منتـدى آخـر الزمـان

منتـدى آخـر الزمـان (https://www.ezzman.com/vb/)
-   مناقشة الأبحاث والدراسات (https://www.ezzman.com/vb/f2/)
-   -   مناقشة: نزول الوحي مكتوبا وألواح موسى عليه السلام (https://www.ezzman.com/vb/t4187/)

بهاء الدين شلبي 06-10-2018 04:59 PM

مناقشة: نزول الوحي مكتوبا وألواح موسى عليه السلام
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظرا لطول البحث وثقله على المتصفح تم نقله إلى الرابط أدناه

http://ezzman.com/vb/t4198/

فمن شاء فليتابع القراءة على الرابط ويمكنه التعليق هنا

اكرام حسين 06-11-2018 02:05 AM

لم يرد في القرآن أن أحدا من الأنبياء تلقى التنزيل مكتوبا غير موسى عليه السلام و الذي تلقاه مكتوبا لم يكن كل الكتاب قال تعالى( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (145) الاعراف قال تعالى( مِن كُلِّ شَيْءٍ ) و ليس كل شيء لأن الذي نزل على موسى مكتوبا هو التشريع و الذي كان مفصلا تفصيلا دقيقا و فيه بنود كثيرة ، الالواح كانت الأصل و لكن تم نسخها لانه كما عودنا الله تعالى الخوارق ظرفية لا تدوم فكان على موسى عله السلام نسخها لكن قبل أن ينسخها الاكيد أنه عرضها على بني اسرائيل ليروا بأعينهم المعجزة لانه لابد أنه كان فيها جزء واضح للعيان انه غير بشري او لا يقدر عليه البشر و من ثم قام بنسخها موسى عليه السلام بالطريقة العادية لتكون دستور مكتوب لبني اسرائيل( وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ )(154)الاعراف ،و هذا لا يعني أن موسى تلقى كل الكتاب مكتوبا بل تلقى الجزء التشريعي المنظم للحياة لكن الوحي بدأ مع موسى عليه السلام من طور سيناء الى مماته،اما بالنسبة للنبي صلى الله عليه و سلم فقد قال تعالى(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (195) الشعراء فالقرآن كان ينزل على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم.و هناك أكثر من طريقة لنزول الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم.

اما عن القراءة فهي تعني عموما فك الرمز أو المرموز سواء كان مخطوطا (الكتابة) أو غير مخطوط كعلم قراءة حركات الجسد او علم قراءة الشفاه كلها تسمى قراءة رغم أن لا مكتوب فيها.

اكرام حسين 06-11-2018 04:12 AM

.حذفت المشاركة لانني لم اقتنع بما كنت قد حررته فيها

بهاء الدين شلبي 06-11-2018 04:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
لم يرد في القرآن أن أحدا من الأنبياء تلقى التنزيل مكتوبا غير موسى عليه السلام
صحيح لم يرد لفظا نزول الكتب مكتوبة غير التوراة، ولكن هذا لا ينفي نزولها غيرها مكتوبة، ونفي نزولها مكتوبة يحتاج دليل، وليس إثبات نزولها مكتوبة، لأن من لوازم الوحي أن ينزل مكتوبا ومقروءا، وإلا فكيف للناس أن تضبط حروف الكتاب ورسم الكلمات؟! فمن لوازم الوحي أن ينزل مكتوبا، لأن رسم الكتب توقيفي على الوحي، لا يصح أن يجتهد إنسان فيه، فهناك كلمات كثيرة في القرآن الكريم تكتب بخلاف ما تنطق، يختلف رسمها عن المعتاد.
قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ....) [الأعراف: 157]، فيستشهد الله تعالى هنا بالمكتوب عندهم في أصل التوراة والإنجيل، وليس بالمحرفة ولا بالتي يخفونها، كما قال تعالى: (.... قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ ...) [الأنعام: 91] فمن المستبعد تماما أن يستشهد بمستنسخاتهم المحرفة،وإنما يستشهد بالأصل المنزل.

وأهل الكتاب يهودا كانوا أم نصارى، حرفوا كتبهم عن أصلها المنزل، فحرفوا نسخ التوراة والإنجيل، ثم يدعون أنها هكذا أنزلت، وقد توعدهم الله تبارك وتعالى على فعلهم هذا فقال (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ) [البقرة: 79]. فمن أين أتى أهل الكتاب بأصل التوراة والإنجيل، ليستنسخوها، إن لم تكن منزلة عليهم كتابة، وليس سماعيا فقط؟!!

الألواح التي أنزلت على موسى عليه السلام سماها الله عز وجل في موضع آخر صحف، فقال: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) [الأعلى: 18، 19]، فذكرت صحف موسى عليه السلام هنا مقترنة بصحف إبراهيم عليه السلام، والصحف مكتوبة، وهذا يستلزم نزولها مكتوبة وليس فقط سماعيا. وعلى فرض أن الرسول في سورة البينة هو النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر أنه يتلو صحفا قال تعالى: ( رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿٢ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) [البينة: 2، 3]، أي صحف مكتوبة أنزلت عليه.

بهاء الدين شلبي 06-11-2018 05:15 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
لم يرد في القرآن أن أحدا من الأنبياء تلقى التنزيل مكتوبا غير موسى عليه السلام و الذي تلقاه مكتوبا لم يكن كل الكتاب قال تعالى( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (145) الاعراف قال تعالى( مِن كُلِّ شَيْءٍ ) و ليس كل شيء لأن الذي نزل على موسى مكتوبا هو التشريع و الذي كان مفصلا تفصيلا دقيقا و فيه بنود كثيرة ،


أرجو منك أن تراجعي لغويا قوله تعالى: (مِن كُلِّ شَيْءٍ)، فحرف (كُلِّ) يفيد الاستغراق، كقوله تعالى: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ) [إبراهيم: 34]. فاستشهادك هنا في غير محله

بهاء الدين شلبي 06-11-2018 05:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
الالواح كانت الأصل و لكن تم نسخها لانه كما عودنا الله تعالى الخوارق ظرفية لا تدوم فكان على موسى عله السلام نسخها لكن قبل أن ينسخها الاكيد أنه عرضها على بني اسرائيل ليروا بأعينهم المعجزة لانه لابد أنه كان فيها جزء واضح للعيان انه غير بشري او لا يقدر عليه البشر و من ثم قام بنسخها موسى عليه السلام بالطريقة العادية لتكون دستور مكتوب لبني اسرائيل( وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ )(154)الاعراف ،و هذا لا يعني أن موسى تلقى كل الكتاب مكتوبا بل تلقى الجزء التشريعي المنظم للحياة لكن الوحي بدأ مع موسى عليه السلام من طور سيناء الى مماته،اما بالنسبة للنبي صلى الله عليه و سلم فقد قال تعالى(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (195) الشعراء فالقرآن كان ينزل على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم.و هناك أكثر من طريقة لنزول الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم.
اما عن القراءة فهي تعني عموما فك الرمز أو المرموز سواء كان مخطوطا (الكتابة) أو غير مخطوط كعلم قراءة حركات الجسد او علم قراءة الشفاه كلها تسمى قراءة رغم أن لا مكتوب فيها.

إذن أنت متفقة معي أن الألواح هي الأصل، ولكنك تقولين [كما عودنا الله تعالى الخوارق ظرفية لا تدوم] فمن أين أتيت بهذا الادعاء؟!!

ولكن ادعاءك هذا يكشف عن اعتقادك أن الألواح نزلت من السماء، ولكن لم تخبرينا بمصيرها بعد النزول! هل رفعت مرة أخرى؟ هل أعدمت؟ وما حاجة موسى عليه السلام أن ينسخ الأصل وهو محتفظ به؟ المفترض أن ينسخها قومه، وليس هو، خاصة وأنك تقولين أن الألواح [عرضها على بني اسرائيل ليروا بأعينهم المعجزة لانه لابد أنه كان فيها جزء واضح للعيان انه غير بشري او لا يقدر عليه البشر] فما مصدر ادعاءك بأن الألواح تحمل معجزة؟ أم هو مجرد احتمال؟ حتى الاحتمالات لابد لها من أدلة!

وما دليلك أن موسى عليه السلام هو من قام بعملية النسخ عن الألواح؟!!!

ونزول الكتاب على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، لا ينفي ولا يتعارض مع نزوله مكتوبا مقترنا بنزوله على قلبه، بل من لوازم نزوله على قلبه أن ينزل مكتوبا لضبط رسم الكلمات والحروف، ليوافق المنطوق المكتوب.

أما تعريفك لمفهوم القراءة، فقد شمل أنواع كثيرة من القراءات، ولكن عندما نتكلم عن الكتب فهنا المقصود قراءة المكتوب وتلاوته، وليس قراءة الجسد أو الحركات.

ميراد 06-12-2018 02:00 AM

قال تعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ) [الأنعام: ٧]

الله تعالى يخبر أنه حتى و ان انزل القران مكتوبا من عنده لن يؤمن به الكفار, و هذا يدل أنه كانت هناك مطالبة من الكفار بالنسخة الاصلية المكتوبة للوحي, و لم يكتفوا بما يتلوه عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما نسخ في الصحائف..ولذلك قطع الله انه لن يؤمنو حتى و ان أطلعوا على النسخة الأصلية للكتاب.

و الله تعالى أعلم.

بهاء الدين شلبي 06-12-2018 03:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
قال تعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ) [الأنعام: ٧]

الله تعالى يخبر أنه حتى و ان انزل القران مكتوبا من عنده لن يؤمن به الكفار, و هذا يدل أنه كانت هناك مطالبة من الكفار بالنسخة الاصلية المكتوبة للوحي, و لم يكتفوا بما يتلوه عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما نسخ في الصحائف..ولذلك قطع الله انه لن يؤمنو حتى و ان أطلعوا على النسخة الأصلية للكتاب.

و الله تعالى أعلم.

الآية لم تصرح بأن الله عز وجل أنزل القرآن مكتوبا من عدمه، وإنما تتناول إنزال القرآن مكتوبا في قرطاس يلمسونه بأيديهم، وهنا وضع شرطا محددا (فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ)، وهذا يعني أن الأصل هو نزول القرآن مكتوبا في قرطاس، لكن لا يراه ولا يلمسه أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم، فينسخ بيمينه ما هو مكتوب فيه، ليضبط رسم المصحف كما في الصحيفة التي مع جبريل عليه السلام.

أي إن كانوا لم يؤمنوا بما في المنسوخ من الحجج والبينات، فلن يؤمنوا به حتى وإن نزل مكتوبا في قرطاس، لأنهم مستيقنون في قرارة أنفسهم مما في الكتاب من حجج وبينات، ومع هذا جحدوا بالحق، فقال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 14]
فالآية يستنبط منها أن الأصل نزول الكتاب مكتوبا في قرطاس لا يراه إلا النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينسخ ما أوحي إليه من ربه تبارك وتعالى

ميراد 06-12-2018 03:47 AM

http://ezzman.com/vb/images/editor/separator.gif
 
اقتباس:

في لسان العرب: (اللَّوْحُ: كلُّ صَفِيحة عريضة من صفائح الخشب؛ الأَزهري: اللَّوْحُ صفيحة من صفائح الخشب، والكَتِف إِذا كتب عليها سميت لَوْحاً.) نفهم من هذا أنها كانت ألواح خشبية، بينما التوراة المحرفة تقول أنهما لوحين من حجارة، وهذا تعارض بين النصين، والأصوب لغة أن الألواح تتكون من صفائح خشبية، وليست من حجارة بحسب الرواية التوراتية التي تتضارب فيها الدلالة اللفظية مع النص ذاته.


اتفق معك ان الواح موسى عليه السلام أكثر من اثنين, الا أنه حسب المعاجم لا يكون اللوح فقط من خشب و لكن نجد فيها أن كل صفيحة عريضة حتى و ان كانت من غير خشب, سواء من حجارة او رخام أو معادن أخرى تسمى لوح...

معجم اللغة العربية المعاصرة

لوح [ مفرد ] : ج ألواح ( لغير المصدر ) :
1 - مصدر لاح / لاح إلى .
2 - كل صفيحة عريضة من خشب أو غيره لوح خشبي / معدني - لوح من رخام


ذكر الله تعالى الالواح في قوله تعالى :
وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴿القمر: ١٣﴾.
هنا نجزم ان الالواح التي حملت نوح عليه السلام و ذريته انها من خشب لانه يطفو على الماء دون باقي المواد التي كثافتها أكثر من الماء..

نرجع الى زمن موسى عليه السلام:
اذا كنا نتكلم على زمن يرجح ان تكون فيه قامة البشرأكبر بكثير مما نحن عليه, و أن موسى عليه السلام حباه الله تعالى ببنية جسمانية قوية.
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿القصص: ٢٦﴾.
و هذا يمكن أن يطرح فَرْضيَّة: قدرته عليه السلام على حمل الواح أثقل من الخشب أو تحمِّيلها, و كما هو معلوم تطوير الانسان للكتابة مر بمراحل من الكتابة على الحجارة ثم المعادن..و المختصين توصلوا لتحقيب العصور التارخية حسب الادوات المستعملة في كل حقبة.

ان تم ايجاد قرائن في النصوص تكشف طبيعة الالواح يمكن تحديد الزمن الذي بعث فيه موسى عليه السلام.


موضوع ذو صلة:عبث الشياطين بأجساد البشر

أم أحمد 06-12-2018 11:13 PM

وأنا أبحث في الموضوع وجدت مايلي وهو موجود في كتب الشيعة:

".. إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فأرسل الله إليها ملكًا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه فقال : إذا أحسست بذلك ، وسمعت الصوت قولي لي . فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين رضي الله عنه يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفًا.. أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون" .

"أصول الكافي" (1/240) ، "بحار الأنوار" (26/44) ، "بصائر الدرجات" (ص43)

وجاء في "الكافي" عن أبي بصير عن أبي عبد الله : قال " ... وإنّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السّلام ، قلت : وما مصحف فاطمة عليها السّلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ما فيه من قرآنكم حرف واحد " .


وجاءت بعض رواياتهم لتصف هذا المصحف المزعوم بأن فيه " خبر ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وفيه خبر سماء سماء ، وعدد ما السماوات من الملائكة وغير ذلك ، وعدد كل من خلق الله مرسلاً وغير مرسل ، وأسماءهم، وأسماء من أرسل إليهم ، وأسماء من كذب ومن أجاب ، وأسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين ، وصفة كل من كذب ، وصفة القرون الأولى وقصصهم ، ومن ولي من الطواغيت ومدة ملكهم وعددهم ، وأسماء الأئمة وصفتهم وما يملك كل واحد واحد... فيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم ، وصفة أهل الجنة وعدد من يدخلها ، وعدد من يدخل النار ، وأسماء هؤلاء وهؤلاء ، وفيه علم القرآن كما أنزل ، وعلم التوراة كما أنزلت ، وعلم الإنجيل كما أنزل ، وعلم الزبور ، وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد "

"دلائل الإمامة" (ص27-28) .

ثم تذكرت قول"الجن المسلم" عن الشيعة وأنهم حافظوا على السنة النبوية فيما يخص الدابة أكثر من أهل السنة:

"فأقول للجميع إرجعوا إلى كتب السنة وفكروا بالصحيح والضعيف والموضوع لأن من قام بهذه التصنيفات قد يكون من أعدائكم وأنتم لا تشعرون، وكذلك ما تم تدوينه عند الشيعة فليس كل ما هو لديهم ليس بصحيح بل بالعكس هم حافظوا على شيء من السنة النبوية فيما يخص الدابة المهدية - مع ظنهم أنه رجل - أكثر مما يسمون أنفسهم بأهل السنة.."

تجدون المشاركة في الرابط التالي:http://ezzman.com/vb/t3492/#post25537

الشيعة يقرون بأن الدابة إنسان لكنهم يظنون أنها رجل ويقرون أيضا بنزول قرآن على امرأة لكنهم يظنون أن هذه المرأة هي فاطمة حتى أنهم سموه مصحف فاطمة وينتظرون ظهوره مع المهدي ويعتبرونه من علامات مهديته.

فهل يكون هذا الجزء مما حافظ عليه الشيعة من السنة النبوية عن الدابة عليها السلام-نزول قرآن على امرأة-مع ظنهم أنها فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم؟

اكرام حسين 06-13-2018 07:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31219)
صحيح لم يرد لفظا نزول الكتب مكتوبة غير التوراة، ولكن هذا لا ينفي نزولها غيرها مكتوبة، ونفي نزولها مكتوبة يحتاج دليل، وليس إثبات نزولها مكتوبة، لأن من لوازم الوحي أن ينزل مكتوبا ومقروءا، وإلا فكيف للناس أن تضبط حروف الكتاب ورسم الكلمات؟! فمن لوازم الوحي أن ينزل مكتوبا، لأن رسم الكتب توقيفي على الوحي، لا يصح أن يجتهد إنسان فيه، فهناك كلمات كثيرة في القرآن الكريم تكتب بخلاف ما تنطق، يختلف رسمها عن المعتاد.
قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ....) [الأعراف: 157]، فيستشهد الله تعالى هنا بالمكتوب عندهم في أصل التوراة والإنجيل، وليس بالمحرفة ولا بالتي يخفونها، كما قال تعالى: (.... قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ ...) [الأنعام: 91] فمن المستبعد تماما أن يستشهد بمستنسخاتهم المحرفة،وإنما يستشهد بالأصل المنزل.

