منتـدى آخـر الزمـان

منتـدى آخـر الزمـان (https://www.ezzman.com/vb/)
-   السيرة النبوية (https://www.ezzman.com/vb/f181/)
-   -   دراسة: آيات حادثة الإفك وفيمن أنزلت! (https://www.ezzman.com/vb/t4231/)

بهاء الدين شلبي 08-23-2018 04:44 PM

دراسة: آيات حادثة الإفك وفيمن أنزلت!
 
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿١٢لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٣ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٤إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ ﴿١٥وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿١٦يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٨ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٩وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٠ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢١ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٢ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٤ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّـهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴿٢٥) [النور].

اختلفت الروايات فيمن أنزلت آيات حادثة الإفك؛ فانقسمت الروايات بين عائشة ومارية القبطية، وسنحاول بإذن الله تعالى دراسة النصوص، عسى أن نصل للحقيقة بإذن الله تعالى. مع الأخذ في الاعتبار أن التاريخ مزيف، وتم العبث في الروايات، وإنما ندرس أقوالهم دون الانحياز لأي رأي منهم، فنحاول فهم آيات القرآن من خلال ما وافقه من الروايات ولم يعارضه.

وبعيدا عن الخلاف المذهبي، ومن قبل البحث في أي من زوجاته صلى الله عليه وسلم نزلت الآيات، هل في الآيات من دليل يشير أن المطعون في عرضها زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أن الآيات نزلت في غير زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، استغلوها حبلا يلعبون عليه مذهبيا، كل يدعي ما يخطئ به الآخر؟

كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أرادَ سفرًا أَقْرَعَ بينَ أزواجِه، فأيَّتُهنَّ خرَجَ سهمُها خرَجَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معه ، قالت عائشةُ: فأقرَعَ بينَنا في غزوةٍ غزاها، فخرَجَ فيها سهمي، فخرَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ ما أُنْزِلَ الحجابُ، فكُنْتُ أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأُنْزَلُ فيه، فسِرْنا حتى إذا فَرَغَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من غزوتِه تلك وقَفَلَ ، ودَنَوْنا مِن المدينةِ قافلين ، آذَنَ ليلةً بالرحيلِ ، فقُمْتُ حينَ آذَنوا بالرَّحيلِ ، فمَشَيْتُ حتى جاوزْتُ الجيشَ ، فلما قَضَيتُ شأني أقبَلْتُ إلى رَحْلي ، فلَمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ ظَفَارِ قد انقطَعَ! فرَجَعْتُ فالتَمَسْتُ عِقْدي؛ فحَبَسَني ابتغاؤُه،

قالت: وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه، وهم يَحْسِبون أني فيه، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا، ووَجَدْتُ عِقْدي بعدَ ما استمَرَّ الجيشُ، فجِئْتُ منازلَهم وليس بها منهم داعٍ ولا مجيبٌ، فتَيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ فيه، وظَنَنْتُ أنهم سيَفْقِدوني فيَرجِعون إليَّ، فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلَبَتْني عيني فنِمْتُ، وكان صفوانُ بنُ المُعطِّل السُّلَمِيُّ ثم الذَّكْوَانِيُّ مِن وراءِ الجيشِ ، فأصبحَ عندَ منزلي، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني، وكان رآني قبلَ الحجابِ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه، وهوى حتى أناخَ راحلتَه، فوَطِئَ على يدِها، فقُمْتُ إليها فركِبْتُها، فانطلَقَ يَقُودُ بي الراحلةَ حتى أَتَيْنا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرةِ وهم نُزُولٌ .

قالت: فهلَكَ مَن هلَكَ، وكان الذي تَولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولٍ. قال عروةُ: أُخْبِرْتُ أنه كان يُشاعُ ويُتَحَدَّثُ به عندَه، فيُقِرُّه ويَسْتَمِعُه ويَسْتَوْشِيه. وقال عروةُ أيضا: لم يُسَمَّ مِن أهلِ الإفكِ أيضًا إلا حسانُ بنُ ثابتٍ، ومِسْطَحُ بنُ أَثَاثَةَ، وحِمْنَةُ بنتُ جَحْشٍ، في ناسٍ آخرين لا علمَ لي بهم، غيرَ أنهم عُصْبَةٌ، كما قال الله تعالى، وإن كِبْرَ ذلك يُقالُ له: عبدُ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنُ سلولٍ. قال عروةُ: كانت عائشةُ تَكْرَهُ أن يُسَبَّ عندَها حسانٌ؛ وتقولُ: أنه الذي قال:

فإن أبي ووالدَه وعرضي *** لعرضِ محمدٍ منكم وقاءُ

قالت عائشةُ: فقَدِمْنا المدينةَ، فاشتَكَيْتُ حين قَدِمْتُ شهرًا، والناسُ يُفِيضون في قولِ أصحابِ الإِفْكِ، لا أشعرُ بشيءٍ مِن ذلك، وهو يُرِيبُني في وجعي أني لا أَعْرِفُ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذي كنتُ أرى منه حين أَشْتَكي، إنما يَدْخُلُ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيُسَلِّمُ، ثم يقول: (كيف تِيْكُم؟) ثم يَنْصَرِفُ، فذلك يُرِيبُني ولا أَشْعُرُ بالشرِّ، حتى خَرَجْتُ حينَ نَقْهْتُ، فخَرَجْتُ مع أمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَناصِعَ، وكان مُتَبَرَّزَنا، وكنا لا نَخْرُجُ إلا ليلًا إلى ليلٍ، وذلك قبلَ أن نتخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا، قالت: وأمرُنا أمرُ العربِ الأُوَلُ في البريِّةِ قِبَلَ الغائطَ، وكنا نَتَأَذَّى بالكُنُفِ أن نتخِذَها عند بيوتِنا، قالت: فانطلَقْتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ، وهي ابنةُ أبي رَهْمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وأمُّها بنتُ صخرِ بنِ عامرٍ خالةُ أبي بكرٍ الصديقِ، وابنُها مِسْطَحُ بنُ أَثَاثَةَ بنُ عبَّادِ بنِ المطلبِ، فأقْبَلْتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بيتي حينَ فَرَغْنا مِن شأنِنا، فعثَرَتْ أمُّ مِسْطَحٍ في مُرُطِها فقالت: تَعِسَ مَسْطَحٌ! فقلت لها: بِئْسَ ما قلتِ! أَتَسُبِّين رجلًا شَهِدَ بدرًا؟ فقالت: أَيْ هِنْتَاه، أو لم تسمعي ما قال؟ قالت: وقلتُ: وما قال؟ فأخبرتني بقولِ أهلِ الإِفْكِ، قالت: فازدَدْتُ مرضًا على مرضي، فلما رَجَعْتُ إلى بيتي دخَلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسلم، ثم قال: (كيف تيكم؟) فقلتُ له: أَتَأْذَنُ لي أن آتي أبويَّ؟ قالت: وأُرِيدُ أن أَسْتَيْقِنَ الخبرَ مِن قِبَلِهما، قالت: فأَذِنَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فقلتُ لأمي: يا أمتاه، ماذا يَتَحَدَّثُ الناسُ؟ قالت: يا بُنَيَّةُ، هوِّني عليك، فواللهِ لقلَّما كانت امرأةٌ قطُّ وَضِيئَةً عندَ رجلٍ يُحِبُّها، لها ضرائرُ، إلا أكثرْنَ عليها. قالت: فقُلْتُ: سبحان الله، أو لقد تحدَّثَ الناسُ بهذا! قالت: فبكيتُ تلك الليلةَ حتى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لي دمعٌ ولا أَكْتِحِلُ بنومٍ، ثم أَصْبَحْتُ أَبْكي.

قالت: ودعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالبٍ وأسامةَ بنَ زيدٍ، حين اسْتَلْبَثَ الوحيُّ، يسأَلُهما ويَسْتَشِيرُهما في فِراقِ أهلِه، قالت: فأما أسامةُ أشارَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالذي يَعْلَمُ مِن بَراءَةِ أهلِه، وبالذي يعلم لهم في نفسِه، فقال أسامة: أَهْلُك، ولا نعلمُ إلا خيرًا. وأما عليٌّ فقال: يا رسولَ اللهِ، لم يُضَيِّقِ اللهُ عليك، والنساءُ سِواها كثيرٌ، وسلِ الجاريةَ تَصْدُقْك.

قالت: فدعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ، فقال: أَيْ بريرةُ، هل رأيتِ شيءً يُرِيبُك؟ قالت له بريرةُ: والذي بعثَك بالحقِّ، ما رأيتُ عليها أمرًا قطُّ أُغْمِصُه أكثرَ مِن أنها جاريةٌ حديثةُ السنِّ، تنامُ عن عجينِ أهلِها، فتأتي الداجنَ فتأكلُه.

قالت: فقام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن يومِه فاستَعَذَرَ مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ، وهو على المنبرِ، فقال: (يا معشرَ المسلمين، مَن يَعْذُرُني مِن رجلٍ قد بلَغَني عنه أذاه في أهلي، واللهِ ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ما علمتُ عليه إلا خيرًا وما يَدْخُلُ على أهلي إلا معي). قالت: فقام سعدُ بنُ معاذٍ أخو بني عبدِ الأَشْهَلِ فقال: أنا يا رسولَ اللهِ أَعْذُرُكَ، فإن كان مِن الأَوْسِ ضَرَبْتُ عنقَه، وإن كان مِن إخوانِنا مِن الخَزْرَجِ، أمرْتَنا ففَعَلْنا أمرَك. قالت: فقام رجلٌ مِن الخَزْرَجِ، وكانت أمُّ حسانٍ بنتَ عمِّه مِن فِخِذِه، وهو سعدُ بنُ عُبَادَةَ، وهو سيدُ الخَزْرَجِ، قالت: وكان قبلَ ذلك رجلًا صالحًا، ولكن احتَمَلَتْه الحَمِيَّةُ، فقال لسعدٍ: كذَبْتَ لعَمْرُ اللهِ لا تَقْتُلُه، ولا تَقْدِرُ على قتلِه، ولو كان مِن رَهْطِك ما أَحْبَبْتُ أن يُقْتَلَ. فقام أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وهو ابنُ عمِّ سعدٍ، فقال لسعدِ بنِ عبادةَ: كذَبْتَ لعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّه، فإنك منافقٌ تُجادِلُ عن المنافقين. قالت: فثار الحيَّان الأَوْسُ والخَزْرَجُ، حتى هموا أن يَقْتَتِلوا، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قائمٌ على المنبرِ، قالت: فلم يزَلْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخْفِضُهم، حتى سكتوا وسكتَ، فبَكَيْتُ يومي ذلك كلَّه لا يَرْقَأُ لي دمعٌ ولا أكتَحِلُ بنومٍ.

قالت: وأصبح أبويَّ عندي، قد بكَيْتُ ليلتين ويومًا ، ولا يَرْقَأُ لي دمعٌ لا أكْتَحِلُ بنومٍ ، حتى إني لأظنُّ أن البكاءَ فالقٌ كبدي ، فبينا أبوايَّ جالسان عندي وأنا أبكي ، فاستأَذَنَتْ عليَّ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأَذِنْتُ لها ، فجلَسَتْ تبكي معي ، قالت: فبينا نحن على ذلك دخَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم علينا فسلَّمَ ثم جَلَسَ، قالت: لم يَجْلِسْ عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لَبِثَ شهرًا لا يُوحى إليه في شأني بشيءٍ، قالت: فتَشَهَّدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين جَلَسَ، ثم قال: (أما بعدُ؛ ياعائشةُ، إنه بلَغَني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً، فسُيُبَرِّئُك اللهُ، وإن كنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ، فاستغفري اللهَ وتوبي إليه، فإن العبدَ إذا اعتَرَفَ ثم تابَ، تابَ اللهُ عليه). قالت عائشة : فلما قضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مقالتَه قَلُصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قطرةً، فقلتُ لأبي: أَجِبْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال، فقال أبي: والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: أجيبي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت أمي: واللهِ ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .

فقلت: وأنا جاريةٌ حديثةُ السنِّ لا أقرأُ مِن القرآنِ كثيرًا: إني واللهِ لقد علمتُ: لقد سمعتم هذا الحديثَ حتى استقرَّ في أنفسِكم وصدقتم به ، فلئِن قلتُ لكم: إني بريئةٌ، لا تصدقوني، ولئن اعترَفْتُ لكم بأمرٍ، والله يعلمُ أني منه بريئةٌ، لتُصَدِّقُنِّي، فواللهِ لا أَجِدُ لي ولكم مثلًا إلا أبا يوسفَ حين قال: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون .

ثم تحوَّلْتُ واضطَجَعْتُ على فراشي، واللهُ يعلمُ أني حِينئِذٍ بريئةٌ ، وأن اللهَ مُبَرِّئي ببراءتي ، ولكن واللهِ ما كنتُ أظنُّ أن اللهَ مُنْزِلٌ في شأني وحْيًا يُتْلَى ، لشأني في نفسي كان أحقرُ مِن أن يَتَكَلَّمَ اللهُ فيَّ بأمرٍ ، ولكني كنتُ أرجو أن يَرى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النومِ رؤيا يُبَرِّئُني اللهُ بها ، فواللهِ ما رامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مجلسَه، ولا خرَجَ أحدٌ مِن أهلِ البيتِ، حتى أُنْزِلَ عليه ، فأَخَذَه ما كان يَأْخُذُه مِن البُرَحَاءِ ، حتى إنه لَيَتَحَدَّرُ منه العرقُ مثلَ الجُمَانِ، وهو في يومٍ شاتٍ ، مِن ثِقَلِ القولِ الذي أُنْزِلَ عليه، قالت: فسُرِّىَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَضْحَكُ ، فكانت أول كلمةٌ تَكَلَّمَ بها أن قال : يا عائشةُ ، أما والله فقد برَّأَكِ . فقالت لي أمي : قومي إليه. فقلت: واللهِ لا أقومُ إليه ، فإني لا أحمدُ إلا اللهَ عز وجل، قالت: وأنزل اللهُ تعالى : (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم). العشر الآيات، ثم أنزل اللهً هذا في براءتي،

قال أبو بكر الصديق، وكان يُنْفِقُ على مِسْطَحِ بنِ أَثَاثَةَ؛ لِقَرابِتِه منه وفقرِه: واللهِ لا أُنْفِقُ على مِسْطَحٍ شيئًا أبدًا ، بعد الذي قال لعائشةَ ما قال. فأنزل اللهُ: ولا يأتل أولوا الفضل منكم - إلى قوله - غفور رحيم . قال أبو بكر الصديق: بلى واللهِ إني لَأُحِبُّ أن يًغْفِرَ اللهُ لي ، فرجَعَ إلى مِسْطَحٍ النفقةَ التي يُنْفِقُ عليه، وقال: واللهِ لا أَنْزِعُها منه أبدًا.

