنحن محرومون معية الله تبارك وتعالى لنا .. وهذا يؤكد على أننا لسنا على الحق وإنما نحن على الباطل .. مما يجزم أننا نسير خلف إئمة ضلال .. أو بمعنى أدق وسدنا أمرنا لأفسقنا فحكمناهم فينا .. فنحن نتمسح بالدين مسحا .. أشبه بمن يحك جلده بجدار حتى يدمي جلده ولا ينال من ظله شيئا .. والله أعلم

أسأل الله أن أكون قد وفقت في الرد



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-17-2014, 07:27 PM
مشرفة سابقة قسم الأسرة والمجتمع
 Libya
 Female
 
تاريخ التسجيل: 19-12-2013
الدولة: في دنيا
المشاركات: 483
معدل تقييم المستوى: 11
بيان الحق is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خير ونفع بكم



رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-18-2014, 09:24 PM
صبح
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

أمرنا الله أن نسأله من فضله...فما هو هذا الفضل..أو فيما يتمثل؟

اذا كان الانسان راضيا بما كتبه الله له..فلماذا يدعوه..أي لماذا الدّعاء؟..مثلا: امرأة لم ترزق أولاد..لماذا تدعو الله أن يرزقها أولاد؟..أليس الأجدر بها أن تقول لنفسها..بما أنّ الله حرمني الذريّة فأكيد أنّ في هذا الأمر خير..ولا تدعوه أن يرزقها أولاد، وتتوقف عن الدّعاء..لأنّها راضية بما قدّر لها من رزق..والأولاد رزق.
-اذا كان الأعمى راضيا بعماه...فلماذا يدعو الله أن يعيد له بصره..أليس الأولى به أن يقنع ويرضى..ولا يدعو بالشفاء.



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-18-2014, 10:03 PM
صبح
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
.. أو تبحث لها عن أفضل الرجال علما ودينا فتفوت على نفسها فرصة الزواج أو تعطل زواجها المقدر بسبب سفاهة عقلها

من فضلك..وددت لو شرحت الفكرة أكثر..



رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-18-2014, 11:38 PM
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام
السلام عليكم ورحمة الله.

أمرنا الله أن نسأله من فضله...فما هو هذا الفضل..أو فيما يتمثل؟

اذا كان الانسان راضيا بما كتبه الله له..فلماذا يدعوه..أي لماذا الدّعاء؟..مثلا: امرأة لم ترزق أولاد..لماذا تدعو الله أن يرزقها أولاد؟..أليس الأجدر بها أن تقول لنفسها..بما أنّ الله حرمني الذريّة فأكيد أنّ في هذا الأمر خير..ولا تدعوه أن يرزقها أولاد، وتتوقف عن الدّعاء..لأنّها راضية بما قدّر لها من رزق..والأولاد رزق.
-اذا كان الأعمى راضيا بعماه...فلماذا يدعو الله أن يعيد له بصره..أليس الأولى به أن يقنع ويرضى..ولا يدعو بالشفاء.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

في مقاييس اللغة:
الفاء والضاد واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على زيادةٍ في شيء. من ذلك الفَضْل: الزِّيادة والخير.
والإفضال: الإحسان.

وفي لسان العرب:
وأَفْضَل الرجل على فلان وتفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه. والإِفْضال: الإِحسان.

وعليه فسؤال الله تبارك وتعالى من فضله أي الاستزادة فوق ما منحنا من خير عن استكفاء وقناعة ورضى بما قسمه .. وليس عن سخط وعدم قناعة

فرجل رزقه الله أولادا فيستزيد من فضل الله تبارك وتعالى أولادا أكثر وأكثر ليستعملهم في طاعة الله عز وجل .. ليس عن جشع وعدم استكفاء بما لديه من أولاد .. وليس عن حسد وتطلع لما في يد الاخرين فلا يقارن نفسه بغيره ممن وهبهم الله أولادا كثيرين .. وأن يكون له هدف ومصلحة ترجى وليس لمجرد الاستكثار واتباع الهوى .. ثم هو يفوض الله تعالى في اختيار ما يشاء من العدد فلا يحدد نعمة الله وفضله ويحجر واسعا