وأهل الكتاب يهودا كانوا أم نصارى، حرفوا كتبهم عن أصلها المنزل، فحرفوا نسخ التوراة والإنجيل، ثم يدعون أنها هكذا أنزلت، وقد توعدهم الله تبارك وتعالى على فعلهم هذا فقال (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ) [البقرة: 79]. فمن أين أتى أهل الكتاب بأصل التوراة والإنجيل، ليستنسخوها، إن لم تكن منزلة عليهم كتابة، وليس سماعيا فقط؟!!

الألواح التي أنزلت على موسى عليه السلام سماها الله عز وجل في موضع آخر صحف، فقال: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) [الأعلى: 18، 19]، فذكرت صحف موسى عليه السلام هنا مقترنة بصحف إبراهيم عليه السلام، والصحف مكتوبة، وهذا يستلزم نزولها مكتوبة وليس فقط سماعيا. وعلى فرض أن الرسول في سورة البينة هو النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر أنه يتلو صحفا قال تعالى: ( رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿٢ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) [البينة: 2، 3]، أي صحف مكتوبة أنزلت عليه.

السلام عليكم و رحمة الله
الخوارق و المعجزات التي ينزلها سبحانه و تعالى لا نقول أنها وقعت الا ان قال الله تعالى انها قد حدثت فعلا لأنها في الأصل لا تحدث الا نادرا جدا و لم يرد في القرآن ما يوحي أن الله تعالى أنزل كل الكتب مكتوبة لان الكتب تنزل حسب الأحداث فتنزل بالاوامر و النواهي و التصبير للانبياء و اقرار حقائق و كشف متآمرين و هذا كله يصبح متعذرا ان نزل الكتاب مكتوبا دفعة واحدة ، و هذا الذي دفعني الى قول أن ما نزل على موسى عليه السلام كان التشريع لانه كالدستور او القانون ينزل دفعة واحدة و لا باس في ذلك لكن هناك أجزاء أخرى من الكتاب تنزل على حسب الحاجة و الظرف .

اكرام حسين 06-13-2018 10:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31221)
إذن أنت متفقة معي أن الألواح هي الأصل، ولكنك تقولين [كما عودنا الله تعالى الخوارق ظرفية لا تدوم] فمن أين أتيت بهذا الادعاء؟!!
ولكن ادعاءك هذا يكشف عن اعتقادك أن الألواح نزلت من السماء، ولكن لم تخبرينا بمصيرها بعد النزول! هل رفعت مرة أخرى؟ هل أعدمت؟ وما حاجة موسى عليه السلام أن ينسخ الأصل وهو محتفظ به؟ المفترض أن ينسخها قومه، وليس هو، خاصة وأنك تقولين أن الألواح [عرضها على بني اسرائيل ليروا بأعينهم المعجزة لانه لابد أنه كان فيها جزء واضح للعيان انه غير بشري او لا يقدر عليه البشر] فما مصدر ادعاءك بأن الألواح تحمل معجزة؟ أم هو مجرد احتمال؟ حتى الاحتمالات لابد لها من أدلة!
وما دليلك أن موسى عليه السلام هو من قام بعملية النسخ عن الألواح؟!!!
ونزول الكتاب على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، لا ينفي ولا يتعارض مع نزوله مكتوبا مقترنا بنزوله على قلبه، بل من لوازم نزوله على قلبه أن ينزل مكتوبا لضبط رسم الكلمات والحروف، ليوافق المنطوق المكتوب.
أما تعريفك لمفهوم القراءة، فقد شمل أنواع كثيرة من القراءات، ولكن عندما نتكلم عن الكتب فهنا المقصود قراءة المكتوب وتلاوته، وليس قراءة الجسد أو الحركات.

الالواح كانت الأصل المكتوب للتشريع الذي يخص بني اسرائيل و الله تعالى تحدث عن نسخة واحدة و ليس نسخ (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) (154) الاعراف هذه الاية دليل على أن النسخة هي التي بقيت لليهود لان الهدى و الرحمة كان في النسخة اي الدستور المكتوب الذي بقي بين ايديهم ، أما قولي ان موسى عليه السلام هو من نسخها فذلك لانه كان يقرأ و يكتب لانه نشأ في قصر فرعون و الفراعنة كانوا متعلمين فاكيد انه كان يقرا و يكتب على الاقل الهيروغليفية و العبرية و بما انه متعلم لماذا يوكل مهمة كتابة نص مقدس لشخص اخر .

بهاء الدين شلبي 06-14-2018 01:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
السلام عليكم و رحمة الله
الخوارق و المعجزات التي ينزلها سبحانه و تعالى لا نقول أنها وقعت الا ان قال الله تعالى انها قد حدثت فعلا لأنها في الأصل لا تحدث الا نادرا جدا و لم يرد في القرآن ما يوحي أن الله تعالى أنزل كل الكتب مكتوبة لان الكتب تنزل حسب الأحداث فتنزل بالاوامر و النواهي و التصبير للانبياء و اقرار حقائق و كشف متآمرين و هذا كله يصبح متعذرا ان نزل الكتاب مكتوبا دفعة واحدة ، و هذا الذي دفعني الى قول أن ما نزل على موسى عليه السلام كان التشريع لانه كالدستور او القانون ينزل دفعة واحدة و لا باس في ذلك لكن هناك أجزاء أخرى من الكتاب تنزل على حسب الحاجة و الظرف .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

التبس عليك فهم كلامي؛

كل الكتب تنزل منجمة، بحسب الأحداث، ولكن في قصة موسى عليه السلام فقد تلقى بعضا من التوراة فوق الجبل، وليست كلها بالكامل. فلم أقصد نهائيا أن كل التوراة نزلت جملة واحدة.

فإن كان تعالى يقول: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ)، فهذا خاص بتعاليم محددة، وليست بكل التشريعات، فهناك تشريعات سبقت كتابة الألواح، وتشريعات نزلت بعدها، وهذا له تفصيل وشرح. كالأمر بدخول الأرض المقدسة، وتحريمها عليهم أربعين سنة، كان قبل كتابة الألواح، وهذا التحريم مثلا يعد تشريع صريح.

ولكننا نستشهد بالواقعة على أمر مهم، وهو ملازمة الكتابة لنزول الوحي، فلا يستقيم عقلا أن تنزل التوراة إملاءا كتابة، بينما تنزل سائر الكتب سماعا فقط! فما يثبت لكتاب واحد يثبت لغيره، فيما عدا أن ما ثبت في حق التوراة أن الله عز وجل أملاها بذاته العلية على موسى عليه السلام، الله عز وجل يمليه وهو يكتب ما يسمع، بينما سائر الكتب أملاها جبريل عليه السلام، أو نسخها الأنبياء من صحيفة جبريل عليه السلام، النتيجة واحدة في كلا الحالتين.

كل ما ينزل على الأنبياء وحي، بعضه من الكتاب، وبعضه من الحكمة، فكلاهما وحي من الله عز وجل. فما كان من الكتاب ينزل مكتوبا، ويستنسخه الأنبياء فيكتوبنه، وليس النبي ملزم بتبليغ كل ما يوحى إليه على الإجمال والتفصيل، فيما عدا الكتاب، فهو ملزم بتبليغه كاملا غير منقوص. فكانت هناك أمورا يسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكرها، فيذكرها في حينها، فلا يبلغها لأصحابه إلا في مناسبتها، وكمثال:

(لو تعلمون ما أعلمُ لضحِكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا)
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6486 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 3141

لا أقصد من هذا أن الأنبياء يخفون علما عن الناس أو يتكتمونه، ولكن هناك علوم تشريفية، شرفهم الله عز وجل بعلمها، غير ملزمين بتبليغها، واختصهم بها دون غيره، كاسم الله الأعظم مثلا.

بهاء الدين شلبي 06-14-2018 01:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
الالواح كانت الأصل المكتوب للتشريع الذي يخص بني اسرائيل و الله تعالى تحدث عن نسخة واحدة و ليس نسخ (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) (154) الاعراف هذه الاية دليل على أن النسخة هي التي بقيت لليهود لان الهدى و الرحمة كان في النسخة اي الدستور المكتوب الذي بقي بين ايديهم ، أما قولي ان موسى عليه السلام هو من نسخها فذلك لانه كان يقرأ و يكتب لانه نشأ في قصر فرعون و الفراعنة كانوا متعلمين فاكيد انه كان يقرا و يكتب على الاقل الهيروغليفية و العبرية و بما انه متعلم لماذا يوكل مهمة كتابة نص مقدس لشخص اخر .
لا يوجد ما يسمى بالحضارة الفرعونية، إنما حضارة القبط. والأحداث التي وقعت بين بني إسرائيل وفرعون لم تدور على أرض مصر المعروفة اليوم بحدودها السياسية المتعارف عليها في عصرنا الحالي.

القرآن الكريم تحدث عن نسخة الألواح التي أملاها الله عز وجل على موسى، فهي بمجموعها تسمى [نسخة]. أما ما استنسخه بني إسرائيل بعد ذلك عن هذه النسخة فلا علاقة له بالآيات، ولم أشر إليه في كلامي.

اكرام حسين 06-14-2018 01:22 AM

انا لم اقل ان الالواح نزلت من السماء مع احتمال حدوث ذلك ، لكن لا يمكن الجزم باي شيء( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (145) الاعراف هذا الشيء الوحيد الوارد فيها و كل ما استنتجه هو من الاية الكريمة ، المؤكد ان في الالواح شيء معجز و هو ظاهر للعيان حتى يؤمن بها بنو اسرائيل و يذعنوا لما فيها من تشريعات .
اما ما يخص هل بقيت فقوله تعالى ان الهدى و الرحمة في نسختها دليل على ان الاصل لم يبقى فما حاجته تعالى للاحتجاج بالنسخة ان كان الاصل موجودا ، مع العلم ان هذه النسخة مؤيدة من الله لانه يؤكد ان ما فيها من عنده .
بالنسبة لنزول الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم فالمؤكد انه نزل على قلبه لكن لم يرد اي شيء يفيد بانه نزل مكتوبا، اما ضبط الكلمات فكما كان يخبرهم صلى الله عليه و سلم مكان كل اية من بين الاف الايات فسيخبرهم بكيفية كتابتها وحيا كما فعل مع الترتيب فكل شيء يتعلق بالقرآن من ترتيب و اسماء و مكان الايات و كل شيء يتعلق به من جملة الحفاظ على القرآن كما قال تعالى( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )(9) الحجر

بهاء الدين شلبي 06-14-2018 03:20 AM

اقتباس:


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
، المؤكد ان في الالواح شيء معجز و هو ظاهر للعيان حتى يؤمن بها بنو اسرائيل و يذعنوا لما فيها من تشريعات .
هذا التأكيد يحتاج لشاهد، وفرضية وجود معجزة في الألواح لا دليل عليها، إنما الواضح من النص أن الألواح حظيت بتشريف على سائر الكتب المنزلة، بأن أملاها الله تبارك وتعالى على موسى عليه السلام. فالألواح لم يثبت في حقها إعجاز، إنما ثابت في حقها التشريف، والتفضيل، ولا نستطيع أن نضيف على هذا إلا بنص.

المفترض أن بني إسرائيل أمنوا فخرجوا مع موسى عليه السلام، فلا يلزمهم معجزات أكثر مما رأوه في مصر وحين خروجهم منها، فهم دخلوا في مسمى الإيمان بذلك، ولكنهم فسقوا عن أمر ربهم تبارك وتعالى، فسألوا موسى عليه السلام أن يجعل لهم إلاها، كما للمشركين آلهة، وهذا يلزمه وعظ، وزجر، لا آيات ومعجزات.

بهاء الدين شلبي 06-14-2018 03:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

اما ما يخص هل بقيت فقوله تعالى ان الهدى و الرحمة في نسختها دليل على ان الاصل لم يبقى فما حاجته تعالى للاحتجاج بالنسخة ان كان الاصل موجودا ، مع العلم ان هذه النسخة مؤيدة من الله لانه يؤكد ان ما فيها من عنده .

فقوله في نسختها أي في كتابتها، أي ما كتب فيها، فقد ورد في لسان العرب التالي:

(نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه: اكتتبه عن معارضه. التهذيب: النَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف، والأَصل نُسخةٌ، والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه، والكاتب ناسخ ومنتسخ. والاستنساخ: كتب كتاب من كتاب؛ وفي التنزيل: (إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)؛ أَي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله؛ وفي التهذيب: أَي نأْمر بنسخه وإِثباته.)


فموسى عليه السلام استنسخ الألواح سماعا من ربه عز وجل، فهي أصل يرجع إليه بني إسرائيل، ومن المفترض أنهم استنسخوها نقلا عن هذا الأصل. وهذا الأصل مفقود حاليا، لا يعلم مكانه، وقد تكون في التابوت المفقود كذلك، قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ...) [البقرة: 248]

والله تعالى لم يستشهد عليهم بما في الألواح، وإنما يذكرهم بفضله تبارك وتعالى عليهم، أن فضل التوراة على غيرها من الكتب، بأن استنسخها موسى عليه السلام سماعا من رب العزة. وكذلك أمرهم أن يأخذوا بما فيها، وعليه فليس في الألواح إعجاز من ظاهر النص، إلا أن يكون هناك إعجاز لم تشر إليه الآيات، إلا ما زعمه علماء بني إسرائيل، وهو ما يخالف كتابنا الكريم.

بهاء الدين شلبي 06-14-2018 03:41 AM

اقتباس:


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif

بالنسبة لنزول الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم فالمؤكد انه نزل على قلبه لكن لم يرد اي شيء يفيد بانه نزل مكتوبا، اما ضبط الكلمات فكما كان يخبرهم صلى الله عليه و سلم مكان كل اية من بين الاف الايات فسيخبرهم بكيفية كتابتها وحيا كما فعل مع الترتيب فكل شيء يتعلق بالقرآن من ترتيب و اسماء و مكان الايات و كل شيء يتعلق به من جملة الحفاظ على القرآن كما قال تعالى( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )(9) الحجر

بل نزل ما يجزم أن القرآن نزل عليه مكتوبا لا مسموعا فقط، فأول آية نزلت قيل له إقرأ، أي أن الوحي نزل بالقرآن مكتوبا، وكان مطالبا بأن يقرأ، وهذا ما لا خلاف حوله بين علماء المسلمين والمؤرخين، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق] بل السورة تثبت أن الله تعالى علمه بالقلم فقال: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)، مما يلزم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، فعلمه ربه الكتابة والقراءة لتلقي الوحي.

نحن لم نناقش ترتيب الآيات والسور، ولكن نتكلم عن إملاء كلام الله تعالى، فلا اجتهاد في املاءه لمخلوق، وإنما يستنسخ من صحيفة جبريل عليه السلام التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ ما فيها.

أما مسألة حفظ الذكر، فذلك أثناء نزوله من السماء، حفظا له من الشياطين، وليس بعد نزوله، قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿٢٧ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨) [الجن] فالرسول هنا هو جبريل عليه السلام، فهو المكلف بتبليغ الوحي إلى الأنبياء، (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) لحفظ الوحي من وصل الشياطين إليه، أو لمنع جبريل عليه السلام من النزول به، فهم لا يقدرون على منعه لحفظ الله تعالى للذكر، بدليل أن كل الكتب السابقة أنزلت لم تتمكن الشياطين من منع نزولها، وإنما تمكنوا من تحريفها بعد نزولها، على أيدي الإنس، فلم تبقى على أصلها، [مع الأخذ في الاعتبار أن كلمة (الذِّكْرَ)لا تختص بالقرآن فقط].

ميراد 06-14-2018 03:58 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
اما ضبط الكلمات فكما كان يخبرهم صلى الله عليه و سلم مكان كل اية من بين الاف الايات فسيخبرهم بكيفية كتابتها وحيا كما فعل مع الترتيب فكل شيء يتعلق بالقرآن من ترتيب و اسماء و مكان الايات
لم افهم هذه الجزئية [ماهو بالاحمر] كيف يخبرهم النبي صلى الله عليه و سلم وحيا؟؟؟

بهاء الدين شلبي 06-15-2018 03:04 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أرجو من الأعضاء الكرام مراجعة قراءة البحث في المشاركة الأولى فإني أضيف كل يوم إضافات بحسب ما يلهمني ربي تبارك وتعالى من ملاحظات وتعديلات لم أنتبه إليها .. فلله الحمد والمنة

طمطمينة 06-15-2018 08:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
الكاتب: بهاء الدين شلبي.

أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ .. ) [العلق] فورد ذكر فعل الأمر (اقْرَأْ) مرتين في نفس السياق، والقراءة من لوازم الكتابة، أي أن القرأن كان ينزل مكتوبا كتابة، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم قراءة ما هو مكتوب في الصحيفة المنزلة عليه، فلم يكن القرآن ينزل على قلبه فحسب. ثم قوله (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) أي أن الله علمه الكتابة بالقلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، أي لم يكن قبلها كاتبا ولا قارئا، ثم علمه ربه عز وجل الكتابة والقراءة.

