نسب الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بني إسرائيل
إذا كان إبراهيم عليه السلام وزوجه لم ينجبا حتى بشرتهما الملائكة بإسحق ويعقوب .. وقد أقرت زوجه حينها بأنها عجوز لا تحمل وزوجها شاخ فلا ينجب .. وهذا يثبت أنه حينها لم يكن له ولد بعد ..
وعليه البشارة هنا بشارتان .. البشارة الأولى أن تحمل زوجه وهي عجوز وأن ينجب وهو شيخ أي لم يكن له نسل بعد .. والبشارة الثانية بإسحق وليس بإسماعيل .. فالبشارة لا تكون إلا بالولد البكري لا بمن يأتي بعده فإن فرضنا جدلا أن إسماعيل هو ابن إبراهيم عليهما السلام لبشرته الملائكة بإسماعيل البكري أولا وليس بإسحاق الذي يأتي من بعده .. وهذا إن كان حقا له امرأتين لا واحدة فقط .. ولبشروا أم إسماعيل أم ولده البكر لا أن يبشروا أم إسحاق أم ولده الثاني لكن أن يبشر بالثاني قبل مولد الأول فهذا ينفي أن إسماعيل ابنه وأنه لم ينجبه بعد على أقل تقدير .. فالآية بشرت بإسحق ويعقوب عليهما السلام .. ولا يوجد ولا آية واحدة بشرته بإسماعيل عليه السلام .. على أقل تقدير لو كان إسماعيل ولده البكري لبشرته به الملائكة في الآية قبل التبشير بإسحق ويعقوب .. وهو ما لم يحدث فما صلة القرابة بينهما إن لم يكن إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام؟ قال تعالى: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) [هود: 71، 72] قال تعالى: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ) [الصافات: 112] قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) [الأنبياء: 72] قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [العنكبوت: 27] قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الأنعام: 84] أما قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) [إبراهيم: 39] فالهبة هنا لا يلزم منها معنى البنوة .. فقد ورد في آيات أخرى أن وهب الله موسى أخاه هارون (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) [مريم: 53] قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) [مريم: 49] فلم يذكر هنا من بينهم إسماعيل عليه السلام رغم أنه في الآية السابق اعتبره إبراهيم هبة له من الله عز وجل .. مما يدل على أنه لا يدخل ضمن نسله وذريته |
قال الله تعالى
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} - الصافات (102) {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} - الصافات (103) {وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ} - الصافات (104) هل يُفهم من هذا أن اسحاق عليه السلام هو من تُلّ للجبين وليس اسماعيل عليه السلام؟؟؟ اسماعيل عليه السلام لم يذكر صراحة في الآية!!!! |
اقتباس:
|
اقتباس:
رقم الحديث 1844 |
اقتباس:
إذا كان يسَّى والد داود عليه السلام - حسب قولهم -... فالمقصود أن يخرج قضيب من جذع يسَّى أي يخرج من داود ابنه سليمان عليه السلام ... هذا مافهمته .. والله أعلم |
اقتباس:
(وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ* وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ) [الصافات: 112، 113] (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 26] وبناءا عليه فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابن لإسماعيل الجد عليه السلام .. ولإسحاق الحفيد عليه السلام .. وهذا يلزم منه أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام وليس إسماعيل عليه السلام .. فإن صح هذا فسلسلة الأنساب تم التلاعب بها .. والنصوص حرفت ليستأثر اليهود بالفضل ويتبرؤوا من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إسحق عليه السلام ويقصوه عنهم رغم أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم من بني إسرائيل مما يشير ضمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا من أبناء بني إسرائيل (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 146] إلى أن وصل سياق الآيات لقوله تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 151] فقوله (رَسُولًا مِّنكُمْ) أي رسولا من نسلكم يا أهل الكتاب .. أي يا بني إسرائيل .. مما يقطع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أباء بني إسرائيل وهم يعرفونه بنعته ونسبه كما يعرفون أبناءهم ونسلهم ونسبهم .. وراجعوا سياق الآيات ليتأكد لكم أن الخطاب موجه لبني إسرائيل وليس لغيرهم على وجه الإطلاق بل تكرر التأكيد على أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناء بني إسرائيل مرة أخرى في قوله تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 20] |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
اقتباس:
ارجومن جند الله التوضيح اكثر |
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله . سنن الله في خلقه لا تتبدّل .. والكون والحياة يمشيان في سياق متناسق منذ أن خلق الله تعالى الأرض والحياة .. فان حدث تغيير في هذه السنن (ولا يكون هذا الّا باذن الله ) سميّ ذلك معجزة .. وما ذكر في سفر أشعياء .. والحديث النبوي المذكور .. هو بمثابة التنبأ بحصول معجزة .. معجزة رعي الذئب مع الغنم .. ورعي الأسد مع البقر .. دون أن يأكلاهما .. أي أنّ الحيوانات التّي هي بطبيعتها آكلات لحوم .. تصبح آكلات أعشاب ..وهذا مخالف لخلق الله .. أفهم أنّ المعنى من هذه الأقوال .. هو ابراز أنّ في ذلك العهد القادم .. سيكون الأمان منتشرا في كلّ ربوع الأرض .. فلا خوف ولا وجل ولا ظلم .. لكنّي أظنّ أنّ هذا الابراز مبالغ فيه كثيرا .. فالقول بأنّ السماء ستنزل رزقها (بأمر ربها ) معقول .. والقول بأنّ الأرض ستخرج بركتها معقول .. أمّا أن يبقى الذئب مع الغنم وهو جائع دون أن يأكلها ..!! فهذا ليس بمعقول .. أمّا لعب الفطيم بالثعبان .. فهذا يحصل كثيرا في الهند . |