إمرأة لم ترزق ولدا ولا ذرية .. فرضاها بقدر الله خلاف السخط .. فهي راضية بقدر الله وليست ساخطة على قدر الله .. ولكنها تسأله من فضله خلاف ما قدر .. أن يرفع ابتلاءه لها عنها ويقدر لها ما هو خير مما هي فيه .. ومريض قدر له المرض كالمسحور مثلا .. فهو غير ساخط على ربه وراض بحكمه .. فيسأل الله الشفاء وأن يغير ما به من قدر .. كما كان من أيوب عليه السلام .. فهو صبر على ما به من ابتلاء ومس .. ودعى ربه أن يشفيه فشفاه

أما من يتأفف من قدر الله تعالى .. ويضجر ويمل .. ويفسد ويضل فهذا مفتون ساخط على قدر الله تعالى .. كمن أصابه السعار وحب االمال . . كلما رزقه الله مالا طمع في المزيد .. ليس عن قناعة بما قسمه له .. ولكن جشعا ونهما وحبا للمال .. حتى وإن تصدق بالمفروض عليه فهو يتصدق عن ضجر.. ويحاول أن يقلل من نفقته ويدخر ويوفر رغم أنه لا يحتاج كل هذا ويفيض عن حاجته .. فهذا ساخط على ما قدره الله ويراه قليل

خلاف إنسان رزقه الله المال القليل .. فو يتصدق منه وينفق يمينا ويسارا ويطلب من الله المزيد ليتصدق أكثر ويسد حاجة الفقراء ويعين المحتاجين .. فهو راض بما قسم له من رزق ويستكفي بالقليل ويطلب المزيد لا لنفسه ولكن لغيره .. لا يستويان عند الله .. فالأول طلبه مذموم والثاني طلبه محمود ومطلوب




التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 06-19-2014 الساعة 03:10 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-21-2014, 03:13 PM
أبو الياس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
اقتباس:
أو خرقاء تنتظر ظهور المهدي مثلا (بحسب الفهم الباطل أو الخليفة الراشد وهو الأصح) ليتزوجها ويأخذها على حصانه الأبيض ويحلق بها بين السحاب .. أو تبحث لها عن أفضل الرجال علما ودينا فتفوت على نفسها فرصة الزواج أو تعطل زواجها المقدر بسبب سفاهة عقلها .. وما أكثر من هن بهذه العقلية السقيمة والنفسية المختلة في زماننا .. وهذا مما رسخه الإعلام الفاسد في عقول الكثيرين .. فظهر جيل لا سقف لحدود طموحاته وربما إمكانياته لا تؤهله ليستحق ما يصبو إليه .. فجيب أن تتناسب طموحات الإنسان مع قدراته وإمكانيته
هذا الكلام من أصدق ماقرأت ، يجب أن تتناسب طموحات الإنسان مع امكانياته وقدراته ، ولكي يحدث ذلك يجب أن يتعرف الإنسان على قدراته أولاً ثم يبني عليها طموحاته ، فكثير منا من يبني طموحاته على إمكانيات الآخرين وليس على إمكانيته الشخصية فيبنتهي به الأمر بأن تتحطم على صخرة الفشل.



رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-22-2014, 01:25 PM
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 56
المشاركات: 6,739
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سلام

من فضلك..وددت لو شرحت الفكرة أكثر..