الجميع يعرف القصة التي ذكر فيها كيف نزل الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام ، و كيف قال الرسول عبارة :"ما أنا بِقَارِئٍ " ثلاث مرات ،وبعدها ذكر الملك جبريل آيات سورة العلق .
- ذكر هذه الآيات في بداية الوحي لا تؤكد تاكيدا انه كانت هناك صحيفة وطلب من الرسول ان يقرأها.

-بعض العلماء أبدى رأيه في حرف " ما " في جملة " ما انا بقارئ" وقال بانه يمكن ان تكون "ما " هي اسم استفهام بمعنى " ماذا" ، أي ماذا أقرأ ؟ ،ولم تات بصيغة النفي كما هو شائع ،أي " لست بقارئ" او " لا اعرف القراءة ، واعتمادا على هذا يمكن القول أنّ المشكلة بالنسبة للرسول هي انّه لم يجد أمامه مايقرأه وليس بأنّه لا يعرف القراءة ، خاصة وأنه ذكر في القرآن الأية 78 من سورة البقرة: ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) ، بأنّ "الأميّون" هم الذين لا يعلمون الكتاب ، والكتاب هنا هو الكتاب المنزّل من الله تعالى ، وقد منّ الله عليهم بعدها بان بعث لهم رسول يعلّمهم الكتاب والحكمة ،قال الله تعالى :
( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) 129 - البقرة

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) 02 - الجمعة

أي انّ الأميّة حسب الآيات جاءت محصورة في الجهل بالكتب المنزلة وليس بالقراءة والكتابة بشكل عام . وليس من المعقول ان يكون كل المبعوثين اليهم اميّون ( كما هو معروف عندنا اي لا يعرفون الكتابة والقراءة) ، وعليه يمكن القول بانه لفظ " الأميّة " قرآنيا هو الجهل بما في الكتب المقدسة والجهل بالحكمة ، والله سبحانه بعث للناس رسولا أميّا( أي هو أيضا كان جاهلا بالكتاب وبالحكمة وبعدها علمّه الله فزالت عنه صفة الاميّة وألصقت به صفة " المُعلِّم" ) ليعلمهم ويزيل عنهم هم أيضا صفة الأميّة

- الرسول قال لثلاث مرات " ما أنا بقارئ" وبعدها تلا عليه جبريل الآيات ، وبعدها عاد الرسول عليه الصلاة والسلام الى بيته وحكى لزوجته ماحصل ولم يذكر في الرواية انه كانت هناك صحيفة او كان هناك ما يقرأ وإلا لكان قرأها من المرة الأولى التي قال له فيها الملك " اقرأ"
والله اعلم

طمطمينة 06-16-2018 12:52 AM

[quote]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31212)
الكاتب: بهاء الدين شلبي.

أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ .. ) [العلق] فورد ذكر فعل الأمر (اقْرَأْ) مرتين في نفس السياق، والقراءة من لوازم الكتابة، أي أن القرأن كان ينزل مكتوبا كتابة، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم قراءة ما هو مكتوب في الصحيفة المنزلة عليه، فلم يكن القرآن ينزل على قلبه فحسب. ثم قوله (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) أي أن الله علمه الكتابة بالقلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، أي لم يكن قبلها كاتبا ولا قارئا، ثم علمه ربه عز وجل الكتابة والقراءة.

ومن المحتمل ايضا ان يكون الأمر بالقراءة هو " أمر عام" ، أي : عند القيام بأيّ فعل فليكن "باسم الرب الذي خلق" أي "باسم الله" وليس قراءة شيئ محسوس .
- والقول " علّم الإنسان ما لم يعلم" ، ليس بالضرورة ان يكون لشخص الرسول ( صلّ الله عليه وسلّم) بعينه ، بل يمكن أن يكون بشكل عام ، فالله سبحانه خلق آدم وعلّمه الأسماء كلّها وعلّم داوود عليه السلام ، وخلق الإنسان علّمه البيان ، وعلّم الرسل والأنبياء الكتب والحكمة
-ولنفرض انّ القول هو للنبيّ عليه الصلاة والسلام ، فهذا لا يجزم ان التعلّم هو خاص بالكتابة والقراءة ،بل هو تعلّم مالم يكن يعلمه الرسول وذلك كما جاء في قول الله تعالى :

( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الشورى : 52

والله أعلم

بهاء الدين شلبي 06-16-2018 12:56 AM

اقتباس:


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
الجميع يعرف القصة التي ذكر فيها كيف نزل الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام ، و كيف قال الرسول عبارة :"ما أنا بِقَارِئٍ " ثلاث مرات ،وبعدها ذكر الملك جبريل آيات سورة العلق .
- ذكر هذه الآيات في بداية الوحي لا تؤكد تاكيدا انه كانت هناك صحيفة وطلب من الرسول ان يقرأها.

-بعض العلماء أبدى رأيه في حرف " ما " في جملة " ما انا بقارئ" وقال بانه يمكن ان تكون "ما " هي اسم استفهام بمعنى " ماذا" ، أي ماذا أقرأ ؟ ،ولم تات بصيغة النفي كما هو شائع ،أي " لست بقارئ" او " لا اعرف القراءة ، واعتمادا على هذا يمكن القول أنّ المشكلة بالنسبة للرسول هي انّه لم يجد أمامه مايقرأه وليس بأنّه لا يعرف القراءة ،

نص الحديث الذي تستشهدين به هو التالي:

أولُ مَا بُدِئَ به رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الوَحْيِ الرؤيا الصادِقَةُ في النَّوْمِ، فكان لا يَرَى رؤيا إلا جاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فكان يأتِي حِرَاءً فيَتَحَنَّثُ فيه، وهو التَّعَبُّدُ، الليالِيَ ذواتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلك، ثم يَرْجِعُ إلى خديجَةَ فتُزَوِّدُهُ لمِثْلِها، حتى فَجِئَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِرَاءٍ، فجاءه المَلَكُ فيه، فقال: (اقْرَأْ)، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَني فَغَطَّني حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأَخَذَني فغَطَّني الثانيةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثالثةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَنِي فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} - حتى بَلَغَ - {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوادِرُهُ، حتى دَخَل على خَدِيجَةَ، فَقَالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني» فزَمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوْعُ، فقال: «يا خَدِيجَةُ، ما لي» وأَخْبَرَها الخبرَ، وقال: «قد خَشِيتُ عَلَى نفسي» فقالَتْ له: كَلَّا، أَبْشِرْ، فواللَّهِ لا يُخْزيك اللَّهُ أبدًا، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحديثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْري الضيفَ، وَتُعينُ عَلَى نَوائبِ الحَقِّ، ثم انطَلَقَتْ به خَديجةُ حتى أَتَتْ به وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وهو ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخو أبيها، وكان امْرَأً تَنَصَّرَ في الجاهليةِ، وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ، فَيَكتُبُ بالعربيةِ من الإنجيلِ ما شاء اللَّهُ أن يَكتُبَ، وكان شَيْخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فقالتْ له خديجةُ: أَيِ ابْنَ عَمِّ، اسمَعْ من ابنِ أخيكَ، فقال ورقةُ: ابنَ أخي ماذا تَرَى؟ فأَخبَرَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رَأَى، فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الذي أُنزِلَ على موسى، يا لَيْتَني فيها جَذَعًا، أكونُ حَيًّا حينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فقال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : «أوَمُخْرِجِيَّ هم» فقال ورقةُ: نعم، لم يَأْتِ رجلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ما جِئْتَ به إلا عودِيَ، وإن يُدْرِكْني يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نصرًا مُؤَزَّرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقةُ أن تُوُفِّيَ، وفتَر الوَحيُ فَتْرَةً حتى حَزِنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم فيما بَلَغَنَا حُزْنًا غَدا منه مِرارًا كَيْ يَتَرَدَّى من رُءُوسِ شَواهقِ الجبالِ، فكلما أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ لكي يُلْقِيَ منه نَفْسَه تَبَدَّى له جِبريلُ، فقال: يا محمدُ، إنك رسول اللَّهِ حَقًّا، فيَسْكُنُ لذلك جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فإذا طالتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدا لِمِثْلِ ذلك، فإذا أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ تَبَدَّى له جِبريلُ فقال له مِثْلَ ذلك
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6982 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث

قول جبريل في الرواية (اقْرَأْ) يوافق ما ورد في صدر سورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وفعل القراءة معروف، يلزمه وجود كلام مكتوب، حتى يقرأ، ولو صح هذا القول الذي تستشهدين به لقيل له (اتلو) من التلاوة، بمعنى اتبع ما أقول من القرآن، فيفهم من هذا أن القرآن نزل مسموعا غير مقروء. وفي (مقاييس اللغة):

(التاء واللام والواو أصلٌ واحد، وهو الاتِّباع. يقال: تَلَوْتُه إذا تَبِعْتَه. ومنه تلاوةُ القُرآن، لأنّه يُتْبِع آيةً بعد آية).

ثم كيف ينزل الوحي مسموعا فقط، ثم يترك الله عز وجل كتابة الوحي لتخمين السامعين تارة يصيبون وتارة يخطؤون؟! هذا سيؤدي إلى اختلاف السامعين ونشوب النزاع بينهم، لذلك ففكرة نزول الوحي مسموعا فقط فيها طعن في سلامة كتاب، هذا يقول سمعت كذا، والكلمة هنا تكتب كذا وكذا، والآخر يخالفه. لذلك لا خلاف بين أهل العلم حول أن كتابة الوحي وقفية، أي لا اجتهاد لبشر فيها.

ثم كيف يقول لجبريل عليه السلام ماذا أقرأ وقد كان حينها أميا لا يقرأ ولا يكتب، والشاهد قوله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) [العنكبوت: 48] وهذا ينسف القول الذي تستشهدين به من جذوره. من باب أولى أن ينفي علمه بالقراءة والكتبة، وهذا هو ظاهر الحديث، من أن يستفهم ما هو مطلب منه قراءته.

ثم كيف يطلب منه القراءة وليس معه ما يقرأ منه؟! هذا القول فيه تعارض مع النص، لذلك فهذا التفسير مردود عقلا وفيه من التكلف ما لا يخفى، فلا يصح أن يكون قولا يعتد به.

ميراد 06-16-2018 02:05 AM

كما هو ثابت في القران انه ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم وحيا, و من معاني الوحي الكتابة كما جاء في لسان العرب:

الوَحْيُ الإِشارة والكتابة والرِّسالة والإِلْهام والكلام الخَفِيُّ وكلُّ ما أَلقيته إِلى غيرك يقال وحَيْتُ إِليه الكلامَ
وأَوْحَيْتُ ووَحَى وَحْياً وأَوْحَى أَيضاً أَي كتب
قال العجاج:
حتى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي لقَدَرٍ كانَ وحَاه الوَاحِي بِثَرْمَداء جَهْرَةَ الفِضاحِ

والوَحْيُ المكتوب والكِتاب أَيضا قال لبيد:
فمَدافِعُ الرَّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

أَراد ما يُكتب في الحجارة ويُنقش عليها

وفي حديث الحرث الأَعْوَر قال علقمة :قرأْتُ القُرآن في سنتين فقال الحرثُ القرآن هَيِّنٌ الوَحْيُ أَشدُّ منه.أَراد بالقرآن القِراءة وبالوَحْي الكِتابة

والخَطَّ يقال وحَيْتُ الكِتاب وَحْياً فأَنا واحٍ قال أَبو موسى كذا ذكره عبد الغافر.
و جاء في الصحاح في اللغة:

الوحْيُ: الكتابُ، وجمعه وُحِيٌّ.
والوَحْيُ أيضاً: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفيّ، وكلُّ ما ألقيته إلى غيرك.
ووَحى وأَوْحى أيضاً، أي كتَب.

لا أدري لماذا ننكر على القران ان ينزل على النبي كتابة, و هذه المعاجم تقر ان من كلام العرب اطلاق الوحي على الكتابة ومن النصوص كذلك ما يثبت ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يشرف على نسخ القران و يعلم الكتّاب كيف تكتب الحروف كما أوحاها له الله.

طمطمينة 06-16-2018 02:28 AM

[QUOTE]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31212)
الكاتب: بهاء الدين شلبي.


[RIGHT] من الثابت صراحة بالنص القرآني أن موسى كان معه ألواح مكتوب فيها نص من التوراة، وهي جزء من التوراة تلقاه عند لقاء ربه في الطور، فهو لم يبلغ التوراة شفاهة فحسب، وإنما بلغها أتباعه مكتوبة كذلك، راجع قوله تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلواحَ وَفي نُسخَتِها هُدًى وَرَحمَةٌ لِلَّذينَ هُم لِرَبِّهِم يَرهَبونَ) [الأعراف: 154]

في لسان العرب: (اللَّوْحُ: كلُّ صَفِيحة عريضة من صفائح الخشب؛ الأَزهري: اللَّوْحُ صفيحة من صفائح الخشب، والكَتِف إِذا كتب عليها سميت لَوْحاً. واللوحُ الذي يكتب فيه.).

نفهم من هذا أن الألواح (على الأرجح) كانت خشبية، هذا بحسب الأصل المجمع عليه لغويا. لكن من الممكن أن يكون مصدرها من أي خامة أخرى خلاف الخشب، لأنها اللوح هو صفيحة من خشب، ويمكن أن الصفيحة من حجارة، أو معدن.

ففي لسان العرب: (ووَجْهُ كل شيء عريض: صَفِيحةٌ. وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما: صُفَّاحة، والجمع صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ والجمع صفائح؛ ومنه قول النابغة: ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ قال الأَزهري: ويقال للحجارة العريضة صَفائح، واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ؛ قال لبيد: وصَفائِحاً صُمّاً، رَوا سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا وصَفائح الباب: أَلواحه.)

لا يصح الإقرار بما ذكرته التوراة من أن اللوحين من حجارة، لأن بيان نوع الألواح يلزمه قرينة في القرآن الكريم مقيدة ومبينة لنوعها، فإن عدمت القرينة فإن اللفظ يحمل على أصل استعماله عند اطلاقه. وفرق بين استعمال اللفظ مطلقاً، وبين استعماله مقيداً، فيحمل اللفظ على أصله إن كان مطلقا، ولا يحمل على التقييد إلا بقرينة. فغياب ذكر قرينة بالألواح تبين نوعها، من حجارة، أو من حديد، أو من عظام ....إلخ يبقي اللفظ على أصل معناه، أنها ألواح من خشب. فثمة تعارض بين النصين، ولو صح ما في التوراة لوافقها القرآن الكريم، فبين نوع الألواح، لكنه لم يرد فيه بيانها، فسكوته عن ذكرها دل على أنها زيادة في التوراة عن أصلها.

الأصوب لغة أن الألواح تتكون من صفائح خشبية بحسب الدارج، وليست من حجارة منحوتة عرضة للكسر، هذا بحسب الرواية التوراتية. فقد لمحت التوراة إلى صغر حجم الحجرين، بحيث يمكن لموسى عليه السلام حملهما في يده، فجاء النص على النحول التالي: (فَنَحَتَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ كَالأَوَّلَيْنِ. وَبَكَّرَ مُوسَى فِي الصَّبَاحِ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَأَخَذَ فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الْحَجَرِ.) [الخروج: 34/ 4]، فصعوده جبل سيناء، وهو يحمل في يده لوحين حجرين، يدل على رقة سماكتهما، وصغر حجمهما، وخفة وزنهما، أي قابلين للكسر تحت أي ظروف عارضة. فالنص التوراتي يشعرنا أن موسى عليه السلام كان مقيما في مكان صخري قفر، لا شجر فيه يتخذ منه ألواحا من خشب للكتابة. والواقع أنه لا يوجد سبب وجيه يضطره إلى اتخاذ ألواح من حجارة، بينما هو في جبل الطور، وهو جبل مشجر، تنبت منه شجرة الزيتون، قال تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) [المؤمنون: 20]. فيستطيع بسهولة اتخاذ ألوح خشبية من شجر الطور للكتابة عليها، دون أن يتجشم مشقة تقطيع الحجارة من الجبل، ناهيك عن تكلف نحتها، وثقلها لتناسب الكتابة عليها، فهذا يحتاج لجهد ووقت كبيرين هو في غنى عن كل هذا.

فالقرآن يثبت أن موسى ألقى الألواح بالجمع، أي أنها كثيرة، بينما التوراة المستنسخة تذكر لوحين فقط بالتثنية، فتقول: (وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ».) [الخروج: 24/ 12] فكما نرى أنهما لوحين من الحجارة، وهذا مخالف لما في القرآن الكريم.

