#4
|
|||||||
|
|||||||
![]() اقتباس:
ومن يتأمل القصة نجد أن هناك عدة معاصي اقترفها آدم عليه السلام، منها ما تفرد آدم باقترافها، ومنها ما شاركته زوجه فيها، وفي هذه الآية تحديدا نجد أنهما أكلا من الشجرة، وهذه معصية مشتركة، ترتب عليها أن بدت لهما سوءاتهما، أي رأى كلا منهما سوأة الآخر، أي لم تكن سوءاتهما بادية لهما قبل أن يأكلا من الشجرة، أي لم تكن لديهما شهوة، ولم تقع بينهما علاقة جنسية، إذن تحركت شهوتهما بمجرد أن أكلا وبدت لهما سوءاتهما. فرغم أنهما أكلا من الشجرة معا، وبدت لهما سوءاتهما معا، إلا أن هناك معصية أخرى أضافها آدم وحده، فلم تساركه فيها زوجه بدليل قوله تعالى: (وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ)، تنبه إلى واو العطف ووظيفتها الجمع في قوله (وَعَصَىٰ) أي هناك معصية جمعت إلى جملة معاصي أخرى، فلم يقل (فعصى) وإلا لعادت المعصية على ما قبلها. فقد اقترفا عدة معاصي منها طاعتهما وسوسة الشيطان وقد قد أمرا بعداوته، وأكلهما من الشجرة وقد نهيا عنها، لكن هناك معصية اقترفها آدم فقط، دون زوجه، مضافة إلى جملة المعاصي السابقة لم يصرح بها لفظا، وقد وصفها الله عز وجل بالغواية فقال (فَغَوَىٰ)، فالغواية هنا معصية اقترفها أدم عليه السلام، مترتبة على تبدي سوءاتهما، وتحرك شوهتمها، والواضح أنه تغشى زوجه رغما عنها، وهذه كانت المعصية التي ترتبت على طاعة الشيطان، (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ) [طه: 122] فكان إكراهها اعتداء من آدم على المرأة، وكانت هذه المعصية التي تفرد بها دون زوجه في قصتهما مع الشيطان. وهذا هو الثأر بين المرأة والشيطان، فهذه الجريمة لا زال يتكرر ممارستها كل يوم وباسم الدين، فيواقع الرجل زوجه بالإكراه، على اعتبار أن الجماع حق للزوج نظير ما دفعه من مهر ونفقته عليها، سواء كان برضاها أم بإكراهها، حتى أن الزوجة تضرب إن امتنعت وعدت ناشذا، وهذا بحسب الفهم السائد. طبعا أنا لا أناقش الشرع، ولا المفاهيم السائدة، ولكني أحاول فهم الآيات وكشف مضمونها. هذا والله أعلم.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
له, الله, الخلق, السلام, اتخاذ, شبهة, شريك, عليه, عيسى, في |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|