من الأخطاء الشائعة التي عادة ما تقع فيها الكثير من الفتيات والنساء المقبلات على الزواج .. وخاصة حديثات العهد بالالتزام دينيا .. وهي بحثهن عن أفضل الرجال في كل شيء .. أفضلهم في العلم .. والدين .. والمال .. والجاه والسلطان .. والحسب والنسب .. فهي تبحث عن الرجل الكامل المكمل .. ولو أن الصحابة أحياء لطمعت نساء زماننا في الزواج منهم لافتقاد الرجولة مضمونا في الغالبية العظمى من ذكران زماننا المعاصر .. فلا هن باللاتي يلقن بالصحابة ولا هم بالذين يقبلون بالزواج بهن ... فعز أن ترقى امرأة إلى مستوى خديجة رضي الله عنها أو الصحابيات

فرغم أنهن مفلسات إلا أنهن يطمحن في الزواج من صحابي .. رغم أن حياة الصحابة كانت تقشفا وجهادا .. ولأنهن بعيدات كل البعد عن حياة كهذه فهن لا يرون في الصحابة إلا ما تتمناه المرأة من الرجل فقط .. لكن ما تحويه حياة الصحابي من جهاد ومشاق فهن عن هذا غافلات .. فلا يمكن لصحابي أن يطرأ ذهنه لمجرد التفكير في الزواج من واحدة من نساء زماننا ركنت إلى حياة الدعة والسيكنة والتنعم لأنها على هذا الحال ستنحدر بمن يتزوجها إلى الهاوية

المرأة في زماننا تريد رجل صحابي يعاملها بمعاملة الإسلام وأخلاقه .. على أن يوفر لها كل متطلبات العصر الحديثة .. وتتجنب حياة الصحابة من التقشف والمشاق .. فهي تريد رغد العيش في أحضان صحابي .. تريد شخصية صحابي ولا تريد حياته وطريقة معيشته .. وإن ابتلاها الله عز وجل بشيء مما كان عليه الصحابة فلن تطيق ولن تتحمل (إلا مكرهة ومضطرة لا عن طيب خاطر ورغبة) .. هذا على فرض وجود رجل في زماننا على شاكلة الصحابة بل أغلبهم اليوم أشباه رجال

في واقع الأمر؛ أن السبب في وجود هذه المشكلة لدى النساء في زماننا هو الإعلام الفاسد .. والذي رسخ لدى الفتيات صورة الفتى الكامل أو السوبرمان .. الشاب الذكي .. وسيم الملامح .. قوي الشخصية .. الثري .. المثقف .. مفتول العضلات .. رجل المهام الصعبة .. الرجل الذي تتهافت عليه النساء .. هذه هي الصورة التجارية التي يقدمها كلا من السينما والإعلام .. الحقيقة أن رجال صناعة السينما والمنتجين يريدون زيادة أرباجهم وسداد مديونياتهم للمصارف بضمان نجاح الفيلم .. ولن ينجح الفيلم بغير إقبال المشاهدين عليه .. لذلك لابد من تلميع نجوم الفيلم وإظهارهم في المشاهد بصورة مثالية .. فالسينما تروج للدجل بعينه وإلا لن يكسب المنتج ولن يتقاضى فريق العمل أتعابهم وكذلك لن تقرضهم المصارف أي أموال نظير ضمان مكاسب الشباك .. لدرجة أن المصارف والبنوك صارت تستثمر أرصدتها في الإنتاج السينمائي .. بحيث يستثمرون أموال المودعين في إنتاج الأفلام الضخمة والتي تتكلف المليارات

مما لا شك فيه أن السينما تنحت وتشكل فكر المجتمعات .. فإذا كانت المرأة تربت على هذا التوجيه الإعلامي وأثر في تكوين شخصيتها وتفكيرها نحو الرجل .. فحتما من أسلمت عقلها برضاها ليغتصب ليل نهار أمام شاشات التلفاز فبكل تأكيد لن تحمل إلا بفكر فاسد .. ولن تلد إلا فكرا مشوها .. فلن يخرج من رحم عقلها إلا معتقدات لقيطة لا أصل لها ولا دين .. فهي جاهلة تشاهد ولا تعي ما يتسرب إلى عقلها من مضامين ومكر وحيل شيطانية لا قبل لها بها ولا تدري عنها شيئا .. ربما أن شبكة العلومات فتحت اليوم أذهان الناس بعض الشيء نتيجة ما يبثه الكتاب من موضوعات تكشف هذه الحيل .. لكنهم في الحقيقة لا يعرضون إلا بعضا منها فقط مما تمكنوا من التوصل إليه