رغم أن هذه الملاحظة بحسب ظاهر النص القرآني، إلا أنه ورد في لسان العرب: (وقوله عز وجل: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ)؛ قال الزجاج: قيل في التفسير إِنهما كانا لَوْحَيْن، ويجوز في اللغة أَن يقال لِلَّوْحَيْنِ أَلواح، ويجوز أَن يكون أَلواحٌ جمعَ أَكثر من اثنين.). فمن الواضح أن مصدر التثنية لدى المفسرين أتوا به من التوراة المحرفة! ولو صح ما في التوراة من تثنية، لجاء القرآن مصدقا لما فيها من التثنية لا بالجمع، فلم يأتي مخالفا لها، حتى وإن صح إطلاق الجمع على المثنى، قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ ...) [المائدة: 48]، مما يدل على أن التثنية في التوراة لا أصل لها، وأنها من تحريفهم، وأن الثابت في القرآن العظيم هو الجمع لا التثنية. والله أعلم.

والذي يؤكد أن الألواح أكثر من اثنين، أنها تضمنت تعاليم كثيرة جدا، فمكتوب فيها (مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ)، وهذا التفصيل لكل شيء لا يكفيه لوحين، ولا ثلاثة، ولا عشر، بل أكثر من هذا بكثير جدا، فالجمع أولى من التثنية، والجمع لا يقتصر هنا على اثنين فقط، وإنما يحمل على الجمع لا التثنية. بينما في التوراة حذفوا تفصيل كل شيء واستبدلوها بكلمات العهد، أو ما يسمونه الوصايا العشر، فاقتصروها على عشر، فنجد مكتوبا عندهم: (فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ.) [الخروج: 34/ 28]. وهذا نص الوصايا العشر كما هي موجودة في [الخروج: 20/ 1؛ 17] و[التثنية: 6/ 5؛21] كالآتي:

1 ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً:
2 «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
3 لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
4 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.
5 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،
6 وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.
7 لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
8 اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
9 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ،
10 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ.
11 لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.
12 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
13 لاَ تَقْتُلْ.
14 لاَ تَزْنِ.
15 لاَ تَسْرِقْ.
16 لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
17 لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».

وافق القرآن التوراة في مكث موسى أربعين ليلة فقال تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ ... ) [المائدة: 25] وقال تعالى: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) [البقرة: 51]، وهذا يوافق ما دون في نسخة التوراة: (وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ.) [الخروج: 24/ 28] . إذا فهناك إجماع بين الكتابين على إقامة موسى عليه السلام أربعين ليلة لا خلاف في هذا بين الكتابين، فمن المنطقي أن ينزل من الجبل بعد هذه المدة ومعه العديد من الألواح، وليس لوحين فقط. لكن أن تكون نتيجة هذه المدة الطويلة مجرد لوحين من حجارة، مدون فيهما عشر وصايا فقط، لا يستغرق كتابتها أكثر من دقيقة فهذا يثير الاستفهام، ما الحاجة لكل هذه المدة الطويلة طالما لا يلزم الأمر أكثر من دقيقة؟! وهذا مقارنة بما أثبته القرآن من أنها كانت ألواحا بالجمع، فلم يحصي عددها، مما يدل على كثرتها، وهذا كلام لا تعارض فيه بين النص والعقل.

وقد لفت انتباهي ما ذكرته توارتهم (وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً)، أي أنه مكث أربعين يوما صائما لا يأكل ولا يشرب! إن صح ما كتبوه؛ فقد كان موسى عليه السلام ذو قوة فائقة، أو يتميز جسمه عن أجسامنا اليوم، بالقوة والضخامة المفرطة، ليتحمل جسده الجوع والعطش، وليقدر على صعود الجبل والنزول منه، وهو أمر شاق جسمانيا، يحتاج لقوة وعافية، لا تتفق مع هذا الصيام، والإقرار بهذا يحتاج قرينة قوية من الكتاب أو السنة، لنثبت صيامه المتواصل. فإن ثبت صحة هذا الاستنتاج؛ فإن البشر في عصر موسى عليه السلام كانوا عمالقة، ضخام الأجساد، يتحملون الصيام أياما وليالي، وهذا يلزم منه أن الفارق الزمني بيننا وبينه يقدر بملايين السنين، حين كان الناس عمالقة، لا ببضعة آلاف من السنين، بحسب تقديرات أهل الكتاب. فضلا عن أن صيامه أشبه بصيامنا عن الطعام والشراب، مع الفارق أننا نصوم من الفجر إلى المغرب، ولا نصل الصيام بالأيام والليالي.

_ يذكر القرآن الكريم أن الله كتب لموسى الألواح، فيقول تعالى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) [الأعراف: 145]، فلم يفصل كيفية الكتابة، إن كتبت بذاته العلية تبارك وتعالى، (وهذا قول فيه نظر ويحتاج لبحث)، ولن أكون مبالغا إن قلت؛ إن الله تبارك وتعالى أملى التوراة على موسى عليه السلام إملاءا، فكتب ما سمعه من ربه عز وجل، كيف نستبعد هذا الاحتمال، خاصة وأن الله تعالى يقول: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا) [النساء: 164]؟! وبهذا الذكر حظيت التوراة المباركة بهذا التشريف المهيب، والفضل العظيم، وبتلك الخصوصية التي آثرها الله عز وجل بها على سائر الكتب المنزلة، فتكون التوراة أمليت من الله إملاءا على خلاف جميع الكتب الأخرى، وخروجا عن السنة الربانية، بأن يوحي كتبه بالملك، فقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الشورى: 51].

فلم يثبت باللفظ الصريح بكتاب الله تعالى كيفية كتابة الألواح، تَلْقِيناً من الله عز وجل، أم وحيا من الملاك، فتوقف عن ذكر تفصيل ذلك، بينما نساخ التوراة ذهبوا بعيدا جدا، فزعموا أن الله كتب له هذه الألواح بإصبعه، (وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصَبعِ اللهِ، وَعَلَيْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ.) [التثنية: 9/ 10]. وهذا قول فيه من التجسيد ما لا يخفى على عالم، ولا يليق في حق الله تعالى، فهو قادر أن يكتبها بقوله كن فيكون، أما بإصبعه فهذا تجسيد يحتاج وقفة ومراجعة. فبدلا من أن يحفظ الأحبار هذا التشريف العظيم، فإنهم غالوا في تمجيد التوراة، فكذبوا على الله تعالى، وجاؤا بكلام لا يعقل، بأن كتبت الوصايا وليست كل التوراة على لوحين فقط، فضلا عن أن يكونا لوحين من حجارة منحوتة وثقيلة، تنكسر بسهولة، وهذا لم يثبته في القرآن الكريم ليفضح إفكهم.

فقوله تبارك وتعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) [القيامة: 18] نجد أن فعل القراءة منسوبة إلى الله عز وجل، ولم يثبت أن الله تعالى كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي قرأ عليه القرآن هنا هو جبريل عليه السلام بأمر من ربه عز وجل. وكذلك أن الله عز وجل كتب الألواح لموسى عليه السلام، أي بأمر منه لجبريل عليه السلام.

نعم ، نظرا للبيئة التي كان يعيش فيها النبيّ موسى عليه السلام هو وقومه بعد خروجهم من مصر ، فقد كانت قاسية ويعيشون في البريّة وربّما الصحراوية ، وإضافة الى ذلك فقد تعودوا على أسلوب الحياة المصرية ومنها طريقة الكتابة وادوات الكتابة وحسب التاريخ الذي وصل فإنّ المصريين القدماء كانوا قد استعملوا ألواح الحجارة في الكتابة ، مثلما فُعل بهذه الصحيفة من الحجارة :

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD...B4%D9%8A%D8%AF

والله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الألواح والصحف ، والله أعلم ..هل هذا إشارة لعصر ولزمان ما ..كان كلّ شيئ يكتب فيه على صفائح خشبية او حجرية ، او انّه ظرفيّ فقط ، نظرا للظروف الخاصة التي كان يمرّ بها بنو اسرائيل في ذلك الوقت من تيه وتشرد .
-نعم ، احتمال كبير جدا ان يكون الله عزّ وجل كان قد املى ما كتب على الألواح على موسى عليه السلام وهو كتبها ،بما انّه قد كلّمه تكليما

اسكندر 06-16-2018 02:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31248)
بل نزل ما يجزم أن القرآن نزل عليه مكتوبا لا مسموعا فقط، فأول آية نزلت قيل له إقرأ، أي أن الوحي نزل بالقرآن مكتوبا، وكان مطالبا بأن يقرأ، وهذا ما لا خلاف حوله بين علماء المسلمين والمؤرخين، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق] بل السورة تثبت أن الله تعالى علمه بالقلم فقال: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)، مما يلزم أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، فعلمه ربه الكتابة والقراءة لتلقي الوحي.
[/u][/color]].

اقتباس:

ذكر في القرآن الأية 78 من سورة البقرة: ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) ، بأنّ "الأميّون" هم الذين لا يعلمون الكتاب ، والكتاب هنا هو الكتاب المنزّل من الله تعالى ، وقد منّ الله عليهم بعدها بان بعث لهم رسول يعلّمهم الكتاب والحكمة ،قال الله تعالى :
( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) 129 - البقرة
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) 02 - الجمعة
أي انّ الأميّة حسب الآيات جاءت محصورة في الجهل بالكتب المنزلة وليس بالقراءة والكتابة بشكل عام .
إذا كان الأمي هو الذي لا يقرأ و لا يكتب -و الأمي من خصائص الرسول محمد عيه السلام قبل بعثته - و الله علمه القراءة و الكتابة لتلقي الوحي
فهل كان قومه الذين أرسل إليهم لا يقرؤون و لا يكتبون أيضا و قام الرسول بتعليمهم القراءة و الكتابة بدوره ؟ يعني هل يتفق هذا مع مهمته الدعوية التي أرسل من أجلها ؟
ألا يمكن ترجيح القول الثاني في معنى الأمي كما ذكرت الأخت فيهتم الرسول بتعليمهم الكتاب و الحكمة و تلاوة الآيات عليهم؟

طمطمينة 06-16-2018 02:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد (المشاركة 31261)
كما هو ثابت في القران انه ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم وحيا, و من معاني الوحي الكتابة كما جاء في لسان العرب:

الوَحْيُ الإِشارة والكتابة والرِّسالة والإِلْهام والكلام الخَفِيُّ وكلُّ ما أَلقيته إِلى غيرك يقال وحَيْتُ إِليه الكلامَ
وأَوْحَيْتُ ووَحَى وَحْياً وأَوْحَى أَيضاً أَي كتب
قال العجاج:
حتى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي لقَدَرٍ كانَ وحَاه الوَاحِي بِثَرْمَداء جَهْرَةَ الفِضاحِ

والوَحْيُ المكتوب والكِتاب أَيضا قال لبيد:
فمَدافِعُ الرَّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

أَراد ما يُكتب في الحجارة ويُنقش عليها

وفي حديث الحرث الأَعْوَر قال علقمة :قرأْتُ القُرآن في سنتين فقال الحرثُ القرآن هَيِّنٌ الوَحْيُ أَشدُّ منه.أَراد بالقرآن القِراءة وبالوَحْي الكِتابة

والخَطَّ يقال وحَيْتُ الكِتاب وَحْياً فأَنا واحٍ قال أَبو موسى كذا ذكره عبد الغافر.
و جاء في الصحاح في اللغة:

الوحْيُ: الكتابُ، وجمعه وُحِيٌّ.
والوَحْيُ أيضاً: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفيّ، وكلُّ ما ألقيته إلى غيرك.
ووَحى وأَوْحى أيضاً، أي كتَب.

لا أدري لماذا ننكر على القران ان ينزل على النبي كتابة, و هذه المعاجم تقر ان من كلام العرب اطلاق الوحي على الكتابة ومن النصوص كذلك ما يثبت ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يشرف على نسخ القران و يعلم الكتّاب كيف تكتب الحروف كما أوحاها له الله.

لا انكر على القرآن ان ينزل على النبيّ كتابة ، ولكني قصدت اللقاء الأوّل ،بداية الوحي ، من سورة العلق
وكلامي لا ينفي انه بعدها أي بعد قراءة آيات سورة العلق شفهيا من طرف جبريل ، فإنّه بعدها اوحيت الى النبيّ كتابة

اسكندر 06-16-2018 03:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31260)
نص الحديث الذي تستشهدين به هو التالي:
أولُ مَا بُدِئَ به رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الوَحْيِ الرؤيا الصادِقَةُ في النَّوْمِ، فكان لا يَرَى رؤيا إلا جاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فكان يأتِي حِرَاءً فيَتَحَنَّثُ فيه، وهو التَّعَبُّدُ، الليالِيَ ذواتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلك، ثم يَرْجِعُ إلى خديجَةَ فتُزَوِّدُهُ لمِثْلِها، حتى فَجِئَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِرَاءٍ، فجاءه المَلَكُ فيه، فقال: (اقْرَأْ)، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَني فَغَطَّني حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأَخَذَني فغَطَّني الثانيةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، فقُلْتُ: ما أنا بِقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثالثةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثم أَرْسَلَنِي فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} - حتى بَلَغَ - {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوادِرُهُ، حتى دَخَل على خَدِيجَةَ، فَقَالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني» فزَمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوْعُ، فقال: «يا خَدِيجَةُ، ما لي» وأَخْبَرَها الخبرَ، وقال: «قد خَشِيتُ عَلَى نفسي» فقالَتْ له: كَلَّا، أَبْشِرْ، فواللَّهِ لا يُخْزيك اللَّهُ أبدًا، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحديثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْري الضيفَ، وَتُعينُ عَلَى نَوائبِ الحَقِّ، ثم انطَلَقَتْ به خَديجةُ حتى أَتَتْ به وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وهو ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخو أبيها، وكان امْرَأً تَنَصَّرَ في الجاهليةِ، وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ، فَيَكتُبُ بالعربيةِ من الإنجيلِ ما شاء اللَّهُ أن يَكتُبَ، وكان شَيْخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فقالتْ له خديجةُ: أَيِ ابْنَ عَمِّ، اسمَعْ من ابنِ أخيكَ، فقال ورقةُ: ابنَ أخي ماذا تَرَى؟ فأَخبَرَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رَأَى، فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الذي أُنزِلَ على موسى، يا لَيْتَني فيها جَذَعًا، أكونُ حَيًّا حينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فقال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : «أوَمُخْرِجِيَّ هم» فقال ورقةُ: نعم، لم يَأْتِ رجلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ما جِئْتَ به إلا عودِيَ، وإن يُدْرِكْني يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نصرًا مُؤَزَّرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقةُ أن تُوُفِّيَ، وفتَر الوَحيُ فَتْرَةً حتى حَزِنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم فيما بَلَغَنَا حُزْنًا غَدا منه مِرارًا كَيْ يَتَرَدَّى من رُءُوسِ شَواهقِ الجبالِ، فكلما أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ لكي يُلْقِيَ منه نَفْسَه تَبَدَّى له جِبريلُ، فقال: يا محمدُ، إنك رسول اللَّهِ حَقًّا، فيَسْكُنُ لذلك جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فإذا طالتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدا لِمِثْلِ ذلك، فإذا أَوْفَى بذِرْوَةِ جبلٍ تَبَدَّى له جِبريلُ فقال له مِثْلَ ذلك

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
آسف على الخروج عن الموضوع لكن أثار انتباهي ما جاء في هذا الحديث ..فهو يبدو غريبا لا يوافق ما جاء في القرآن الكريم الذي وصف الرسول :(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)- القلم

بهاء الدين شلبي 06-16-2018 03:29 AM

اقتباس:

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسكندر http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
آسف على الخروج عن الموضوع لكن أثار انتباهي ما جاء في هذا الحديث ..فهو يبدو غريبا لا يوافق ما جاء في القرآن الكريم الذي وصف الرسول :(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)- القلم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نعم الجزء المشار إليه محل شك أن يكون موضوعا، فلا يستقيم هذا وشخصية نبي من أولي العزم من الرسل، فلا يمكن أن يقدم على الانتحار. بل النص يقول بتكرار محاولة الانتحار مرارا، ورغم تبدي جبريل عليه السلام له كل مرة يطمئنه، إلا أنه كرر المحاولة.
لكن وجود جزئية مطعون في صحتها، فهذا لا يشمل الحديث بالكامل، فلا يصح تعميم الحكم على كامل النص.

طمطمينة 06-16-2018 03:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31260)

قول جبريل في الرواية (اقْرَأْ) يوافق ما ورد في صدر سورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وفعل القراءة معروف، يلزمه وجود كلام مكتوب، حتى يقرأ، ولو صح هذا القول الذي تستشهدين به لقيل له (اتلو) من التلاوة، بمعنى اتبع ما أقول من القرآن، فيفهم من هذا أن القرآن نزل مسموعا غير مقروء. وفي (مقاييس اللغة):

(التاء واللام والواو أصلٌ واحد، وهو الاتِّباع. يقال: تَلَوْتُه إذا تَبِعْتَه. ومنه تلاوةُ القُرآن، لأنّه يُتْبِع آيةً بعد آية).