اقتباس:
لقد سبق ووضحت الأمر في ردودي السابقة فاقرئيها جميعا ففيها المفيد .. راجعي المشاركة رقم 13 |
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بالنسبة للعب الرضيع بالثعبان فهذا الذي يعرضه الفديو يكون الثعبان مكسور الأنياب وقد يخيطون فمه .. لكن المقصود من النصوص أن الثعبان يكون في كامل قوته ولا يؤذي طفلا فإن قسنا على هذا الفديو وحبسنا طفلا مع أسد فهل سيفترسه؟ أم سيكون وديعا؟ ولكن لي رؤية مختلفة .. وهي أن طبيعة الحيوانات الشرسة قد يكون سببها السحر وسيطرة الشياطين عليها .. فإن خرجت الدابة عليها السلام وطهرت الأرض من السحر والسحرة وقتلت الدجال وإبليس عادت الحيوانات لطبيعتها الأولى وديعة وتخلت عن شراستها المعهودة عنها .. هذا احتمال والله أعلم |
اقتباس:
أظنّ أنّ الثعبان الكامل سيؤذي الطفل وأي انسان ان هو أذاه ودخل منطقته .. وكذلك الأسد .. وان حدث العكس فتلك معجزة وحفظ من الله. الحيوانات تصبح شرسة حين تحسّ بأنّ خطرا يهدد بقائها أو صغارها ..أو حدود منطقتها .. وهي لا تفترس الّا اذا كانت جائعة .. وهذا طبيعي ..لكي تعيش يجب أن تأكل .. ولا تقتل من أجل المتعة .. فمجتمع الحيوانات منظم ويخضع لقوانين وضعها الله .. في ظنّي أنّه حتّى لو خرجت الدابة .. فانّ الحيوانات آكلات اللّحوم ستبقى حيوانات آكلات لحوم .. ولو جاعت فانّها ستهجم وتأكل كما اعتادت .. بل ربّما ستقوم الدّابة بحماية الحيوانات من الانسان وتلوثه وتهديده. والله أعلم . |
اقتباس:
تعجب زوجة ابراهيم عليه السلام من تبشير الملائكة لها باسحاق لا يثبت أنها لم تلد من قبل ، لكن هي فقط تعجبت من أن تلد وهي عجوز وزوجها شيخ ، أما القول بأنها تعجبت لأنها قد شابت وهي لم تلد فهذا يدعم فكرة أن اسماعيل هو ابن لابراهيم من امرأة أخرى ، لكن ظاهر النص لا يدل على أنها لم تنجب من قبل بل تعجبها كان من أن تلد بعد أن شابت فقط. فإبراهيم عليه السلام لم يكن له ولد واحد فقط ، بدليل قوله تعالى( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [البقرة: 132] .. اذن ابراهيم عليه السلام كان له أكثر من ابن وليس ابن واحد لكلمة [بَنِيهِ] المذكورة بالآية. ويدل على هذا أيضاً قوله تعالى ( قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ* فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ * وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ) [97-113] الشاهد من الآيات السابقة هو تبشير الملائكة لإبراهيم عليه السلام مرتين: الأولى: بعد حادثة النار المذكورة بالآيات والتي كان وقتها فتى شاباً ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) [الأنبياء: 60] فبعد مناظرته لهم ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء: 68-69] ، فالبشرى الأولى كانت بعد هذه الحادثة بشره الله عز وجل بغلام حليم. الثانية: عندما بشره الله عز وجل هو وزوجته بعد أن كبرا بالسن باسحاق عليه السلام. لكن السؤال المهم .. من هو الذبيح ؟ هل هو إسماعيل أم هل من الممكن أن يكون لوط عليهما السلام؟ خصوصاً أن إبراهيم بعد حادثة النار وقبل الهجرة لمكة المكرمة قال ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) ، فالغلام الحليم هاجر معه لمكة المكرمة وعند السعي دار بينهما الحوار .. والذي هاجر مع ابراهيم عليه السلام لمكة المكرمة الأرض المباركة هو لوط عليه السلام. فقد قال الله تعالى ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 70-71] ، فلم كان لوط عليه السلام يرافق إبراهيم للأرض المباركة وهي مكة المكرمة إلا أن يكون ابنه ؟ بالإضافة إلى أن الملائكة عندما أتت لتخبر ابراهيم عليه السلام بدمار قرية آل لوط قال لهم ( قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) [العنكبوت: 32] ، بنبرة القلق على شخص مقرب منه وهو لوط عليه السلام. أضف إلى ذلك أن لوط عليه السلام كان حليماً في مواجهة الشدائد سواء ماحدث له مع قومه من شدائد أو عند حادثة الذبح .. وهذا يدعم فرضية أنه هو الغلام الحليم الذبيح الذي بشره الله به. والنقاش مفتوح بالمسئلة ... والله أعلم. |
اقتباس:
الحديث ضعيف وهذا هو رابط الكتاب أنصح بقراءته فكثير من الروايات المذكورة فيه تطابق الواقع http://www.islamicbook.ws/ageda/alftn-naim-bn-hmad.pdf |
اقتباس:
لي تعقيب على جزئية ...لفظ [بنيه] التي وردت في الآية ...دلالة على كثرة اولاد ابراهيم عليه السلام الا ان البنين ممكن ان يكونوا من الاصلاب وممكن ان يكونوا من غير الاصلاب ... اي يمكن ان يكون ابراهيم عليه السلام وصى أولاده الذين من صلبه و لا نستثني أن البنين فد يشمل اولاد بناته الذين ليسوا من صلبه ....فهم من صلب ازواج بناته... يقول الله تعالى في سورة النساء - الآية 23[....حَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ .....] دليل على ان لفظ أبناء و بنين لا يشمل الأصلاب فقط بل يتعدى ذالك وإلا لما يزيد سبحانه و تعالى عندما أراد التخصيص لفظ [اصلابكم]... سأبحث كذالك ان كان الابناء من الرضاعة يدخلون في البنوة ...لان البنين أوسع واشمل من الأولاد خلاصة : لا يمكن الاخذ بالآية حجة ... ان ايراهيم عليه السلام له اكثر من ولد ...لان لو أراد سبحانه وتعالى كذالك ...لقال [...ووصى ابراهيم أولاده ...] كقوله جل من قائل في سوة البلد - الآية 3[وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ] اقتباس:
