#13
|
|||||||
|
|||||||
![]() اقتباس:
وكذلك لما عبد بنو إسرائيل العجل أمرهم الله عز وجل من عبدوا العجل بقتل أنفسهم على لسان موسى عليه السلام رغم أن قتل النفس محرم (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 54] فمدار الحكم شمل من عبدوا العجل فقط ولا يسري على ذراريهم ولا من لم يعبدوا العجل فالحكم مقيد بقوم معينين وبزمن محدد .. فلا يسري فيمن بعدهم لكن من الواضح أن هناك بعض ما حرم عليهم خارج الكتاب فجعلوه محرما في الدين على كل من دخل فيه .. فجاء عيسى عليه السلام فأحل لهم ما حرم عليهم لمدة زمنية محدودة وأبطل ما ادعاه أحبارهم من دوام التحريم بدليل أن إسرائيل حرم على نفسه ما حرم .. ثم اتخذوه دينا رغم أنه غير موجود في الكتاب .. فهو محرم تحريما مؤقتا ومحودا بإسرائيل فقط ... ولكنهم عمموه بلا نص في التوراة .. ولا يملك إسرائيل أن يحرم على نفسه ما أحله الله .. إلا ما حرمه الله عز وجل عليه نصا أو وحيا .. وفي هذا عاتب الله عز وجل نبيه فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التحريم: 1] فالنبي لا يملك أن يحرم أو يحل إلا بوحي من الله إما في الكتاب وهذه ثوابت لا تتبدل ولا تتغير وإما أمرا يتلقاه وهذا يكون مؤقت وخاص بشخص أو أفارد بعينهم .. وهذا التحليل أو التحريم الخاص مثبت بنص قرآني لا يحتمل التأويل قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ) [الأحزاب: 50] فالله أحل له أزواجه لأن عددهن تجاوز الأربع وهو الحد المباح خصوصية له .. ثم حرم عليه الزواج ولا أن يتبدل منهن خصوصية له (لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا) [الأحزاب: 52] فبين الله تعالى أن كثرة عدد زيجاته أحله الله له أي أن زياة العدد عن المحدد بأربع محرم فأحله الله له لمقتضيات شرعية خصوصية له .. وحين انتهت الحكمة من كثرة التعدد حرم عليه الزواج نهائيا خصوصية له .. فأحل الله لنبه ما حرم على عامة المسلمين خصوصية له وهذا التحليل ارتبط بمدة زمنية محددة ثم حرم عليه الزواج مطلقا (مِن بَعْدُ) وهذا ظرف زمان شاهد على أن التحليل كان ساريا لمدة زمنية محددة ثم حرم عليه بعده الزواج مؤبدا
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
القرآن, الكريم, رد, على, نسخ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|