ثم كيف ينزل الوحي مسموعا فقط، ثم يترك الله عز وجل كتابة الوحي لتخمين السامعين تارة يصيبون وتارة يخطؤون؟! هذا سيؤدي إلى اختلاف السامعين ونشوب النزاع بينهم، لذلك ففكرة نزول الوحي مسموعا فقط فيها طعن في سلامة كتاب، هذا يقول سمعت كذا، والكلمة هنا تكتب كذا وكذا، والآخر يخالفه. لذلك لا خلاف بين أهل العلم حول أن كتابة الوحي وقفية، أي لا اجتهاد لبشر فيها.

ثم كيف يقول لجبريل عليه السلام ماذا أقرأ وقد كان حينها أميا لا يقرأ ولا يكتب، والشاهد قوله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) [العنكبوت: 48] وهذا ينسف القول الذي تستشهدين به من جذوره. من باب أولى أن ينفي علمه بالقراءة والكتبة، وهذا هو ظاهر الحديث، من أن يستفهم ما هو مطلب منه قراءته.

ثم كيف يطلب منه القراءة وليس معه ما يقرأ منه؟! هذا القول فيه تعارض مع النص، لذلك فهذا التفسير مردود عقلا وفيه من التكلف ما لا يخفى، فلا يصح أن يكون قولا يعتد به.

- لمَّا كان عثْمانُ يَكتُبُ المصاحِفَ، شَكُّوا في ثلاثِ آياتٍ، فكَتَبوها في كَتِفِ شاةٍ، وأرْسلوني إلى أُبَيِّ بنِ كعبٍ وزَيدِ بنِ ثابتٍ، فدَخلْتُ عليهما، فناولْتُها أُبَيَّ بنَ كعْبٍ، فقرَأَها فوجَدَ فيها (لَا تَبْدِيلَ للخلق اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)، فمحَا بيَدِهِ أحدَ اللَّامينِ، وكتَبَها {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}، قال: ووَجَدَ فيها: (انظُرْ إلى طعامِك وشرابِكَ لم يَتسَن)، فمحَا النُّونَ وكتَبَها: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259]، وقرَأَ فيها: (فأمْهِلِ الكافرينَ أمْهِلْهم)، فمحَا الألِفَ وكتَبَها: {فَمَهِّلِ} [الطارق: 17]، قال: ولا أعلَمُه إلَّا قال فيها، فنَظَرَ فيها زيدُ بنُ ثابتٍ، ثمَّ انطلقْتُ إلى عُثمانَ بنِ عفَّانَ، فأثْبَتوها في المصاحِفِ كذلك.

الراوي : هانئ البربري مولى عثمان بن عفان | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم: 6/348 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف

على حسب ما جاء في هذا الأثر وممّا قد يُفهم منه ، أنّ النسّاخ لم تكن لديهم النسخة الأصلية للقرآن التي ينقلون منها الكلمات والرسم ، رغم ان النسخ تمّ في زمان عثمان بن عفّان !

-------------------------------------------------------------

قال الله تعالى :

( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ( 46) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ(47) وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ(48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ(49) ) العنكبوت

يعني على حسب ما جاء في تسلسل وسياق هذه الآيات ، ألا يوجد احتمال ولو واحد في المئة انّ المقصود بالكتاب هو القرآن الكريم وأيّ كتاب مقدّس آخر ؟ ، يعني انّ النبيّ عليه الصلاة والسلام لم يكن يتلو ولا يكتب أيّ كتاب مقدّس آخر من قبل ، ولو شاع عنه هذا الأمر وعُرف به بين الناس انه من عادته كتابة وقراءة كتب السابقين المقدسة اذن لشكّ فيه المشككون ان مايدّعيه هو من تأليفه ودمجه للقصص وللكلام الذي قراه من الكتب السابقة .

لسان العرب :
وتَلَوْت القرآن تِلاوةً: قرأْته، وعم به بعضهم كل كلام

وقوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يَتْلونه حقّ تِلاوَتِه؛ معناه يَتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حق عمله

وقوله عز وجل: واتَّبَعوا ما تَتْلو الشياطينُ على مُلْك سُلَيمان؛ قال عطاء: على ما تُحَدِّثُ وتَقُصُّ، وقيل: ما تتكلم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أَي يقرؤه ويتكلم به. قال: وقرأَ بعضهم ما تُتَلِّي الشياطين (* قوله «ما تتلي الشياطين» هو هكذا بهذا الضبط في الأصل).

وفي الحديث في عذاب القبر: إِن المنافق إِذا وضع في قبره سئل عن محمد، صلى الله عليه وسلم، وما جاء به فيقول لا أدْرِي، فيقال لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ولا اهْتَدَىْتَ؛ قيل في معنى قوله ولا تَلَيْتَ: ولا تَلَوْتَ أَي لا قرأْتَ ولا دَرَسْت، من تَلا يَتْلو

من المثلة السابقة يمكن القول بانّ التلاوة لها نفس المعنى تقريبا للقراءة



والله أعلم

ميراد 06-16-2018 03:38 AM

اقتباس:

اقتباس:

نعم ، نظرا للبيئة التي كان يعيش فيها النبيّ موسى عليه السلام هو وقومه بعد خروجهم من مصر ، فقد كانت قاسية ويعيشون في البريّة وربّما الصحراوية ، وإضافة الى ذلك فقد تعودوا على أسلوب الحياة المصرية ومنها طريقة الكتابة وادوات الكتابة وحسب التاريخ الذي وصل فإنّ المصريين القدماء كانوا قد استعملوا ألواح الحجارة في الكتابة ، مثلما فُعل بهذه الصحيفة من الحجارة :

https://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%ad...b4%d9%8a%d8%af

والله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الألواح والصحف ، والله أعلم ..هل هذا إشارة لعصر ولزمان ما ..كان كلّ شيئ يكتب فيه على صفائح خشبية او حجرية ، او انّه ظرفيّ فقط ، نظرا للظروف الخاصة التي كان يمرّ بها بنو اسرائيل في ذلك الوقت من تيه وتشرد .
-نعم ، احتمال كبير جدا ان يكون الله عزّ وجل كان قد املى ما كتب على الألواح على موسى عليه السلام وهو كتبها ،بما انّه قد كلّمه تكليما

لا أظن ان الكتابة على الالواح في زمن موسى عليه السلام أمر طارئ, و لكن الراجح انه كتب بادوات عصره, كما كتب الرسول صلى الله عليه القران بادوات عصره.


و لابد ان موسى لما استخلف هارون عليهما السلام, ترك له الالواح التي فيها التوراة حتى ينسخها و يتدارسها طلاب العلم يعني مكتبة بمفهومنا الدارج اليوم, و لكن قومه زاغوا و اشركوا..و لذلك صب موسى عليه السلام غضبه على هذه الالواح-المكتبة- لانهم لم يستفيدو منها في دينهم و يرجعوا اليها.

ميراد 06-16-2018 03:39 AM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
-
من المثلة السابقة يمكن القول بانّ التلاوة لها نفس المعنى تقريبا للقراءة



معجم الفروق اللغوية = الفروق اللغوية بترتيب وزيادة


541- الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال قرأ فلان إسمه ولا يقال تلا اسمه وذلك أن أصل التلاوة إتباع الشئ الشئ يقال تلاه إذا تبعه فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة إذ
لا يصح فيه التلو.


542 - الفرق بين التلاوة والقراءة (1) : قال الراغب: التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام، لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك،
وهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة (2) تلاوة،
فقوله تعالى: " وإذا تتلى عليهم آياتنا " (3) ، فهذا بالقراءة [11 / ب] وقوله تعالى: " يتلونه حق تلاوته "

ميراد 06-16-2018 03:52 AM

اقتباس:

وقد لفت انتباهي ما ذكرته توارتهم (وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً)، أي أنه مكث أربعين يوما صائما لا يأكل ولا يشرب! إن صح ما كتبوه؛ فقد كان موسى عليه السلام ذو قوة فائقة، أو يتميز جسمه عن أجسامنا اليوم، بالقوة والضخامة المفرطة، ليتحمل جسده الجوع والعطش، وليقدر على صعود الجبل والنزول منه، وهو أمر شاق جسمانيا، يحتاج لقوة وعافية، لا تتفق مع هذا الصيام، والإقرار بهذا يحتاج قرينة قوية من الكتاب أو السنة، لنثبت صيامه المتواصل. فإن ثبت صحة هذا الاستنتاج؛ فإن البشر في عصر موسى عليه السلام كانوا عمالقة، ضخام الأجساد، يتحملون الصيام أياما وليالي، وهذا يلزم منه أن الفارق الزمني بيننا وبينه يقدر بملايين السنين، حين كان الناس عمالقة، لا ببضعة آلاف من السنين، بحسب تقديرات أهل الكتاب. فضلا عن أن صيامه أشبه بصيامنا عن الطعام والشراب، مع الفارق أننا نصوم من الفجر إلى المغرب، ولا نصل الصيام بالأيام والليالي.

نعم موسى عليه السلام وهبه الله قوة و بنية جسمانية قوية و القران يشهد. لكن لعباد الله المصطفين خصوصية كمريم عليها السلام كانوا يجدون عندها رزقا و الرسول صلى الله عليه و سلم كان يواصل .


( لا تواصِلوا ) قالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّك تواصِلُ ؟ فقال: ( إنِّي لسْتُ مِثْلَكم إنِّي أبِيتُ يُطعِمُني ربِّي ويسقيني ) فلم ينتَهوا عن الوصالِ فواصَل بهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومينِ وليلتينِ ثمَّ رأَوُا الهلالَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لو تأخَّر الهلالُ لزِدْتُكم ) كالمُنكِّلِ لهم

الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 3575 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

ميراد 06-17-2018 01:40 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[1] أنت تقول في هذه الفقرة :

اقتباس:

إن الله تبارك وتعالى أملى التوراة على موسى عليه السلام إملاءا، فكتب ما سمعه من ربه عز وجل، كيف نستبعد هذا الاحتمال، خاصة وأن الله تعالى يقول: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا) [النساء: 164]؟! وبهذا الذكر حظيت التوراة المباركة بهذا التشريف المهيب، والفضل العظيم، وبتلك الخصوصية التي آثرها الله عز وجل بها على سائر الكتب المنزلة، فتكون التوراة أمليت من الله إملاءا على خلاف جميع الكتب الأخرى

[2]ثم تقول هنا:
اقتباس:

بينما في القرآن الكريم يقول تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلواحَ وَفي نُسخَتِها هُدًى وَرَحمَةٌ لِلَّذينَ هُم لِرَبِّهِم يَرهَبونَ) [الأعراف: 154]، نفهم منه أن ما كتب في الألواح منسوخ عن أصل لقوله (وَفي نُسخَتِها)، مما دل على أنها منسوخة كتابة بأمر من الله تعالى، فلا مخرج من أن جبريل عليه السلام كتبها أو نسخها عن الأصل

لاحظت أنه في طرحك لاحتمال الاول بأن موسى عليه السلام سمع التوراة من الله تعالى و كتبها على الالواح و في الفقرة الثانية تطرح و بنفس قوة الاحتمال ان جبريل عليه السلام هو من كتب الالواح نسخا بأمر من الله تعالى, مما قد يولد عند القارئ شعور كأن هناك تعارض في طرحك, بعد أن حصل استأناس منه للاحتمال الاول.


ربما بالامكان ترجيح أحد الاحتمالين, أو أنك تقصد ان يكون موسى عليه السلام تلقى التوراة سماعا من الله و كتبه تحت اشراف جبريل.
هل بالامكان توضيح أكثر لهذه النقطة أكثر ؟؟

طمطمينة 06-17-2018 02:30 AM

[quote]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31212)
[size=5][font=arial]الكاتب: بهاء الدين شلبي.

اقتباس:

وقد لفت انتباهي ما ذكرته توارتهم (وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً)، أي أنه مكث أربعين يوما صائما لا يأكل ولا يشرب! إن صح ما كتبوه؛ فقد كان موسى عليه السلام ذو قوة فائقة، أو يتميز جسمه عن أجسامنا اليوم، بالقوة والضخامة المفرطة، ليتحمل جسده الجوع والعطش، وليقدر على صعود الجبل والنزول منه، وهو أمر شاق جسمانيا، يحتاج لقوة وعافية، لا تتفق مع هذا الصيام، والإقرار بهذا يحتاج قرينة قوية من الكتاب أو السنة، لنثبت صيامه المتواصل. فإن ثبت صحة هذا الاستنتاج؛ فإن البشر في عصر موسى عليه السلام كانوا عمالقة، ضخام الأجساد، يتحملون الصيام أياما وليالي، وهذا يلزم منه أن الفارق الزمني بيننا وبينه يقدر بملايين السنين، حين كان الناس عمالقة، لا ببضعة آلاف من السنين، بحسب تقديرات أهل الكتاب. فضلا عن أن صيامه أشبه بصيامنا عن الطعام والشراب، مع الفارق أننا نصوم من الفجر إلى المغرب، ولا نصل الصيام بالأيام والليالي.


- أنه سمعَ عبدَ اللهِ بن عمروٍ رضي الله عنهما بلغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أني أسرُدُ الصومَ وأصلي الليلَ ، فإما أرسلَ إليَّ وإما لقِيتُه ، فقال: ألم أُخْبَرْ أنك تصومُ ولا تُفطرُ ، وتصلِّي ولا تنامُ ؟ فصمْ وأَفطرْ ، وقمْ ونمْ ، فإن لعيْنِك عليك حظًّا ، وإن لنفسِك وأهلِك عليك حظًّا قال : إني لأقوَى لذلك ، قال : فصمْ صيامَ داودَ عليه السلام قال: وكيف ؟ قال: كان يصومُ يومًا ويُفطرُ يومًا ، ولا يفرُّ إذا لاقَى . قال : من لي بهذه يا نبيَّ اللهِ ؟ قال عطاءٌ : لا أدري كيف ذكرَ صيامَ الأبدِ؟ ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : لا صامَ من صامَ الأبدِ مرتين .

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1977 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

- أن عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو قال : أُخبِرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أني أقولُ : واللهِ لأصومَنَّ النهارَ، ولأقومَنَّ الليلَ ما عِشتُ . فقُلْتُ له : قد قُلْتُه بأبي أنت وأمي، قال : فإنك لا تستطيعُ ذلك، فصُمْ وأفطِرْ، وقُمْ ونَمْ، وصُمْ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فإن الحسنةَ بعشْرِ أمثالِها، وذلك مثلُ صيامِ الدهرِ . قُلْتُ : إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، قال : فصُمْ يومًا وأفطِرْ يومَين قُلْتُ إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، قال : فصُمْ يومًا وأفطِرَ يومًا فذلك صيامُ داودَ عليه السلامُ، وهو أفضلُ الصيامِ . فقُلْتُ : إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لا أفضلَ من ذلك .

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1976 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

يمكن ان يفهم من الحديثين ما يلي:
- يوجد من الأفراد من لديهم القدرة على الصيام تباعا ، اذن هذه ميزة خاصة لبعض الأفراد وليست ميزة عامة لقوم من الأقوام في زمن من الأزمنة ، خاصة وانّ بني اسرائيل في زمن التيه لم يصبروا على نوع واحد من الطعام ( المنّ والسلوى) ، بل طلبوا من موسى عليه السلام بان يطلب ربه فيرزقهم انواعا اخرى من الطعام ، فإذا هم لم يستطيعوا الصبر على نوع واحد من الطعام ، فكيف يستطيعوا الصبر على الجوع ؟ وعليه فقدرة صبرهم ضعيفة ولا اظن انهم يمكنهم الصيام لأيام متواصلة ،وبالتالي ارادتهم ضعيفة والصوم يحتاج الى ارادة .
قال الله تعالى :
(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [ الأعراف : 160]


( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ) [ البقرة : 61 ]

- النبيّ داوود عليه السلام كان يفطر يوما ويصوم يوما ، وهو اقرب زمانا الى موسى عليه السلام وربما كان يصوم بهذه الطريقة لامرين :
- إمّا انه كان لا يريد ان يراه قومه يصوم الدهر فيقلدوه وتصبح سنّة فيهم
- امّا انه كان يستطيع صيام الأيّام كلّها ، لكنه كان يريد ان يعطي لنفسه حقها ويعتدل في الامر .
-امّا انه كان لا يستطيع ان يصوم الدهر كلّه لمشقّة ذلك عليه

و على ما سبق ، فإنّ النظرية القائلة بانّ الناس في زمان موسى عليه السلام كانوا عمالقة ، وذلك اعتمادا على القدرة على الصوم الطويل ، هي محل نظر.

والله أعلم

بهاء الدين شلبي 06-17-2018 02:59 AM

اقتباس:


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراد http://ezzman.com/vb/images/buttons/viewpost.gif
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لاحظت أنه في طرحك لاحتمال الاول بأن موسى عليه السلام سمع التوراة من الله تعالى و كتبها على الالواح و في الفقرة الثانية تطرح و بنفس قوة الاحتمال ان جبريل عليه السلام هو من كتب الالواح نسخا بأمر من الله تعالى, مما قد يولد عند القارئ شعور كأن هناك تعارض في طرحك, بعد أن حصل استأناس منه للاحتمال الاول.