الغُلامُ : الطارّ الشاربِ . و الغُلامُ الصبيُّ من حين يُولَد إِلى أَن يشبّ ، ويطلق على الرجل مجازًا . و الغُلامُ الخادمُ . والجمع : غِلْمانٌ ، وغِلْمَةٌ . المعجم: المعجم الوسيط من بين معاني غلام الخادم إيمكن ان البشرى من الله تعالى لإبراهيم عليه السلام بخادم حليم...العقل يرجح هذا لان نبي الله كان في أوج صراعه مع طواغيت زمانه و هو في حاجة لسند و مدد وليس لمولود و ما يتبعه من مسؤوليات وعناية ...ونقف مع قوله تعالى[... رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ...] فبشرناه بغلام حليم [الفاء]توحي بسرعة الاستجابة اي المدد آت بعد حين ويمكن الانتفاع به في الوقت القريب ... ولاكن اذا كانت البشرى بخادم او مساعد حليم [الصبر ابسط صفة قد تكون في خادم]...ماهي ميزاته التي تجعل من الله تعالى ان يذكره في كتابه ...الا ان يكون هناك امر جلل إذن نرى ما يمكن ان يحتمل لفظ [حليم] من معنى ليتناسب مع عظم المناسبة ... حَلُمَ: ( فعل ) حلُمَ / حلُمَ على / حلُمَ عن يَحلُم ، حِلمًا ، فهو حليم ، والمفعول مَحْلُوم عليه حلُم الشَّخصُ : تأنّى وسكن عند غضب أو مكروه مع قدرة وقوّة حَلُمَ : صَفَحَ حَلُمَ : عَقَل من معاني حليم ..[عليم].. و ايُٓ علم يستحق ان يعظم غير الوحي إذن فهو خادم عليم اي نبي ويوحى اليه ... وهذا يؤدي بناء مباشرة الى الاعتقاد والله اعلى واعلم ان الذبيح هو اسماعيل لانه كيف يكون الذبيح إسحاق وقد بشرت امراءة ابراهيم عليه السلام به و من بعده بيعقوب ولدا لإسحاق هود - الآية 71[وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ] والله اعلم ان اخطأت فمني و الشيطان و ان أصبت فمن الله |
تنبيه إداري لجميع الأعضاء يرجى الالتزام دائما بذكر مصدر الحديث ورقمه مع بيان حكمه .. وكذلك كتابة الآيات مشكلة بالكامل بين قوسي الجلالة .. وهذا مع ذكر اسم السورة ورقم الآية .. وأن يكون متن الحديث والآية بخط سميك حتى يكون مميزا عن غيره من كلام الكاتب .. وأن يسبق الآية كلمة ( قال تعالى: ) لنعلم إن كان كلام الكاتب أم كلام الله عز وجل .. فهذا من أبسط الأدب مع كلام الله تبارك تعالى ومن لن يحرص على هذا سيتم حذف مشاركته بالكامل حتى ولو كان الحديث صحيحا أو الآية سليمة إملائيا وهذا حرصا على عدم فقد المنتدى احترامه ومصداقيته بين المنتديات .. فلا نتهم بالتلاعب بعقول الناس ودينهم .. فهناك علماء وباحثين وكتاب على قدر عال من العلم يتابعون المنتدى وما يكتب فيه رغم عدم انضمامهم لعضويته .. بدليل تكرار سرقات أبحاثي وطباعتها في كتب وعمل فديوهات منها .. لذلك يجب أن نتعاون مخلصين مع من يسرقون أفكارنا .. فنقدم لهم ثمرة عقولنا بشكل لائق .. فلا يسرقون كلام خاطئ أو مكذوب وينشرونه بين الناس على أنه حق وشكرا لحسن تعاونكم الإدارة |
اقتباس:
القول بأن لإبراهيم عليه السلام عدة أبناء لقوله تعالى (بَنِيهِ) فهذا يفيد أن عددهم ثلاثة على أقل تقدير لأنه لفظ يفيد الجمع لا التثنية .. ولا يدخل فيهم يعقوب عليه السلام لقوله (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ) فيعقوب عليه السلام مضاف إلى بنيه من ذريته .. ولكن لم يرد أي نص يذكر لنا من هم بنيه .. ولكن هناك نص توراتي يذكر أن له أولادا خلاف إسحاق وإسماعيل من قطورة سرية إبراهيم عليه السلام .. فعلى هذا كان له ثلاث زوجات وثمانية أولاد .. إسماعيل من هاجر .. وإسحاق من سارة .. وزمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا من قطورة (أَبْرَامُ، وَهُوَ إِبْراهِيمُ * اِبْنَا إِبْرَاهِيمَ: إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ * هذِهِ مَوَالِيدُهُمْ. بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ: نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَام * وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَدُ وَتَيْمَاءُ * وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ * وَأَمَّا بَنُو قَطُورَةَ سُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ، فَإِنَّهَا وَلَدَتْ: زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحًا. وَابْنَا يَقْشَانَ: شَبَا وَدَدَانُ * وَبَنُو مِدْيَانَ: عَيْفَةُ وَعِفْرُ وَحَنُوكُ وَأَبِيدَاعُ وَأَلْدَعَةُ. فَكُلُّ هؤُلاَءِ بَنُو قَطُورَةَ * وَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ. وَابْنَا إِسْحَاقَ: عِيسُو وَإِسْرَائِيلُ) [سفر أخبار الأيام الأول: 1/ 27؛ 34] (وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً اسْمُهَا قَطُورَةُ، * فَوَلَدَتْ لَهُ: زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحًا. * وَوَلَدَ يَقْشَانُ: شَبَا وَدَدَانَ. وَكَانَ بَنُو دَدَانَ: أَشُّورِيمَ وَلَطُوشِيمَ وَلأُمِّيمَ. * وَبَنُو مِدْيَانَ: عَيْفَةُ وَعِفْرُ وَحَنُوكُ وَأَبِيدَاعُ وَأَلْدَعَةُ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو قَطُورَةَ. * وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ.) [سفر التكوين: 25/ 1؛ 5] لكن وجود كل هؤلاء الأبناء إن صح فهو لا ينفي شبهة أن إسماعيل إبن إبراهيم عليه السلام .. والراجح أنه أبو سارة كما سبق وبينت استنتاجي .. وقد اصطفى الله تعالى من ذرية إسحق عليه السلام يعقوب وبنيه عليهم السلام وهم بني إسرائيل .. بينما لم يرد أنه اصطفي ذرية إسماعيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة: 47 - 122] فجعل في ذرية إبراهيم النبوة والكتاب .. فذكر إسحاق ويعقوب عليهما السلام ولم يذكر إسماعيل عليه السلام في قوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) [العنكبوت: 27] فكيف تكون النبوة في بني إبراهيم عليه السلام .. ثم يذكر إسحاق ويعقوب عليهما السلام فقط بينما لا يذكر إسماعيل عليه السلام ولم يذكر سائر بنيه من قطورة؟ اللهم إلا أن إسماعيل ليس ابنا لإبراهيم عليه السلام .. أو لم يصطفى هو وبنيه وهذا مستبعد .. وأن أبناءه من قطورة لم يتم اصطفائهم .. وتبقى مسألة هنا بحاجة لطرح من تكون هاجر عليها السلام؟ وهل هي من أسكنها إبراهيم عند البيت الحرم وابنه؟ أما أنها سارة وإسحاق؟ فإن صح أنها سارة فهذه طامة على رؤوس بني إسرائيل حيث تحولوا عن قبلة إبراهيم عليه السلام وهي الكعبة المشرفة بيت الله الحرام واتخذوا لهم قبلات عديدة في كل مكان أقموا فيه .. وتركوا التأسي بأمهم سارة عليها السلام في سعيها بين الصفا والمروة هذه الاستنتاجات سوف تغير مسار البحث العلمي والدراسات في مقارنة الأديان وتقلبها رأسا على عقب .. حيث ستنكشف ثغرات جديدة لم تكن في الحسبان وتفضح بني إسرائيل وتعريهم أمام العالمين طبعا هذا كله ليس هو مناط حديثنا وحوارنا .. ولكن حوارنا الأصلي هو إثبات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل وهو ما يشير إليه القرآن الكريم .. لذلك فمسألة أبناء إبراهيم عليه السلام يعتبر خروج عن السياق وتشتيت لنا في مسائل فرعية لا تؤثر إطلاقا على مسار الدراسة |
اقتباس:
|
تم تطهير البيت ورفع القواعد قبل ميلاد ولد إبراهيم عليه السلام البكري .. لقوله تعالى: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) [إبراهيم: 37] وهذا شاهد صريح على أن البيت كان مبنيا بالفعل آنذاك .. وعليه فالبناء تم قبل أن يسكن من ذريته عند البيت المحرم
وهذا يستبعد تماما أن يكون بكره هو إسماعيل عليه السلام لقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125] فلما وضع ابنه هناك كان البيت معروفا له من قبل وموجودا ورفعت قواعده .. فقد دل الله عز وجل إبراهيم عليه السلام على مكان البيت قبل ميلاد ولده البكري .. وأمره بإقامة فريضة الحج .. ولا يستقيم شرعا أن يؤخر الله عز وجل إعلام إبراهيم بمكان البيت وتأخير فريضة الحج حتى يلد على الكبر ابنه البكري ثم ينتظر حتى يصير شابا ..إذن فالبيت كان معروفا له وتم بناؤه من قبل مولد ابنه البكري .. لقوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) [الحج: 26؛ 28] فلا يستقيم أن يكون البيت مبنيا وإسماعيل لا يزال رضيعا .. لأنه وبحسب صريح النص القرآني فإن إسماعيل من بنى البيت مع إبراهيم عليهما السلام لقوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 127] .. وهذا يشهد على أن بناء البيت تم قبل تبشير إبراهيم بإسحق عليهما السلام من بعد عقم وشيخوخة .. أي أن إسماعيل كان مكتمل النضج قبل البشارة وأثناء البناء .. وعليه فمحال أن يكون الرضيع هو إسماعيل عليه السلام .. وإنما هو إسحاق وأمه سارة وليست هاجر وهذا في مجمله ينفي أن يكون إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام .. والراجح لدي أن ابنه الوحيد هو إسحاق عليه السلام ولم يكن له من ذريته أولاد إلا هو فقط حتى أنجب إسحاق يعقوب عليه السلام .. رغم ما ورد في التوراة المحرفة من أنه تزوج من قطورة وأنجب منها أولادا .. فكيف يبشر ببكره وحفيده ولا بشر بكل هؤلاء الأولاد؟!! |
يقول تعالى: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ) [ص: 45؛ 47] إلى هنا ذكر الله تعالى إبراهيم وإسحاق ويعقوب كسلالة واحد .. ثم ذكر إسماعيل مع أنبياء آخرين فلم يقرنه بإبراهيم وبنيه فقال تعالى: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ) [ص: 48] مما يدل على أن إسماعيل ليس من سلالة إبراهيم عليه السلام
قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم: 54، 55] فمن هم أهله الذين كان يأمرهم بالصلاة والزكاة؟ إنها ابنته أم إسحاق عليه السلام حيث قال تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) فقال (ذُرِّيَّتِنَا) فلو كان لكل منهما ذرية مستقلة لقال بالتثنية (ذريتينا) إذن هما يشتركان معا في ذرية واحدة وطالما لم تذكر ذرية إسماعيل بينما ذكرت ذرية إبراهيم عليه السلام فهذا دليل على أنهما يشتركان معا في ذرية إبراهيم عليه السلام .. أي أن إسحاق ويعقوب من أبناء إبراهيم وإسماعيل وهذا لا يكون إلا أن تكون أم إسحاق هي بنت إسماعيل .. فيكون بذلك إسحاق حفيد إسماعيل .. وإبن إبراهيم حين ترك إبراهيم عليه السلام ولده عند البيت الحرام لم يكن المكان قفرا لا حياة فيه كما قد يتوهم من يقرأ قوله (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) .. صحيح أن الحال الغالب على مكة أنها واد غير ذي زرع ولا يزال هذا حالها حتى وقتنا المعاصر .. فهذه طبيعتها الجغرافية والجيولوجية مجرد واد تحيط به الجبال والشعاب فلا يصلح للحرث والزراعة .. لكن هذا لا يمنع أن المكان كان مأهولا بالناس لذلك كانت دعوة إبراهيم عليه السلام من قوله تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) فكانت الأرزاق والثمار تأتيهم من كل بقاع الأرض .. ولا يزال هذا هو حال مكة حتى يومنا هذا تعتمد على