قالت عائشةُ: وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سألَ زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري، فقال لزينبَ: (ماذا علِمْتِ ، أو رأيتِ؟) فقالت: يا رسولَ اللهِ، أحمي سمعي وبصري، واللهِ ما علمتُ إلا خيرًا. قالت عائشةُ: وهي التي كانت تُساميني مِن أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فعَصَمَها اللهُ بالورعِ. قالت: وطَفِقَتْ أختُها تُحَاربُ لها، فهلَكَتْ فيمَنْ هَلَكَ.

قال ابنُ شهابٍ: فهذا الذي بَلَغَني مِن حديثِ هؤلاء الرَّهْطِ . ثم قال عروةُ : قالت عائشةُ: واللهِ إن الرجلَ الذي قيل له ما قيل لَيَقولُ: سبحانِ اللهِ! فوالذي نفسي بيدِه ما كَشَفْتُ مِن كَنَفِ أنثى قطُّ، قالت: ثم قُتِلَ بعدَ ذلك في سبيلِ اللهِ. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4141 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 7613
التخريج : أخرجه البخاري (4141) واللفظ له، ومسلم (2770)

=============
(حديث مرفوع) حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ ، ثَنَا أَبُو مُعَاذٍ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَرْقَمِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "أُهْدِيَتْ مَارِيَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا، قَالَتْ: فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَقْعَةً، فَاسْتَمَرَّتْ حَامِلا، قَالَتْ: فَعَزَلَهَا عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا، قَالَتْ: فَقَالَ أَهْلُ الإِفْكِ وَالزُّورِ: مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى الْوَلَدِ ادَّعَى وَلَدَ غَيْرِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ قَلِيلَةَ اللَّبَنِ، فَابْتَاعَتْ لَهُ ضَائِنَةَ لَبُونٍ، فَكَانَ يُغَذَّى بِلَبَنِهَا، فَحَسُنَ عَلَيْهِ لَحْمُهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَدُخِلَ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: (كَيْفَ تَرَيْنَ؟) فَقُلْتُ: مَنْ غُذِّيَ بِلَحْمِ الضَّأْنِ يَحْسُنُ لَحْمُهُ. قَالَ: (وَلا الشَّبَهُ؟!)، قَالَتْ: فَحَمَلَنِي مَا يَحْمِلُ النِّسَاءَ مِنَ الْغَيْرَةِ أَنْ قُلْتُ: مَا أَرَى شَبَهًا. قَالَتْ: وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: (خُذْ هَذَا السَّيْفَ، فَانْطَلِقْ فَاضْرِبْ عُنُقَ ابْنِ عَمِّ مَارِيَةَ حَيْثُ وَجَدْتَهُ)، قَالَتْ: فَانْطَلَقَ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ عَلَى نَخْلَةٍ يَخْتَرِفُ رُطَبًا، قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عَلِيٍّ وَمَعَهُ السَّيْفُ، اسْتَقْبَلَتْهُ رِعْدَةٌ. قَالَ: فَسَقَطَتِ الْخِرْقَةُ، فَإِذَا هُوَ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَا لِلرِّجَالِ شَيْءٌ مَمْسُوحٌ". ()

الحاكم النيسابوري ( المستدرك على الصحيحين ) رقم الحديث: 6875

بهاء الدين شلبي 08-23-2018 07:04 PM

تقول عائشة: (فقلتُ لأمي: يا أمتاه، ماذا يَتَحَدَّثُ الناسُ؟ قالت: يا بُنَيَّةُ، هوِّني عليك، فواللهِ لقلَّما كانت امرأةٌ قطُّ وَضِيئَةً عندَ رجلٍ يُحِبُّها، لها ضرائرُ، إلا أكثرْنَ عليها).

وهنا أم رومان والدة عائشة وزوج أبي بكر تتهم أمهات المؤمنين كذبا بالقذف لمواساة ابنتها وتخفيف عنها مما هي فيه فتقول: (إلا أكثرْنَ عليها)، أي أكثرن عليها القول والتهم الكاذبة.

بهاء الدين شلبي 08-23-2018 10:56 PM

قالت: وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه ، وهم يَحْسِبون أني فيه ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا،

أنها كانت مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ وهي جاريةٌ فقال لأصحابِه: (تقدَّموا) فتقدَّموا ثم قال: (تعالَيْ أُسابقُكِ) فسابقتُه فسبقتُه على رجلي فلما كان بعد خرجتُ معه في سفرٍ فقال لأصحابِه: (تقدَّموا) ثم قال (تعالَيْ أُسابقُكِ) ونسيتُ الذي كان وقد حمَلتُ اللحمَ فقلتُ: وكيف أُسابقُكَ يا رسولَ اللهِ وأنا على هذه الحالِ؟ فقال: (لَتفعَلِنَّ) فسابقتُه فسبقَني فقال: (هذه بتلكِ السَّبقةِ). الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم: 5/327 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين

بودادو 08-23-2018 11:02 PM

كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أرادَ سفرًا أَقْرَعَ بينَ أزواجِه، فأيَّتُهنَّ خرَجَ سهمُها خرَجَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معه ، قالت عائشةُ: فأقرَعَ بينَنا في غزوةٍ غزاها، فخرَجَ فيها سهمي، فخرَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ ما أُنْزِلَ الحجابُ، فكُنْتُ أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأُنْزَلُ فيه، فسِرْنا حتى إذا فَرَغَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من غزوتِه تلك وقَفَلَ ، ودَنَوْنا مِن المدينةِ قافلين ، آذَنَ ليلةً بالرحيلِ ، فقُمْتُ حينَ آذَنوا بالرَّحيلِ ، فمَشَيْتُ حتى جاوزْتُ الجيشَ ، فلما قَضَيتُ شأني أقبَلْتُ إلى رَحْلي ، فلَمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ ظَفَارِ قد انقطَعَ! فرَجَعْتُ فالتَمَسْتُ عِقْدي؛ فحَبَسَني ابتغاؤُه،

قالت: وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه ، وهم يَحْسِبون أني فيه ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا، ووَجَدْتُ عِقْدي بعدَ ما استمَرَّ الجيشُ ، فجِئْتُ منازلَهم وليس بها منهم داعٍ ولا مجيبٌ ، فتَيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ فيه ، وظَنَنْتُ أنهم سيَفْقِدوني فيَرجِعون إليَّ ، فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلَبَتْني عيني فنِمْتُ ، وكان صفوانُ بنُ المُعطِّل السُّلَمِيُّ ثم الذَّكْوَانِيُّ مِن وراءِ الجيشِ ، فأصبحَ عندَ منزلي ، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني ، وكان رآني قبلَ الحجابِ ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني ، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي ، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه ، وهوى حتى أناخَ راحلتَه ، فوَطِئَ على يدِها ، فقُمْتُ إليها فركِبْتُها ، فانطلَقَ يَقُودُ بي الراحلةَ حتى أَتَيْنا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرةِ وهم نُزُولٌ .

في الرواية المنسوبة لعائشة أم المؤمنين عدة تضاربات؛ أولها ذكر تفاصيل لم يكن الراوي حاضرا ليشهدها ثم يرويها،
بحسب السياق تأخرت أم المؤمنين عن هودجها ابتغاء العثور على عقدها ( فرَجَعْتُ فالتَمَسْتُ عِقْدي؛ فحَبَسَني ابتغاؤُه )، لكن جاء في الرواية تفاصيل عن ما قام به حملة الهودج
أقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه ، وهم يَحْسِبون أني فيه ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا،)


ثانيا نلاحظ أن من كتب الأثر حاول جاهدا تبرير خطأ فادح في الرواية وهو عدم تمييز الرهط بين وزن الهودج فارغا وبين وزنه وأم المؤمنين بداخله وهذا لا يقبله عاقل، حتى وان سلمنا بالتبريرات الواهية التي قالت أنها كانت جارية حديثة السن و أنها كانت خفيفة الوزن وفرضنا جدلا أنهم لم يستغربوا سكون الراكب وسكوته أثاء رفع الهودج من على الأرض ووضعه على البعير، فهذا لا يمنع أبدا احساس الحملة بثقلها من عدمه حتى لو كان وزنها ثلاثين كيلوغرام أو أقل، فقد كان لها رهط خاصين بها بحسب الرواية ( الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي) أي أن عضلاتهم أعتادت على ذلك الوزن المقسم بينهم فاذا رفعوا الهودج وهم يعتقدون ان أم المؤمنين بداخله فسيتعملون نفس الجهد والقوة المستعملة في آخر توقف (قد يلزم نزول الراكب عدة مرات خلال الرحلة لقضاء حاجته أو ليرتاح البعير ويأكل ويشرب) فحتما سيشعر على الأقل أحدهم بالتغيير الكبير في وزن الهودج.

وأعتقد والله أعلم أن من حاول تبرير الخطأ ليس من كتبه في المقام الأول بل هو كاتب آخر فما الحكمة من كتابة عذر واهي ثم محاولة تبريره، كان ذلك سيزيد من احتمال كشف الناس لتدليسه والأولى أن يتراجع عنه ويحدفه لا أن يزيد الطين بلة.

ثالثا مرة أخرى يصف الراوي تفاصيل لم يكن شاهدا عليها اذ جاء في الرواية أن أم المؤمنين نامت في المنزل ( فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلَبَتْني عيني فنِمْتُ) مع ذلك نجد وصف لما قام به صفوان بن المعطل أثناء نومها ( وكان صفوانُ بنُ المُعطِّل السُّلَمِيُّ ثم الذَّكْوَانِيُّ مِن وراءِ الجيشِ ، فأصبحَ عندَ منزلي ، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني ، وكان رآني قبلَ الحجابِ )

بهاء الدين شلبي 08-23-2018 11:17 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بودادو http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

في الرواية المنسوبة لعائشة أم المؤمنين عدة تضاربات؛ أولها ذكر تفاصيل لم يكن الراوي حاضرا ليشهدها ثم يرويها،


الراوي هي عائشة نفسها، ويغلب الظن أن الرواية منسوبة كذبا إليها، ففيها من الثغرات الكثير، مما لا يفوت على مثلها الوقوع فيها.



الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4141 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 7613
التخريج : أخرجه البخاري (4141) واللفظ له، ومسلم (2770)

بودادو 08-23-2018 11:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31788)
الراوي هي عائشة نفسها، ويغلب الظن أن الرواية منسوبة كذبا إليها، ففيها من الثغرات الكثير، مما لا يفوت على مثلها الوقوع فيها.



الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4141 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 7613
التخريج : أخرجه البخاري (4141) واللفظ له، ومسلم (2770)

نعم، وهي من قصدت ب (الراوي) اذ يضعها السياق في مكان ثم نجدها تروي تفاصيل تحدث في نفس الوقت في مكان آخر، هذه المغالطة موجودة بكثرة في الأحاديث والآثار الموضوعة

طمطمينة 08-25-2018 12:04 PM

اقتباس:

قالت: وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه، وهم يَحْسِبون أني فيه، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا
يقال :
والجارِيَةُ: الفَتِيَّةُ من النساء بيِّنةُ الجَرَاية ( لسان العرب)

جَراية: (اسم)
الجَرَايَةُ : الصِّبَا ، جارية بَيِّنة الجَراية ( قاموس المعاني)

والسيدة عائشة قال ان الحادثة وقعت بعد نزول آية الحجاب :

اقتباس:

كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أرادَ سفرًا أَقْرَعَ بينَ أزواجِه، فأيَّتُهنَّ خرَجَ سهمُها خرَجَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معه ، قالت عائشةُ: فأقرَعَ بينَنا في غزوةٍ غزاها، فخرَجَ فيها سهمي، فخرَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ ما أُنْزِلَ الحجابُ، فكُنْتُ أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأُنْزَلُ فيه، فسِرْنا حتى إذا فَرَغَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من غزوتِه تلك وقَفَلَ ، ودَنَوْنا مِن المدينةِ قافلين ، آذَنَ ليلةً بالرحيلِ ، فقُمْتُ حينَ آذَنوا بالرَّحيلِ ، فمَشَيْتُ حتى جاوزْتُ الجيشَ ، فلما قَضَيتُ شأني أقبَلْتُ إلى رَحْلي ، فلَمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ ظَفَارِ قد انقطَعَ! فرَجَعْتُ فالتَمَسْتُ عِقْدي؛ فحَبَسَني ابتغاؤُه،
وآية الحجاب مذكورة في سورة الاحزاب ، التي نزلت في السنة الخامسة من الهجرة :

قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا) [ الأحزاب: 53]

غزوات الرسول محمد

غزوة الخندق (وتُسمى أيضاً غزوة الأحزاب) هي غزوة وقعت في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة (الموافق مارس 627م) بين المسلمين بقيادة رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم) ، والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية.
المصدر:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA...86%D8%AF%D9%82


* أي كان عمر السيدة عائشة12- 13 سنة ( اذا تمّ اتباع المصادر التي تقول بانه بُنِيَ بها في العام الأول من الهجرة وهي بنت تسع سنين):

- تزوج رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عائشةَ بعد موتِ خديجةَ بثلاثِ سنينَ ، وعائشةُ يومئذٍ ابنةُ ستّ سنينَ ، وبنَى بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهي ابنةُ تسعِ سنينَ ، وماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعائشةُ ابنةُ ثمانِ عشرةَ سنة
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الصغير للبيهقي
الصفحة أو الرقم: 3/22 | خلاصة حكم المحدث : رواه البخاري مرسلاً، ورواه مسلم عن هشام موصولاً

- يعني هي ليست طفلة لا يحسون بوزنها عندما يحملونها على الهودج ، بل هي كانت أقرب الى المراهقة والشباب من الناحية الجسمانية ، اي اصبح لها ثقل ووزن .