ربما بالامكان ترجيح أحد الاحتمالين, أو أنك تقصد ان يكون موسى عليه السلام تلقى التوراة سماعا من الله و كتبه تحت اشراف جبريل.
هل بالامكان توضيح أكثر لهذه النقطة أكثر ؟؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأرجح لدي أن الله عز وجل أملى على موسى عليه السلام ما يكتبه في الألواح فسمع منه التوراة وكتبها.

ولكن هناك احتمال بحسب ما جرت به السنة الربانية أن يكون جبريل عليه السلامهو من أملاها، وهذا الاحتمال قائم ولكن الأرجح منه أن يكون موسى عليه السلام سمعها من ربه عز وجل، لأنه كليم الله، وهذه خصوصية وتفضيل.

فلا يصح الخروج عن السنة الربانية إلا بمسوغ، وهو أنه كليم الله تعالى، يسمع ربه، فكان سماعه للتوراة من ربه تعالى مقدم على سماعه من جبريل عليه السلام. وهذا يفسر أن الله تعالى كتب له ما في الألواح.

أضف إلى هذا؛ لابد لموسى عليه السلام من نسخة مكتوبة من التوراة ينسخ عنها النص التوراتي منضبطا إملائيا، فلا يكفي الإملاء سماعيا فحسب، وإلا نكون تعارضنا مع القول في حق القرآن الكريم من نسخه كتابة من صحيفة جبريل عليه السلام، وهذا يسري في حق جميع الكتب المنزلة. ومع هذا لا مانع مطلقا أن يكون موسى عليه السلام سمع من ربه تعالى، فوعى منه ما سمع، علم ما أملاه عليه ربه بدون صحيفة ينسخ منها. فسماعه من ربه له المجد في السماوات والأرض، ليس كسماعه من مخلوق كجبريل عليه السلام، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11] فسماع الله هو منتهى كمال السمع، سمع مع وعي وإدراك مفصل، كأنه يقرأ من صحيفة.

طمطمينة 06-17-2018 03:24 AM

[QUOTE]e=ميراد;31269][right]
اقتباس:

و لابد ان موسى لما استخلف هارون عليهما السلام, ترك له الالواح التي فيها التوراة حتى ينسخها و يتدارسها طلاب العلم يعني مكتبة بمفهومنا الدارج اليوم, و لكن قومه زاغوا و اشركوا..و لذلك صب موسى عليه السلام غضبه على هذه الالواح-المكتبة- لانهم لم يستفيدو منها في دينهم و يرجعوا اليها.
أفهم من كلامك ان الألواح كانت بحوزة موسى واخيه قبل ان يذهب الى ميقات ربّه وقبل ان يستخلف أخاه في قومه ..
لكن ، وبعد قراءتي لللآيات التاليات أفهم بانّ الألواح أحضرها موسى عليه السلام معه بعد ان عاد من ميقات ربّه ،فوجد قومه يعبدون العجل :
قال الله تعالى :
( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( 143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ( 144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ( 145) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ( 146) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( 147) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 149) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ( 151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ( 152) وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 153) وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ( 154) )
الأعراف


والله أعلم.

طمطمينة 06-17-2018 12:02 PM

[quote]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31212)
الكاتب: بهاء الدين شلبي.

أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ .. ) [العلق] فورد ذكر فعل الأمر (اقْرَأْ) مرتين في نفس السياق، والقراءة من لوازم الكتابة، أي أن القرأن كان ينزل مكتوبا كتابة، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم قراءة ما هو مكتوب في الصحيفة المنزلة عليه، فلم يكن القرآن ينزل على قلبه فحسب. ثم قوله (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) أي أن الله علمه الكتابة بالقلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، أي لم يكن قبلها كاتبا ولا قارئا، ثم علمه ربه عز وجل الكتابة والقراءة.



يعني ، لنضع احتمال ان النبيّ عليه الصلاة والسلام كان كاتبا وقارئا ، اين المشكلة في ذلك ، فوجه الإعجاز في القرآن الكريم ليس انّ محمدا كان جاهلا بالكتابة والقراءة وبعدها أصبح يقول ويتلو أقوالا بليغة ، بل وجه الإعجاز هو انّه حتّى لو كان محمدا عالم وشاعر وكاتب عصره فإنّه لن يستطيع ان ينسج ويؤلف تلك الآيات المحكمات لان الله سبحانه قال :

( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) [ الإسراء :88 ]

(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) [ الجن: 1 ]

حتّى الجن ، وهم من هُم ، تعجبت من هذا القرآن

- يعني وكما قال البعض ، محمد ( عليه الصلاة والسلام) بذكائه وفطنته وحكمته منذ صغره ، وخلقه العظيم ، لا يتفطن ، ولا يرى لزوم تعلم القراءة والكتابة ولا يهمه الأمر ، ولا تكون لديه الإرادة لتعلم ذلك حتّى من باب استعمالها في التجارة ، بما انه كان يتاجر !

اقتباس:


اقتباس:

وهذا الغموض يترك علامات استفهام، بينما في القرآن الكريم كان أكثر وضوحا، فيقول تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلواحَ وَفي نُسخَتِها هُدًى وَرَحمَةٌ لِلَّذينَ هُم لِرَبِّهِم يَرهَبونَ) [الأعراف: 154]، نفهم منه أن ما كتب في الألواح منسوخ عن أصل لقوله (وَفي نُسخَتِها)، مما دل على أنها منسوخة كتابة بأمر من الله تعالى، قد يكون جبريل عليه السلام كتبها أو نسخها عن الأصل، وهو اللوح المحفوظ، قال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) [البروج: 21، 22]، وهذا يؤكد أن الكتب المنزلة منسوخة من اللوح المحفوظ، بينما التوراة دونت في ألواح، وكذلك القرآن في كتاب مكنون، وقال تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة: 77؛ 79]. مما دل على أن الوحي ينزل مكتوبا، ولم ينزل تلاوة فقط.

وعليه فليست الألواح مكتوبة بيد الله تعالى، أو بإصبعه كما يدعون، وإلا كانت الألواح أصل، وليست نسخة عن أصل. فالقرآن يثبت أن الألواح نسخة، بينما التوراة تزعم أنهما لوحين من حجارة منحوتة هي الأصل.
النُسخة" يمكن ان تكون أيضا أصل الشيئ ، وذلك حسب ما جاء في لسان العرب :

نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه: اكتتبه عن معارضه. التهذيب: النَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف، والأَصل نُسخةٌ، والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه، والكاتب ناسخ ومنتسخ

والنُّسخة، بالضم: أَصل المنتسخ منه.

ميراد 06-17-2018 02:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طمطمينة (المشاركة 31277)
اقتباس:
أفهم من كلامك ان الألواح كانت بحوزة موسى واخيه قبل ان يذهب الى ميقات ربّه وقبل ان يستخلف أخاه في قومه ..
لكن ، وبعد قراءتي لللآيات التاليات أفهم بانّ الألواح أحضرها موسى عليه السلام معه بعد ان عاد من ميقات ربّه ،فوجد قومه يعبدون العجل :
قال الله تعالى :
( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( 143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ( 144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ( 145) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ( 146) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( 147) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 149) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ( 151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ( 152) وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 153) وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ( 154) )
الأعراف
والله أعلم.

الايات التي أوردتها تتكلم عن مرحلة متقدمة من نزول الوحي على موسى عليه السلام و بعد البعثة بسنين.
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿طه: ١٢﴾
الله أوحى الى موسى بالواد المقدس, عند خروجه من مدين مع زوجه و قد وفّى احدى الاجلين بينه و بين شيخ مدين, والفارق الزمني بين المرحلتين مهم, و ملئ بالاحداث, وطبيعي ان يكون تواتر في نزول الوحي عليه و أول ما يبدء به الرسل و الانبياء الدعوة الى التوحيد, وفرض بعض الشعائرعلى من اسلم و صدق بدعوتهم
إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿طه: ١٤﴾
لم يرد في القران أن الله كتب لموسى في الالواح قبل أو بعد قوله تعالى:
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴿الأعراف: ١٤٥﴾ .
لكن ان اتفقنا ان التوثيق كان حسب ادوات عصره, لزاما ان موسى كتب الوحى فور توفر الخامات, الانبياء و الرسل حريصين على تبليغ الرسالات, و مباشرة بعد نزولها مخافة التقصير حتى أن الله ثبت النبي صلى الله عليه و سلم لما كان يعجل بتبليغ الوحي قبل أن يقضى اليه, و ذلك لعظم المسؤولية. و منه فان أول من آمن لموسى زوجه بنت شيخ مدين.

وجود ألواح عند هارون غير التي مع موسى أمر بديهي وقد كتبت فيها ما أنزل من التوراة مند بعثة موسى عليه السلام, ,و تخصيص مكان لهذه الالواح التي يكتبها موسى أو هارون عليهما السلام او أحد من الطلبة ليس فيه غرابة, كما كان في المسجد النبوي مكان خاص للمصحف يسمى [مكان المصحف].
عن سَلَمَةَ وهو ابنُ الأكْوَعِ ؛ أنه كان يتحرَّى موضعَ مكانَ المصحفِ يسبِّحُ فيه, وذكر أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يتحرَّى ذلك المكانَ. وكان بين المنبرِ والقبلةِ قدرُ ممرِّ الشاةِ.
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 509 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

في هذا النص يذكر الراوي أن هناك مكان في المسجد النبوي -و قد بين مكانه- يسمى مكان المصحف, ربما هذا المكان كان لمصحف رسول الله أو المكان الذي تجمع فيه المصاحف.


و مكان المصحف مذكور كذلك عند الشيعة بنفس المواصفات.

الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - الصفحة ١٢٢
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن شراء المصاحف وبيعها فقال: إنما كان يوضع الورق (1) عند المنبر وكان ما بين المنبر والحائط قدر ما تمر الشاة أو رجل منحرف قال: فكان الرجل يأتي ويكتب من ذلك ثم إنهم اشتروا بعد [ذلك] قلت: فما ترى في ذلك؟ قال لي: أشتري أحب إلي من أن أبيعه، قلت: فما ترى أن أعطي على كتابته أجرا؟ قال: لا بأس ولكن هكذا كانوا يصنعون.

و حالة الغضب التي كان فيها موسى بسبب عبادة بنو اسرائيل للعجل وقعت وقت تلقيه هذا الخبر من الله تعالى.
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿الأعراف: ١٥٠﴾
و في الاية نلاحظ ان القائه للالواح مرتبط بحالة الغضب,ان استبعدنا ان يليقيها في حضرة رب العزة اذن لماذا لم يلقي الالواح قبل هذا.
ومنه جاء تصوري للاحداث ان يكون موسى عليه السلام ألقى الالواح التي كانت عند هارون عليه السلام, ما قد يكون وقع فيها من تحريف بعد غيابه خصوصا مع وجود السامري و ما عليه بنو اسرائيل من فتنة و استقوائهم على هارون عليه السلام.
وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿الأعراف: ١٥٤﴾.
و تعبير القران عن ذهاب الغضب عن موسى بلفظ [سكت] يفهم منه الجهد الذي بدله لمحاججة السامري و من تبعه حتى ان نسف آلهتهم في اليم و هم مقتنعون بضلالتهم.
و هنا فقط تفرغ و أخذ الالواح التي طالها التحريف يطهرها و ينسخ التوراة كما انزلت اول مرة ..وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿الأعراف: ١٥٤﴾.

ممكن ان يكون تسلسل الاحداث غير هذا, و لكن ارفض أن اتصور نبي الله موسى سريع الغضب و لا يرجو لله وقارا بأن يلقي المصحف[الالواح], و بنو اسرائيل اتّبعته لانها تخافه لسرعة غضبه و كان يبطش بهم في كل حين, لا انفي بشريته و لكن نحن نتكلم عن صفوة الخلق, كأننا لم نقراء قوله تعالى...وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴿طه: ٣٩﴾.

و الله تعالى أعلم.

طمطمينة 06-17-2018 09:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله (المشاركة 31212)
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
وقد لفت انتباهي ما ذكرته توارتهم (وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً)، أي أنه مكث أربعين يوما صائما لا يأكل ولا يشرب! إن صح ما كتبوه؛ فقد كان موسى عليه السلام ذو قوة فائقة، أو يتميز جسمه عن أجسامنا اليوم، بالقوة والضخامة المفرطة، ليتحمل جسده الجوع والعطش، وليقدر على صعود الجبل والنزول منه، وهو أمر شاق جسمانيا، يحتاج لقوة وعافية، لا تتفق مع هذا الصيام، والإقرار بهذا يحتاج قرينة قوية من الكتاب أو السنة، لنثبت صيامه المتواصل. فإن ثبت صحة هذا الاستنتاج؛ فإن البشر في عصر موسى عليه السلام كانوا عمالقة، ضخام الأجساد، يتحملون الصيام أياما وليالي، وهذا يلزم منه أن الفارق الزمني بيننا وبينه يقدر بملايين السنين، حين كان الناس عمالقة، لا ببضعة آلاف من السنين، بحسب تقديرات أهل الكتاب. فضلا عن أن صيامه أشبه بصيامنا عن الطعام والشراب، مع الفارق أننا نصوم من الفجر إلى المغرب، ولا نصل الصيام بالأيام والليالي.

- سألْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عن قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لموسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، فسألْتُه عن الفُتونِ؟ فقال: استأنِفِ النَّهارَ يا ابنَ جُبيرٍ؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا. قال: فغدوْتُ على ابنِ عبَّاسٍ لأنتجِزَ ما وَعَدني مِن حديثِ الفُتونِ،
فقال: تذاكَرَ فِرعونُ وجُلساؤُه ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يجعَلَ في ذُرِّيتَه أنبياءَ ومُلوكًا؛ فقال بعضُهم: إنَّ بني إسرائيلَ لينتظِرونَ ذلك ما يشُكُّون فيه، وقد كانوا يظنُّونَ أنَّه يُوسفُ بنُ يعقوبَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ، فلمَّا هلَكَ قالوا: ليس هكذا كان، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال فِرعونُ: فكيف تَرَونَ؟ فائْتَمَروا، واجتمَعوا أمْرَهم على أنْ يبعَثَ رِجالًا بالشِّفارِ، يَطُوفون في بني إسرائيلَ، فلا يَجِدون مولودًا ذكَرًا إلَّا ذَبَحوه، ففَعَلوا ذلك، فلمَّا أنْ رَأَوا أنَّ الكبارَ في بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالِهم، والصِّغارَ يُذْبَحونَ، قالوا: أتوشِكونَ أنْ تُفْنوا بني إسرائيلَ، فتَصيروا إلى أنْ تُباشِروا مِن الأعمالِ والخدمةِ الَّتي كانوا يَكْفُونكم؟ فاقْتُلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيقِلَّ نَباتُهم، ودَعُوا عامًا، فلا تَقْتلوا منهم أحدًا، فيشِبَّ الصِّغارُ مكانَ مَن يموتُ مِن الكبارِ، فإنَّهم لنْ يَكْثروا بمَن تَسْتحيون، فتخافوا مُكاثرتَهم إياكم، ولنْ يَفْنَوا بمَن تقتُلونَ، فتحتاجونَ إليهم، فأجْمَعوا أمْرَهم على ذلك، فحمَلَت أُمُّ موسى بهارونَ عليهما السَّلامُ العامَ الَّذي لا يُذْبَحُ فيه الغِلمانُ، فولدَتْه عَلانيةً، فلمَّا كان مِن قابلٍ حمَلَتْ بمُوسى عليه السَّلامُ، فوقَعَ في قلْبِها مِن الهَمِّ والحزنِ. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، ما دخَلَ عليه في دهو بَطْنِ أُمِّه ممَّا يُرادُ به،
فأوحَى اللهُ تعالى إليها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]، وأمَرَها أنْ إذا ولَدَتْ أنْ تجعَلَه في تابوتٍ، ثمَّ تُلْقِيه في اليمِّ، فلمَّا ولَدَت فعَلَت ذلك به، فألْقَته في اليمِّ، فلمَّا توارى عنها ابنُها أتاها الشَّيطانُ، فقالت في نفْسِها: ما فعَلْتُ بابني؟! لو ذُبِحَ لبِثَ عندي فرأيْتُه وكفَّنْتُه، كان أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُلْقِيَه بيدي إلى دوابِّ البحرِ وحِيتانِه، وانتهى الماءُ به حتَّى أرفَأَ به عند فُرْضَةُ مُسْتَقى جواري امرأةِ فِرعونَ، فلمَّا رأيْنَه أخذْنَه، فهمَمْنَ أنْ يفتحْنَ التَّابوتَ، فقالت بعضُهنَّ: إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إنْ فتحْناه لم تُصدِّقْنا امرأةُ الملِكِ بما وجَدْنا فيه، فحمَلْنَه بهيئةٍ لم يُحرِّكْنَ منه شيئًا، دفعْنَه إليها، فلمَّا فتحَتْه رأتْ فيه غُلامًا، فأُلْقِيَ عليه منها محبَّةٌ لم تُلْقَ مثْلُها على البشَرِ قطُّ، وأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فارغًا مِن ذِكْرِ كلِّ شَيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا سمِعَ الذَّابِحونَ بأمْرِه أقبلوا بشِفارِهم إلى امرأةِ فرعونَ ليذبَحُوه -وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت للذَّبَّاحينَ: أقِرُّوه؛ فإنَّ هذا الواحدَ لا يَزيدُ في بني إسرائيلَ حتَّى آتِيَ فِرعونَ فأسْتَوْهِبَه منه، فإنْ وهَبَه لي كنْتُم قد أحسنْتُم وأجمَلْتُم، وإنْ أمَرَ بذبْحِه لم أَلُمْكم، فأتَتْ به فرعونَ، فقالت: قُرَّةُ عينٍ لي ولك، قال فِرعونُ: يكونُ لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي في ذلك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي أحلِفُ به، لو أقَرَّ فِرعونُ بأنْ يكونَ له قُرَّةَ عينٍ كما أقَرَّت امرأتُه، لهداهُ اللهُ به كما هدى به امرأتَه، ولكنَّ اللهَ حرَمَه ذلك.