التجارة .. فهي بلد غير صناعي ولا زراعي .. وإنما تعتمد معيشتها على التجارة كمصدر رزق من خلال من يفدون إليها من الحجيج والمعتمرين بل من يكمل الآية سيدرك أن مكة كانت عامرة بالبشر والحياة بدليل وجود البيت المحرم فيها فقال (عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) أي صارت مكة بلدا حراما تؤمه الناس ابتغاء الحج والعبادة .. بل يقينا جازما كانت مكة بلدا مأهولا عامرا بالناس لذلك قال إبراهيم في أول دعاءه بعد أن ترك ولده هناك من قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا) [إبراهيم: 35].. وبعد أن تلقى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ما أمرهما به الله عز وجل من تطهير البيت ورفع القواعد وتجهيزه لقدوم الطائفين والعاكفين والركع السجود .. تكرر نفس دعاء إبراهيم عليه السلام حينما ترك ولده في مكة فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا) [البقرة: 126] أضف إلى هذا قوله تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125] .. وهذا يدل على أن الأمر وتنفيذه تم بواسطة إبراهيم وإسماعيل قبل مولد إبنه البكري إسحاق عليه السلام .. فصارت مكة مأهولة عامرة بالناس وبهذا صارت بلدا حراما .. لأنه ترك ولده في مكة والبيت مشيد يؤمه الناس لقوله تعالى: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) [إبراهيم: 35؛ 39] قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [البقرة: 125؛ 129] |
قوله تعالى: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 132، 133]
في هذه الآية أضاف تعالى وصية يعقوب إلى وصية إبراهيم لتطابقهما .. لأنهما وصية واحدة بما أغنى عن التكرار بدلا من أن يقول (ووصى بها إبراهيم بنيه ووصى بها يعقوب بنيه) .. أما إطلاق صيغة الجمع على المثنى فهذا من باب التشريف .. و"التشريف" إسلوب بلاغي من أحد أنواع "فن الالتفات البلاغي" قال تعالى: (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ) [الشعراء: 15] فقال هنا (مَعَكُم) بالجمع للتشريف ولم يقل (معكما) بالمثنى قال تعالى: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) فقال هنا (لِحُكْمِهِمْ) بالجمع ولم يقل (لحكمهما) بالمثنى ولمزيد من العلم يمكنكم الاطلاع على كتاب عبارة عن رسالة دكتوراه بعنوان "بلاغة فن الالتفات في القرآن الكريم" إعداد: ظاهر الدين - باكستان http://media.tafsir.net/ar/books//2631/7615.pdf |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إبراهيم:37] لغة : ذرية الرجل هو ولده - سواء ذكر أو انثى - وأيضا نسله ... وجمعها ذريات أو ذراري نلاحظ في هذه الاية أن كلمة ( مِن ) تفيد التبعيض ... وهذا يعني أن ابراهيم عليه السلام كان له أكثر من ذرية ...وأنه أسكن في هذا الوادي أكثر من ولد له ... ولو كان ولدا واحدا لجاء لفظ ( ولدي أو ذريتي ) بدون كلمة التبعض ... كما أنه لم يقل ( أسكنت من أهلي أو أهلي ) هنالك نقطة لم أفهمها .. إذا كانت مكة مأهولة بالناس - كما اتضح من شرحك السابق - فلماذا دعى ابراهيم عليه السلام بهذه الدعوة ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ؟ عند البحث عن معاني المفردات لكلمتي ( أفئدة ) و ( تهوي إليهم ) وجدت : أفئدة : جمع فؤاد وهو القلب أو العقل تهوي إليهم : فسرت بعدة معاني : تميل ، تحبهم ، تسرع إليهم كل هذه المعاني لاتفيد ضمنيا أن المكان غير مأهول بالسكان ... فقد يكون هنالك سكان لكنهم لم يميلوا إلى ذرية إبراهيم عليه السلام ... لهذا دعى بهذه الدعوة ... والله أعلم |
اقتباس:
حرف (من) للتبعيض أي جزء من ذريته .. حيث أن الله عز وجل بشره بإسحق ومن وراءه يعقوب ... فقد علم سلفا أنه سيكون لإسحاق ذرية .. فهو يدعو وقلبه مستبشر خيرا بالإجابة لأنه ينتظر استكمال البشرى أما دعوته ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) فهذا لا يعني أنهم في مكان معزولون عن البشر فهذا الفهم يتعارض مع توافد الحجيج إلى مكة قبل ميلاد إسحاق عليه السلام .. وقد يكون المعنى بصيغة المضارعة يفيد الاستمرارية والتجدد.. أي يسارعون إليهم مرارا وتكرارا فلا يتوقف توافدهم إلى مكة المكرمة بالويارة والثمرات والتجارة .. وهذا نجد أثره اليوم في قلوب كل من يزور مكة ففي كل عام يجد قلبه يتوق إلى تكرار الزيارة .. والاستمرارية لا تعني خلو المكان قبل دعوته ففي لسان العرب: "وقوله عز وجل: فاجْعَلْ أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم من التَّمرات، فيمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل، والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع، والجمع أَهْواء؛ وقد هَوِيَه هَوًى، فهو هَوٍ؛ وقال الفراء: معنى الآية يقول اجعل أَفئدة من الناس تُريدُهم، كما تقول: رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك، معناه يُريدك، قال: وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم، بمعنى تَهْواهم، كما قال رَدِفَ لكم ورَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم؛ الفراء: تَهْوي إِليهم أَي تُسْرعُ". |
اقتباس:
هي لم تلد من قبل بدليل قوله تعالى : ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ )[الذاريات:29] ... فالاية هنا توضح أنها كانت عقيم فعلا أي أنها لم تنجب قبل ابنها الذي بشرت به - اسحاق - أحد ... وهذه البشارة جائت حينما أتى الرسل من الملائكة لاهلاك قوم لوط عليه السلام قال تعالى :هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ .. الايات إلى قوله تعالى : فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ )[الذاريات :24-36 ] لكن بقيت نقطة ... هل كان ابراهيم عليه السلام هو كذلك أيضا أم ان الامر خاص بزوجه عليهما السلام ؟ |