والله اعلم

طمطمينة 08-25-2018 12:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31786)
قالت: وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه ، وهم يَحْسِبون أني فيه ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا،

أنها كانت مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ وهي جاريةٌ فقال لأصحابِه: (تقدَّموا) فتقدَّموا ثم قال: (تعالَيْ أُسابقُكِ) فسابقتُه فسبقتُه على رجلي فلما كان بعد خرجتُ معه في سفرٍ فقال لأصحابِه: (تقدَّموا) ثم قال (تعالَيْ أُسابقُكِ) ونسيتُ الذي كان وقد حمَلتُ اللحمَ فقلتُ: وكيف أُسابقُكَ يا رسولَ اللهِ وأنا على هذه الحالِ؟ فقال: (لَتفعَلِنَّ) فسابقتُه فسبقَني فقال: (هذه بتلكِ السَّبقةِ). الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم: 5/327 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين

- هناك روايات تخص سباق عائشة للرسول وزيادة وزنها يُذكر فيها انّهما كانا على سفر .. (ممكن يكون عمرة .. ممكن يكون سفر عادي .. لكن ان يكون سفر يخص معركة وغزوة وقتال وبعدها يقول لها لنتسابق فهذا فيه نظر )، وهي روايات منفصلة عن حادثة الإفك :

- أنها كانت مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ وهي جاريةٌ ( قالت : لم أحملِ الَّلحمَ ولم أُبدُنْ ) فقال لأصحابه : تقدَّموا فتقدَّموا ثم قال : تعالَيْ أُسابقُك فسابقتُه فسبقتُه على رجليَّ فلما كان بعدُ ( وفي روايةٍ فسكت عني حتى إذا حملتُ اللحمَ وبدُنتُ ونسيتُ ) خرجتُ معه في سفرٍ فقال لأصحابِه تقدَّموا فتقدَّموا ثم قال : تَعالَيْ أسابقُك ونسيتُ الذي كان وقد حملتُ اللحمَ فقلتُ كيف أُسابقُك يا رسولَ اللهِ وأنا على هذا الحالِ ؟ فقال : لَتفْعَلِنَّ فسابقتُه فسبقَني فجعل يضحكُ وقال : هذه بتلكَ السَّبقةِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة

الصفحة أو الرقم: 1/254 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين

----------------------------

- أنها كانت مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ ، وهي جاريةٌ [ قالت : لم أَحْمِلِ اللَّحمَ ، ولم أَبْدُنْ ] ، فقال لأصحابِه : تَقَدَّموا ، [ فتَقَدَّموا ] ، ثم قال : تَعَالَيْ أُسَابِقْكِ ، فسابقتُه ، فسَبَقْتُه على رِجْلَيَّ ، فلما كان بعدُ ، خرجتُ معه في سفرٍ ، فقال لأصحابِه : تَقَدَّموا ، ثم قال : تَعَالَيْ أُسَابِقْكِ ، ونَسِيتُ الذي كان ، وقد حَمَلْتُ اللَّحمَ ، [ وبَدُنْتُ ] ، فقلتُ : كيف أَسابِقُكَ يا رسولَ اللهِ وأنا على هذه الحالِ ؟ فقال : لَتَفْعَلِنَّ ، فسابقتُه ، فسبقني ، ف [ جعل يضحكُ ، و ] قال : هذه بتِلْكِ السَّبْقةِ .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : آداب الزفاف

الصفحة أو الرقم: 204 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح |

------------------------------

- أنها كانت مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ وهي جاريةٌ فقال لأصحابِه تقدَّموا فتقدَّموا ثم قال تعالَيْ أُسابقُكِ فسابقتُه فسبقتُه على رجلي فلما كان بعد خرجتُ معه في سفرٍ فقال لأصحابِه تقدَّموا ثم قال تعالَيْ أُسابقُكِ ونسيتُ الذي كان وقد حمَلتُ اللحمَ فقلتُ وكيف أُسابقُكَ يا رسولَ اللهِ وأنا على هذه الحالِ فقال لَتفعَلِنَّ فسابقتُه فسبقَني فقال هذه بتلكِ السَّبقةِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل

الصفحة أو الرقم: 5/327 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين |

والله اعلم

ميراد 08-26-2018 08:46 PM

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

الايات في سورة النور لم تصرح باسم أي من زوجات النبي عليه الصلاة و السلام, و عليه نتيجة أي بحث يرجح النزول في إحداهن هو ليس طعن في عرض الاخرى, و إن تبين لنا أن الايات لم تنزل في أي أحد من زوجاته صلى الله عليه و سلم و أنها أيات تشريعية عامة, فامهات المؤمنيين فوق أي شبهات و عرضه صلى الله عليه و سلم محفوظ.


و يجب أن نتنبه أن الرسول عليه الصلاة و السلام على غرار ما لقيه من سبقه من الرسل و الأنبياء مستهدف و أعداء الدين يتلقفون أي كذبة ليبنوا عليها ألاف القصص الكاذبة و تلفيقها, و ذلك ضربا في مصداقية رسالته النقية الصادقة حتى يطفئوا نور الله لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون. و لهذا ينهى الله المؤمنين ان يفعلوا فعل اليهود مع نبيهم عليهم الصلاة و السلام و قد تعرضوا له بالاذى.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا ﴿الأحزاب: ٦٩﴾

ميراد 08-26-2018 08:46 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

والسيدة عائشة قال ان الحادثة وقعت بعد نزول آية الحجاب :

وآية الحجاب مذكورة في سورة الاحزاب ، التي نزلت في السنة الخامسة من الهجرة :

قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَا

للَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا) [ الأحزاب: 53]




أظن أن الآية التي تقصد أمنا عائشة رضي الله عنها و سائر أمهات المؤمنين, قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿الأحزاب: ٥٩﴾.
كما يتضح في هذه الرواية عندما تشرح أمنا عائشة كيف خمرت وجهها لما أفاقت من غفوتها ووجهها مكشوف :


قالت: وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه ، وهم يَحْسِبون أني فيه ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا، ووَجَدْتُ عِقْدي بعدَ ما استمَرَّ الجيشُ ، فجِئْتُ منازلَهم وليس بها منهم داعٍ ولا مجيبٌ ، فتَيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ فيه ، وظَنَنْتُ أنهم سيَفْقِدوني فيَرجِعون إليَّ ، فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلَبَتْني عيني فنِمْتُ ، وكان صفوانُ بنُ المُعطِّل السُّلَمِيُّ ثم الذَّكْوَانِيُّ مِن وراءِ الجيشِ ، فأصبحَ عندَ منزلي ، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني ، وكان رآني قبلَ الحجابِ ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني ، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي ، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه ، وهوى حتى أناخَ راحلتَه ، فوَطِئَ على يدِها ، فقُمْتُ إليها فركِبْتُها ، فانطلَقَ يَقُودُ بي الراحلةَ حتى أَتَيْنا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرةِ وهم نُزُولٌ .

راوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4141 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 7613
التخريج : أخرجه البخاري (4141) واللفظ له، ومسلم (2770)

بهاء الدين شلبي 08-26-2018 09:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

الايات في سورة النور لم تصرح باسم أي من زوجات النبي عليه الصلاة و السلام, و عليه نتيجة أي بحث يرجح النزول في إحداهن هو ليس طعن في عرض الاخرى, و إن تبين لنا أن الايات لم تنزل في أي أحد من زوجاته صلى الله عليه و سلم و أنها أيات تشريعية عامة, فامهات المؤمنيين فوق أي شبهات و عرضه صلى الله عليه و سلم محفوظ.

وهل في ظنك أن أحد المنافقين يستطيع أن يطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم بغير بينة أو حتى شبهة؟ لو فعل سيكون أحمق بما تحمله الكلمة من معنى، لأنه هكذا فضح نفاقه، وكأنه يشهر بنفسه، وهذا ينفي تماما أن الإفك كان متعلقا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن إلصاق هذه الفرية بأهله نتاج صراع مذهبي بين السنة والشيعة، هؤلاء يطعنون، وأولئك يبرؤون، ونحن بينهم كالمغفلون، نسمع من هنا وهناك ولا نعقل.

وحين يقول تعالى في آية التبريء: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَـئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [النور: ٢٦] فمن هم المبرؤون هنا؟ عائشة وصفوان بن المُعطَّل السُّلمي، أم مارية القبطية ومأبور القبطي؟

فإذا كانت عائشة مبرأة فكذلك صفوان بن المعطل مبرأ، فالتبرئة لم تنزل بخصوص عائشة وحدها فقط، فلما تؤثر وحدها بالفضل دونه؟ إلا أن هناك من يتلاعب بالنصوص لتأجيج الفتنة بين السنة والشيعة والقصة كلها ملفقة منهما.

ميراد 08-27-2018 12:15 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
وهل في ظنك أن أحد المنافقين يستطيع أن يطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم بغير بينة أو حتى شبهة؟ لو فعل سيكون أحمق بما تحمله الكلمة من معنى، لأنه هكذا فضح نفاقه، وكأنه يشهر بنفسه، وهذا ينفي تماما أن الإفك كان متعلقا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن إلصاق هذه الفرية بأهله نتاج صراع مذهبي بين السنة والشيعة، هؤلاء يطعنون، وأولئك يبرؤون، ونحن بينهم كالمغفلون، نسمع من هنا وهناك ولا نعقل.

وحين يقول تعالى في آية التبريء: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَـئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [النور: ٢٦] فمن هم المبرؤون هنا؟ عائشة وصفوان بن المُعطَّل السُّلمي، أم مارية القبطية ومأبور القبطي؟

فإذا كانت عائشة مبرأة فكذلك صفوان بن المعطل مبرأ، فالتبرئة لم تنزل بخصوص عائشة وحدها فقط، فلما تؤثر وحدها بالفضل دونه؟ إلا أن هناك من يتلاعب بالنصوص لتأجيج الفتنة بين السنة والشيعة والقصة كلها ملفقة منهما.


أكيد هناك تلاعب بالنصوص و تحريف للكلم من بعد مواضعه, و المستفيد من ذلك هو من يحب أن تشيع الفاحشة بين المسلمين, و نحن لا نتردد في ترديد هذه الاشاعات و نحسب انفسنا نصنع خيرا. و سبحان الله هذه الحادثة هي الأكثر تداولا بين المسلمين تكاد لا تخلوا منها خطبة أو موعظة !!!.


في حين نجد أن الروائيين يحصرون النفاق في عبد الله بن أبي و كلما تعرضو لحادثة فيها منافق نسبوها اليه وألصقوها به, و هذا غريب كأنه لم يكن في عهد النبي منافق غيره؟؟!!.
و هذا خطير حتى إن مات انتهى معه النفاق و صار الذين من بعده مؤمنون خالصون لم يبقى بينهم و بين الجنة الا أن يقبض الله أرواحهم.



قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١﴾ لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿١٢﴾ لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٣﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٤﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿١٦﴾ يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧﴾ وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٨﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٠﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢١﴾ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٤﴾ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّـهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴿٢٥﴾) [النور].
نلاحظ من خلال هذه الايات أن الخطاب بصيغة الجمع, و لم يفرد في أي آية لو كان الأمر يتعلق برسول الله عليه الصلاة و السلام لخصص الله تعالى كما فعل في عديد من الآيات التي تخص بيته و أهله صلى الله عليه و سلم.


كما أن الله يتكلم في هذه الايات عن عصبة أي من العشرة الى الاربعيين[1] [..إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ..] و الروايات تحصرهم في ثلاثة و بعضهم زاد الى الأربعة,و منه يتضح أن القرآن جاء بهذه الآيات لمعالجة آفة اجتماعية بدءت تنخر في المجتمع و تهدد تماسكه.


و الله أعلم.

___________
1_لسان العرب :العُصبَة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين.

ميراد 08-27-2018 12:19 AM

هناك عدة ثغرات في روايات الافك مما يدعو الى الريبة, فتجد التبرير الزائد لما نسب من كلام لأمنا عائشة رضوان الله عليها في هذه الروايات, ثم أنها لم تكلم أحدا ممن ساق راحلتها و هذا ليس فيه نهي و قد أحل الله لهن التواصل مع الأجنبي وراء حجاب و قد تبين أنها تتنقل في هودج.


و التقول زورا و بهتانا على النبي صلى الله عليه و سلم أنه يظن بأهله سوءا, ثم أنه يتحرى عن أهله و يسأل احدى زوجاته تارة و يسأل بريرة مرة أخرى, و كأنه ليس هو من أنزل عليه قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴿الحجرات: ١٢﴾.
فإن جعلنا مرجعنا القرآن و عرضنا عليه هذه الحركات و السكنات للنبي صلى الله عليه و سلم وأهله تبين لنا مدى التلفيق و الافتراء في هذه النصوص.

ميراد 08-27-2018 12:22 AM

عرضت لي شبهة أثناء استعراضي للروايات التي جاءت فيما سمي بحادثة الافك, و هو عملية اقتراع النبي صلى الله عليه و سلم بين أزواجه في أيهن تخرج معه في غزواته, و هل من العدل الاقتراع [لخضوع هذا الامر للحظ و لا يمكن التنبؤ بنتيجته] و بدى لي أن الخروج مع النبي صلى الله عليه و سلم بالدور أقرب للعدل.

لعلي أستفيد من أراء الأعضاء حول هذا الموضوع.

طمطمينة 08-27-2018 12:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد (المشاركة 31810)
أظن أن الآية التي تقصد أمنا عائشة رضي الله عنها و سائر أمهات المؤمنين, قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿الأحزاب: ٥٩﴾.
كما يتضح في هذه الرواية عندما تشرح أمنا عائشة كيف خمرت وجهها لما أفاقت من غفوتها ووجهها مكشوف :


قالت: وأقبلَ الرَّهْطُ الذين كانوا يَرْحَلُون لي، فاحتملوا هُوْدَجي، فرَحَلوه على بعيري الذي كنتُ أركَبُ عليه ، وهم يَحْسِبون أني فيه ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خِفَافًا لم يَهْبُلْنَ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ؛ إنما يأكُلْنَ العَلَقَةَ مِن الطعامِ ، فلم يَسْتَنْكِرِ القومُ خِفَةَ الهَوْدَجِ حينَ رَفعوه وحملوه، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثوا الجملَ فساروا، ووَجَدْتُ عِقْدي بعدَ ما استمَرَّ الجيشُ ، فجِئْتُ منازلَهم وليس بها منهم داعٍ ولا مجيبٌ ، فتَيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ فيه ، وظَنَنْتُ أنهم سيَفْقِدوني فيَرجِعون إليَّ ، فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلَبَتْني عيني فنِمْتُ ، وكان صفوانُ بنُ المُعطِّل السُّلَمِيُّ ثم الذَّكْوَانِيُّ مِن وراءِ الجيشِ ، فأصبحَ عندَ منزلي ، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني ، وكان رآني قبلَ الحجابِ ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني ، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي ، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه ، وهوى حتى أناخَ راحلتَه ، فوَطِئَ على يدِها ، فقُمْتُ إليها فركِبْتُها ، فانطلَقَ يَقُودُ بي الراحلةَ حتى أَتَيْنا الجيشَ مُوغِرِين في نَحْرِ الظَّهيرةِ وهم نُزُولٌ .

راوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4141 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 7613
التخريج : أخرجه البخاري (4141) واللفظ له، ومسلم (2770)


- أنَا أعلمُ الناسِ بهذهِ الآيةِ آيةِ الحجابِ ، لمَّا أُهْدِيَتْ زينبُ بنتُ جحشٍ رضيَ اللهُ عنها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانتْ معَهَ في البيْتِ ، صنَعَ طعامًا ودَعَا القومَ ، فقَعَدوا يتحدثُون ، فجَعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخرُجُ ثمَّ يرجعُ وهمْ قُعُودٌ يتحدثونَ ، فأنْزَلَ اللهُ تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ - إلى قوله - مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} . فضُرِبَ الحجابُ وقامَ القومُ .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4792 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

----------------------------------------

- بُنِيَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بزينبَ بنتِ جحشٍ بخبْزٍ ولحمٍ ، فَأُرْسِلْتُ على الطعامِ داعيًا ، فيجيءُ قومٌ فيأكلونَ ويخرجونَ ، ثمَّ يجيءُ قومٌ فيأكلونَ ويخرجونَ ، فدَعوْتُ حتى ما أجدُ أحدًا أدعُوا ، فقلتُ : يا نبيَّ اللهِ ما أجِدُ أحدًا أدعُوهُ ، قالَ : ( ارْفَعُوا طعامَكم ) وبَقِيَ ثلاثةُ رهْطٍ يتحدثُونَ في البيتِ ، فخرج النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فانْطَلَقَ إلى حُجْرَةِ عائشةَ ، فقالَ : ( السلامُ عليكمْ أهلَ البيتِ ورحمةُ اللهِ ) . فقالتْ : وعليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ ، كيفَ وجدْتَ أهلَكَ ، بارَكَ اللهُ لَكَ . فَتَقَرَّى حُجَرَ نسائِهِ كلِّهِنَّ ، يقولُ لهنَّ كما يقولُ لعائشَةَ ، ويقلنَ لهُ كمَا قالتْ عائشةُ ، ثم رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فإذَا ثلاثَةُ من رَهْطٍ في البيتِ يتحدثونَ ، وكانَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شديدَ الحياءِ ، فخرجَ منْطَلِقًا نحوَ حجرةِ عائشةَ ، فمَا أدْري : آخْبَرَته أو أُخْبِرَ أنَّ القومَ خرجوا ، فرجَعَ ، حتى إذا وضَعَ رجلَهُ في أُسْفكة الباب داخلة وأخرى خارجة ، أرخى الستر بيني وبينه ، وأنزلت آية الحجاب .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4793 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

--------------------------------------------------

- أنه كان ابنَ عشْرِ سنين ، مَقْدَمَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم المدينةَ ، فكان أمهاتي يُواظِبْنَنِي على خدمةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فخدَمْتُه عشْرَ سنين ، وتُوفِّيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنا ابنُ عشرين سنةً ، فكنت أعلمَ الناسِ بشأنِ الحجابِ حينَ أُنْزِلَ ، وكان أولَ ما أُنْزِلَ في مُبْتَنى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بزينبَ بنتِ جَحْشٍ ، أصبحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بها عروسًا ، فدعا القومَ فأصابوا مِن طعامٍ ، ثم خرجوا وبَقِيَ رَهْطٌ منهم عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فأطالوا المُكْثَ ، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فخَرَجَ ، وخرَجْتُ معه لكي يَخرجوا ، فمَشَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ومَشَيْتُ ، حتى جاء عَتَبَةَ حُجْرَةِ عائشةَ ، ثم ظنَّ أنهم خرجوا فرَجَعَ ورجَعْتُ معه ، حتى إذا دخَلَ على زينبَ فإذا هم جلوسٌ لم يقوموا ، فرَجَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ورَجَعْتُ معه ، حتى إذا بلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عائشةَ وظنَّ أنهم خرجوا فرَجَعَ ورَجَعْتُ معه فإذا هم قد خرجوا ، فضَرَبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيني وبينَه بالسِّرِّ ، وأُنْزِلَ الحجابُ .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5166 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

------------------------------------------

- أخبَرني أنسُ بنُ مالكٍ أنَّه كان ابنَ عشرِ سنينَ مَقدَمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ فكُنَّ أمَّهاتي يُحرِّضْنَني على خِدمةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ( فخدَمْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرًا حياتَه بالمدينةِ وتُوفِّي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا ابنُ عشرينَ سنةً قال: وكُنْتُ أعلمَ النَّاسِ بشأنِ الحجابِ حينَ أُنزِل لقد كان أُبَيُّ بنُ كعبٍ يسأَلُني عنه قال: وكان أوَّلَ ما أُنزِل في مُبتنى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بزينبَ بنتِ جحشٍ، أصبح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بها عروسًا فدعا القومَ فأصابوا مِن الطَّعامِ وخرَجوا وبقي منهم رهطٌ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأطالوا المُكْثَ فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج وخرَجْتُ معه لكي يخرُجوا فمشى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمشَيْتُ معه حتَّى جاء عَتبةَ حُجرةِ عائشةَ ثمَّ ظنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهم قد خرَجوا فرجَع ورجَعْتُ معه حتَّى دخَل على زينبَ وإذا هم جلوسٌ لم يقوموا فرجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجَعْتُ معه حتَّى بلَغ عَتبةَ حُجرةِ عائشةَ فظنَّ أنَّهم قد خرَجوا فرجَع ورجَعْتُ فإذا هم قد خرَجوا فضرَب بينَهم وبينَه سِترًا وأُنزِل الحجابُ )

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 5145 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه |

-----------------------------

- عن أنَسِ بنِ مالكٍ أنَّه كان ابنَ عَشْرِ سِنينَ حينَ قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ قال وكان أُمَّهاتي تُواظِبْنَني على خِدمةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال فخدَمْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَشْرًا حياتَه بالمدينةِ تُوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا ابنُ عِشرينَ سَنةً قال وكُنْتُ أعلَمَ النَّاسِ بشأنِ الحِجابِ حينَ أُنزِل لقد كان أُبَيُّ بنُ كَعبٍ يسأَلُني عنه قال فكان أوَّلَ ما أُنزِل في مُبْتَنى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بزَيْنَبَ بنتِ جَحْشٍ أصبَح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بها عَرُوسًا فدَعا القومَ فأصابوا مِن الطَّعامِ ثمَّ خرَجوا وبَقِي منهم عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأطالوا المُكْثَ فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج وخرَجْتُ معه لكيْ يخرُجوا فمشى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومشَيْتُ معه حتَّى جاء عَتَبةَ حُجرةِ عائشةَ ثمَّ نظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم أقَدْ خرَجوا فرجَع ورجَعْتُ معه حتَّى دخَل على زَيْنَبَ فإذا هم قد خرَجوا فضرَب بَيْني وبَيْنَهم وأُنزِلَتْ آيةُ الحِجابُ

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط
الصفحة أو الرقم: 8/191 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن الزهري بهذا التمام إلا يونس تفرد به حسان بن إبراهيم

------------------------------------------

امّا بخصوص الآية الكريمة :
قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) [الأحزاب: ٥٩]

فيمكن تصفح ماجاء في هذا الموضوع :

http://ezzman.com/vb/t2712/

طمطمينة 08-27-2018 01:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد (المشاركة 31816)
عرضت لي شبهة أثناء استعراضي للروايات التي جاءت فيما سمي بحادثة الافك, و هو عملية اقتراع النبي صلى الله عليه و سلم بين أزواجه في أيهن تخرج معه في غزواته, و هل من العدل الاقتراع [لخضوع هذا الامر للحظ و لا يمكن التنبؤ بنتيجته] و بدى لي أن الخروج مع النبي صلى الله عليه و سلم بالدور أقرب للعدل.

لعلي أستفيد من أراء الأعضاء حول هذا الموضوع.

- قالَت عائشَةُ: يا ابنَ أُختي كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لا يفضِّلُ بعضَنا على بعضٍ في القَسْم، من مُكثِهِ عِندنا، وَكانَ قلَّ يومٌ إلَّا وَهوَ يطوفُ علينا جميعًا، فيدنو مِن كلِّ امرأةٍ من غيرِ مَسيسٍ، حتَّى يبلغَ إلى الَّتي هوَ يومُها فيبيتَ عندَها
ولقَد قالَت سودةُ بنتُ زَمعةَ: حينَ أسنَّت وفرَقت أن يفارِقَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يا رسولَ اللَّهِ، يومي لعائشَةَ، فقبِلَ ذلِكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ منْها، قالت: نقولُ في ذلِكَ أنزلَ اللَّهُ تعالى وفي أشباهِها أراهُ قال: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا

الراوي : عروة بن الزبير بن العوام | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2135 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح |

في هذا الحديث يظهر ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يفضل احدى نساءه على الأخريات في القسم من المكوث عندهن ، كل واحدة ودورها ، وهذا يمكن ان يشير الى احترام الدور في كل شيئ ، حتى في الصحبة في السفر.

والله أعلم

بهاء الدين شلبي 08-27-2018 04:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
- أنَا أعلمُ الناسِ بهذهِ الآيةِ آيةِ الحجابِ ، لمَّا أُهْدِيَتْ زينبُ بنتُ جحشٍ رضيَ اللهُ عنها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانتْ معَهَ في البيْتِ ، صنَعَ طعامًا ودَعَا القومَ ، فقَعَدوا يتحدثُون ، فجَعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخرُجُ ثمَّ يرجعُ وهمْ قُعُودٌ يتحدثونَ ، فأنْزَلَ اللهُ تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ - إلى قوله - مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} . فضُرِبَ الحجابُ وقامَ القومُ .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4792 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

----------------------------------------

- بُنِيَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بزينبَ بنتِ جحشٍ بخبْزٍ ولحمٍ ، فَأُرْسِلْتُ على الطعامِ داعيًا ، فيجيءُ قومٌ فيأكلونَ ويخرجونَ ، ثمَّ يجيءُ قومٌ فيأكلونَ ويخرجونَ ، فدَعوْتُ حتى ما أجدُ أحدًا أدعُوا ، فقلتُ : يا نبيَّ اللهِ ما أجِدُ أحدًا أدعُوهُ ، قالَ : ( ارْفَعُوا طعامَكم ) وبَقِيَ ثلاثةُ رهْطٍ يتحدثُونَ في البيتِ ، فخرج النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فانْطَلَقَ إلى حُجْرَةِ عائشةَ ، فقالَ : ( السلامُ عليكمْ أهلَ البيتِ ورحمةُ اللهِ ) . فقالتْ : وعليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ ، كيفَ وجدْتَ أهلَكَ ، بارَكَ اللهُ لَكَ . فَتَقَرَّى حُجَرَ نسائِهِ كلِّهِنَّ ، يقولُ لهنَّ كما يقولُ لعائشَةَ ، ويقلنَ لهُ كمَا قالتْ عائشةُ ، ثم رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فإذَا ثلاثَةُ من رَهْطٍ في البيتِ يتحدثونَ ، وكانَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شديدَ الحياءِ ، فخرجَ منْطَلِقًا نحوَ حجرةِ عائشةَ ، فمَا أدْري : آخْبَرَته أو أُخْبِرَ أنَّ القومَ خرجوا ، فرجَعَ ، حتى إذا وضَعَ رجلَهُ في أُسْفكة الباب داخلة وأخرى خارجة ، أرخى الستر بيني وبينه ، وأنزلت آية الحجاب .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4793 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |



امّا بخصوص الآية الكريمة :
قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) [الأحزاب: ٥٩]

فيمكن تصفح ماجاء في هذا الموضوع :

http://ezzman.com/vb/t2712/

تنبهي للحديث هنا يقول أنس: ( حتى إذا وضَعَ رجلَهُ في أُسْفكة الباب داخلة وأخرى خارجة ، أرخى الستر بيني وبينه) فهنا فارق بين حجب نساءه عن أعين الرجال، إرخاء الستر أي إسدال الستارة على بابه، واضح هنا أن الستارة أسدلت على باب داخل بيته، أي على حجرة من الحجرات الداخلية، وهذا يفيد أن كل بيت من بيوته كان يضم عدة حجرات، منها المخدع الذي كان فيه زوجه، وحجرة الأضياف التي كانوا جلوسا فيها.
وبين الخمار الذي خصت به المرأة، ويستر كامل جسدها العلوي، وبين الجلباب وهو موضع خلاف في فهمه ومضمونه ويحتاج لدراسة متأنية إن كان المقصود به تغطية الوجه بالنقاب أم كشف الوجه؟ فالآية تقول: (ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) وإذا ارتدت المرأة النقاب فكيف تعرف إذن ووجهها مستور؟ وهل قول ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) أمر بستر الوجه أم كشف الوجه؟

كيف نفسر (يُدْنِينَ) هنا؟ هل إن أدنت المرآة جلبابها أو نقابها انكشف وجهها، أم كما حملوه على ستر وجهها؟ الجزء التالي من السياق يبين لنا المقصود بالإدناء (ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) وإن كانت المرأة تعرف بوجهها فالمفترض أن المراد بالإدناء كشف الوجه لا ستره، فقال (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ) فلم يقل على (وجوههن)، فقوله (عَلَيْهِنَّ) لا يخص الوجه. والله أعلم.

وعلى فرض صحة ما قلته؛ فهذا لا ينفي أن النقاب وستر الوجه فضيلة واجبة إن لم تؤمن الفتنة، ويكون إدناء النقاب واجب إذا دعت الحاجة أو الضرورة حتى لا تصاب بأذي، فكشف الوجه يحمي المرأة من الخلط بينها وبين غيرها، وقد تكون غيرها دون مستوى الشبهات، فتؤخذ العفيفة بذنب الفاجرة.

بودادو 08-27-2018 02:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد (المشاركة 31815)
هناك عدة ثغرات في روايات الافك مما يدعو الى الريبة, فتجد التبرير الزائد لما نسب من كلام لأمنا عائشة رضوان الله عليها في هذه الروايات, ثم أنها لم تكلم أحدا ممن ساق راحلتها و هذا ليس فيه نهي و قد أحل الله لهن التواصل مع الأجنبي وراء حجاب و قد تبين أنها تتنقل في هودج.


صحيح، الرهط الخاص بأم المؤمنين يتحركون بأمرها، فكيف يرفعون الهودج ويضعونه على البعير بدون استئذانها، وان فرضنا أنهم أُلزموا بفعل ذلك لسبب أو لآخر فواجب عليهم أن ينبّهوا الراكبة قبل رفعه حتى تجهز نفسها، وان فعلوا ولم تستجيب فالأولى أن يطمئنوا عليها خشية أن تكون مغماة عليها أو مريضة أو على الأقل يخبروا زوجها عليه الصلاة والسلام.