فأرسَلَتْ إلى مَن حولَها، مِن كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختارُ لها ظِئرًا، فجعَلَ كلَّما أخذَتْه امرأةٌ منهنَّ، فترُضِعُه، لم يَقْبَلْ ثَدْيَها، حتَّى أشفَقَت عليه امرأةُ فِرعونَ أنْ يَمتنِعَ مِن اللَّبنِ فيموتَ، فأحْزَنَها ذلك، فأمرَتْ به، فأُخْرِجَ إلى السُّوقِ وتجمَّعَ النَّاسُ، تَرْجو أنْ تجِدَ له ظِئرًا يأخُذُ منها، فلم يَقْبَلْ، وأصبَحَتْ أُمُّ موسى والهةً، فقالت لأُخْتِه: قُصِّيه -يعني: أثَرَهُ- واطْلُبِيه، هل تسمعينَ له ذِكْرًا؟ أحيٌّ ابْني أمْ قد أكلَتْه الدَّوابُّ؟ ونسِيَت ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها فيه، فبَصُرتْ به أختُه عن جُنُبٍ وهم لا يَشعُرونَ، والجُنُبُ: أنْ يبصِرَ الإنسانُ إلى الشَّيءِ البعيدِ وهو إلى جَنْبِه لا يشعُرُ به، فقالت مِن الفرحِ حين أعياهم الظُّؤارتُ: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]،
فأخَذُوها فقالوا: ما يُدريك ما نُصْحُهم له؟ هل يعرِفونَه؟ حتَّى شكُّوا في ذلك -فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت: نصيحَتُهم له وشفقَتُهم عليه رغبةً في صِهر الـمَلِك، ورجاءَ مَنفعتِه، فأرْسَلوها، فانطلَقَتْ إلى أُمِّها فأخبرتْها الخبرَ، فجاءتْ أُمُّه، فلمَّا وضعَتْه في حِجْرِها، نزَا إلى ثَدْيِها، فمَصَّه حتَّى امتلَأَ جَنباهُ رِيًّا، وانطلَقَ البشيرُ إلى امرأةِ فرعونَ: أنْ قد وجَدْنا لابْنِك، فأرسَلَتْ إليها، فأُوتِيتْ بها وبه، فلمَّا رأت ما يصنَعُ، قالت لها: امْكُثي عندي؛ تُرْضِعي ابني هذا، فإنِّي لم أحجِبْه شيئًا قطُّ، فقالت أُمُّ مُوسى: لا أستطيعُ أنْ أدَعَ بيتي وولدي، فيَضيعَ، فإنْ طابتْ نفْسُك أنْ تُعْطِيَنه، فأذهَبَ به إلى مَنْزلي، فيكونَ معي لا آلوهُ خيرًا، فعلْتُ، وإلَّا فإنِّي غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي، وذكَرَت أُمُّ مُوسى عليه السَّلامُ ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها، فتعاسَرَت على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ بأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُنْجِزُ موعودَه، فرجَعَتْ إلى بيتِها بابنِها مِن يومِها، فأنبَتَه اللهُ نباتًا حسنًا، وحفِظَه لِمَا قد قَضى فيه، فلم يزَلْ بنو إسرائيلَ وهم في ناحيةِ القريةِ مُمْتنعينَ يَمْتنعونَ به مِن السُّخرةِ ما كان فيهم. فلمَّا تَرعرَعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأُمِّ مُوسى: أريدُ أنْ تُرِيني ابني، فوعَدَتْها يومًا تُرِيها فيه إيَّاه، فقالتِ امرأةُ فِرعونَ لخُزَّانِها، وظُؤورتِها، وقَهارِمَتِها: لا يَبْقينَّ أحدٌ منكم إلَّا استقبَلَ ابني اليومَ بهَديَّةٍ وكَرامةٍ؛ لِأَرى ذلك فيه، وأنا باعثةٌ أمينًا يُحْصِي ما يصنَعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تَزَلِ الهدايا والكرامةُ والنِّحلةُ، تَستقبِلُه مِن حينِ خرَجَ مِن بيتِ أُمِّه إلى أنْ دخَلَ على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخَلَ عليها بجَّلَتْه، وأكرمَتْه، وفرِحَت به، وأعجَبَها، ونحَلَت أُمَّه؛ لحُسْنِ أثَرِه، ثمَّ قالت: لآتيَنَّ به فِرعونَ، فليَنْحَلَنَّه، وليُكْرِمَنَّه، فلمَّا دخَلَتْ به عليه، جعَلَه في حِجْرِه، فتناوَلَ مُوسى لِحيةَ فرعونَ، فمَدَّها إلى الأرضِ،
فقال الغواةُ مِن أعداءِ اللهِ لفرعونَ: ألَا ترى إلى ما وعَدَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إبراهيمَ نَبِيَّه عليه السَّلامُ أنَّه يرِثُك، ويَعْلوك، ويصرَعُك، فأرسَلَ إلى الذَّبَّاحينَ، وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، بعدَ كلِّ بلاءٍ ابتُلِيَ به، أو أُرِيدَ به فُتونًا. فجاءت امرأةُ فِرعونَ تَسْعى إلى فرعونَ، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلامِ الَّذي وهَبْتَه لي؟ قال: ألَا تَرَيْنَه يزعُمُ أنَّه يصرَعُني ويَعْلوني؟ قالت: اجْعَلْ بيني وبينك أمرًا تعرِفُ فيه الحقَّ؛ ائْتِ بجَمْرتينِ ولُؤلؤتَينِ، فقَرِّبْهما إليه، فإنْ بطَش باللُّؤلؤتَينِ واجتنَبَ الجَمْرتينِ، عرَفْتَ أنَّه يعقِلُ، وإنْ تَناوَلَ الجَمْرتَينِ ولم يُرِدِ اللُّؤلؤتَينِ، علِمْتَ أنَّ أحدًا لا يُؤثِرُ الجَمرتينِ على اللُّؤلؤتينَ وهو يعقِلُ، فقُرِّبَ ذلك إليه، فتناوَلَ الجَمرتَينِ، فانْتَزَعوهما مِن يَدِه، وخافت أنْ يحرِقَا يدَيْه، فقالت المرأةُ: ألَا ترى؟! فصرَفَه اللهُ عنه بعدما كان قد هَمَّ به، وكان الله عَزَّ وجَلَّ بالغًا فيه أمْرَه. فلمَّا بلَغَ أشُدَّه وصار مِن الرِّجالِ، لم يكُنْ أحدٌ مِن آلِ فِرعونَ يخلُصُ إلى أحدٍ مِن بني إسرائيلَ معه بظُلمٍ، ولا يخرُجُ حتَّى امْتَنعوا كلَّ الامتناعِ. فبينما مُوسى عليه السَّلامُ يَمْشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجُلينِ يَقْتتلانِ؛ أحدُهما فرعونيٌّ، والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضِبَ مُوسى عليه السَّلامُ غضبًا شديدًا؛ لأنَّه تناوَلَ وهو يعلَمُ منزلةَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن بَني إسرائيلَ، وحِفْظَه لهم، لا يعلَمُ النَّاسُ إلَّا إنَّما ذلك مِن الرَّضاعِ إلَّا أُمُّ مُوسى، إلَّا أنْ يكونَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أَطْلَعَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليه غيرَه. فوكَزَ مُوسى عليه السَّلامُ الفرعونيَّ، فقتَلَه، وليس يراهما أحدٌ إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ،
فقال مُوسى عليه السَّلامُ حين قتَلَ الرَّجلَ: هذا مِن عمَلِ الشَّيطانِ؛ إنَّه عدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ، ثمَّ قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ}، إلى قولِه: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] الأخبارَ، فأُتِيَ فِرعونُ فقيلَ: إنَّ بني إسرائيلَ قد قتَلَتْ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ، فخُذْ لنا بحَقِّنا، ولا تُرخِّصْ لهم، فقال: ابْغُوني قاتِلَه ومَن شهِدَ عليه؛ فإنَّ الملِكَ وإنْ كان صَفْوُه مع قومِه، لا يستقيمُ له أنْ يُقِيدَ بغيرِ بيِّنةٍ، ولا ثَبَتٍ، فانْظُروا في عِلْمِ ذلك آخُذْ لكم بحَقِّكم، فبينا هم يَطوفونَ لا يَجِدونَ شيئًا، إذا موسى عليه السَّلامُ قد رأى في الغدِ ذلك الإسرائيليَّ يقتُلُ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادَفَ مُوسى عليه السَّلامُ قد ندِمَ على ما كان منه،
فكَرِهَ الَّذي رأى، فغضِبَ الإسرائيليُّ وهو يُريدُ أنْ يبطِشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ -لِمَا فعَلَ أمسِ واليومَ-: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18]. فنظَرَ الإسرائيليُّ إلى مُوسى عليه السَّلامُ بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبانُ كغضَبِه بالأمسِ الَّذي قتَلَ به الفرعونيَّ، فخاف أنْ يكونَ بعدما قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} إيَّاه أراد، ولم يكُنْ أراده، إنَّما أراد الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ، فحاجَزَ الفرعونيَّ، فقال: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]؟ وإنَّما قال ذلك؛ مخافةَ أنْ يكون إيَّاهُ أراد مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يقتُلَه، فتنازَعَا.
فانطلَقَ الفرعونيُّ إلى قومِه، فأخبَرَهم بما سمِعَ مِن الإسرائيليِّ مِن الخبرِ حين يقولُ: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]، فأرسَلَ فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتُلوا موسى عليه السَّلامُ، فأخَذَ رُسلُ فرعونَ الطَّريقَ الأعظمَ يَمْشون على هَيئتِهم يطلُبونَ مُوسى عليه السَّلامُ، وهم لا يخافونَ أنْ يفوتَهم، فجاء رجُلٌ مِن شِيعَةِ مُوسى عليه السَّلامُ مِن أَقْصى المدينةِ، فاختصَرَ طريقًا قريبًا حتَّى سبَقَهم إلى موسى عليه السَّلامُ فأخْبَرَه. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ. فخرَجَ مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ مدينَ لم يلْقَ بلاءً قبلَ ذلك، وليس له علمٌ بالطَّريقِ إلَّا حُسْنَ الظَّنِّ بربِّه عَزَّ وجَلَّ، فإنَّه قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} إلى {تَذُودَانِ} [القصص: 23]، يعني بذلك: حابستَينِ غنَمَهما، فقال لهما: ما خطْبُكما مُعتزلتَينِ لا تَسْقيانِ مع النَّاسِ؟ قالتا: ليس لنا قُوَّةٌ نُزاحِمُ القومَ، وإنَّما ننتظِرُ فُضولَ حياضِهم، فسقى لهما، فجعَلَ يغرِفُ بالدَّلْوِ ماءً كثيرًا، حتَّى كانتا أوَّلَ الرِّعاءِ فراغًا، فانصرَفَتا بغنَمِهما إلى أبيهما، وانصرَفَ موسى عليه السَّلامُ، فاستظَلَّ بشجرةٍ، وقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فاستنكَرَ أبوهما سُرعةَ صُدورِهما بغنَمِهما حُفَّلًا بطانًا، فقال: إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبَرَتَاه بما صنَعَ موسى عليه السَّلامُ، فأمَرَ إحداهما أنْ تَدْعُوَه له، فأتَتْ موسى عليه السَّلامُ فدَعَتْه، فلمَّا كلَّمَه قال: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 25]،
ليس لفِرعونَ ولا لقومِه علينا سُلطانٌ، ولسْنا في مَمْلكتِه. قال: فقالت إحداهما: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، فاحتمَلَتْه الغَيرةُ على أنْ قال: وما يُدريكِ ما قُوَّتُه؟ وما أمانَتُه؟ قالت: أمَّا قُوَّتُه: فما رأيْتُ في الدَّلوِ حين سَقى لنا، لم أرَ رجُلًا قطُّ في ذلك المَسْقى أقوى منه، وأمَّا أمانَتُه: فإنَّه نظَرَ إليَّ حين أقبلْتُ إليه وشَخَصْتُ له، فلمَّا علِمَ إنِّي امرأةٌ، صوَّبَ رأْسَه لم يرفَعْه، ولم ينظُرْ إليَّ حتَّى بلَّغْتُه رِسالتَك، ثمَّ قال لي: امشِي خلفي، وانْعَتي لي الطَّريقَ، لم يفعَلْ هذا إلَّا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقَها، وظَنَّ به الَّذي قالت له. فقال له: هل لك {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، إلى قوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]، ففعَلَ، فكانت على نَبِيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ ثمانيَ سنينَ واجبةً، وكانت سنتانِ عِدَةً منه، فقَضَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنه عِدَتَه فأتمَّها عشْرًا.
قال سَعيدٌ: فلَقِيَني رجُلٌ مِن أهلِ النَّصرانيَّةِ مِن عُلمائِهم، فقال: هلْ تَدْري أيَّ الأجلينِ قضى مُوسى عليه السَّلامُ؟ قلْتُ: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فذكَرْتُ ذلك له، فقال: أمَا علِمْتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ واجبةً، لم يكُنْ نبيُّ اللهِ ليَنْقُصَ منها شيئًا، وتعلَمُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان قاضيًا عن مُوسى عليه السَّلامُ عِدَتَه الَّتي وعَدَ، فإنَّه قضى عشْرَ سنينَ. فلقِيتُ النَّصرانيَّ، فأخبَرْتُه بذلك، فقال: الَّذي سألْتَه فأخبَرَك أعلَمُ منك بذلك؟ قلْتُ: أجلْ، وأَولى. فلمَّا سار مُوسى عليه السَّلامُ بأهلِه كان مِن أمْرِ النَّارِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القُرآنِ، وأمْرِ العصا ويَدِه، فشكا إلى ربِّه عَزَّ وجَلَّ ما يتخوَّفُ مِن آلِ فرعونَ في القتيلِ، وعُقدةَ لسانِه، فآتاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سُؤْلَه، وحَلَّ عُقدةً مِن لسانِه، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى هارونَ عليه السَّلامُ، وأمَرَه أنْ يلقاهُ،
واندفَعَ مُوسى عليه السَّلامُ بعصاهُ، حتَّى لقِيَ هارونَ عليه السَّلامُ، وانطلَقَا جميعًا إلى فرعونَ، فأقاما حِينًا على بابِه لا يُؤْذَنُ لهما، فقالا: إنَّا رسولَا ربِّك، قال: فمَن ربُّكما يا موسى؟ فأخبراهُ بالَّذي قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليك في القُرآنِ، قال: فما تُريدانِ؟ وذكَّرَه القتيلَ، واعتذَرَ بما قد سمِعْتَ، وقال: أريدُ أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وأنْ تُرْسِلَ معي بني إسرائيلَ، فأبى عليه، وقال: ائتِ بآيةٍ إنْ كنْتَ مِن الصَّادقينَ، فألقى عصاه فإذا هي حيَّةٌ عظيمةٌ، فازعةٌ، فاغرةٌ فاها، مُسرعةٌ إلى فرعونَ، ف
لمَّا رآها فِرعونُ قاصدةً إليه خافها، فاقتحَمَ عن سَريرِه، واستغاثَ بمُوسى عليه السَّلامُ أنْ يكُفَّها عنه، ففعَلَ، ثمَّ أخرَجَ يَدَه مِن جَيْبِه، فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سُوءٍ، يعني: مِن غيرِ برَصٍ، فرَدَّها، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ. فاستشارَ الملَأَ حولَه فيما رأى، فقالوا له: {هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [طه: 63] الآيةَ، والمُثْلى: مُلْكُهم الَّذي هم فيه والعيشُ. فأَبَوا على مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يُعْطُوه شيئًا ممَّا طلَبَ، وقالوا له: اجمَعْ لهما السَّحرةَ؛ فإنَّهم بأرضِك كثيرٌ، حتَّى نغلِبَ سِحْرَهما، وأرسَلَ في المدائنِ، فحُشِرَ له كلُّ ساحرٍ مُتعالمٍ، فلمَّا أَتَوا على فرعونَ، قالوا: ما يعمَلُ هذا السَّاحرُ؟ قالوا: يعمَلُ الحيَّاتِ، قالوا: فلا واللهِ ما أحدٌ في الأرضِ يعمَلُ السِّحرَ والحيَّاتِ والحبالَ والعِصِيَّ الَّذي نعمَلُ، فما أجْرُنا إنْ نحن غلَبْنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شَيءٍ أحببتم، فتَواعَدوا يومَ الزِّينةِ وأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. قال سعيدٌ: فحدَّثني ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ يومَ الزِّينةِ اليومُ الَّذي أظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه مُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ والسَّحرةِ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صَعيدٍ، قال النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا، فنتخبَّرْ هذا الأمْرَ، {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40]، يعنون مُوسى وهارونَ عليهما السَّلامُ؛ استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى -لِقُدْرتِهم في أنفُسِهم بسِحْرِهم- إمَّا أنْ تُلْقِيَ، وإمَّا أنْ نكونَ نحن المُلْقينَ، قال: بل ألْقُوا. {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]،
