الفتور ( مظاهره ، وأسبابه ، وعلاجه )
 
 
  أولا : معنى  الفتور   
 
  الفتور  : انكسار وضعف ... هذا الضعف قد سُبق بقوة ، وذلك الانكسار قد  تقدمته صلابة ، ولهذا قال علماء اللغة : فتر : أي سكن بعد حِدّة ، ولان  بعد شِدّة   
 فالفتور إذًا مرض يصيب الأقوياء  ، ويترصد لكل من يتطلع إلى الكمال في دينه ، وعلى هذا فإن الأمر يزداد  خطورة ؛ إذ أن أهم المقصودين  هنا هم شريحة أهل الإيمان من العاملين  المنتجين ، والمبدعين المتفوقين ، الذين تنهض عليهم الأمة ، وتنقاد لهم  سفينتها 
   
  ثانيا : قواعد مسلم بها عند كل مؤمن 
 -   أن جميع الخلق _ سوى من عصمه الله _ معرض للإصابة بالفتور ، والوقوع في الأخطاء والمعاصي
 
-  أن قلب المرء وإن صفا ، وثبت على الإيمان ، واستلذ بحلاوته ، فإنه معرّض للانتكاسة ، ومهيأ للانقلاب
 
-   الإيمان يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية
 
-    أن بقاء قلب المؤمن على الدرجة الرفيعة من الإيمان التي يجدها في أعظم  العبادات قدرًا ، وأكثرها تأثيرًا ؛ كالصلاة ، والحج ، والصيام وتلاوة  القرآن ، وقيام الليل ، أمر متعذر ؛ لشدة انشغال القلب بأعمال الدنيا ،  وملذاتها ، وما يعتريه فيها من أفراح وأتراح ، وليس هذا من الرياء أو  النفاق في شيء
 
    ثانيا : بعض من مظاهر الفتور  
 -   قسوة القلب ، ذلك السياج المانع للقلب من الخشوع لله تعالى
 
-   التهاون في فعل الطاعات ، ما كان منها فرضًا ، أو نفلاً ، يسيرًا كالأذكار ، أو غير ذلك ، كالحج ، والصلاة ، والصيام
 
-   بغض الصالحين الممتثلين للسنة ، الحريصين على إقامة شعائر الدين في أنفسهم ، وأهليهم ، ووسطهم
 
-   موت المشاعر الدينية ، وعدم الغضب من أجل الله تعالى
 
-   عدم الشكر في السراء ، وعدم الصبر في الضراء
 
-   المجاهرة بالمعصية ، وعدم مبالاة المرء بمعرفة الناس بوقوعه فيها 
 
    ثالثا : أسباب الفتور 
 -    عدم تعهد العبد إيمانه من حينٍ لآخر ، من حيث الزيادة أو النقص ، فإن  بدون مراجعة الإنسان نفسه مع حال إيمانه ، تتكالب عليه أسباب  الفتور  من كل  جانب 
 
 -   الجهل بما أعده الله تعالى للمتقين من الجنان ، أو  تجاهله ، أو نسيانه ، أو عدم مذاكرته بين الحين والآخر ، فإذا ما وقع  الإنسان في شيء من هذا ، فتر عن العبادة ، والتكاسل عنها 
 
 -   استبعاد العقوبات الدنيوية ، والاستهانة بالعذاب الأخروي ، أو الشعور بأنه عذاب معنوي فحسب 
 
 -   الانبهار بالدنيا وزينتها ، والاغترار بنعمها الزائلة
 
 -   طول الأمل ، وهذا هو قاتل الهمم ، ومفتر القوى ، قرين التسويف والتأجيل ، وحبيب الخاملين الهاملين ، وعدو الأتقياء النابهين
 
 -   تحميل الإنسان نفسه في عبادته ما لا يحتمل عادة
 
 -   الرفقة السيئة ... كلما حدثته نفسه بالعودة إلى الثبات ، والعزيمة على  الرشد ، فتنته هذه الرفقة بعرض جديد من ألوان الهوى ، وصور الفساد والخنا 
 
 -    الانفراد والعزلة ، ففي زمن كثرت فيه المغريات ، وتنوعت فيه وسائل  الشهوات ، وسهلت فيه الخلوة بما حرم من المثيرات ، أصبحت العزلة وسيلة إلى   الفتور  ، وطريقًا إلى الخور والضعف ؛ لأن المسلم حينما ينفرد لا يعرف صوابه  من خطئه ، ولا قوته من ضعفه ، فتراه يسير متخبطًا في عمى ، بلا دليل يدل ،  ولا حكيم يرشد ، فيسهل قياده من الشيطان للتقصير والهوى ، وإنما يأكل  الذئب من الغنم القاصية 
 
 -   عدم معرفة الله حق معرفته ، والجهل بعظمته  في النفوس  ... و التغافل عن هذا
 
 -   استحقار صغائر الذنوب ، والاستهانة بعقوبتها
 
 -    التعلق في الالتزام بالدين بالأحياء من الصالحين ، وإنه السوس الذي  ينخر في دين الإنسان من حيث لا يشعر ، فكم يفرح المرء بهدايته ، غير أنه لم  يهتد إلا لأجل إعجابه بشخصية فلان ، أو استحسانه صوته أو صورته ، حتى يصل  الأمر بأن يتبعه في كل شيء ، ويقلده في كل أمر ، فإذا ما أصيب قدوته  بالفتور ، لحقه فيه دون تردد ، ولو انتكس ، انقلب كما انقلب على عقبيه ،  وإنه لا يضر الله شيئا
 
 -   لانشغال بالعلوم العلمية البحتة ، والانفتاح على شتى وسائل تحصيلها ، من دون تفريق بين ما حلّ منها وما حرم 
 
    أخيرا :علاج الفتور 
 
 إن الدواء الناجع لداء  الفتور  هو بإيجاز قطع كل الأسباب التي سبق ذكرها ،  التي من شأنها أن توقع المسلم في خنادق  الفتور  ، ومهاوي التقصير ، ليسلك  بدلها وسائل الثبات ، وطرق الالتزام بالهداية ، فيعظم العبد ربه في قلبه ،  ويطبع هذا التعظيم على أقواله وأفعاله واعتقاده ، ويتّبع سنة النبي  صلى  الله عليه وسلم  بلا زيادة أو نقصان ، ويضع الموت والنار والجنة نصب عينيه ،  يرجو رحمة ربه ، ويخاف عذابه ، معظمًا في ذلك شعائر الله ، فإن ذلك من  تقوى القلوب ، متعاهدًا لنفسه بالمحاسبة ، وبالرفقة الصالحة ، وبالوعظ  والتذكير ، مبتعدًا عن طرق الهوى والفتنة بشتى وسائلها  مرددًا دعاء النبي   صلى الله عليه وسلم  : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك 
 -------------------------- 
  
  منقول باختصار وتصرف  
  http://www.saaid.net/Doat/faisal/k/02.htm 
  
  
  
  
  
  
   
  
  
 
 
  
التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 01-17-2014 الساعة 02:01 AM
سبب آخر: تعديل التنسيق
 |