بينما يقدمون للشباب الممثلات الفاتنات الممشوقات .. وحتى من تقوم بدور الفتاة المتدينة تكون باهرة الحسن والجمال .. والحقيقة أنهن في الواقع لمن يراهن بدون التبرج والزينة الإعلامية يجدهن مقززات منفرات .. وشخصياتهن تافهة ووضعهن النفسي مختل .. وهذا نكتشفه حتى من اللقاءات الإعلامية معهن فضلا عن اللقاءات الشخصية .. لذلك فالممثلين عادة ما يتهربون من اللقاءات الجماهيرية تجنبا لكشف عيوبهم التي يسترها المكياج والسيناريوهات والكلام المنمق في الأفلام .. وهذا أمر معروف لمن تعامل مع هذه الطائفة من المجتمع

فكثير من الفتيات تمني نفسها بزوج على غرار تلك المقاييس والمعايير الخرافية التي لا وجود لها في الواقع .. فلا يوجد إنسان كامل .. وحتى من يكون كما تتمناه فستكتشف بعد الزواج شخصيته الحقيقية كإنسان ناقص .. وهذا الجسد الفتي العفي سيتحول إلى بطن منتفخ وجسد مترهل وسريعا ما يعلوه المشيب والصلع .. وحتى في العلاقة الحميمية ستجده مقززا في إسلوبه ضعيفا في قوته فاشلا في التعامل معها فتضطر تحت وطأة الظروف الاجتماعية ومخاطر الطلاق أن ترضخ لهذا الوضع أو تنحرف في علاقة سرية مشينة تنفس بهاع ن طاقتها المكبوتة التي أخفق رجل أحلامها في تحريكها

يجب على الفتاة أن تقنع بنسبة مقبولة من المواصفات الحسنة وعلى رأسها الدين .. وفي المقابل عليها أن تتقبل النقص والعيوب وترضى بها .. بشرط أن تكون تلك العيوب في حدود ما يمكنها تحمله فلا تشكل عيوبه خطرا على حياتها .. وأن لا تكون تلك العيوب ضد ثوابت أو تخل بامن واستقرار الأسرة فهنا يجب وضع حد لعقد الزواج المبرم بينهما .. والذي يلزمها كزوجة بواجبات لا يستحقها الزوج في مقابل أنه أخل بالعقد الشرعي الذي يشترط فيه أن يحسن معاملتها بكتاب الله والسنة .. حتى أخطاء الزوج الشخصية لم تعد حكرا عليه وإنما تمتد لأسرته التي تتضرر نفسيا واجتماعيا وتربويا جراء فساد رب الأسرة وخروجه عن حدود الإلتزام بمتطلبات أسرته الواجب عليه الإلتزام بها أمام أفرادها .. فطريقة معاملة الأب لزوجته هي جزء من تربية الأولاد .. فإن أحسن الأب معاملة الأم وأحسنت الأم معاملة الأب كانا قدوة لأولادها فيتأسون بهما في حياتهم لأنهما يمثلان للأولاد المثل الأعلى

أما أن تمني المرأة نفسها بمواصفات عالية جدا فسيضيع عمرها هباءا منثورا ولن تجد ضالتها المنشودة أبدا .. وإن تزوجت من يخيل لها أنه كذلك فسوف تصدم بالواقع ولن ينفعها الندم حينها .. لذلك فالفتاة في زماننا أمام خياران فإما أن تخفض سقف مواصفات الزوج المطلوب وفي المقابل تتحمل تبعات النقص لدى الزوج .. أو أن ترفض الزواج نهائيا ولا تقحم نفسها في مغامرة غير مأمونة العواقب قد تهدد حياتها واستقرارها .. وهذا من أسباب تأخر سن الزواج لدى الكثير من فتيات جيلنا حتى تخطت أعمارهن سن اليأس وانقطاع آخر أمل في إنجاب ذرية تنعم بها .. ولنا أن ندرك مدى العذاب والألم النفسي والقلق والاضطراب الذي تلاقيه الفتيات المقبلات على سن اليأس خشية أن يفوتها أخر أمل في أن تعانق في حضنها طفلا صغيرا وتعيش مشاعر الأمم التي تتوق إليها .. بينما أخريات اقتحمن غمار الحيات الزوجية وخسرن الكثير والكثير من أمنهن واستقرارهن وسعادتهن مع زوج كن يمنين أنفسهم معه بآمال لم يتحقق منها شيء فترضى بالأولاد والذرية ودور الأم في مقابل التنازل عن زوج غير جدير بالاحترام

