|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
|
اقتباس:
قوله تعالى: (فَلَمَّا) لا يفيد التزامن، وإنما يفيد التتابع، مع وجود فارق زمني، سواء قصر الزمن أم طال، عاجلا أم آجلا. كما في قوله تعالى: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ) [الأعراف: 135] وهذا يفيد التالي: أولا: وقوع الموت (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ) ثانيا: ثم أكل منسأته (دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) ثالثا: ثم خر ساجدا (فَلَمَّا خَرَّ) رابعا: ثم تبين الجن (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) هذه الوقائع الأربعة غير متزامنة، أي لم تقع فيي زمن واحد، وإنما وقع بعضها بعد بعض على الترتيب, وهذا يلزم منه فاصل زمني بين كل واقعة منها، وهذه المدة الزمنية هي الشاهد على عدم تحلل جثمانه الشريف، وإلا لاكتشف الجن وفاته بمجرد ظهور أي رائحة ملفتة. وهذا الفااصل الزمني يصعب تحديده، لكي نعلم إن كان الوقت كافيا لتحلل الجثمان من عدمه، وهذا يصرفنا إلى تحديد الفترة الزمنية التي تحتاجها دابة الأرض لتأكل منسأته، هل ساعات أم أيام؟ لكن من الواضح أنه لما خر طال سجوده وهو ميت فترة من الزمن، فمن البديهي أن يظن الملأ أنه في صلاة، لكن هذا الظن لديهم سيتبدد بمجرد دخول وقت صلاة الفريضة، حينها وجب عليه التسليم وإنهاء النافلة، فإن لم يفعل فسوف يندفع الملأ من حوله على الفور للتأكد من سلامته. إذن! فالأرضة أكلت منسأته في وقت أقصى تقدير له ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، وهو أطول زمن يفصل بين فريضتين. وعليه فمن المستبعد أن أن طول مدة وفاته دامت أكثر من الزمن الفاصل بين صلاتين مكتوبة. ومن المستبعد أن يتغير أي جسد بعد موته بساعات، بل يستغرق أياما. وفي خبر حسنه الذهبي وضعفه غيره من المحققين (كان نبيُّ اللهِ سُليمانَ إذا قام في مصلاهُ رأى شجَرةً نابتةً بين يدَيهِ ، فقال لها: ما اسمُكِ؟ قالت: الخُرنوبُ. قال: لأيِّ شيءٍ أنتِ؟ فقالت: لخَرابِ هذا البَيتِ فقال: اللَّهمَّ عَمِّ عليهِم مَوتي، حتَّى يعلمَ الإنسُ أنَّ الجنَّ لا تعلمُ الغيبَ، قال: فنحتَها عَصًا يتوكَّأُ علَيها، فأكلَتها الأرَضَةُ فسَقَطت، فخرَّ، فحَزَروا أكلها الأرَضَةُ، فوجَدوه حولً، فتبيَّنتِ الجنُّ أن لَو كانوا يَعلمون الغيبَ ما لبِثوا في العذابِ المُهينِ). وكان ابنُ عبَّاسٍ يقرؤها هكذا. (فشكرَتِ الجنُّ الأرَضَةَ فكانَت تَأتيها بالماءِ حيثُ كانَت). [1] فقوله (فوجَدوه حولً) وفي رواية (فتوكَّأَ عليها حولًا ميتًا، والجِنُّ تعمل) [2] نجده يحمل استفهاما؛ إن سلمنا أنه توكأ على عصاه حولا كاملا؛ فكيف لم يقم لأداء صلاة مكتوبة عاما كاملا، وكل من حوله لم يتنبه لوفاته؟ هذا إن تجاهلنا أنهم لم يبالوا أنه لا يأكل ولا يشرب، ولا ينام، وأنه محتفظ بوضوءه لا يجدده، فإن الروايات في هذه الجزئية فيها تهويل، ومبالغة مفرطة، فضلا عن تجاوزات شرعية لا تتفق ورفعة مقام النبوة الكريم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ [1] الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الذهبي | المصدر : سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم: 4/338 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة الصفحة أو الرقم: 1033 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف مرفوعاً الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء الصفحة أو الرقم: 4/337 | خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث سعيد تفرد به عطاء الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية الصفحة أو الرقم: 2/28 | خلاصة حكم المحدث : عطاء الخراساني في حديثه نكارة [وروي] موقوفا وهو أشبه بالصواب الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم: 8/210 | خلاصة حكم المحدث : فيه عطاء وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة الصفحة أو الرقم: 6573 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف [2] الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة الصفحة أو الرقم: 6573 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
