#5
|
|||||||
|
|||||||
![]() اقتباس:
التبس عليك فهم كلامي؛ كل الكتب تنزل منجمة، بحسب الأحداث، ولكن في قصة موسى عليه السلام فقد تلقى بعضا من التوراة فوق الجبل، وليست كلها بالكامل. فلم أقصد نهائيا أن كل التوراة نزلت جملة واحدة. فإن كان تعالى يقول: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ)، فهذا خاص بتعاليم محددة، وليست بكل التشريعات، فهناك تشريعات سبقت كتابة الألواح، وتشريعات نزلت بعدها، وهذا له تفصيل وشرح. كالأمر بدخول الأرض المقدسة، وتحريمها عليهم أربعين سنة، كان قبل كتابة الألواح، وهذا التحريم مثلا يعد تشريع صريح. ولكننا نستشهد بالواقعة على أمر مهم، وهو ملازمة الكتابة لنزول الوحي، فلا يستقيم عقلا أن تنزل التوراة إملاءا كتابة، بينما تنزل سائر الكتب سماعا فقط! فما يثبت لكتاب واحد يثبت لغيره، فيما عدا أن ما ثبت في حق التوراة أن الله عز وجل أملاها بذاته العلية على موسى عليه السلام، الله عز وجل يمليه وهو يكتب ما يسمع، بينما سائر الكتب أملاها جبريل عليه السلام، أو نسخها الأنبياء من صحيفة جبريل عليه السلام، النتيجة واحدة في كلا الحالتين. كل ما ينزل على الأنبياء وحي، بعضه من الكتاب، وبعضه من الحكمة، فكلاهما وحي من الله عز وجل. فما كان من الكتاب ينزل مكتوبا، ويستنسخه الأنبياء فيكتوبنه، وليس النبي ملزم بتبليغ كل ما يوحى إليه على الإجمال والتفصيل، فيما عدا الكتاب، فهو ملزم بتبليغه كاملا غير منقوص. فكانت هناك أمورا يسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكرها، فيذكرها في حينها، فلا يبلغها لأصحابه إلا في مناسبتها، وكمثال: (لو تعلمون ما أعلمُ لضحِكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا) الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6486 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 3141 لا أقصد من هذا أن الأنبياء يخفون علما عن الناس أو يتكتمونه، ولكن هناك علوم تشريفية، شرفهم الله عز وجل بعلمها، غير ملزمين بتبليغها، واختصهم بها دون غيره، كاسم الله الأعظم مثلا.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
ألواح, موسى, السلام, عليه, كتابة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|