يمكن للفتاة الزواج من رجل صالح .. بل هذا هو الواجب .. لكن لا تضعي شرطا أن يكون الزوج المختار هو أصلح الناس .. ولا تتطلعي إلى عالم مشهور يعجبك فيه ظاهره .. أما باطنه وحقيقته فأنت أجهل الناس بها .. ولن تكتشفها المرأة إلا بعد الزواج .. فاقنعي بالقليل من مواصفات الصلاح التي ليس من بينها التنازل عن الثوابت في العقيدة والأخلاق .. ليس شرطا أن يكون صواما فقد يكون في المقابل قواما .. أو متصدقا يسارع في الخيرات .. أو مجاهدا نذر نفسه لتحمل أمانة الأمة .. أو داعية يعلم الناس دينهم

لا يوجد رجل يمكن أن يكون صواما قواما متصدقا عالما فقيها داعية مجاهدا .. مستحيل هذا أن يتحقق على أرض الواقع لأنه فوق طاقة البشر .. بمعنى هناك من صحته تعينه على القيام والصيام لكنه فقير عاجز عن التصدق .. أو ثري ولكن صحته لا تعينه على الصيام والقيام .. أو مجاهدا بحاجة إلى قوة جسده وعافيته ليستعين بها على تحمل الصعاب وكثرة الصيام تضعف بنيته .. أو داعية ليل نهار منكب على تحصيل العلم مما يقلل من فرصته على كسب المزيد من المال

لذلك فمن حكمته تبارك وتعالى أن نوع أصناف العبادات منها الثوابت وفرائض الأعيان ومنها النوافل يأتي منها المسلم ما استطاع كل بحسب قدرته .. إذن فمن فائدة تنوع العبادات أنها توافق اختلاف قدرات الناس واستطاعاتهم .. أضف إلى هذا أن الأنفس تمل ومن الطبيعي أن يمل الإنسان من الالتزام بصنف واحد من العبادة فقط .. لكن من مل عبادة آنست نفسه عبادة أخرى وسرى بها عن نفسه .. فتقصير المسلم في النوافل ليس هو العيب الذي يؤاخذ عليه إنما تركه شيئا من الثوابت هو ما يقصيه ويبعده .. وهذا ما لا يصح التنازل عنه في الزوج

ويجب على المرأة أن تقنع بالمتاح أمامها في زوجها مما تستمع به منه .. فمن أكبر الأخطاء سخط المرأة على زوجها وعدم قناعتها بما قسمه الله عز وجل لها منه .. فتقع في المقارنة بين زوجها وبين فتى الشاشة أو الممثل الفلاني أو السوبر مان الذي تقدمه السينما .. فمن أخطر أسباب خراب الأسر اليوم المقارنة بين ما قسمه الله عز ولنا وبين تطلعاتنا وأوهام في رؤوسنا لا وجود لها على أرض الواقع .. فالتطلعات تؤدي إلى المقارنة والمقارنة لن تكون لصالح أي طرف فتؤدي إلى السخط على قدر الله تعالى وما قسمه لنا من رزق


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المذموم, المحمود, التمني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
تابعونا عبر تويترتابعونا عبر فيس بوك تابعونا عبر وورد بريس


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنتدى آخر الزمان©

تابعونا عبر تويتر