فرأى مُوسى عليه السَّلامُ مِن سِحْرِهم ما أوجَسَ في نفْسِه خِيفةً، فأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إليه: أنْ ألْقِ عصاك، فلمَّا ألقاها، صارت ثُعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجُعِلَتِ العِصِيُّ بدَعوةِ مُوسي عليه السَّلامُ تلتبِسُ بالحبالِ، حتَّى صارتْ جُرُزًا إلى الثُّعبانِ تَدخُل فيه، حتَّى ما أبقَتْ عصًا ولا حبلًا إلَّا ابتلعَتْه. فلمَّا عرَفَ السَّحرةُ ذلك، قالوا: لو كان هذا سِحرٌ لم يَبلُغْ مِن سِحرِنا كلَّ هذا، ولكنَّه أمْرٌ مِن اللهِ، آمنَّا باللهِ ربِّنا وما جاء به مُوسى عليه السَّلامُ، ونتوبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ممَّا كنَّا عليه. وكسَرَ اللهُ ظهْرَ فِرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِه، وأظهَرَ الحقَّ، وبطَلَ ما كانوا يعمَلونَ، فغُلِبوا هنالك وانقَلَبوا صاغِرينَ. وامرأةُ فِرعونَ بارزةٌ مُتبذِّلَةٌ تَدْعو بالنَّصرِ لمُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ، فمَن رآها مِن آلِ فرعونَ ظَنَّ أنَّها إنَّما تبذَّلَتْ للشفقةِ على فِرعونَ وأشياعِه، وإنَّما كان حُزْنُها وهمُّها لمُوسى عليه السَّلامُ. فلمَّا طال مُكْثُ مُوسى عليه السَّلامُ لمواعيدِ فِرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاءه بآيةٍ وعَدَه عندها أنْ يُرْسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا مضَتْ أخلَفَ موعِدَه، وقال: هل يستطيعُ ربُّك أنْ يصنَعَ غيرَ هذا؟ فأرسَلَ اللهُ عليه وعلى قومِه الطُّوفانَ، والجرادَ، والقُمَّلَ، والضَّفادعَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ، كلُّ ذلك يَشْكو إلى موسى عليه السَّلامُ، ويطلُبُ إليه أنْ يكُفَّها عنه، ويُواثِقُه على أنْ يُرسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنه، أخلَفَ موعِدَه ونكَثَ عهدَه.
فأُمِرَ موسى عليه السَّلامُ بالخُروجِ بقومِه، فخرَجَ بهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ فرعونُ ورأى أنَّهم قد مَضَوا، أرسَلَ في المدائنِ حاشرينَ، فتبِعَهم بجُنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى البحرِ: أنْ إذا ضرَبَك مُوسى بعصاهُ، فانفرِقْ له اثنتَيْ عشْرةَ فِرقةً، حتَّى يجوزَ موسى عليه السَّلامُ ومَن معه، ثمَّ الْتَئَمَ على مَن بقِيَ بعدُ مِن فرعونَ وأشياعِه، فنسِيَ مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يضرِبَ البحرَ بالعصا، فانْتَهى إلى البحرِ وله قصيفٌ؛ مخافةَ أنْ يَضرِبَه موسى عليه السَّلامُ، وهو غافِلٌ، فيصيرَ عاصيًا اللهَ عَزَّ وجَلَّ. فلمَّا تراءى الجَمْعانِ وتقارَبَا، قال أصحابُ موسى: إنَّا لمُدْرَكونَ، افعَلْ ما أمرَكَ به ربُّك عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّك لم تكذِبْ ولم تُكْذَبْ، فقال: وعَدَني ربِّي عَزَّ وجَلَّ إذا أتيْتُ البحرَ، انفرَقَ لي اثنتيْ عشْرةَ فِرقةً حتَّى أُجاوزَه، ثمَّ ذكَرَ بعدَ ذلك العصا، فضرَبَ البحرَ بعصاه حين دنا أوائلُ جُندِ فرعونَ مِن أواخرِ جُندِ مُوسى عليه السَّلامُ، فانفرَقَ البحرُ كما أمَرَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وكما وُعِدَ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا أنْ جاوَزَ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُه البحرَ، ودخَلَ فِرعونُ وأصحابُه، الْتَقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ. فلمَّا جاوَزَ مُوسى عليه السَّلامُ البحرَ، قال أصحابُه: إنَّا نخافُ ألَّا يكونَ فِرعونُ قد غرِقَ، فلا نُؤمِنُ بهلاكِه، فدعا ربَّه عَزَّ وجَلَّ، فأخرَجَه له ببدنه حتَّى استيْقَنوا بهلاكِه. ثمَّ مَرُّوا بعدَ ذلك {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، إلى {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139]، قد رأيتُمْ مِن العِبَرِ، وسمِعْتُم ما يَكْفيكم، ومَضَى.
فأنزَلَهم مُوسى عليه السَّلامُ منزلًا، ثمَّ قال لهم: أطيعوا هارونَ عليه السَّلامُ؛ فإنِّي قد استخلفْتُه عليكم، وإنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي عَزَّ وجَلَّ، وأجَّلَهم ثلاثينَ يومًا أنْ يَرجِعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربَّه وأراد أنْ يُكلِّمَه ثلاثينَ يومًا، وقد صامهنَّ: ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، وكرِهَ أنْ يُكلِّمَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ ورِيحُ فَمِه رِيحُ فَمِ الصَّائمِ، فتناوَلَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن نباتِ الأرضِ شيئًا فمضَغَه، فقال له ربُّه عَزَّ وجَلَّ حين لقاه: لِمَ أفطرْتَ؟ -وهو أعلَمُ بالَّذي كان- قال: يا ربِّ، إنِّي كرِهْتُ أنْ أُكلِّمَك إلَّا وفَمِي طيِّبُ الرِّيحِ، قال: أوما علِمْتَ يا مُوسى أنْ رِيحَ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندي مِن رِيحِ المِسْكِ؟ ارجِعْ حتَّى تصومَ عشْرًا ثمَّ ائْتِني، ففعَلَ مُوسى عليه السَّلامُ ما أُمِرَ به. فلمَّا رأى قومُ مُوسى عليه السَّلامُ أنَّه لم يرجِعْ إليهم للأجَلِ ساءَهم ذلك، وكان هارونُ عليه السَّلامُ قد خطَبَهم، فقال لهم: خرجْتُم مِن مِصْرَ ولقومِ فرعونَ عندي عواري وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك، وأنا أرى أنْ تحتَسِبوا ما لكم عندهم، ولا أحلَّ لكم وديعةً اسْتُودِعْتُمُوها، ولا عاريَّةً، ولسنا برادِّين إليهم شيئًا مِن ذلك، ولا مُمْسِكيه لأنفُسِنا، فحفَرَ حفيرًا، وأمَرَ كلَّ قومٍ عليهم شَيءٌ مِن ذلك؛ مِن متاعٍ أو حِليةٍ أنْ يَقْذِفوه في ذلك الحفيرِ، ثمَّ أوقَدَ عليه النَّارَ، فأحرَقَه، فقال: لا يكونُ لنا، ولا لهم. وكان السَّامريُّ رجلًا مِن قومٍ يَعْبُدون البقرَ جيرانٍ لهم، ولم يكُنْ مِن بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع مُوسى عليه السَّلامُ وبني إسرائيلَ حين احْتملوا، فقُضِيَ له أنْ رأى أثرًا، فأخَذَ منه بقبْضَتِه، فمَرَّ بهارونَ، فقال له هارونُ عليه السَّلامُ: يا سامريُّ، ألَا تُلْقي ما في يدَيْك؟ وهو قابضٌ عليه لا يَراه أحدٌ طوالَ ذلك، فقال: هذه قبْضةٌ مِن أثرِ الرَّسولِ الَّذي جاوَزَ بكم البحرَ، ولا أُلْقيها لشَيءٍ إلَّا أنْ تَدْعُوَ اللهَ إذا ألقيْتُها أنْ تكونَ ما أُرِيدُ، فألْقاها، ودعا اللهَ هارونُ عليه السَّلامُ، فقال: أريدُ أنْ يكونَ عِجْلًا، واجتمَعَ ما كان في الحُفرةِ مِن متاعٍ له، أو حِلْيةٍ، أو نحاسٍ، أو حديدٍ، فصار عِجْلًا أجوفَ ليس فيه رُوحٌ، له خُوارٌ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لا واللهِ ما كان له صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الرِّيحُ تدخُلُ مِن دُبُرِه وتخرُجُ مِن فَمِه، فكان ذلك الصَّوتُ مِن ذلك.
فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا؛ فقالت فِرقةٌ: يا سامريُّ، ما هذا فأنت أعلَمُ به؟ قال: هذا ربُّكم عَزَّ وجَلَّ، ولكنَّ مُوسى عليه السَّلامُ أضَلَّ الطَّريقَ. وقالت فِرقةٌ: لا نُكذِّب بهذا حتَّى يرجِعَ إلينا مُوسى، فإنْ كان ربَّنا لم نكُنْ ضيَّعْناه وعجَزْنا فيه حِينَ رأيْناه، وإنْ لم يكُنْ ربَّنا، فإنَّا نتَّبِعُ قولَ مُوسى عليه السَّلامُ. وقالت فِرقةٌ: هذا عمَلُ الشَّيطانِ، وليس بربِّنا، ولا نُؤْمِنُ، ولا نُصدِّقُ. وأُشْرِبَ فِرقةٌ في قُلوبِهم التَّصديقَ بما قال السَّامريُّ في العجلِ، وأعْلَنوا التَّكذيبَ، فقال لهم هارونُ عليه السَّلامُ: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: 90]، وإنَّ ربَّكم ليس هكذا، قالوا: فما بالُ مُوسى عليه السَّلامُ؛ وعَدَنا ثلاثينَ يومًا ثمَّ أخلَفَنا، فهذه أربعونَ قد مَضَت؟! فقال سُفهاؤُهم: أخطَأَ ربَّه، فهو يطلُبُه ويتبَعُه. فلمَّا كلَّمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مُوسى عليه السَّلامُ وقال له ما قال، أخبَرَه بما لقِيَ قومُه بعده. {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه: 86]، وقال لهم ما سمِعْتُم في القُرآنِ وأخَذَ برأْسِ أخِيه، وألْقى الألواحَ مِن الغضَبِ، ثمَّ عذَرَ أخاه بعُذْرِه، واستغفَرَ له، وانصرَفَ إلى السَّامريِّ، فقال له: ما حمَلَك على ما صنعْتَ؟ قال: قبَضْتُ قبضةً مِن أثرِ الرَّسولِ وفطِنْتُ لها، وعُمِّيَت عليكم، فقَذفْتُها؛ وكذلك سوَّلَت لي نَفْسي. قال: {اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} إلى قولِه: {نَسْفًا} [طه: 97]، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منه. فاستيقَنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغْتَبَطَ الَّذين كان رأيُهم فيه مثلَ رأيِ هارونَ عليه السَّلامُ، فقالوا بجماعتِهم لمُوسى عليه السَّلامُ: سَلْ لنا ربَّك عَزَّ وجَلَّ أنْ يفتَحَ لنا بابَ توبةٍ نصنَعُها؛ فيُكَفِّرَ عنَّا ما عمِلْنا، فاختارَ موسى عليه السَّلامُ قومَه سبعينَ رجُلًا لذلك -لا يأْلُو الخيرَ- خيارَ بني إسرائيلَ، ومَن لم يُشْرِكْ في العجلِ. فانطلَقَ بهم ليسأَلَ لهم التَّوبةَ، فرجَفَتْ بهم الأرضُ، فاستحيا نبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من قومِه ووفْدِه حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: 155]، وفيهم مَن قد كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ اطَّلَعَ على ما أُشْرِبَ قلبُه من حُبِّ العجلِ وإيمانِه به؛ فلذلك رجَفَت بهم الأرضُ.
فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] إلى: {فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، فقال: رَبِّ سألْتُك التَّوبةَ لقومي، فقلْتَ: إنَّ رحمتي كتبْتُها لقومٍ غيرِ قومي، فليتَكَ أخَّرْتَني حين تُخْرِجُني حيًّا في أُمَّةِ ذلك الرَّجلِ المرحومةِ، فقال اللهُ له: إنَّ توبتَهم أنْ يقتُلَ كلُّ رجُلٍ منهم مَن لقِيَ مِن والدٍ أو ولدٍ، فيقتُلَه بالسَّيفِ لا يُبَالي مَن قتَلَ في ذلك الموطنِ، وتاب أولئك الَّذين كان خفِيَ على موسى وهارونَ عليهما السلام ما اطَّلَعُ اللهُ عليهم من ذُنوبِهم، فاعتَرَفوا بها، وفعَلوا ما أُمِروا، وغفَرَ اللهُ للقاتِلِ والمقتولِ. ثمَّ سار بهم مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ الأرضِ المُقدَّسةِ، وأخَذَ الألواحَ بعدما سكَتَ عنه الغضبُ، وأمَرَهم بالَّذي أُمِرَ به أنْ يُبَلِّغَهم من الوظائفِ، فثقُلَ ذلك عليهم، وأبَوا أنْ يُقِرُّوا بها، فنتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنَّه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتَّى خافوا أنْ يقَعَ عليهم، فأخَذُوا الكتابَ بأيمانِهم وهم يَصْغُون ينظُرونَ إلى الجبلِ والأرضِ، والكتابُ بأيديهم وهم يَنظُرونَ إلى الجبلِ؛ مخافةَ أنْ يقَعَ عليهم،
ثمَّ مَضَوا إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فوَجَدوا مدينةَ قومٍ جبَّارينَ خَلْقُهم مُنْكرٌ، وذكَرَ من ثِمارِهم أمرًا عجَبًا من عِظَمِها، فقالوا: يا موسى، إنَّ فيها قومًا جبَّارينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخُلُها ما داموا فيها، فإنْ يَخْرجوا منها فإنَّا داخِلونَ، قال رجُلانِ من الَّذين يَخافونَ مِن الجبَّارينَ: آمنَّا بمُوسى عليه السَّلامُ، فخرَجَا إليه، فقالا: نحنُ أعلَمُ بقومِنا، إنْ كنتُمْ إنَّما تَخافونَ ما رأيتُمْ من أجسامِهم وعدَدِهم، فإنَّهم لا قُلوبَ لهم، ولا مَنعةَ عندهم، فادْخُلوا عليهم البابَ، فإذا دخلْتُموه فإنَّكم غالِبونَ. ويقولُ أناسٌ: إنَّهما من قومِ مُوسى عليه السَّلامُ. وزعَمَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ أنَّهما من الجبَّارينَ آمَنَا بمُوسى، بقولِه: {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23]: إنَّما عَنى بذلك: مِن الَّذين يَخافونَ بني إسرائيلَ. {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فأغْضَبوا مُوسَى عليه السَّلامُ، فدعا عليهم، وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يدْعُ عليهم قبلَ ذلك؛ لِمَا رأى منهم من المعصيةِ وإساءتِهم حتَّى كان يومئذٍ، فاستجابَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ له، فسمَّاهم كما سمَّاهم مُوسى عليه السَّلامُ فاسقينَ، فحرَّمَها عليهم أربعينَ سَنةً يَتِيهون في الأرضِ؛ يُصْبِحون كلَّ يومٍ، فيَسِيرونَ ليس لهم قرارٌ، ثمَّ ظلَّلَ عليهم الغمامَ في التِّيهِ، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وجعَلَ لهم ثيابًا لا تَبْلى، ولا تتَّسِخُ، وجعَلَ بين ظَهرِهم حَجرًا مُربَّعًا، وأمَرَ مُوسى عليه السَّلامُ فضرَبَه بعصاهُ، فانفجَرَ منه اثنتا عشْرةَ عينًا، في كلِّ ناحيةٍ ثلاثةُ أعينٍ، وأعلَمَ كلَّ سِبْطٍ عينَهم الَّتي يَشْربون منها، فلا يَرْتحِلونَ من مَنزلٍ إلَّا وجدوا ذلك الحجرَ منهم بالمكانِ الَّذي كان منه أمسِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم: 6/234 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح


الساعة الآن 12:57 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google search by kashkol