|
#2
|
|||||||
|
|||||||
|
اقتباس:
كلامك صحيح تماما .. ولكني ذكرت في تحليلي للواقعة مسألة هامة متعلقة بالأنبياء، وهي إن ورد نص متعلق بالأنبياء ويحتمل النص أكثر من معنى؛ حملناه على خيرهما، بما يليق بمقام النبوة. وما يختص بالأنبياء كرامة لهم، ليس شرطا أن يسري في حق غيرهم من عباد الله، إلا لمن شاء الله عز وجل له ذلك، كحال الشهدداء والصديقين لا تتحلل جثثهم. وهذا اقتباس لكلامي من المشاركة رقم: 21 صفحة: 3 اقتباس:
كذلك موسى عليه السلام وهو واقف في حضرة الملك الجبار تبارك وتعالى، لا يمكن أن نتصور وقوفه إلا خاشعا خاضعا لربه، كأنه في وضع صلاة، بل كان فعلا في صلاة واتصال بربه عز وجل يسمعه ويكلمه، فإن خر صاعقا، فلن يخر إلا بهيئة كريمة تليق به كنبي، وتليق بجلال الوقوف بين يدي الله عز وجل يكلمه، فلا بد وأن موسي عليه السلام خر ساجدا حين صعق، وإن لم يصرح النص بهذا، فوجب علينا نحن كمسلمين أن نحمل المشهد على خير محمل يليق بمقام النبوة. فتوقير النبين أصل شرعي في دين الإسلام، كما أمرنا ربنا عز وجل في قوله تعالى: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفتح: 9] وما يسري في حق النبي صلى الله عليه وسلم يرسي في حق سائر الأنبياء عليهم السلام. ومن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوقر من كان من النبيين قبله، حتى أنه لم يكن يفضل نفسه عليهم كالتالي: بيْنَما رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ جاءَ يَهُودِيٌّ، فقالَ: يا أبا القاسِمِ ضَرَبَ وجْهِي رَجُلٌ مِن أصْحابِكَ، فقالَ: (مَنْ؟)، قالَ: رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ، قالَ: (ادْعُوهُ)، فقالَ: (أضَرَبْتَهُ؟)، قالَ: سَمِعْتُهُ بالسُّوقِ يَحْلِفُ: والذي اصْطَفَى مُوسَى علَى البَشَرِ، قُلتُ: أيْ خَبِيثُ، علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وجْهَهُ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (لا تُخَيِّرُوا بيْنَ الأنْبِياءِ، فإنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ، فأكُونُ أوَّلَ مَن تَنْشَقُّ عنْه الأرْضُ، فإذا أنا بمُوسَى آخِذٌ بقائِمَةٍ مِن قَوائِمِ العَرْشِ، فلا أدْرِي أكانَ فِيمَن صَعِقَ، أمْ حُوسِبَ بصَعْقَةِ الأُولَى). [1] فكان رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ينعت النبيين عليهم السلام بخير وصف كما في قوله: (الْكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ ابنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ - عليهمُ السَّلاَمُ). [2] ودعما لقولي هذا؛ سنجد أن السقوط في القرآن مصدره [س . ق . ط] ورد بمعاني مذمومة غير محمودة، بما لا يليق أن يكون ذلك في حق نبي من الأنبياء وهذه نماذج: قال تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا) [الأنعام: 59] قال تعالى: (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا) [الأعراف: 149] قال تعالى: (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ) [التوبة: 49] قال تعالى: (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا) [الإسراء: 92] قال تعالى: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [الشعراء: 187] قال تعالى: (إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ) [سبأ: 9] وعليه فإن وردت كلمة خرَّ ومصدرها [خ . ر . ر] وهي تحتمل معنيين، أحدهما حميد، والآخر مذموم، حملنا الكلمة على المعنى المحمود في حق الأنبياء، فلا يصح في حقهم أن يحمل على المعنى المذموم. هذا والله تعالى أعلى وأعلم _____________________ [1] الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2412 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 6420 التخريج : أخرجه البخاري (2412)، ومسلم (2374) مختصراً [2] الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3382 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|
![]() |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| لغز, باربار, بناء, كهوف |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|