بودادو 08-27-2018 03:55 PM

هل سن زواج عائشة أم المؤمنين أمر مسلّم به ؟ اليس في ذلك القول أذية للنبي عليه الصلاة والسلام ؟ هل نالت عائشة رضي الله عنها لقب أم المؤمنين وهي ذات تسعة سنين ؟ هل كان زواج البنت في ذلك السن عرفا عند العرب ؟

حتى وان سلمنا جدلا بذلك؛ على فرضية أنها صغيرة سنّا كبيرة عقلا وما الى ذلك من التبريرات، نجد في الآثار تفاصيل دقيقة لا تقبل التأويل؛ تصفها بالطفلة الصغيرة؛ تلعب مع صواحبها في الأرجوحة، تمسح أمها وجهها ورأسها بالماء ...

تزوجني النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان، وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها، لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقُلْن : على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضحى، فأسلمتني إليه، وأنا يومَئذ بنت تسع سنين .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 3894 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |


ما الفائدة من ذكر كل هذه التفاصيل في الرواية ؟ كأن من كتبها يريد أن يرسخ فكرة صغر سن عائشة أم المؤمنين في ذهن القارئ !!

طمطمينة 08-27-2018 11:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31819)
تنبهي للحديث هنا يقول أنس: ( حتى إذا وضَعَ رجلَهُ في أُسْفكة الباب داخلة وأخرى خارجة ، أرخى الستر بيني وبينه) فهنا فارق بين حجب نساءه عن أعين الرجال، إرخاء الستر أي إسدال الستارة على بابه، واضح هنا أن الستارة أسدلت على باب داخل بيته، أي على حجرة من الحجرات الداخلية، وهذا يفيد أن كل بيت من بيوته كان يضم عدة حجرات، منها المخدع الذي كان فيه زوجه، وحجرة الأضياف التي كانوا جلوسا فيها.

عند قراءتي للحديث فهمت أن الرسول كان ببيت فيه حجرات زوجاته وفيه مقام للضيوف ..يعني بيت واحد.
بينما ..وحسب ما ذكرتموه .. يهيأ للقارئ ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يملك عدة بيوت .. او لكل زوجة بيت ..يتكون من حجرة للزوجة ..او مخدع الزوجة وحجرة للضيوف ..على الأقل .


والله أعلم

طمطمينة 08-28-2018 12:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بودادو (المشاركة 31822)
هل سن زواج عائشة أم المؤمنين أمر مسلّم به ؟ اليس في ذلك القول أذية للنبي عليه الصلاة والسلام ؟ هل نالت عائشة رضي الله عنها لقب أم المؤمنين وهي ذات تسعة سنين ؟ هل كان زواج البنت في ذلك السن عرفا عند العرب ؟
حتى وان سلمنا جدلا بذلك؛ على فرضية أنها صغيرة سنّا كبيرة عقلا وما الى ذلك من التبريرات، نجد في الآثار تفاصيل دقيقة لا تقبل التأويل؛ تصفها بالطفلة الصغيرة؛ تلعب مع صواحبها في الأرجوحة، تمسح أمها وجهها ورأسها بالماء ...
تزوجني النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان، وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها، لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقُلْن : على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضحى، فأسلمتني إليه، وأنا يومَئذ بنت تسع سنين .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3894 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

ما الفائدة من ذكر كل هذه التفاصيل في الرواية ؟ كأن من كتبها يريد أن يرسخ فكرة صغر سن عائشة أم المؤمنين في ذهن القارئ !!

اضيف سؤالا الى أسئلتك ، هل يعقل ان يكون ذاك اليوم الموصوف هو يوم زفاف عائشة ، ولا يكون لها علم بذلك؟! لا تعرف انه سيبنى بها في ذلك اليوم ؟! .. تعرف انها متزوجة ، ولا تعرف موعد الدخول بها؟ .. لا يخبروها حتّى ولو بساعة من قبل لكي تنزل عن ارجوحتها و تتوقف عن اللعب مع صويحباتها وتحضر نفسها .. وتغسل وجهها الذي غسلته لها امها ..لوحدها ؟! ..وكأنّها أخذت على حين غرة؟!

هناك اختلاف كثير في الروايات ..فمثلا :


- لمَّا هاجَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلَّفَنا وخلَّف بناتِه فلمَّا استقرَّ بالمدينةِ بعَث زيدَ بنَ حارثةَ وبعَث معه أبا رافعٍ مولاه وأعطاهما بَعيرَين وخمسَمائةِ دِرهمٍ أخَذها مِن أبي بكرٍ يشتَريان بها ما يحتاجان إليه مِنَ الظَّهرِ وبعَث أبو بكرٍ معهما عبدَ اللهِ بنَ الأُرَيقِطِ الدِّئَلِيَّ ببَعيرَين أو ثلاثةٍ وكتَب إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ أن يَحْمِلَ معه أهلَه أمَّ رُومانٍ وأمَّ أبي بكرٍ وأنا وأخي وأسماءَ بنتَ أبي بكرٍ امرأةَ الزُّبيرِ فخرَجوا مصطَحبينَ حتَّى انتهَوا إلى قُدَيدٍ اشترى زيدُ بنُ حارثةَ بتلك الخمسِمائةِ دِرهمٍ ثلاثةَ أبعِرةٍ ثمَّ دخَلوا مكَّةَ جميعًا فصادَفوا طلحةَ بنَ عُبيدِ اللهِ يُريدُ الهجرةَ فخَرَجْنا جميعًا وخرَج زيدٌ وأبو رافعٍ بفاطمةَ وأمِّ كلثومٍ وسَودةَ بنتِ زَمعةَ وحمَل زيدٌ أمَّ أيمنَ وولدَها أيمنَ وأسامةَ واصطحَبَنا حتَّى إذا كنَّا بالبَيضِ مِن نَمِرٍ نفَر بعيري وأنا في مِحَفَّةٍ معي فيها أمِّي فجعَلَتْ تقولُ وابْنَتاه واعَرُوسَتاه حتَّى إذا أُدْرِكَ بَعيرُنا وقد هبَط مِنَ الثَّنيَّةِ ثنيَّةِ هبا فسلَّم اللهُ حتَّى قدِمْنا المدينةَ فنزَلْتُ في عيالِ أبي بكرٍ ونزَل إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومئذٍ يبني المسجدَ وأبياتُنا حولَ المسجدِ فأنزَل فيها أهلَه فمكَثْنا أيَّامًا ثمَّ قال أبو بكرٍ يا رسولَ اللهِ ما يمنَعُك أن تبنيَ بأهلِك قال الصَّداقُ فأعطاه أبو بكرٍ ثِنْتَي عشْرةَ أوقيَّةً ونَشًّا فبعَث بها إلينا وبنى بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتي هذا الَّذي أنا فيه وهو الَّذي تُوفِّي فيه ودُفِنَ فيه وأدخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَودةَ بنتَ زَمْعةَ أحدَ تلك البُيوتِ وكان يكونُ عندَها

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 9/230 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف‏‏

* في هذا الحديث ذكر بان النبيّ عليه الصلاة والسلام بنى بالسيدة عائشة في بيتها الذي بناه لها والذي توفي فيه ، وهذا عكس ما جاء في حديث آخر انه بنى بها في بيت أبيها :

- لَمَّا هلكَتْ خديجةُ جاءتْ خَوْلةُ بنتُ حَكيمٍ امرأةُ عُثمانَ بنِ مَظْعونٍ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَزوَّجُ؟ قال: مَن؟ قالت: إنْ شِئتَ بِكرًا، وإنْ شِئتَ ثَيِّبًا، قال: فمَنِ البِكرُ؟ قالت: أَحبُّ خَلْقِ اللهِ إليكَ، عائِشةُ ابنةُ أبي بَكرٍ، قال: ومَنِ الثَّيِّبُ؟ قالت: سَوْدةُ بنتُ زَمْعةَ، قد آمنَتْ بكَ واتَّبعَتكَ، قال: فاذهَبي فاذكُريهما عليَّ،
فدخلَتْ بيتَ أبي بَكرٍ، فقالت: يا أمَّ رُومانَ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكِ مِنَ الخيرِ والبَركةِ؟ قالت: وما ذاكَ؟ قالت: أرسَلَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخطُبُ عليه عائِشةَ، قالت: انظُري أبا بَكرٍ حتَّى يأتيَ، فجاءَ أبو بَكرٍ فقلتُ: يا أبا بَكرٍ، ماذا أدخَلَ اللهُ عليكم مِنَ الخيرِ والبَركةِ؟ قال: وما ذاكَ؟ قالت: أرسَلَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخطُبُ عليه عائِشةَ، قال: وهل تصلُحُ له؟ إنَّما هي ابنةُ أخيهِ، فرجعَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذكرَتْ ذلك له، قال: ارجِعي إليه فقولي له: أنا أخوكَ وأنتَ أخي في الإسلامِ، وابنتُكَ تصلُحُ لي،
فرجعَتْ فذكرَتْ ذلك له، قال: انتظِري، وخرَجَ، قالت أمُّ رُومانَ: إنَّ مُطْعِمَ بنَ عَدِيٍّ قد ذكَرَها على ابنِه، وواللهِ ما وعَدَ أبو بَكرٍ وعدًا قطُّ فأخلَفَه، فدخلَ أبو بَكرٍ على مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ وعنده امرأتُه أمُّ الصَّبيِّ، فقالت: يا بنَ أبي قُحافةَ، لعلَّكَ مُصْبي صاحِبَنا تُدخلُه في دينِكَ الَّذي أنتَ عليه إنْ تزوَّجَ إليكَ؟ فقال أبو بَكرٍ للمُطْعِمِ بنِ عَديٍّ: أقولَ هذه تقولُ؟ قال: إنَّها تقولُ ذلك؛ فخرجَ من عندِه وقد أذهَبَ اللهُ ما كان في نفسِه من عِدَتِه الَّتي وَعَدَه،
فرجَعَ فقال لخَوْلةَ: ادْعي لي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعَتْه فزوَّجَها إيَّاهُ وعائِشةُ يومَئذٍ بنتُ ستِّ سِنينَ، ثمَّ خرجَتْ فدخلَتْ على سَوْدةَ بنتِ زَمْعةَ فقالت: ما أدخلَ اللهُ عليكِ مِنَ الخيرِ والبَركةِ؟ قالت: وما ذاكَ؟ قالت: أرسَلَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخطُبُكِ إليه، قالت: وَدِدْتُ، ادخُلي إلى أبي فاذكُري ذلك له، وكان شيخًا كبيرًا قد أدرَكَه السِّنُّ قد تخلَّفَ عن الحجِّ، فدخلَتْ عليه فحَيَّته بتحيَّةِ الجاهليَّةِ، فقال: مَن هذه؟ قالت: خَوْلةُ بنتُ حَكيمٍ، قال: فما شأنُكِ؟ قالت: أرسَلَني محمدُ بنُ عبدِ اللهِ أخطُبُ عليه سَوْدةَ، فقال: كُفُؤٌ كريمٌ، ماذا تقولُ صاحِبتُكِ؟ قال: تُحِبُّ ذلك، قال: ادْعيها إليَّ، فدَعَتْها، قال: أيْ بُنَيَّةُ، إنَّ هذه تزعُمُ أنَّ محمَّدَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ قد أرسَلَ يخطُبُكِ وهو كُفُؤٌ كريمٌ، أتُحبِّينَ أنْ أُزوِّجَكِ به؟ قالت: نعمْ، قال: ادعيهِ لي، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فزوَّجَها إيَّاه، فجاءَ أخوها عبدُ بنُ زَمْعةَ مِنَ الحجِّ، فجعل يَحْثي على رأسِه التُّرابَ، فقال بعد أنْ أسلَمَ: لَعَمْرُكَ إنِّي لسَفيهٌ يومَ أَحثي في رأسي التُّرابَ أنْ تَزوَّجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَوْدةَ بنتَ زَمْعةَ،
قالت عائِشةُ: فقَدِمْنا المدينةَ فنزَلْنا في بني الحارِثِ بنِ الخَزْرَجِ في السُّنْحِ، قالت: فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فدخلَ بيتَنا واجتمعَ إليه رجالٌ مِنَ الأنصارِ ونساءٌ، فجاءَتْني أمِّي وأنا لَفي أُرْجوحةٍ بين عِذْقَينِ تَرجَحُ بي، فأنزَلَتْني مِنَ الأُرْجوحةِ وَلي جُمَيْمةٌ ففَرَقَتْها ومسَحَتْ وَجْهي بشيءٍ مِنَ الماءِ، ثمَّ أقبَلَتْ تَقودُني حتَّى وَقفَتْ بي عند البابِ وإنِّي لأَنْهَجُ حتَّى سكَنَ مِن نفسي، ثمَّ دخلَتْ بي فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ على سَريرٍ في بيتِنا وعنده رجالٌ ونساءٌ مِنَ الأنصارِ، فأجلَسَتْني في حُجرةٍ، ثمَّ قالت: هؤلاءِ أهلُكِ، فبارَكَ اللهُ لكِ فيهم وبارَكَ لهم فيكِ، فوَثَبَ الرِّجالُ والنِّساءُ، فخرَجوا
وبَنى بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بيتِنا، ما نُحِرَتْ عليَّ جَزورٌ ولا ذُبِحَتْ عليَّ شاةٌ، حتَّى أرسَلَ إلينا سَعْدُ بنُ عُبادةَ بجَفْنةٍ كان يُرسِلُ بها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دارَ إلى نسائِه وأنا يومَئذٍ ابنةُ تِسعِ سِنينَ.

الراوي : محمد بن عمرو و يحيى | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم: 3/129 | خلاصة حكم المحدث : هذا السياق كأنه مرسل وهو متصل

والله اعلم

بهاء الدين شلبي 08-28-2018 05:32 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
عند قراءتي للحديث فهمت أن الرسول كان ببيت فيه حجرات زوجاته وفيه مقام للضيوف ..يعني بيت واحد.
بينما ..وحسب ما ذكرتموه .. يهيأ للقارئ ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يملك عدة بيوت .. او لكل زوجة بيت ..يتكون من حجرة للزوجة ..او مخدع الزوجة وحجرة للضيوف ..على الأقل .


والله أعلم


نعم كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدة أبيات، لا بيت واحد فقط، لكل زوجة بيت، وأحسبها كانت أربع بيوت فقط، ولا أحسبه جمع فيها أكثر من أربع نساء في وقت واحد، كلهن أمهات أيتام، منهن أم سلمة، وزينب بنت جحش أم أسامة بن زيد، وإلا يكون خالف شرع الله تعالى، فمن ماتت منهن تزوج غيرها، وهذا يفسر لنا كثرة زيجاته، لكن أستبعد أن جمع أكثر من أربع. وأما زواجه من عائشة فيلفه الغموض، وحوله شبهات كثيرة، وعلامات استفهام لا حصر لها.