يقول الله عز وجل : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)[إبراهيم: 39]
هذه الاية تثبت أن إسماعيل هو ابن ابراهيم وجاء ذكره قبل اسحاق عليهم السلام جميعا باقي الايات لمزيد من المدارسة ... قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ *رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ *رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ )[ابراهيم:35-40] |
اقتباس:
ملاحظة هامة وتحتاج لدراسة .. ولكنك تعجلت إصدار الحكم قبل أن تدرسي النص .. وهذا من الشيطان فتنبهي .. فقد وقع في نفس المكيدة جل علماء الأمة إلا ما رحم ربي فهل يلزم من معنى الهبة البنوة والذرية فقط لا غير؟ في مقاييس اللغة: "الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة، وربما دلَّ على رِقَّةِ شيء.الأوَّل هبَّت الريح تَهُبُّ هُبوباً. وهَبّ النائم يَهُبُّ هَبَّاً." وفي اللسان "والـمَوْهِـبةُ: العطيَّةُ." لاحظي هنا أن إبراهيم عليه السلام ذكر أن الله عز وجل وهب له (عَلَى الْكِبَرِ) في سن الضعف والشيخوخة اثنين (إِسْمَاعِيلَ) و(إِسْحَاقَ) لكنه لم يذكر (يعقوب) رغم أنه بشر به .. إذن نفهم من هذا أن الهبة هنا مقترنة بالعجز والضعف الملازمان للشيخوخة .. فوهب الله عز وجل له (إِسْمَاعِيلَ) ليعينه على بناء البيت ورفع قواعده .. ووهب له من بعد ذلك (إِسْحَاقَ) ولده البكري من عقم وشيخوخة فأنهم عليه بالذري .. مما يدل على أنه هو باكورة ذريته فلم يرزق بالولد من قبل بينما في آية أخرى قرن عزل وجل ذكر الهبة بإسحاق ويعقوب فقال: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الأنعام: 84] ثم بدأ يذكر نوحا من قبل ثم ذريته من بعده وهذه آيات أخرى تؤكد على حصر الذرية في إسحاق ويعقوب ولم يرد لإسماعيل عليه السلام ذكر فيها .. مما يفيد أن المعنى في الآية المستشهد به مغاير للمراد من الآيات المتعلقة بذكر الذرية قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) [مريم: 49] قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ) [الأنبياء: 71، 72] (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [العنكبوت: 27] فالآية الأولى كان الكلام في مقام ذكر النعمة من العون على بناء البيت وحصول الذرية من بعد عقم ويأس .. والآية الثانية والممثالة هي في مقام التذكير بنعمة النسل والذرية .. فالمقامان مختلفان تماما فلا وجه للمقارنة والمقاربة بينهما فهبة المولى تبارك وتعالى لا تنحصر في الذراري فقط .. لكن تتبعي معي كل ما ورد من ذكر لهبة في كتاب الله تعالى فلن تجديها انحصرت في معنى الذرية فقط .. وإنما تعددت الاستخدامات فقد يهب الله عز وجل الإنسان ملكا يستعين به على نصرة الدين، قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص: 35] وقد يهب الله عز وجل الأخ عونا وسندا ونصيرا رحمة منه بضعفه، قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) [مريم: 53] وقد يهب الله عز وجل الإنسان حكما وعلما وآيات مؤيدة، قال تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [الشعراء: 21] وقد تكون الهبة من شخص إلى شخص .. كما في قوله تعالى: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [الأحزاب: 50] إذن فعلى أي أساس حصرت معنى الهبة في النسل والذرية فقط؟ |
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله . من المسلمات علميا .. أنّ المرأة العجوز (أي المرأة الكبيرة جدا في السّن والتّي انقطعت عنها الدورة الشهرية) عقيمة .. أي لا تنجب أولادا .. وبالتالي من المنطقي أن تستغرب زوج النبي ابراهيم عليه السّلام عندما بشرّتها الملائكة .. وذلك في قولها ضمنيا : أألد وأنا عجوز !!.. أي كيف ألد وأنا قد تجاوزت فترة استطاعة الانجاب !؟ وهذا التساؤل لا ينفي أن تكون زوج ابراهيم .. قد رزقت بأولاد من قبل .عندما كانت في مرحلة الانجاب. |
اقتباس:
|
اقتباس:
لدينا كلمتين معناهما متقارب ولكن مؤكد بينهما اختلاف كبير وهما كلمة (عاقر) وكلمة (عقيم) والكلمتين بحاجة إلى دراسة لغوية وعدم تسرع في إصدار الأحكام من ظاهر الكلام فقط فقد قال تعالى: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 50] أي لا ينجب مطلقا فلم يذكر العقر قال تعالى: (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) [الذاريات: 29] قال تعالى: (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج: 55] قال تعالى: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 50] قال تعالى: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) [الذاريات: 41] قال تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [آل عمران: 40] قال تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) [مريم: 5، 6] فهو كان يخشى على (الْمَوَالِيَ) أي بناته ومن يتولى أمرهن .. فكان يدعو الله تعالى بولد يتولى أمر بناته ومواليه من بعده .. وهن (مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) .. فهو لم يسأل الذرية كحال إبراهيم عليه السلام وإنما قال (فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) أي ولد ذكر .. وهذا يدل على أنه كان له بنات ولم يكن يولد له ولد قال تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) [مريم: 8] لذلك أرجو التريث وإعادة البحث في المسألة |