وهذا نص يشير أن كان للنبي صلى الله عليه وسلم أبيات، وليس بيت واحد، وإن كان النص فيه كذب مكشوف لا يخفى، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فقيرا كما في الرواية، فكان لديه أموال خديجة وتجارتها، وخمس الغنائم، وزوجاته كن غنيات كأم سلمة مثلا، وكان عفيف النفس، لن ينتظر فضلة لبن من جيرانه، فهو نفسه كان لديه لقوح أي ناقو حلوب ترعى في غابة المدينة، وشياه كان يحلبها بنفسه، فما حاجته لألبان جيرانه.



ابن أُخْتي، إنْ كنا لننظرُ إلى الهلالِ، ثم الهلالِ، ثلاثة أهِلَّةٍ في شهرينِ، وما أوقِدَتْ في أبْياتِ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نارٌ . فقُلْت : يا خَالَةُ، ما كان يُعِيشُكم ؟ قالتْ : الأسودانِ التمرُ والماءُ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جيرانٌ من الأنصارِ، كانت لهم منائِحُ، وكانوا يَمنحونَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من ألبانِهِم فيَسْقينا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2567 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


كان بشرًا من البشرِ : يَفْلِي ثوبَه ، و يحلبُ شاتَه ، و يخدم نفسَه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 671 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (26194)، وأبو يعلى (4873)، وابن حبان (5675)

بهاء الدين شلبي 08-28-2018 06:14 AM

من المآخذ على هذه الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم شهر بنفسه على المنبر، وساهم في إشاعة الإفك في زوجته وصاحبه أمام الناس في المسجد.
ومن الأكثر دهشة لمن يقرأ هذه الرواية؛ أن عائشة قالت: فتَشَهَّدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين جَلَسَ، ثم قال: (أما بعدُ؛ ياعائشةُ، إنه بلَغَني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً، فسُيُبَرِّئُك اللهُ، وإن كنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ، فاستغفري اللهَ وتوبي إليه، فإن العبدَ إذا اعتَرَفَ ثم تابَ، تابَ اللهُ عليه).

ثم قالت عائشةُ: ... (فقَدِمْنا المدينةَ، فاشتَكَيْتُ حين قَدِمْتُ شهرًا، والناسُ يُفِيضون في قولِ أصحابِ الإِفْكِ، لا أشعرُ بشيءٍ مِن ذلك ...)

أي مرضت شهرا، ثم يدخل عليها شهرا ويخرج لا يخبرها بالإفك فتقول: (...إنما يَدْخُلُ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيُسَلِّمُ، ثم يقول: (كيف تِيْكُم؟) ثم يَنْصَرِفُ....)

ثم (... خَرَجْتُ حينَ نَقْهْتُ، فخَرَجْتُ مع أمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَناصِعَ ...) وهنا أخبرتها بالإفك فانتكست وزاد مرضها قالت:(فازدَدْتُ مرضًا على مرضي) ثم استأذنت منه أن تأتي أبويها فأذن لها ... كل هدا الوقت لم يواجهها بالإفك
وبدلا من مواجهتها ليتخلص من الشكوك وسوء الظن دعا من حوله يستفتيهم في شأنها فقالت: ( ... ودعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالبٍ وأسامةَ بنَ زيدٍ ...) ودعا ( ... رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ ...).

كل هذا يعني أنه متشكك مرتاب في أهله، ومع هذا لم يواجهها، بل ذهب أبعد من هذا فكشف مابه من ريبة وشك، فشهر بها وبصاحبه على المنبر فقال: (يا معشرَ المسلمين، مَن يَعْذُرُني مِن رجلٍ قد بلَغَني عنه أذاه في أهلي، واللهِ ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ما علمتُ عليه إلا خيرًا وما يَدْخُلُ على أهلي إلا معي).

كل هذا الفضائح ونشر الإفك بنفسه ولم يواجه عائشة بما يقال، بل والملفت في هذه الرواية أنه يقول:(ولقد ذكروا رجلًا ما علمتُ عليه إلا خيرًا وما يَدْخُلُ على أهلي إلا معي) كيف كان يدخل على أهله سواء معه أم بدونه وقد نزلت آية الحجاب كما في الحديث؟ الواقع لا هو ولا غيره من الرجال كلنوا يدخلون على أحد من نسائه وهذا كذب.

ثم إذا كانت عائشة هي راوي هذه الرواية فكيف تحكي ما حدث في المسجد من خطبة ومن جدال بين الناس وهي كانت قد ذهبت إلى بيت أبيها؟ من أين لها أن تصف كل ما حدث بهذه الدقة والتفصيل؟ وهذا وحده يجزم أنها لم تحضر ولم تسمع ما دار في المسجد. فهذا ليس من كلامها، إنما من كلام غيرها، ولم يثبت من يكون.

وبعد إسهام النبي صلى الله عليه وسلم في نشر الإفك بين الناس، وإشاعة الفاحشة بينهم بنفسه، فهذا النص على هذا النحو فيه اتهام صريح للنبي صلى الله عليه وسلم، وأخيرا يأتي ليواجهها بما حدث فتقول: (... فتَشَهَّدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين جَلَسَ، ثم قال: (أما بعدُ؛ ياعائشةُ، إنه بلَغَني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً، فسُيُبَرِّئُك اللهُ، وإن كنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ، فاستغفري اللهَ وتوبي إليه، فإن العبدَ إذا اعتَرَفَ ثم تابَ، تابَ اللهُ عليه).

فلا يستقيم أن يسهم النبي صلى الله عليه وسلم في نشر الإفك على المنبر بنفسه، ويرتاب في أهله بدون بينة، ولا يتبين منها أمرها أكثر من شهر يتردد عليها ولا يخبرها الخبر، بينما يقف على المنبر يشهر بها بين الناس بلا بينة، فخالف بذلك أمر الله تبارك وتعالى القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6] حتى وإن نزلت الآية بعد حادثة الإفك، فالتبين من البديهيات المعروفة، ومن الحكمة المسلم بها، التي لا يلزمها تنزيل ابتداء، وإنما نزل الأمر بالتبين لإقراره.


بودادو 08-28-2018 04:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31831)
نعم كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدة أبيات، لا بيت واحد فقط، لكل زوجة بيت، وأحسبها كانت أربع بيوت فقط، ولا أحسبه جمع فيها أكثر من أربع نساء في وقت واحد، كلهن أمهات أيتام، منهن أم سلمة، وزينب بنت جحش أم أسامة بن زيد، وإلا يكون خالف شرع الله تعالى، فمن ماتت منهن تزوج غيرها، وهذا يفسر لنا كثرة زيجاته، لكن أستبعد أن جمع أكثر من أربع. وأما زواجه من عائشة فيلفه الغموض، وحوله شبهات كثيرة، وعلامات استفهام لا حصر لها.

قال عز وجل ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (*) يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (*) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (*) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ) [ الأحزاب: 48؛52 ]

هل تم استثناء النبي عليه الصلاة والسلام من حكم [ تقييد عدد الزوجات للمعدد] أم أن للآيات معنى آخر؟

تم تفسير هذه الآيات في ضوء الاباحة المطلقة للتعدد سواء كانت الزوجة بكرا، ثيبا، أرملة أو مطلقة شرط أن لا يتجاوز العدد أربعة زوجات، لكن بعدما تبين لنا أن التقييد يُلزم المعدّد بالأرملة أو المطلقة ذات الأيتام لا غير؛ يتوجب علينا إعادة دراسة الآيات في ضوء هذا الحكم.

ما المقصود بقوله تعالى ( إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ) علما أن الأصل في التعدد هو التحريم الا باستوفاء شروط : عدم تجاوز أربع زوجات وأن يكنّ ذات أيتام (عدا الزوجة الأولى) ... هل أحل الله عز وجل لنبيّه تجاوز العدد المحدد بأربعة زوجات ؟ أم أحل له الزواج من أربع نساء سواء كان لهم أيتام أم لا .. أم أحل له القَيدَين فيتزوج عدد ما شاء كيفما شاء ؟ أم أن المقصود بالتحليل أمر آخر ؟

- خص الله بالذكر قريبات النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل ( وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ) هل هذا حكم اقرار أم ابتداء ؟

قال عز وجل ( لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ ) يفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بعد هذه الآية.

بودادو 08-28-2018 06:35 PM

(تم حذف المشاركة لعدم التنسيق ... الإدارة)

طمطمينة 08-28-2018 08:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31831)
نعم كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدة أبيات، لا بيت واحد فقط، لكل زوجة بيت، وأحسبها كانت أربع بيوت فقط، ولا أحسبه جمع فيها أكثر من أربع نساء في وقت واحد، كلهن أمهات أيتام، منهن أم سلمة، وزينب بنت جحش أم أسامة بن زيد، وإلا يكون خالف شرع الله تعالى، فمن ماتت منهن تزوج غيرها، وهذا يفسر لنا كثرة زيجاته، لكن أستبعد أن جمع أكثر من أربع. وأما زواجه من عائشة فيلفه الغموض، وحوله شبهات كثيرة، وعلامات استفهام لا حصر لها.

لسان العرب:

* والحُجْرَةُ من البيوت: معروفة لمنعها المال، والحَجارُ: حائطها، والجمع حُجْراتٌ وحُجُراتٌ وحُجَراتٌ، لغات كلها.
والحُجْرَةُ حظيرة الإِبل، ومنه حُجْرَةُ الدار. تقول: احْتَجَرْتُ حُجْرَةً أَي اتخذتها، والجمع حُجَرٌ مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ.
وحُجُرات، بضم الجيم.
وفي الحديث: أَنه احْتَجَر حُجَيْرَةً بِخَصَفَةٍ أَو حَصِير؛ الحجيرة: تصغير الحُجْرَةِ، وهي الموضع المنفرد

* وقد يقال للمبنيّ من غير الأَبنية التي هي الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ؛ والخِباءُ: بيت صغير من صوف أَو شعر، فإِذا كان أَكبرَ من الخِباء، فهو بيتٌ، ثم مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عن البيت، وهي تسمى بيتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُرَوَّقاً. الجوهري: البيتُ معروف. التهذيب: وبيت الرجل داره، وبيته قَصْره

* وجمعُ البَيْت: أَبياتٌ وأَباييتُ، مثل أَقوالٍ وأَقاويلَ، وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ
-----------------------------------

- لمَّا هاجَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلَّفَنا وخلَّف بناتِه فلمَّا استقرَّ بالمدينةِ بعَث زيدَ بنَ حارثةَ وبعَث معه أبا رافعٍ مولاه وأعطاهما بَعيرَين وخمسَمائةِ دِرهمٍ أخَذها مِن أبي بكرٍ يشتَريان بها ما يحتاجان إليه مِنَ الظَّهرِ وبعَث أبو بكرٍ معهما عبدَ اللهِ بنَ الأُرَيقِطِ الدِّئَلِيَّ ببَعيرَين أو ثلاثةٍ وكتَب إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ أن يَحْمِلَ معه أهلَه أمَّ رُومانٍ وأمَّ أبي بكرٍ وأنا وأخي وأسماءَ بنتَ أبي بكرٍ امرأةَ الزُّبيرِ فخرَجوا مصطَحبينَ حتَّى انتهَوا إلى قُدَيدٍ اشترى زيدُ بنُ حارثةَ بتلك الخمسِمائةِ دِرهمٍ ثلاثةَ أبعِرةٍ ثمَّ دخَلوا مكَّةَ جميعًا فصادَفوا طلحةَ بنَ عُبيدِ اللهِ يُريدُ الهجرةَ فخَرَجْنا جميعًا وخرَج زيدٌ وأبو رافعٍ بفاطمةَ وأمِّ كلثومٍ وسَودةَ بنتِ زَمعةَ وحمَل زيدٌ أمَّ أيمنَ وولدَها أيمنَ وأسامةَ واصطحَبَنا

حتَّى إذا كنَّا بالبَيضِ مِن نَمِرٍ نفَر بعيري وأنا في مِحَفَّةٍ معي فيها أمِّي فجعَلَتْ تقولُ وابْنَتاه واعَرُوسَتاه حتَّى إذا أُدْرِكَ بَعيرُنا وقد هبَط مِنَ الثَّنيَّةِ ثنيَّةِ هبا فسلَّم اللهُ حتَّى قدِمْنا المدينةَ فنزَلْتُ في عيالِ أبي بكرٍ ونزَل إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومئذٍ يبني المسجدَ وأبياتُنا حولَ المسجدِ فأنزَل فيها أهلَه فمكَثْنا أيَّامًا ثمَّ قال أبو بكرٍ يا رسولَ اللهِ ما يمنَعُك أن تبنيَ بأهلِك قال الصَّداقُ فأعطاه أبو بكرٍ ثِنْتَي عشْرةَ أوقيَّةً ونَشًّا فبعَث بها إلينا وبنى بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتي هذا الَّذي أنا فيه وهو الَّذي تُوفِّي فيه ودُفِنَ فيه وأدخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَودةَ بنتَ زَمْعةَ أحدَ تلك البُيوتِ وكان يكونُ عندَها

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 9/230 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف‏‏

------------------------
بالنظر الى شرح كلمتي: حجرة وبيت ، وإلى ما ورد في الحديث ،فإن السيدة عائشة ذكرت كلمة أبياتنا والتي هي جمع كلمة بيت ولم تقل حجراتنا ، فلو كان نصيبها ، او مقامها هو في حجرة لقالت حجراتنا ، اي رسول الله يبني حجراتنا ، لكنها ذكرت كلمة بيت عدة مرات ، " بيتي" ، " البيت الذي كانت فيه السيدة سودة بنت زمعة " ، أبياتنا .
وهذا يؤيد القول بأنّه كان لكل زوجة من زوجات النبيّ ( عليه الصلاة والسلام ) بيت مستقل .

والله اعلم

بودادو 08-28-2018 09:25 PM

- قصة أخرى عن فقدان عائشة أم المؤمنين لعقد أثناء السفر، قيل أنها حادثة الافك التي وقعت في غزوة بني المصطلق، وقيل أنها قصة أخرى للاختلاف الواضح بين السياقين.

- أدرجت كسبب نزول آية التيمم في سورة النساء.

خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر، فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبالناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء ؟ فجاء أبو بكر ورسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال : حبست رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالتْ : فعاتبني، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على فخذي، فنام رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فقالتْ : عائشة : فبعثنا البعير الذي كنتُ عليه، فوجدنا العقد تحته .
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3672
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

________________

أنها استعارَتْ مِن أسماءَ قلادةً فهَلَكَتْ ، فأرَسَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ناسًا مِن أصحابِه في طلبِها ، فأَدْرَكَتْهُم الصلاةُ فصَلَّوْا بغيرِ وضوءٍ ، فلما أَتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذلك إليه ، فنزَلَتْ آيةُ التَّيَمُّمِ ، فقال أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ : جزاكِ اللهُ خيرًا ، فواللهِ ما نزلِ بكِ أمرٌ قطُّ ، إلا جعَلَ اللهُ لكِ منه مخرجًا ، وجعَلَ للمسلمين فيه بركةً .
الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3773
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
_______

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عرَّس بأولاتِ الجيشِ ومعه عائشةُ فانقطع عِقد لها من جزعِ ظفارٍ فحبسَ الناسَ ابتغاءَ عِقدِها ذلك حتى أضاء الفجرُ وليس مع الناسِ ماءٌ فتغيَّظ عليها أبو بكرٍ وقال حبستِ الناسَ وليس معهم ماءٌ فأنزل اللهُ تعالى على رسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رُخصةَ التَّطهرِ بالصَّعيدِ الطَّيبِ فقام المسلمون مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فضربوا بأيديهم إلى الأرضِ ثم رفعوا أيديَهم ولم يقبضوا من الترابِ شيئًا فمسحوا بها وجوهَهم وأيديَهم إلى المناكبِ ومن بطونِ أيديهم إلى الآباطِ زاد ابنُ يحيى في حديثه قال ابنُ شهابٍ في حديثِه ولا يعتبرُ بهذا الناسُ
الراوي : عمار بن ياسر المحدث : أبو داود
المصدر : سنن أبي داود الصفحة أو الرقم : 320
خلاصة حكم المحدث : اضطرب ابن عيينة فيه وفي سماعه من الزهري ولم يذكر أحد الضربتين إلا ابن إسحاق ويونس ومعمر

بودادو 08-29-2018 08:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة (المشاركة 31840)
بالنظر الى شرح كلمتي: حجرة وبيت ، وإلى ما ورد في الحديث ،فإن السيدة عائشة ذكرت كلمة أبياتنا والتي هي جمع كلمة بيت ولم تقل حجراتنا ، فلو كان نصيبها ، او مقامها هو في حجرة لقالت حجراتنا ، اي رسول الله يبني حجراتنا ، لكنها ذكرت كلمة بيت عدة مرات ، " بيتي" ، " البيت الذي كانت فيه السيدة سودة بنت زمعة " ، أبياتنا .
وهذا يؤيد القول بأنّه كان لكل زوجة من زوجات النبيّ ( عليه الصلاة والسلام ) بيت مستقل .

والله اعلم

وهذه آيات تناولت موضوع الحجرات والبيوت، وفيها شواهد على أن للنبي عليه الصلاة والسلام عدّة بيوت، وأن الحُجرة جزء من البيت

- نُهيَ المؤمنون عن دخول بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وليس حجراته، فالبيوت أعم، وبذلك يشمل النهي الخاص من باب أولى

قال عزّ وجل ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ) [ الأحزاب:53 ]

- أمر الله عز وجل نساء النبي بأن يقرن في بيوتهن ويُفهم منه أن لكل واحدة منهن بيتا خاصّا بها

قال عزّ وجل ( يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (*) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (*) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) [الأحزاب:32؛34 ]

- مناداة النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات تكون امّا من داخل البيت نفسه؛ اذ يناديه الضيف من حجرة الضيوف مثلا والنبي داخل حجرة أخرى مع زوجته
أو ينادى من خارج البيت فتكون الحجرات مطلّة على الشارع والله أعلم.

قال عزّ وجل ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (*) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الحجرات:4،5 ]


نصوص تناولت موضوع البيوت:

يقولُ في هذه الآيةِ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ} [الأحزاب: 53] قال: بَنَى نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببعضِ نسائِه فصنَع طعامًا فأرسَلني فدعَوْتُ رجالًا فأكَلوا ثمَّ قام فخرَج فأتى بيتَ عائشةَ ثمَّ تبِعْتُه فدخَل فوجَد في بيتِها رجُلينِ فلمَّا رآهما رجَع ولم يُكلِّمْهما فقاما وخرَجا ونزَلت آيةُ الحجابِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان

الصفحة أو الرقم: 5579 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه |

__________

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عندَ بَعضِ نِسائِه، فأَرسلَتْ إِحْدى أُمَّهاتِ الْمُؤمِنينَ بِصَحْفةٍ فيها طَعامٌ، فضَربَتِ الَّتي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في بَيتِها يدَ الخادِمِ، فسَقَطَتِ الصَّحْفةُ، فانَفلَقتْ، فجَمعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فِلَقَ الصَّحفَةِ، ثُمَّ جعَلَ يَجمَعُ فيها الطَّعامَ الَّذي كان في الصَّحْفةِ، ويَقولُ: غارَتْ أُمُّكم! ثُمَّ حَبَسَ الخادِمَ حتَّى أُتِيَ بِصَحْفةٍ مِن عندِ الَّتي هوَ في بَيتِها، فَدفَع الصَّحْفةَ الصَّحيحةَ إلى الَّتي كُسِرت صَحفتُها، وأَمسَك المَكسورَةَ في بَيتِ الَّتي كَسَرَت.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 5225 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

_______________

جاء رجلٌ إلى ابنِ عمرَ، فسأله عن عثمانَ، فذكر عن محاسنِ عملهِ، قال : لعل ذاك يسؤوكَ ؟ قال : نعم، قال : فأرغمَ اللهُ بأنفكَ، ثم سأله عن عليٍّ فذكر محاسنَ عملهِ، قال : هو ذاك في بيتهِ، أوسطُ بيوتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثم قال : لعل ذاك يسؤوكَ ؟ قال : أجلْ، قال : فأرغمَ اللهُ بأنفكَ، انطلِقْ فاجهدْ علي جهدِكَ .
الراوي : سعد بن عبيدة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 3704 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

_____________

الحمدُ للَّهِ الَّذي وسِعَ سمعُهُ الأصواتَ ، لقد جاءتِ المُجادِلةُ إلَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، وأَنا في ناحيةِ البَيتِ ، تَشكُو زوجَها ، وما أسمَعُ ما تَقولُ ، فأُنزِلَ اللَّهُ : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 156 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

ميراد 09-03-2018 02:55 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
- قالَت عائشَةُ: يا ابنَ أُختي كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لا يفضِّلُ بعضَنا على بعضٍ في القَسْم، من مُكثِهِ عِندنا، وَكانَ قلَّ يومٌ إلَّا وَهوَ يطوفُ علينا جميعًا، فيدنو مِن كلِّ امرأةٍ من غيرِ مَسيسٍ، حتَّى يبلغَ إلى الَّتي هوَ يومُها فيبيتَ عندَها
ولقَد قالَت سودةُ بنتُ زَمعةَ: حينَ أسنَّت وفرَقت أن يفارِقَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يا رسولَ اللَّهِ، يومي لعائشَةَ، فقبِلَ ذلِكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ منْها، قالت: نقولُ في ذلِكَ أنزلَ اللَّهُ تعالى وفي أشباهِها أراهُ قال: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا

الراوي : عروة بن الزبير بن العوام | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2135 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح |

في هذا الحديث يظهر ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يفضل احدى نساءه على الأخريات في القسم من المكوث عندهن ، كل واحدة ودورها ، وهذا يمكن ان يشير الى احترام الدور في كل شيئ ، حتى في الصحبة في السفر.

والله أعلم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
فعلا قد تطمئن النفس أكثر للدور في هذه الحالة, و لكن ربما هناك فائدة لا نعلمها, خصوصا إن ثبت أن الرسول صلى الله عليه و سلم فعلها.


و يقول العلماء أن الاقتراع انما لازالة تهمة الميل و لتطييب القلوب, و نجد نصوص تقول أن الرسول أمر بها, ربما يلزم الموضوع مزيدا من الدراسة, وهذه بعض النصوص التي ذكر فيها الاقتراع:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عرضَ على قومٍ اليمينَ ، فأسرعوا ، فأمر أن يُسْهَمَ بينهم في اليمينِ : أيهم يحلفُ .

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2674 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


590 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا.


و الله أعلم.

بودادو 10-16-2018 06:45 PM

يقول عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (*) لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿* لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) [ النور: 11؛13 ]

في الآية 12 و 13 عاتب المولى عز وجل عباده المؤمنين والمؤمنات على رد فعلهم اتجاه سماعهم لحادثة الإفك؛ أولا كان عليهم أن يحسنوا الظن ، ثانيا كان عليهم أن يطالبوا المدعي بأربعة شهود طاعة لأمر الله عز وجل وإقامة لشرعه، قال عز وجل في بداية السورة ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور:4 ]

النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتطبيق شرع الله عز وجل، ويقينا لو سمع الرسول بهذه الحادثة لحقق في الأمر ولطالب المدعي بالإتيان بأربعة شهداء ولأقام عليه الحد في حال عدم قيامه بذلك امتثالا لأمر الله عز وجل والأرجح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غائبا عن مكان انتشار الإشاعة.

جاء في الحديث أن الكلام في حادثة الإفك دام أكثر من شهر وانتشر بين الناس ( قالت عائشةُ: فقَدِمْنا المدينةَ، فاشتَكَيْتُ حين قَدِمْتُ شهرًا، والناسُ يُفِيضون في قولِ أصحابِ الإِفْكِ ) وفي هذا اتهام ضمني للرسول عليه الصلاة والسلام بعدم تطبيق ما أمر الله تعالى به أن يُفعل في حالة قذف المحصنات.

بدر 10-17-2018 01:18 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بغض النظر عن الروايات المنسوبة للسنة في تفسير هذه الحادثة ، إلا أننا ننسى كثيراً الرجوع لسياق القرآن الكريم عند محاولة فهم النصوص ، وهذا يعتبر من الإعتداء البين عند محاولة تفسير النصوص.

فمن يتمعن في سورة النور والترتيب للآيات الواردة فيها سيجد نقطة مهمة نبه عليها الله تعالى في هذه السورة ، وهي الواردة في الآيتين 27 و 58 ، والتي نبه فيهما الله تعالى على أدب الاستئذان عند دخول البيوت ، وهذا التكرار قد يكون قرينة تدل على أن حادثة الإفك إنما حدثت داخل المجتمع المدني وليست في غزوة كما هو في الحديث المزعوم. فهي حادثة إفك وهو الرمي بالكذب فمؤكد أن ما أشيع لم يحدث ولكن قد يكون حدث دخول بدون استئذان فتناقلت الألسن ماتناقلت ، فتكرار مفردة الاستئذان في السورة ملفت للنظر.

أما نسبة هذه الحادثة لأحد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام فلا يوجد في السياق ما يشير إليه.

والله تعالى أعلم.

ميراد 10-20-2018 02:38 AM

اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
نعم كان للنبي صلى الله عليه وسلم عدة أبيات، لا بيت واحد فقط، لكل زوجة بيت، وأحسبها كانت أربع بيوت فقط، ولا أحسبه جمع فيها أكثر من أربع نساء في وقت واحد، كلهن أمهات أيتام، منهن أم سلمة، وزينب بنت جحش أم أسامة بن زيد، وإلا يكون خالف شرع الله تعالى، فمن ماتت منهن تزوج غيرها، وهذا يفسر لنا كثرة زيجاته، لكن أستبعد أن جمع أكثر من أربع. وأما زواجه من عائشة فيلفه الغموض، وحوله شبهات كثيرة، وعلامات استفهام لا حصر لها.



وهذا نص يشير أن كان للنبي صلى الله عليه وسلم أبيات، وليس بيت واحد، وإن كان النص فيه كذب مكشوف لا يخفى، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فقيرا كما في الرواية، فكان لديه أموال خديجة وتجارتها، وخمس الغنائم، وزوجاته كن غنيات كأم سلمة مثلا، وكان عفيف النفس، لن ينتظر فضلة لبن من جيرانه، فهو نفسه كان لديه لقوح أي ناقو حلوب ترعى في غابة المدينة، وشياه كان يحلبها بنفسه، فما حاجته لألبان جيرانه.



ابن أُخْتي، إنْ كنا لننظرُ إلى الهلالِ، ثم الهلالِ، ثلاثة أهِلَّةٍ في شهرينِ، وما أوقِدَتْ في أبْياتِ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نارٌ . فقُلْت : يا خَالَةُ، ما كان يُعِيشُكم ؟ قالتْ : الأسودانِ التمرُ والماءُ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جيرانٌ من الأنصارِ، كانت لهم منائِحُ، وكانوا يَمنحونَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من ألبانِهِم فيَسْقينا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2567 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


كان بشرًا من البشرِ : يَفْلِي ثوبَه ، و يحلبُ شاتَه ، و يخدم نفسَه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 671 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (26194)، وأبو يعلى (4873)، وابن حبان (5675)

هل كانت أبيات النبي صلى الله عليه و سلم تتكون من طوابق و سلالم ؟؟!!
وجدث اشارات في بعض الروايات يوحي أنه كانت هناك غرف يصعد اليها, كغرفة الصدقة ..
  • صعِدتُ غرفةً فأخذتُ تمرةً ولُكْتُها في فيَّ قالَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ (ألقِها فإنَّا لا تحلُّ لنا الصَّدقةُ )
الراوي : الحسين بن علي بن أبي طالب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 3/93 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
  • 2156 / 2 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: "قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَا تَعْقِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: صَعَدْتُ مَعَهُ غُرْفَةَ الصَّدَقَةِ، فَأَخَذْتُ تَمْرَةَ، فَلُكْتُهَا فِي فيَّ فَقَالَ: (أَلْقِهَا؛ فَإِنَّا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ)[1]

  • أصبحْنَا يومًا ونساءُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يبْكِينَ ، عندَ كلِّ امرأةٍ منْهُنَّ أهلُهَا ، فخرجْتُ إلى المسجدِ فإذا هوَ ملآنُ من الناسِ ، فجاءَ عمرُ بنُ الخطابِ ، فَصَعِدَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهوَ في غرفةٍ لهُ ، فسلَّمَ ولمْ يجِبْهُ أحدٌ ، ثم سلمِ فلمْ يجبْهُ أحدٌ ، ثم سلمِ فلمْ يجبْهُ أحدٌ ، فناداهُ ، فدَخَلَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : أطَلَّقْتَ نساءَكَ ؟ فقالَ : ( لا ، ولكنْ آليتُ منهنَّ شهرًا ) . فمَكَثْ تسعًا وعشرينَ ، ثمَّ دخلَ على نسَائِهِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5203 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

____________
[1]إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3؛ 52)

بودادو 10-23-2018 02:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بودادو (المشاركة 32392)
يقول عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (*) لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿* لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) [ النور: 11؛13 ]
في الآية 12 و 13 عاتب المولى عز وجل عباده المؤمنين والمؤمنات على رد فعلهم اتجاه سماعهم لحادثة الإفك؛ أولا كان عليهم أن يحسنوا الظن ، ثانيا كان عليهم أن يطالبوا المدعي بأربعة شهود طاعة لأمر الله عز وجل وإقامة لشرعه، قال عز وجل في بداية السورة ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور:4 ]
النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتطبيق شرع الله عز وجل، ويقينا لو سمع الرسول بهذه الحادثة لحقق في الأمر ولطالب المدعي بالإتيان بأربعة شهداء ولأقام عليه الحد في حال عدم قيامه بذلك امتثالا لأمر الله عز وجل والأرجح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غائبا عن مكان انتشار الإشاعة.
جاء في الحديث أن الكلام في حادثة الإفك دام أكثر من شهر وانتشر بين الناس ( قالت عائشةُ: فقَدِمْنا المدينةَ، فاشتَكَيْتُ حين قَدِمْتُ شهرًا، والناسُ يُفِيضون في قولِ أصحابِ الإِفْكِ ) وفي هذا اتهام ضمني للرسول عليه الصلاة والسلام بعدم تطبيق ما أمر الله تعالى به أن يُفعل في حالة قذف المحصنات.