ونجد في كتاب النصارى (كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. * وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.* وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِرًا. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.) [لوقا: 11/ 5؛ 7]
|
اقتباس: اقتباس: اقتباس:
سمعت عن حالات عقم أصيبت بها نساء .. وذلك بعد انجابهن لولد فقط .. أو لولدين ..حتّى مع العلاج والمتابعة الطبية .. استمر العقم ولم تشفين..الّا باذن الله . وهذا النوع من العقم يسمّى العقم الثانوي |
اقتباس:
أما إن استخدم الأطباء اللفظ هذا محل ذاك فقولهم يرده نص القرآن الكريم وعليهم هم أن يعدلوا من مصطلحاتهم ويتراجعوا عن مخالفة نص القرآن الكريم |
معنى كلمة الْمَوَالِيَ في القرآن الكريم
Meaning of الْمَوَالِيَ to English in Holy Quran
تفسير الجلالين ﴿وإني خفت الموالي﴾ أي الذين يلوني في النسب كبني العم ﴿من ورائي﴾ أي بعد موتي على الدين أن يُضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين ﴿وكانت امرأتي عاقرا﴾ لا تلد ﴿فهب لي من لدنك﴾ من عندك ﴿وليا﴾ ابنا. تفسير الميسر وإني خفت أقاربي وعصبتي مِن بعد موتي أن لا يقوموا بدينك حق القيام، ولا يدعوا عبادك إليك، وكانت زوجتي عاقرًا لا تلد، فارزقني مِن عندك ولدًا وارثًا ومعينًا. المصدر: المعاني - سورة مريم - آية 5 - تحليل و معاني كلمة الْمَوَالِيَ في القرآن الكريم, Meaning of الْمَوَالِيَ in Holy Quran وهذه المعاني كلها مردودة على كل من قالوا بها .. فموالي الرجل هم من يلي أمرهم .. والنساء والبنات خاصة .. فولاية الرجل تكون على نسائه من باب أولى من أن تكون على قومه .. فهو لم يذكر خوفه على الدين .. وإنما ذكر خوفه على الموالي من ورائه أي من يعولهم ويلي أمرهم وإن كان يريد ولدا فهو يريده محرما من بعده على مواليه .. أي على نسائه وبناته .. وليس وليا على قرابته وعصبته .. وإلا لكان من باب أولى أن يسأل الله عز وجل أن يؤيده برجل يعينه على نشر الدين كما طلب موسى عليه السلام من قبل فأيده الله تعالى بهارون عليه السلام . لكن أن يطلب ولدا على وجه الخصوص فهذا لا يستقيم والنص |
اقتباس:
عذرا .. ولكن لماذا فسرت كلمة الموالي .. بالبنات ؟ |
اقتباس:
|
الفرق بين العقم والعقر
لغويا قيل: " العقرة " وتضم العقم[1]، وهذا يتفق مع ما ذهب إليه الباحث من أن "العقر" له مدى من الأقل إلى الأشد بينما مطلق " العقر " وأشده ومنتهاه هو " العقم ". " العقر " كل ما شربه الإنسان فلم يولد له،فهم عقر له [1]، و"العقرة": خرزة تحملها المرأة [1 ، 2]، بشدها أو تعليقها على حوقيها لئلا تحمل [1]، وتلد [2]، إذا وطئت. وقيل: إنها خرزة تعلق على العاقر لتلد [1]. ويفيد هذا في أن " العقر " يمكن أن يبرأ منه، ولذلك: سميت تلك الخرزة التي كانت تستعمل لمنع الحمل أو الحث عليه باسم " العقرة ". ( 1 ) أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الأفريقي المصري: لسان العرب. دار صادر، بيروت، لبنان 1410 هـ ـ 1990م. ( 2 ) مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشيرازي: القاموس المحيط، عالم الكتب، بيروت، لبنان. طبيا : من المعلوم طبيا أنه عند اكتمال الأسرة واعتلال صحة الزوجة يصبح التعقيم (sterilization) طريقة مقبولة لمنع الحمل بصفة دائمة [1] ، لأن التعقيم الجراحي (surgical sterilization ) هو وسيلة قطعية للحد من التناسل حيث أن الإجراءات غالبا ما تكون غير عكوسة، وبالتالي يجب اعتبارها وسيلة نهائية [1 ، 2]. ( 1 ) (jones, h. W. And jones, g.s.: gynecoligy. Yilliams and wilkins, balitmore, third edition, 1982, p.396, 397. 485, 493). ( 2 ) (norman, j.: principles of gynaecolology. Butterworths, london, fourth edition, 1975, p. 589, 589, 626.). المصدر :جامعة ام القرى |
اقتباس:
ولو كانت كلمة الموالي هي البنات .. لربّما جاءت الصيغة هكذا : وانّي خفت على الموالي من ورائي .. وكلمة وليّ لها عدّة معان .. من بينها : و الوَلِيُّ الحليفُ . و الوَلِيُّ الصِّهرُ . و الوَلِيُّ الجارُ . و الوَلِيُّ العَقِيدُ . و الوَلِيُّ التابعُ . و الوَلِيُّ المُعتِقُ . و الوَلِيُّ المُطيعُ . |
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحقيقة لم أنتبه لباقي الايات خصوصا هذه الاية التي تتضمن فعل الشرط وجوابه قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) [مريم: 49] ... فبعد اعتزاله لقومه وهب الله عز وجل له اسحاق ويعقوب عليهم السلام ... لمَّا : أداة شرط غير جازمة تفيد التعليق ، وتختص بالدخول على الأفعال الماضية ، مبنية على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى " حين " . ملاحظة اقتباس:
هذا المعنى ليس معنى كلمة (وهب ) إنما معنى لكلمة ( هبّ ) بتشديد الباء ... أما كلمة وهب فهي الثانية التي ذكرتها اقتباس:
أما في معجم اللغة : الواو والهاء والباء: كلماتٌ لا ينقاس بعضُها على بعض. تقول: وهَبْتُ الشَّيءَ أهَبُهُ هِبَةً ومَوْهِباً. |
فائدة: الخوف يكون من عاقبة فعل وقع وتم قال تعالى: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [الحشر: 16] فالشيطان يخاف من عاقبة أفعاله .. بينما الخشية تكون قبل إتيان فعل يترتب عليه عواقب غير محمودة قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [الملك: 12] .. لذلك فدائما أبدا تذكر الخشية مع المؤمنين .. ويذكر الخوف مع الكافرين .. وهذا لا يعني أن المؤمن لا يخاف فالخوف أمر فطري في الإنسان فقد خاف موسى عليه السلام من قبل قال تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [الشعراء: 21]