قال عز وجل ( وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) [ النور:16 ]

كذلك كما جاء في الآيات السابق ذكرها في المشاركة السابقة، وبحسب قوله عز وجل، كان على المؤمنين والمؤمنات أن يقولوا عند سماعهم القصة ( ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ).

جاء في مقاييس اللغة:

( السين والباء والحاء أصلان: أحدهما جنسٌ من العبادة، والآخر جنسٌ من السَّعي. فَالأوَّل السُّبْحة، وهي الصَّلاة، ويختصّ بذلك ما كان نفلاً غير فَرض. يقول الفقهاء: يجمع المسافرُ بينَ الصَّلاتين ولا يُسبِّح بينهما، أي لا يتنفَّل بينهما بصلاةٍ.
ومن الباب التَّسبيح، وهو تنْزيهُ الله جلَّ ثناؤه من كلِّ سوء.
والتَّنْزيه: التبعيد.
والعرب تقول: سبحان مِن كذا، أي ما أبعدَه. ... )

بمعنى أنه كان عليهم تنزيه الله عز وجل عند سماعهم ما سمعوا، أي أن في حادثة الإفك انتقاص من قدر المولى سبحانه وتعالى، وهذا يتركنا أمام احتمالين:

1- أن الذين جاؤوا بالإفك انتقصوا من قدر الله عز وجل بقولهم إفكا عن ذاته العلية وهذا مستبعد تماما، لقوله سبحانه وتعالى في الآية 13 ( لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ... ) أي أنهم قذفوا انسانا بالباطل.

2- من الذي بالطعن فيه انتقاص لقدر الله عز وجل ؟ إنه رسوله صلى الله عليه وسلم، فالطعن فيه طعن في نبوته وفي من أرسله تبارك وتعالى. أي أن العصبة نشرت إشاعة رموا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالباطل.

غير أن هذا الاحتمال لا يجيب عن التساؤل السابق ذكره؛ لماذا لم يطالب النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالإفك بأن يأتي بأربعة شهداء يؤيدون ادعائه كما أمر الله عز وجل ؟

هذا والله أعلم.

بهاء الدين شلبي 10-23-2018 08:01 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بودادو http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
قال عز وجل ( وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) [ النور:16 ]

كذلك كما جاء في الآيات السابق ذكرها في المشاركة السابقة، وبحسب قوله عز وجل، كان على المؤمنين والمؤمنات أن يقولوا عند سماعهم القصة ( ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ).

جاء في مقاييس اللغة:

( السين والباء والحاء أصلان: أحدهما جنسٌ من العبادة، والآخر جنسٌ من السَّعي. فَالأوَّل السُّبْحة، وهي الصَّلاة، ويختصّ بذلك ما كان نفلاً غير فَرض. يقول الفقهاء: يجمع المسافرُ بينَ الصَّلاتين ولا يُسبِّح بينهما، أي لا يتنفَّل بينهما بصلاةٍ.
ومن الباب التَّسبيح، وهو تنْزيهُ الله جلَّ ثناؤه من كلِّ سوء.
والتَّنْزيه: التبعيد.
والعرب تقول: سبحان مِن كذا، أي ما أبعدَه. ... )

بمعنى أنه كان عليهم تنزيه الله عز وجل عند سماعهم ما سمعوا، أي أن في حادثة الإفك انتقاص من قدر المولى سبحانه وتعالى، وهذا يتركنا أمام احتمالين:

1- أن الذين جاؤوا بالإفك انتقصوا من قدر الله عز وجل بقولهم إفكا عن ذاته العلية وهذا مستبعد تماما، لقوله سبحانه وتعالى في الآية 13 ( لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ... ) أي أنهم قذفوا انسانا بالباطل.

2- من الذي بالطعن فيه انتقاص لقدر الله عز وجل ؟ إنه رسوله صلى الله عليه وسلم، فالطعن فيه طعن في نبوته وفي من أرسله تبارك وتعالى. أي أن العصبة نشرت إشاعة رموا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالباطل.

غير أن هذا الاحتمال لا يجيب عن التساؤل السابق ذكره؛ لماذا لم يطالب النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالإفك بأن يأتي بأربعة شهداء يؤيدون ادعائه كما أمر الله عز وجل ؟

هذا والله أعلم.


وجهة نظرك صحيحة لغويا، لكنها ليست الوجه الوحيد لمعنى (سُبْحَانَكَ)، ولكن إن قلنا أن التسبيح هنا ينفي الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم، هذا إن كان رمي بالإفك، وهذا لم يثبت، كتابا وسنة.


إنما بحسب الروايات فإن الطعن كان في إحدى أزواجه، وليس فيه هو، وعلى فرض أن فعلت إحداهن الفاحشة، فهذا لا ينتقص من قدره إن وقع هذا الفعل المحرم منا، وإنما ينتقص من المطعون فيها.


لذلك فاستدلالك وإن كان صحيحا، لا ننكر هذا، لكنه يعارض العقل. فللتسبيح استخدامات أخري مختلفة عند العرب، منها (سبحان الله السرعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته)، ومنها (والعرب تقول: سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه؛)، والاحتمال الأوجه أنه تعجب منهم أن يقال هذا البهتان العظيم

بودادو 10-25-2018 02:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 32447)
وجهة نظرك صحيحة لغويا، لكنها ليست الوجه الوحيد لمعنى (سُبْحَانَكَ)، ولكن إن قلنا أن التسبيح هنا ينفي الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم، هذا إن كان رمي بالإفك، وهذا لم يثبت، كتابا وسنة.


إنما بحسب الروايات فإن الطعن كان في إحدى أزواجه، وليس فيه هو، وعلى فرض أن فعلت إحداهن الفاحشة، فهذا لا ينتقص من قدره إن وقع هذا الفعل المحرم منا، وإنما ينتقص من المطعون فيها.


لذلك فاستدلالك وإن كان صحيحا، لا ننكر هذا، لكنه يعارض العقل. فللتسبيح استخدامات أخري مختلفة عند العرب، منها (سبحان الله السرعةُ إِليه والخِفَّةُ في طاعته)، ومنها (والعرب تقول: سُبْحانَ مِن كذا إِذا تعجبت منه؛)، والاحتمال الأوجه أنه تعجب منهم أن يقال هذا البهتان العظيم

لترجيح أحد معاني التسبيح يجب عرضها على السياق، وقد حدد الله عز وجل السياق بدقة فقال ( وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) [ النور:16 ] بمعنى بمجرد سماعهم للإفك كان عليهم أن يقولوا هذه العبارة بالضبط ( مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) ، طيب لماذا (ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ) وليس ( ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحان الله هذا بهتان عظيم ) ؟

سواء كان تسبيحهم للتعجب أو للتنزيه، الكاف في (سبحانك) ضمير متصل دليل على ذكر الله عز وجل فيما سمعوا ( أو رسوله صلى الله عليه وسلم فالرسول يمثل مرسله كذلك الملائكة والأخير مستبعد ). والله أعلم.

بهاء الدين شلبي 10-25-2018 06:46 PM

قال تعالي: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿١٤إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ﴿١٥وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴿١٦يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴿١٧وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴿١٨إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴿١٩وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴿٢٠) [النور]

الآيات هنا تناول إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، دون أن يأتوا بأربعة شهداء، فالله هو من ينكر هذا لفعل ويذمه وينهى عنه، فالمفترض على المؤمن حين يسمع الفاحشة وليس عليها أربعة شهداء أن يقول: (مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) فلا النص خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا خاص بغيره، إنما هو نص عام.

طمطمينة 10-26-2018 09:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر (المشاركة 32404)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بغض النظر عن الروايات المنسوبة للسنة في تفسير هذه الحادثة ، إلا أننا ننسى كثيراً الرجوع لسياق القرآن الكريم عند محاولة فهم النصوص ، وهذا يعتبر من الإعتداء البين عند محاولة تفسير النصوص.
فمن يتمعن في سورة النور والترتيب للآيات الواردة فيها سيجد نقطة مهمة نبه عليها الله تعالى في هذه السورة ، وهي الواردة في الآيتين 27 و 58 ، والتي نبه فيهما الله تعالى على أدب الاستئذان عند دخول البيوت ، وهذا التكرار قد يكون قرينة تدل على أن حادثة الإفك إنما حدثت داخل المجتمع المدني وليست في غزوة كما هو في الحديث المزعوم. فهي حادثة إفك وهو الرمي بالكذب فمؤكد أن ما أشيع لم يحدث ولكن قد يكون حدث دخول بدون استئذان فتناقلت الألسن ماتناقلت ، فتكرار مفردة الاستئذان في السورة ملفت للنظر.
أما نسبة هذه الحادثة لأحد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام فلا يوجد في السياق ما يشير إليه.
والله تعالى أعلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القرآن الكريم فيه علم كثير ، ومن بين ماجاء فيه " أدب تعامل الناس مع بعضهم بعضا" فهو يعلّمهم الخُلُق الحسن ، اي نعم .. ان العرب فيهم الكرم والإباء والنخوة .. لكن ينقصهم أدب المعاملات ، فبعث الله فيهم رسول هو على خُلُق عظيم علّمه ربّه فأحسن تأديبه .. ليتعلّموا منه أحسن الأخلاق ، لكن البعض منهم او من الناس من حسده على هذا العِلم او على ما آتاه الله من العِلم فبغضوه وعادوه وابتعدوا عنه .

- إنَّ اللَّهَ أدَّبَني فأحسنَ تَأديبي ثمَّ أمرَني بمكارمِ الأخلاقِ فقالَ ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : السخاوي | المصدر : المقاصد الحسنة
الصفحة أو الرقم: 50 | خلاصة حكم المحدث : إسناده منقطع





والله اعلم

بدر 10-26-2018 11:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة (المشاركة 32486)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القرآن الكريم فيه علم كثير ، ومن بين ماجاء فيه " أدب تعامل الناس مع بعضهم بعضا" فهو يعلّمهم الخُلُق الحسن ، اي نعم .. ان العرب فيهم الكرم والإباء والنخوة .. لكن ينقصهم أدب المعاملات ، فبعث الله فيهم رسول هو على خُلُق عظيم علّمه ربّه فأحسن تأديبه .. ليتعلّموا منه أحسن الأخلاق ، لكن البعض منهم او من الناس من حسده على هذا العِلم او على ما آتاه الله من العِلم فبغضوه وعادوه وابتعدوا عنه .

- إنَّ اللَّهَ أدَّبَني فأحسنَ تَأديبي ثمَّ أمرَني بمكارمِ الأخلاقِ فقالَ ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : السخاوي | المصدر : المقاصد الحسنة
الصفحة أو الرقم: 50 | خلاصة حكم المحدث : إسناده منقطع





والله اعلم

هل هذا اتهام منك بأني أحسد النبي عليه الصلاة والسلام على علمه أم ماذا ؟ وما علاقة ردك بمشاركتي في موضوع حادثة الإفك!!

طمطمينة 10-27-2018 01:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر (المشاركة 32487)
هل هذا اتهام منك بأني أحسد النبي عليه الصلاة والسلام على علمه أم ماذا ؟ وما علاقة ردك بمشاركتي في موضوع حادثة الإفك!!

سبحان الله ! ..كيف وردت إلى بالك مثل هذه الأفكار !؟

أوّلا : علاقة ردّي بمشاركتك ، ان مشاركتك فيها ذكر لأدب الاستئذان ، الذي هو خُلُق حميد من جملة الأخلاق والآداب التي يجب ان يتبعها المسلم والتي هي مذكورة في القرآن الكريم ، وردّي ..بصفة عامة .. جاء كتعليق على تلك الأخلاق المذكورة .

ثانيا: لا اتهمّك ولم يخطر ببالي ان اتهمّك وكلامي لا يوجد فيه ما يوحي بالاتهام ، فكلامي كان عن من عاصروه وحسدوه وابغضوه وعادوه ، هل أنت عاصرته وحسدته وأبغضته وعاديته ؟!

بدر 10-27-2018 02:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة (المشاركة 32488)
سبحان الله ! ..كيف وردت إلى بالك مثل هذه الأفكار !؟
أوّلا : علاقة ردّي بمشاركتك ، ان مشاركتك فيها ذكر لأدب الاستئذان ، الذي هو خُلُق حميد من جملة الأخلاق والآداب التي يجب ان يتبعها المسلم والتي هي مذكورة في القرآن الكريم ، وردّي ..بصفة عامة .. جاء كتعليق على تلك الأخلاق المذكورة .
ثانيا: لا اتهمّك ولم يخطر ببالي ان اتهمّك وكلامي لا يوجد فيه ما يوحي بالاتهام ، فكلامي كان عن من عاصروه وحسدوه وابغضوه وعادوه ، هل أنت عاصرته وحسدته وأبغضته وعاديته ؟!

وردت في بالي هذه الأفكار كون ردك لا يناقش حادثه الإفك من قريب أو بعيد ، بل ولا يناقش وجهة نظري في تفسير الحادثه من قريب أو بعيد ، إنما هي فقط مشاركه غمز وطعن بغلاف منمق ، خاصة وأنك قمتي بعمل موضوع ( http://ezzman.com/vb/t4309/ ) وكأنك تظنين بأنني قرآني ومنكر للحديث وحاسد للنبي عليه الصلاة والسلام على ما أتاه الله من الحكمة لمجرد أنني أنكرت الروايات المنسوبة للسنة في حادثة الإفك ، وهذا من جهلك وقلة علمك في تضعيف وتصحيح الأحاديث.


الساعة الآن 12:37 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google search by kashkol