قال تعالى: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ) [طه: 68] قال تعالى: (قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ) [طه: 21] قال تعالى: (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) [الذاريات: 28] قال تعالى: (فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ) [ص: 22] قال تعالى: (وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) [هود: 70] فالمؤمن يخشى أن يقع في الذنب خوفا من الله عز وجل وعقابه .. بينما الشيطان يخاف عاقبة ما وقع فيه من الذنب والمعصية أي خوفا من عذاب الله تعالى ========= وزكريا عليه السلام خاف العواقب السيئة المترتبة على موته .. خاصة وأنه كان طاعن في السن ومشرف على الموت وبلا ولي معيل لأهله يرث هذه المسؤولية من بعده .. قال تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) [مريم: 5] .. ولم تحدد الآية إن كان يخاف (من الموالي) أم (على الموالي) .. فالنص هنا مطلق مما يوسع الاحتمالات ولا يحصرها وفي الآية قال مرة بالجمع (الْمَوَالِيَ) .. ومرة بالمفرد (وَلِيًّا) أي ولدا يلي أمر من يعولهم ويكفلهم من بعده وقد وردت كلمة آل يعقوب في القرآن مرتين .. في قوله (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) الصيغة هنا جاءت على التبعيض لقوله (مِنْ) أي بعضا من آل يعقوب وليس كل بني إسرائيل .. وفي قوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [يوسف: 5] والصيغة هنا جاءت جامعة لكل آل يعقوب .. و(آلِ يَعْقُوبَ) عليه السلام هم أبناءه رجالا ونساءا .. بينما الموالي (مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) هن النساء اللواتي يقوم يعقوب وبنيه من بعده على ولاية أمرهن .. وإن كان زكريا عليه السلام من آل يعقوب فكذلك الموالي هنا هن من يعولهن من نساء آل يعقوب وكان زكريا عليه السلام يعول مريم عليها السلام ويكفلها (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا) [آل عمران: 37] .. وفي اللسان "والكافِل: العائِل، كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه." .. فبني إسرائيل اختصموا فيما بينهم تملصا من كفالة مريم عليها السلام .. وليس مسارعة في كفالتها .. حتى اقترعوا فيما بينهم لقوله تعالى: (ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [آل عمران: 44] ======= لكن من باب الإنصاف .. والحق أولى أن يقال فلا يقال غيره .. فمما قد يؤيد القول الآخر هو قوله تعالى: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [الأنبياء: 89] أي لا تتركني وحيدا .. مما يشير إلى أنه كان وحيدا بلا ذرية معه .. ثم قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90] .. وفي اللسان "وأَصْلَح الشيءَ بعد فساده: أَقامه." .. أي صارت صالحة للحمل وقادرة على الولادة من بعد عقر لكن من الملاحظ هنا أن زكريا عليه السلام ذكر كبر سنه في كل مرة ورد فيها ذكر دعاءه .. بينما لم يذكر عن امرأته أنها كانت عجوز كما قالت امرأة إبراهيم عليه السلام فقال تعالى: (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) [الذاريات: 29] .. وقال تعالى: (قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) [هود: 72] مما قد يشير ضمنا أن امرأة زكريا عليه السلام كانت في سن الحيض لم تيأس بعد .. فأثبت أنها كانت عاقرا لا تنجب .. ولم يثبت أنها عجوز يائس فقال تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) [مريم: 4، 5] وقال تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [آل عمران: 40] وقال تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) [مريم: 8] فبحسب هذه الآيات فالواضح أن امرأة زكريا عليه السلام لم تبلغ سن اليأس بعد .. أي صلحت للحمل من بعد عقر أو أصلح فسادا كان بها يمنعها من الحمل .. مقارنة بامرأة إبراهيم عليه السلام والتي صارت عجوز يائس وعقيم لا تحمل .. أي عقمت من بعد صلاح لا من بعد فساد فأقامها الله عز وجل للحمل والولادة وبالجمع بين القولين قد يكون المقصود بالموالي هنا مريم عليها الزواج فهي من آل يعقوب وقد تكون امرأته منهم كذلك والمثنى قد يذكر جمعا .. وقد يكون قال موالي بالجمع تشريفا لقدر مريم عليها السلام .. فخاف عليها من بعده من شر بني إسرائيل .. خاصة بعد أن رأى من مريم ما رآى من الآيات (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ * هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران: 37، 38] .. وفي هذا الموقف لم يدعو ربه أن يهبه وليا أو ولدا وإنما طلب الذرية مطلقة ولدا كان أم بنتا فلم يحدد (قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) وهذا يفيد أنه لم يكن لديه ذرية قط .. إلا أنه كفل مريم عليها السلام فصارت من مواليه بالكفالة والولاية .. وقد يكون دعاءه بالولد تحديدا ليرث عنه هذه المسؤولية ويكفلها .. والأعجب من هذا أن زكريا عليه السلام طوال عمره لم يرزق بالولد وكان يتمناه ورغم هذا لم يعدد الزوجات .. فلم يطلق زوجته العاقر ولم يتزوج عليها! هذا والله أعلم |
الساعة الآن 10:21 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google
search by kashkol